كان المصورون يعتبرون محظوظين، حيث أن التكلفة والوقت الذي يتطلبه تصوير فيلم لا يترك لهم الخيار سوى تصويره بشكل جيّد. فلم يكن لديهم سوى 36 صورة موجودة في لفافة الفيلم التي تبلغ قيمتها 10 دولارات، مما يعني أن أي صورة قد التقطوها تعتبر أقل جودة من الصورة التي سيحصلون عليها في وقت لاحق. وفي حال أرادوا معرفة ما إذا كانوا قد تحصلوا على الصورة المرغوب فيها، ينبغي عليهم إنفاق 10 دولارات أخرى لطباعة هذه الصور. وتكلّف كل عملية ضغط على زر الغالق ما يزيد عن 50 سنتًا، بالإضافة إلى ذلك الاضطرار إلى الانتظار إلى أن يقع تطوير لفافة الفيلم يعني أيضًا عدم القدرة على معرفة ما إذا كانت الصورة قد أفسدت مباشرة. وفي حال لم تكن الصورة مناسبة، لا يوجد حل لإصلاحها.
في الحقيقة، تسهّل الكاميرات والهواتف الذكية الحديثة عملية الحصول على صور جيدة من الناحية التقنية، فكل ما تقوم بتصويره تقريبًا سيكون واضحا، وداخل نطاق الضبط البؤري، وجيدا.
اجعل كل صورة تُحسب
لم يعد هناك ما يدعو للقلق من أن يفسد الضبط التلقائي، أو ضبط الآيزو بطريقة خاطئة، أو أن تكون الصورة ضبابية لأي أسباب أخرى. فضلا عن ذلك، كل صورة تلتقطها هي مجانية بشكل أساسي. الجدير بالذكر أنه بسرعة 10 صور في الثانية الواحدة في وضع الاندفاع، يمكن لهاتف أيفون التقاط الصور ذاتها الست والثلاثين على الفور، ويمكنك أيضا الاستمرار في الضغط على زر الغالق قدر ما تشاء. في نهاية المطاف، ستحصل على صور صالحة للاستعمال والتحقق منها على الفور على شاشة العرض البلوري السائل الكبيرة والساطعة.
مع ذلك، لا تعتبر الصور الجيدة صورًا رائعة. لم يعمل رمزيْ التصوير الفوتوغرافي، أنسل آدمز و إليوت إيرويت، جاهدين للحصول على صور مثالية من الناحية التقنية، بل حاولا التقاط صور رائعة وفنية. وهو ما يحصل اليوم أيضًا مع المصورين الرائعين. لا تظهر آني ليبوفيتز عند التقاطها للصور، وتخرج هاتفها الذكي، وتعلن عن انتهاء عملية التصوير. بدلا عن ذلك، تضع هذه المصورة وقتها وجهدها في صورها، حتى لو كانت تستخدم كاميرا حديثة.
إذا كنت ترغب في التقاط صور رائعة، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو العودة إلى الأساسيات ورؤية العالم كمصور فوتوغرافي. في الواقع، يلتقط الأشخاص الآن صورًا أكثر من السابق (1.2 تريليون في عام 2017 فحسب)، لكن أغلبهم لا يفكرون عند التقاط كل صورة، حيث أن مفتاح الصور الرائعة هو التقاط صور أقل والتفكير بشكل أكثر. إليك الطريقة لذلك.
الدخول إلى طريقة تفكير الفيلم
يشتهر أنسل آدمز بصوره بالأبيض والأسود التي تُظهر الجمال الطبيعي للمتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة. التقطت هذه الصورة في كانيون دي تشيلي، أريزونا. وينتمي إلى مجموعة “صور أنسل آدمز للمتنزهات الوطنية والآثار، 1941 – 1942”.
حين تكون هناك تكلفة لكل صورة، فإنها تصبح أكثر أهمية. لا يمكنك فقط التقاط آلاف الصور، بل ينبغي عليك أن تخصص بعض الوقت لكل منها. يتعيّن عليك البدء بتطوير طريقة التفكير هذه، ولست بحاجة في الواقع إلى تصوير الفيلم للحصول عليها.
تمهّل
لا تتعجل. فكر في كل صورة ولا تضغط على زر الغالق بمجرد حصولك على الفرصة. بدلاً من ذلك، خذ وقتك للتفكير فيما تسعى إلى تحقيقه. لماذا ترغب في التقاط صورة في هذا المكان والآن تحديدا؟ هل تريد التقاط صورة لشخص معين أو مكان أو إجازتك في صورة واحدة؟ ما هو الشعور الذي ترغب في أن يصل إلى الأشخاص عند رؤية الصورة؟
ضع تصوّرا مسبقا للصورة
قبل إخراج الكاميرا (أو الهاتف الذكي) من جيبك، تخيل الصورة التي تريد التقاطها في ذهنك وركّز على شكلها. تعوّد على “رؤية” الصور دون النظر إلى عدسة الكاميرا أو شاشة الهاتف الذكي، واعمل عليها حتى تتحول إلى مهارة تلقائية. هذا هو ما يسمح للمصورين الفوتوغرافيين المحترفين بسحب الكاميرا في أي مكان والتقاط صورة مذهلة دون بذل أي مجهود، فهم يدركون بالفعل ما سيقومون به حتى قبل الإمساك بالكاميرا.
انظر إلى عدسة الكاميرا وتوقّف بشكل مؤقت
لا تلتقط صورة بمجرد توجيه الكاميرا. توقف بشكل مؤقت وألق نظرة. هل هذه أفضل زاوية لالتقاط الصورة منها؟ هل يوجد أي مصدر لتشتيت الانتباه؟ هل ستقوم باقتصاص أي شيء تريد تضمينه؟ غالبًا ما يستغرق الأمر بضع ثوان فحسب لتحديد إطار اللقطة للحصول على الصورة الصحيحة من أول مرة، بدلاً من النظر إلى الصورة بعد التقاطها لتجد مشكلة فيها.
التقط صورة واحدة في كل مرة
اجعل هدفك التقاط الصورة التي تريدها منذ المحاولة الأولى. لا تسمح لنفسك بأخذ الكثير من الصور لأنها مجانية. إذا قيّدت نفسك على لقطة واحدة فحسب لكل مشهد (وربما نسخة احتياطية واحدة)، فأنت بذلك تحاكي إلى حد كبير تصوير الأفلام.
التقط بعض الصور فحسب في كل جلسة تصوير
من الصعب حقًا التركيز على التقاط صور جيدة لأكثر من بضع دقائق في المرة الواحدة. لا تحاول التقاط 50 صورة. بدلاً من ذلك، قيّد نفسك بعدد قليل من الصور في كل جلسة، خمسة أو 10، أو يمكنك تشغيل فيلم كامل وتحديد 36 صورة كحد أقصى في الأسبوع.
التقط صورا باستخدام الوضع اليدوي
تعتبر الأوضاع التلقائية الموجودة في الكاميرات مذهلة لالتقاط صور مثالية من الناحية التقنية، ولكنها تزيل الكثير من الدقة الفنية. إذا كنت تعرف طرق التحكم في الكاميرا، استخدم الوضع اليدوي واضبط جميع الإعدادات يدويا. تؤدي هذه الطريقة إلى إعادة إنشاء تجربة الفيلم وإجبارك على التفكير حقًا فيما ترغب في تحقيقه.
أوقف تشغيل شاشة العرض البلوري السائل الموجودة في الكاميرا
لا تنظر إلى الصور أثناء التقاطها. بدلاً من ذلك، انتقل إلى إعدادات الكاميرا وأوقف تشغيل شاشة العرض البلوري السائل بشكل كامل. في حال لم تتمكن من إلقاء نظرة على الصور إلى أن تصل إلى المنزل، تذكر أن هناك مخاطر للتسرع وإفساد الصور، التي ستجعل من السهل البقاء في عقلية الفيلم.
قم بذلك بدافع الحب
يحب المصورون المحترفون التقاط الصور الفوتوغرافية، ولهذا السبب دخلوا إلى هذا المجال في البداية. لا تدع هذه القيود المصطنعة مصدر إزعاج لك، وبدلاً من ذلك استخدمها للتعمق بشكل أكبر في العملية البطيئة لتصوير صور رائعة. حاول الوصول إلى هذه المرحلة حيث تستمتع بأخذ وقتك.
استخدم أفضل ما يوجد في العالمين
بغض النظر عن نوع الكاميرا التي تملكها، خذ بعض الوقت للحصول على الصورة التي تريدها منذ المحاولة الأولى.
لا تسيئوا فهمي. أعتقد أن التطورات التي وصلت إليها الكاميرات الرقمية الحديثة أمر رائع، فهي أفضل ما وقع التوصل إليه لالتقاط صور في كل موقف تقريبًا، ولكن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت. إذا بدأت تثق في الكاميرا لالتقاط كل صورة، لم يعد الأمر متعلقا بك وبرؤيتك، بل بالشكل الذي تعتقده خوارزميات الشركة الصانعة. ستحصل على الكثير من الصور الجيدة من الناحية الفنية، ولكن غير مثيرة للاهتمام.
تعتبر أفضل طريقة لالتقاط الصور هي استخدام كاميرا حديثة، لكن يمكنك التقاط صورة وكأنك تستخدم فيلما. استخدم وضع اللقطات وشاشة العرض البلوري السائل للتأكد من حصولك على اللقطة التي تريدها في الموقع، لكن لا تعتمد عليها فحسب. تمهل، وتخيل ما تريد تصويره، واعمل من أجل التقاط صورة رائعة بدلاً من مجرد الحصول على صورة جيدة.