في ظل اتجاه دول العالم نحو العديد من التصنيفات الدولية العالمية وفي شتى المجالات، يبرز دور هذه المؤشرات Index في تقييم البلدان وعلى مختلف الأصعدة، فمن مؤشر حرية الصحافة إلى مؤشر الفساد والرخاء والسعادة وقوة الجيوش وجوازات السفر، أضحت دول العالم عبارة عن أرقام في جداول متعددة، تحتل الدول الأفضل التصنيفات الأعلى. العراق واحد من الدول التي تشملها غالبية المؤشرات العالمية كل عام.
نون بوست، يفرد تقريرًا خاصًا يعرف فيه القارئ العربي والعراقي على موقع العراق في مختلف المؤشرات المعتمدة عالميًا.
مؤشرات الحرية العالمي وحرية الصحافة وسيادة القانون
يعد مؤشر الحرية العالمي الذي يصدر عن مؤسسة فريدوم هاوس من أبرز المؤشرات العالمية المعنية بمدى توافر حرية التعبير عن الرأي في الدول، ويعتمد المؤشر في تصنيفه على عاملين هما: الحقوق السياسية والحريات المدنية، ويعتمد المؤشر 100 درجة، إذ كلما اقتربت الدولة من 100 كانت الأعلى حرية والعكس صحيح.
العراق وبعد مضي أكثر من 4 أشهر على بدء التظاهرات الشعبية في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وبعد سقوط أكثر من 550 قتيلًا وقرابة الـ19 ألف جريح، سجّل 32 نقطة فقط من مجموع 100 نقطة هي الأعلى في مؤشر الحرية العالمي.
المركز لا يملك أي باحثين في العراق ما يجعله مجهول التصنيف في سيادة القانون
أما مؤشر حرية الصحافة الذي يصدر عن منظمة “مراسلون بلا حدود” فيشير إلى أن العراق عام 2019 لا يزال في المراتب الدنيا باحتلاله المرتبة الـ156 من مجموع 162 دولة وبمجموع نقاط 52.6 فقط.
وعلى خلاف 126 دولة حول العالم يشملهم مؤشر سيادة القانون، لم يصنف المؤشر العالمي لسيادة القانون العراق ولم يعطه أي نقطة سواء كانت إيجابية أم سلبية، وبحسب موقع المؤشر، فإن المركز لا يملك أي باحثين في العراق ما يجعله مجهول التصنيف في سيادة القانون.
مؤشر السعادة العالمي
وكما حال بقية المؤشرات العالمية، احتل العراق المرتبة الـ126 من مجموع 156 دولة حول العالم في مؤشر السعادة العالمي الذي بدأ العمل به لأول مرة عام 2012، إذ يعتمد المؤشر في تصنيفه للدول على عدة معايير من ضمنها حرية اتخاذ القرارات الشخصية وتوقعات الحياة والسخاء والكرم ودخل الفرد وغيرها.
وعلى غرار مؤشر سيادة القانون، غاب العراق عام 2019 عن مؤشر التنافسية العالمية، فمن بين 141 دولة لم يكن للعراق في هذا المؤشر أي دور، إذ يشمل هذا المؤشر ترتيب اقتصادات 141 دولة في العالم، بينها 14 دولة عربية، تصدرت سنغافورة المؤشر عالميًا فيما كانت الصدارة عربيًا لدولة الإمارات التي حلت في المركز الـ25 عالميًا.
ويشير كثير من المراقبين للشأن العراقي إلى أن عدم وجود العراق في هذا المؤشر يرجع إلى افتقاره للمعايير المعتمدة فيه، إذ إن للمؤشر 12 معيارًا وتتضمن قوة المؤسسات والبنية التحتية وبيئة الاقتصاد الكلي والصحة والمهارات والاستعداد التكنولوجي وتطوير بيئة الأعمال الخاصة والابتكار والإبداع وينطبق الحال كذلك على مؤشر العدالة الاجتماعية.
مؤشر جوازات السفر
على الرغم من الكثير من المؤشرات التي احتل فيها العراق مراتب متأخرة، فإن مؤشر قوة جوازات السفر يعد الأسوأ على الإطلاق، إذ كشف مؤشر قوة جوازات السفر العالمي مرتبة العراق التي احتل فيها المرتبة 106 من مجموع 107 دول شملها المؤشر، ولم تأت بعد العراق إلا أفغانستان.
المؤشر وفي تصنيفه لقوة جوازات السفر للدول يعتمد على عدد الدول التي يُسمح فيها لحامل هذا الجواز بالدخول دون تأشيرة، وبالتالي كان العراق من أقل الدول بعد أفغانستان بعدد دول لا يتجاوز 28 دولة يستطيع فيها حامل الجواز العراقي دخولها دون تأشيرة مسبقة.
مؤشر قوة الجيوش
حل العراق في المرتبة الـ51 في قوة جيشه من مجموع 138 دولة حول العالم شملها التصنيف، ويعد هذا التصنيف جيدًا نسبة إلى الكثير من الدول العربية، ويعتمد المؤشر قرابة الـ50 عاملًا في تصنيفه لقوة جيوش العالم من بينها الميزانية العسكرية والترسانة الحربية وعدد أفراد الجيش وغيرها من الموارد.
ويشير كثير من المحللين العسكريين إلى أن هذا المؤشر لا يؤخذ به من جانب قوة الجيوش الحقيقية، إذ إن اعتماد التصنيف على عدد أفراد الجيش يخل بالتصنيف، فمثلًا كوريا الشمالية تتربع في المرتبة الـ25 عالميًا رغم أن جميع المعدات العسكرية التي لديها سوفييتية قديمة ولا تمتلك سلاح جو فعال، غير أن تعداد جيشها الكبير رفع تصنيفها إلى حد مبالغ فيه.
مؤشرات أخرى
عشرات المؤشرات الدولية باتت كل مؤسسة معنية بأحدها، ومن هذه المؤشرات مؤشر قوة الجنسية، إذ يحتل العراق المرتبة الـ149 من مجموع 160 تصنيفًا ضم قرابة الـ200 دولة، وذلك وفق آخر تصنيف صدر عن مؤشر قوة الجنسية عام 2018، فيما لم يحصل العراق على أي تصنيف في مؤشر جودة التعليم العالي خلال الأعوام الماضية.
تكاد تجمع المؤشرات كافة أن الوضع في العراق ليس على ما يرام وفي مختلف المجالات والأصعدة
مؤشر مهم آخر تذيل العراق التصنيف العالمي فيه في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، فقد احتل العراق المرتبة الـ133 في مؤشر سرعة الإنترنت للهواتف النقالة من مجموع 140 دولة شملها التصنيف، فيما احتل المرتبة 107 في سرعة الإنترنت الثابت من مجموع 170 دولة شملها هذا النوع من التصنيف.
مؤشر آخر هو مؤشر الجوع العالمي الذي احتل فيه العراق المرتبة الـ69 من بين 117 دولة شملها المؤشر الذي يعتمد في تصنيفه للدول على مدى إمكانية حصول السكان على الطعام ومدى تنوعه والفرق بين طعام ذوي الدخل المحدود والفقراء عن مستوى الطعام لدى الأغنياء ومقارنة أسعار الطعام مع الوضع الاقتصادي للبلاد.
أما بالنسبة لمؤشر المساواة بين الجنسين SDG Gender index فقد احتل العراق المرتبة 103 من مجموع 129 دولة شملها التصنيف الصادر عن منظمة Equal Measures 2030، وهي منظمة مجتمع مدني بريطانية تهدف إلى دعم المساوة بين الجنسين في العالم.
تكاد تجمع المؤشرات كافة أن الوضع في العراق ليس على ما يرام وفي مختلف المجالات والأصعدة، فهل سيأتي اليوم الذي يتحول فيه الوضع العراقي ليضعه في مستهل التصنيفات الدولية؟