ترجمة وتحرير: نون بوست
عاد الشباب السودانيين الذين وقع خداعهم من جانب الإمارات العربية المتحدة بالمال وإرسالهم إلى ليبيا لخدمة حفتر إلى بلادهم. وحسب المصادر التي تواصلت معها صحيفة حريت، فإن الشباب السودانيين الذين أرسلتهم الإمارات إلى جبهات القتال ليبيا قد طالبوا شركة الخدمات الأمنية الإماراتية بمبلغ قدره 30 ألف دولار أمريكي كتعويض.
تصدّر خبر خداع شركة الخدمات الأمنية بلاك شيلد التي تمتلكها الإمارات العربية المتحدة للمئات من الشباب السودانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و20 سنة وإرسالهم إلى ليبيا، الأخبار اليومية في الشرق الأوسط. وبسبب الفقر المنتشر في السودان، وقع استغلال الشباب الذين يبحثون عن عمل خارج البلاد وإرسالهم إلى الإمارات العربية المتحدة للعمل بمعاش شهري قدره 500 دولار أمريكي.
في أراضي قاحلة، دُرب هؤلاء الشبان وجرى إعدادهم (نفسانيا) دون أن يذكر لهم أنهم سوف يرسلون إلى جبهات القتال، إثر ذلك ودون تقديم أي توضيح لهؤلاء الشباب، أُرسلوا إلى ليبيا بغرض حماية مناطق سيطرة خليفة حفتر في بنغازي وآبار النفط المجاورة لها. عقب ذلك، نظّمت عائلات الشباب الذين غادروا السنة الماضية أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر تجمعات في مدينة الخرطوم عاصمة السودان.
على خلفية الضغوطات، عاد جزء من الشباب إلى بلادهم. وفي الوقت الذي عاد فيه حوالي 50 شابا في الأسبوع الماضي إلى السودان، وفقا للمعلومات التي حصت عليها صحيفة حريت التركية، من المنتظر عودة ما يقارب 247 شابا آخرين. وردا على سؤال وجهته له الصحيفة حول هذا الموضوع، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية محمد الجبلاوي قائلا: “أعلمنا الحكومة السودانية رسميا بضرورة حماية الشباب السودانيين وضمان عودتهم إلى بلادهم”
تعويض بقيمة 30 ألف دولار أمريكي
صرّحت مصادر سودانية تواصلت معها صحيفة حريت بأن الشباب السودانيين الذي وقع خداعهم من طرف الإمارات بإرسالهم إلى جبهات قتال ليبية مصممين على وصول قضيتهم إلى الرأي العام الدولي. طالب الشباب السودانيون بتقديم تعويض لهم تبلغ قيمته 30 ألف دولار من شركة الخدمات الأمنية مقابل خداعهم وإرسالهم لخدمة حفتر.
على الرغم من أن شركة بلاك شيلد قامت بتوفير عمل لهؤلاء الشباب في الإمارات العربية المتحدة عقب الفضيحة التي تعرضت لها وللتغطية على الحادثة، إلا أنهم رفضوا هذا العرض. حسب مصادر محلية، ومع استكمال عودة البقية، ينوي الشباب السودانيون الذين عادوا إلى بلادهم بالفعل، إصدار بيان جماعي حول المأساة التي عاشوها. كما بدأ أهالي الشباب السودانيين بتنظيم تجمعات أمام السفارة الإماراتية في الخرطوم ووزارة الخارجية السودانية احتجاجا على خداع الشباب من قبل الإمارات وإرسالهم إلى ليبيا عوض توفير عمل لهم في أراضيها.
بات ولي عهد الإمارات العربية المتحدة الأمير محمد بن زايد يُعرف باسم مدير السياسة الخارجية العدوانية في الشرق الأوسط. من جانبها، نفت شركة بلاك شيلد، التي يملكها بن زايد، الاتهامات الموجهة له بخصوص خداع الشباب.
فهمنا بفضل دورات المياه
في حديثه مع صحيفة الغارديان البريطانية، قال شاب يُدعى حسام سيف الدين: “لقد كذبوا علينا بشأن وجهتنا. وعندما سألنا إلى أين نحن ذاهبون، أجابونا بأننا ذاهبون إلى سويحان، ولكن بعد مضي فترة من الزمن لاحظنا كتابة كلمة بنغازي في دورات المياه”.
ذُكر بأن هؤلاء الشباب، الذين يريدون أن يصبحوا موظفين في شركة خدمات أمنية ليتحولوا إلى مرتزقة في بنغازي الليبية، أجبروا على الإقامة في بناء دون نوافذ وفي ظل ظروف سيئة جدا. في حديثه مع وكالة الأناضول التركية، أورد شاب سوداني يُدعى محمد أحمد عبدو أن مساعد مدير شركة بلاك شيلد للخدمات الأمنية هو أحد جنرالات الفرق العسكرية الإماراتية.
يوم 25 كانون الأول/أكتوبر، أعلنت صحيفة الغارديان عن وجود مرتزقة سودانيين يقاتلون إلى جانب حفتر في ليبيا. وتجدر الإشارة إلى أنه منذ الرابع من نيسان/أبريل 2019، يحاول حفتر تنظيم هجمات للسيطرة على طرابلس، الخاضعة لحكم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة
ميليشيات حفتر تهاجم المدنيين
خلال هجوم ميليشيات خليفة حفتر على العاصمة، وقع قصف حي أبو سليم. ووفقا لمعلومات وكالة الأناضول والبيان الصادر عن عملية بركان الغضب والحسابات الرسمية للعملية على مواقع التواصل الاجتماعي، سقطت قنبلة في حي أبو سليم، وأصيب شخص واحد في الهجوم، وتضررت المنازل والسيارات.
المصدر: حرييت