انقسم الشارع السوري ما بين مؤيد للضربة العسكرية لسوريا وما بين معارض في وقت بلغت معدلات القتل اليومية في سوريا أعلى أرقامها منذ بدء الحملة العسكرية في آذار 2013 واستخدام أنواع أسلحة محرّمة دولية وعلى رأسها السلاح الكيميائي والذي تم استخدامه مؤخراً في ريف دمشق في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، في وقت تعالت فيه أصوات مؤيدي الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري في ما أسموه تمادي الهجمة الامبرالية الصهيوأمريكية على محور المقاومة والممانعة واستمرار مسلسل تدمير البلاد باسم الثورات العربية.
وفي تسارع لوتيرة المواقف الدولية استبعد البيت الابيض اليوم الثلاثاء القيام بأي عمل عسكري هدفه الرئيسي الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، في الوقت الذي يوازن فيه الرئيس الأمريكي باراك اوباما بين الخيارات رداً على الهجوم بأسلحة كيماوية في سوريا الاسبوع الماضي، ومن المتوقع أن تنشر المخابرات الأمريكية تقريراً يحمّل النظام السوري المسؤولية الكاملة لاستخدام أسلحة كيميائية في الحادي والعشرين من الشهر الجاري بمنطقة ريف دمشق، وكان مبادرة التهديد النووي قد أخطرت الأمم المتحدة بـ 14 اختراق لاستخدام السلاح الكيميائي في سوريا منذ آذار 2013.
وزير الخارجية السوري وليد المعلم كان قد خرج في مؤتمر صحفي ظهر أمس ليدحض رواية المجتمع الدولي باستخدام أسلحة كيميائية في سوريا قال: “كلنا نسمع قرع طبول الحرب من حولنا، اذا كانوا يريدون العدوان على سوريا اعتقد ان استخدام ذريعة السلاح الكيميائي باهتة وغير دقيقة ” ثم أضاف : “اتحداهم ان يظهروا ما لديهم من ادلة”، وأكد المعلم على قوة النظام السوري فقال : “سورية ليست لقمة سائغة، لدينا أدوات الدفاع عن النفس سنفاجىء الآخرين بها”، وفي معرض حديث عن علاقة سوريا بروسيا بعد تصريح الأخيرة بعدم استطاعتها فعل أي شيء في حال توجية ضربة عسكرية لسوريا قال المعلم: “أؤكد أنه ليس هناك تخل روسي عن سوريا، علاقتنا مستمرة في مختلف المجالات ونحن نشكر لروسيا وقوفها إلى جانب سوريا ليس دفاعا عن سوريا بل دفاعا أيضا عن روسيا”.
المعارض السوري وعضو الهيئة السياسيّة للائتلاف الوطني أحمد رمضان كان قد قال ” ليس هناك كلام عن توقيت محدد لأن هذا الأمر عسكري، ولكن هناك حديث عن تحرك دولي وشيك الآن ضد النظام، ونحن نتحدث عن أيام وليس عن أسابيع “، واضاف :”هناك لقاءات تجري بين الائتلاف وقيادة الجيش الحر مع الدول الحليفة ويتم النقاش في تلك اللقاءات حول الأهداف المحتملة، ثمة قائمة بالمطارات التي تنطلق منها الطائرات المزودة بالصواريخ والبراميل المتفجرة، ومقرات القيادة التي تستخدم في إدارة العمليات وتضم ضباطا من النظام والحرس الثوري (الإيراني ) وحزب الله ( اللبناني) “.