ترجمة وتحرير: نون بوست
عندما يولد طفلك، ستجد نفسك تتساءل كيف سيكون في يوم من الأيام. ستشعر بالفضول تجاه اهتماماته ومواهبه وحياته المهنية المستقبلية والعديد من جوانب الحياة الأخرى. بينما يمكن أن تضطر إلى الانتظار لاكتشاف الكثير من هذه الأشياء، يمكنك البدء في التعرف على مواهب طفلك الطبيعية من اللحظة التي يبدأ فيها باللعب.
في الواقع، يبدأ الأطفال في تنمية مواهبهم في وقت مبكر، لكنهم ليسوا متشابهين. أصبح معروفًا على نطاق واسع أن الأطفال يزدهرون بطرق مختلفة، ويتعلق الأمر بصفة كبيرة بمواهبهم الطبيعية. هناك أشياء يمكنك مراقبتها وعادات أخرى يمكنك تشكيلها من شأنها المساعدة في الكشف عن قدرات طفلك الفطرية.
إن هذه العادات سهلة التنفيذ وسوف تساعد طفلك على أن يصبح الشخص الذي من المفترض أن يكون. يمكنك البدء في التعرف على مواهب طفلك من اللحظة التي يبدأ فيها باللعب. في وقت لاحق، يمكنك تعزيز هذه المواهب من خلال اتباع بعض العادات الحاسمة التي سوف تساعده خلال مشواره.
عادات تكشف عن مواهب طفلك الطبيعية
مراقبتهم وهم يلعبون
ابحث عما ينجذب إليه أطفالك عمومًا. إذا كانوا يفضلون الأنشطة الجماعية أو اللعب بمفردهم، فهذه عادات يمكن أن تكشف شيئا ما عن مواهبهم. ينبغي مراقبة ميولاتهم الأخرى أثناء اللعب مثل ما إذا كانوا يلعبون جالسين بهدوء أو يفضلون الركض. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي عليك ملاحظة ما يختارونه أولاً من بين الخيارات المتاحة مثل الكتابة أو الرسم أو اللعب على جهاز إلكتروني أو ممارسة نشاط بدني أو أي نوع آخر من الاهتمامات.
أعطهم الخيارات
إذا كنت تريد من أطفالك أن يكتشفوا الألعاب الرياضية، فدعهم يختارون الألعاب التي يرغبون في تجربتها بدلاً من اختيار واحدة لهم. ينطبق الأمر نفسه على دروس الموسيقى أو أي أنواع أخرى من الأنشطة. اسمح لطفلك بالاختيار من بين الخيارات الحقيقية مثل القرع على الطبول أو العزف على الغيتار أو الغناء أو البيانو. عندما يتعلق الأمر بالرياضة، اسمح لهم باستكشاف أي لعبة يريدونها. ينطبق الشيء نفسه على دروس الفنون حيث يمكنهم الاختيار بين الرسم أو النحت أو الرسم التخطيطي.
اسمح لهم باكتشاف مواهبهم وادعم اهتمامهم بأريحية
حتى لو لم تفهم اهتمامات أطفالك، فإنه ينبغي عليك دعمهم دائما. فعلى سبيل المثال، قد يكون الطفل الذي يحب ممارسة ألعاب الفيديو مهتمًا بفن الرسم البياني أو تحريك الصور أو حل المشكلات أو سرد القصص. بينما لا يزال يتعين عليك تقييد وقت الشاشة، اسمح لطفلك بقدر لا بأس به من وقت اللعب لاستكشاف وتطوير مواهبه. ادعم هذه المواهب من خلال إخبار طفلك بأنها جيدة في نواحي معينة. هذه التعليقات سوف تحدث فرقا كبيرا وستترك انطباعا دائما.
قدّم لهم الإثراء في مجالات اهتمامهم
إذا كان أطفالك مهتمين برياضة معينة، خذهم لمشاهدتها تُلعب على أرض الواقع. وبالمثل، إذا كانوا يعزفون على آلة الجاز، خذهم لمشاهدة حفل موسيقى الجاز. فكر في أية اهتمامات لديهم أو أنشطة يبدو أنهم موهوبون بها وخذهم إلى الأحداث ذات الصلة. إن القيام بذلك يقدم لهم الإثراء، مما يساهم في غرس تلك المواهب في أذهانهم. هذا يساعدهم على الاستمتاع بالنشاط أكثر وفهمه.
لا تدفعهم إلى القيام بشيء لا يستمتعون به
حتى لو كان طفلك متميزا في شيء ما، فلا يجب أن تدفعه إلى ممارسته ما إذا كان لا يرغب في ذلك. ينبغي على طفلك أن يمارس المواهب والهوايات باستمتاع وشغف، ذلك أن ممارسته للنشاط الذي يتميز فيه بمعنويات متدنية لن يعود عليه بالنفع.
في المقابل، إذا دفعت طفلك للقيام بنشاط لا يستهويه فذلك من شأنه أن ينعكس سلبا على الأنشطة التي يرغب في ممارستها بالفعل. ومن الضروري أن تسمح لطفلك بقضاء بعض الوقت في العثور على الأنشطة التي يجيدها ويستمتع بها على أكمل وجه.
لمعرفة ما إذا كان طفلك يهوى نشاطا ما، اهتم بالتصرفات التالية:
-
يطرح الطفل الكثير من الأسئلة التي تتعلق بذلك النشاط
-
يرغب الطفل في التحدث عن ذلك النشاط
-
يشعر الطفل بالمرح ويصبح في مزاج جيد
-
يرغب الطفل في إعادة ممارسة ذلك النشاط بكل حرية
التواصل بشكل إيجابي
عندما تتواصل مع طفلك بشكل إيجابي، فإن الأمر لا يقتصر فقط على قول العبارات التحفيزية. من الأفضل أن تخاطب طفلك عن طريق طرح بعض الأسئلة ومدحه لقيامه بعمل جيد وإظهار الاهتمام والحماس في كل نشاط جيد يقوم به. ولكن عليك أن لا تكون متسلطا، لأن الإفراط في التسلط من شأنه أن يفقد طفلك الاهتمام أو التحفيز. كما أن الضغط أكثر من اللازم ينمي لدى الطفل الشعور بالإكراه. لذلك، عليك أن تساند طفلك في اختيار الموهبة التي يهوى ممارستها مع إظهار مشاعر الحماس والدعم كذلك.
احرص على حصول طفلك على الوقت اللازم للتواصل مع الآخرين
تعد التنشئة الاجتماعية أمرا بالغ الأهمية في صفوف الأطفال ويعود ذلك لعدة أسباب. عند اكتشاف المواهب، يحتاج الأطفال إلى أن يناقشوا الأشياء التي يحبونها والتي يمارسونها مع أقرانهم. ومنحهم هذه الفرصة يسمح لهم بالتعبير عن محاور الاهتمام بالنشاط الشغوفين به، ويساعدهم على إثبات قوة شخصيتهم وقدرتهم على اختيار الأشياء التي يرغبونها بين أقرانهم. كما أن التحدث بهذه المواضيع مع أصدقائهم، يتيح لهم فرص زيادة فهم مواهبهم على الصعيد الشخصيّ.
فكر في تسجيل طفلك في المسابقات
إذا كان طفلك مساندا لهذه الفكرة، فدعه يشارك في مسابقة. وذلك من شأنه أن يتيح له تحديد ما إذا كان النشاط يناسبه تماما أم لا، ويمنحه نظرة ثاقبة حول المجالات التي يحتاج أن يحسّنها. خلال المسابقة، لا تزعج طفلك أو تنهال عليه بالنصائح، كل ما عليك فعله هو منحه الدعم والتشجيع بشكل إيجابي فقط. وتذكر أن تضع في اعتبارك تحديد كيفية دعم طفلك، والتفكير في تسجيله في مسابقة أخرى أم لا.
علم طفلك العمل بجد
لن تعرف أبدًا المواهب التي يتميز بها طفلك إذا لم تعلمه العمل بجد. عموما، يحتاج الأطفال إلى التدرب والعمل على تحقيق التحسن المستمر، حتى لو كان ذلك على مستوى نشاط يعدون موهوبين فيه. بإمكانك دعم المواهب التي تعتقد أن طفلك يمتلكها من خلال تعليمه العمل بجد. كما سيكون ذلك مفيدًا بشكل خاص أثناء المسابقات والفرص المتاحة للتحسن. ولكن تذكر أنه لا يجدر بك أبدًا أن تمارس ضغطًا كبيرًا على طفلك، وحاول أن تضمن حصوله على فرص للاختلاط الاجتماعي والتعلم والاسترخاء.
اسمح لطفلك باتخاذ القرار النهائي دائما
إذا كانت هناك مخاوف تتعلق بالسلامة، يجب عليك دائمًا وضع حد لها. ومع ذلك، إذا لم تكن هناك مخاوف، فيجب أن تترك جميع القرارات المتعلقة بالنشاط للطفل. سيضمن ذلك عدم شعور الأطفال بالضغط والإرهاق، وسيسمح لهم بمعرفة أنه من الممكن أن يرفضوا شيئا ما إذا كانوا لا يريدون فعله. وإذا شعر الطفل بالضغط أو بالإرهاق، فقد يشعر بالخوف من النشاط الذي كان يحبه يومًا ما. إذا كنت ترغب حقًا في مساعدة أطفالك على الكشف عن أي موهبة طبيعية، فمن الضروري أن تسمح لهم بأخذ زمام المبادرة.
ما يجب عليك تجنبه عند اكتشاف المواهب الطبيعية للطفل
-
إرغام الطفل على فعل شيء لا يشعر بالراحة أثناء القيام به أو لا يستمتع به.
-
حث الأطفال على التنافس عندما لا يكونون مستعدين لذلك.
-
تشجيعهم على فعل أي شيء قد يكون خطيرًا أو ضارًا.
-
حثهم على القيام بالكثير من الأنشطة في نفس الوقت.
-
مقارنة طفلك بأطفال آخرين أو الإشارة إلى مدى استعداد شخص آخر أكثر منه.
-
التشاؤم بشأن تقدمهم أو مستقبلهم في نشاط معين، أو حتى التشاؤم بطريقة تجعلهم يعتقدون أنهم لا يستطيعون أن يكونوا ما تريدهم أن يكونوا عليه.
-
السماح للطفل بالمشاركة عندما يكون مريضًا أو قلقًا جدًا.
-
تحديد مواصفات لطفلك بناءً على قدراته.
لماذا يعد الكشف عن المواهب الطبيعية للطفل مهما؟
لن يدرك الأطفال أبدًا الخيارات الأنسب عند اختيار الهوايات والأنشطة التي يجب أن يسعوا إلى تحقيقها إذا لم يتلقوا المساعدة مطلقًا. من خلال تقديم خيارات مختلفة وتشجيعهم على مواصلة التعلم والمحاولة بجد، فإنك ستساعدهم على معرفة الشخص الذي من المفترض أن يكونوا عليه والشيء الذي يمكن أن يمثل شغفهم طوال حياتهم. في الواقع، لن تساعدهم على اكتشاف الأنشطة الضرورية بالنسبة لهم ومواهبهم الطبيعية فقط، وإنما ستساعدهم أيضًا على بناء ثقتهم وتعزيز احترامهم لذواتهم.
تعد المساعدة في الكشف عن المواهب الطبيعية لطفلك أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لهم منذ بداياته. سيحمي ذلك أطفالك من أن يُجبروا على فعل شيء لا يتقنونه أو لا يهتمون به، وسيساعدهم على اكتشاف ما قد يرغبون في تحقيقه في حياتهم. يمكن لهذه العادات البسيطة أن تغير مسار حياة طفلك نحو الأفضل. وباتباع هذه العادات، ستجنبهم مشقة البحث عن مواهبهم واهتماماتهم لاحقًا.
المصدر: بور أوف بوزيتفتي