ترجمة وتحرير نون بوست
لم يكن البودكاست (التدوين الصوتي) أكثر شعبية مما هو عليه الآن، في الحقيقة هناك أكثر من 800 ألف بودكاست فعال في 2019 فقط، ومن المتوقع أن يزداد الرقم في الأعوام القادمة، فما السبب وراء انتشاره؟
يعد البودكاست من أهم أدوات صنع المال، فحوالي ثلث الأمريكيين يستمعون إلى بودكاست واحد على الأقل في الشهر وقد لاحظ المعلنون ذلك، فقاموا باستخدام حوالي نصف مليون دولار في إعلانات البودكاست في 2018، ومن المفترض أن يزداد الرقم بمرور الوقت.
يعتبر البودكاست شكل من أشكال التسويق التي لا تزيد فقط من جمهورك بل تساعد في زيادة مصداقيتك، قديمًا كان الأمر معقد ويحتاج إلى معدات باهظة لإنتاج بودكاست، أما اليوم مع تقدم التكنولوجيا يستطيع أي شخص يملك حاسب محمول جيد أن يسجل البودكاست الخاص به.
هناك ملايين الأسباب التي تدفعك لكي تبدأ في صنع البودكاست الخاص بك، وهناك فارق كبير بين إطلاق بودكاست لا يستمع إليه أحد، وإطلاق بودكاست ناجح يساعدك في تسويق علامتك التجارية وربما يجلب لك أموالًا كثيرة.
وهذه النصائح تساعدك في إطلاق بودكاست ناجح:
استثمر في معدات لائقة
لست بحاجة لإنفاق آلاف الدولارات لشراء معدات وبرامج تسجيل باهظة، يمكنك أن تبدأ فقط بميكروفون لائق، فالبودكاست ذو الجودة الصوتية الرديئة لا يلاقي فرصة للنجاح، ويعد البودكاست شكل من أشكال التسلية فلا أحد يرغب في إرهاق نفسه لسماعك أنت وضيوفك.
وجود ميكروفون لائق وسماعة رأس جيدة وبعض أدوات التحرير الصوتي الأساسية يشكل فارقًا كبيرًا في جودة البودكاست، هذا الاستثمار الأولي صغير نسبيًا مقارنة بالمكاسب المحتملة، مما يجعله غير عقلاني.
اختر موضوعًا مناسبًا
يلعب موضوع البودكاست دورًا كبيرًا في تحديد نجاحه، هذا لا يعني أنه يتوجب عليك اختيار موضوع تعتقد أنه يجب عدد كبير من الجمهور، بل يعني أن تختار موضوعًا تستطيع أن تلتزم به لفترة طويلة، وإذا كنت شغوفًا حقًا بما تتحدث عنه فسوف يؤثر ذلك في الآخرين الذين يشاركونك الشغف نفسه.
لا يرغب أحد في سماع أحدهم وهو يتفوه بكلام فارغ عديم الخبرة عن موضوع لا يهتمون به، لذا فاختيار موضوع تعلم عنه جيدًا وتهتم به سيجعل الجمهور يستمع إليك ويقدر ما تقوله، وهناك احتمالية أن يشاركوا البودكاست مع آخرين لديهم نفس الاهتمامات.
أما إذا كنت ستنتقل من موضوع إلى آخر حسب التوجه المنتشر خلال الأسبوع فإنك ستفقد قوتك قريبًا وسيلاحظ جمهورك الأمر، لذا تمسك بموضوعات تحبها وتعلم عنها جيدًا، فالجمهور المستمع يستطيع دائمًا تحديد الفرق.
اصنع بودكاستًا مميزًا
يهتم الكثير من مقدمي البودكاست بعنوانه والأمور الفنية والإطلاق لكنهم ينسون البودكاست نفسه، إذا لم تكن متمرسًا في العمل الإعلامي ستكون أول الحلقات متواضعة نوعًا ما، لكن مثل أي شيء في الحياة، يجب أن تواصل التدرب على صنع البودكاست حتى تصبح جيدًا فيه.
لم يكن جو روجان (مضيف بودكاست شهير) خبيرًا عندما بدأ حلقاته “Joe Rogan Experience” قبل عقد من الزمان، فقد وقع في كثير من الأخطاء لكنه واصل العمل، لذا ما تسمعه اليوم هو 10 سنوات من الخبرة والتعلم والممارسة.
لكي تسجل بودكاست ناجح يجب أن تقوم مضيفًا جيدًا، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هو أن تواصل التسجيل، إذا كنت جادًا في رغبتك فيجب أن تعمل بجد من أجل ذلك، فما لم تكن أحد المشاهير بالفعل ستقل فرص سماع الناس لك.
واصل التعلم وشحذ حرفتك واسع نحو تقديم الأفضل، في النهاية سوف تصل إلى مستوى يستمتع فيه الناس بالاستماع لما تقدمه.
حقق التوازن
بمرور الوقت ستبدأ غالبًا في استقبال تعليقات واقتراحات من جمهورك، بعضهم سيرغب في تغييرر الشكل وبعدهم سيطلب ضيوفًا بعينهم، قد يكون من الحكمة أن تستمع إلى جمهورك، لكن من الضروري أن تحافظ على هوية البودكاست.
لا تكن منقادًا لجمهورك، فالبودكاست النابع من محادثة حقيقة أكثر إثارة من البودكاست التي يتبع التيار، كن حاسمًا وتحكم في اتجاه البودكاست وكيف تحب أن يبدو، فجمهور البودكاست لا يحب المحادثات الضعيفة، إنهم يرديون تسجيلات حقيقية قوية.
كن صاحب رأي وهوية ثابتة وسوف يفهمك جمهورك بمرور الوقت ويستمتعون بمحادثاتك، لكن ذلك لا يعني أن تتجاهل جمهورك تمامًا، بل يعني أن تبني هويتك أولا ثم تدع جمهورك الأساسي يساعدك بعد ذلك في تشذيب الحواف.
اجعل البودكاست صديق لمحركات البحث
لا يدرك الكثير من الناس أن “آيتونز” و”جوجل بودكاست” محركات بحث، لاكتشتاف ذلك اكتب “paleo” في محركات البحث الخاصة بهم، ستجد أن العديد من التسجيلات تحتوي على هذه الكلمة في العنوان أو الوصف.
مع هذه المعلومات الجديدة ستحتاج إلى معرفة بعض الكلمات الأساسية التي يجب أن يحتوي عليها عنوان البودكاست والوصف لتحصل على بعض الترتيب، لكن لا تكثر من تلك الكلمات حتى يبدو العنوان طبيعيًا، وجود تلك الكلمات في عنوان البودكاست ووصفه يجعل من السهل العثور عليه وبالتالي يساهم في نجاحه.
احصل على ضيوف رائعين وكن مضيفًا مميزًا
يعد الضيوف عاملًا هامًا في نجاح البودكاست، فالضيف الخبير لن يقدم فقط مشاركات ذكية ومثيرة، لكنه سيجلب لك الكثير من المتابعين أيضًا، ربما تكون خبيرًا فيما تعرضه لكن سماع رأي آخر مختلف سيكون له قيمة لديك ولجمهورك، وإذا كنت محظوظًا بما فيه الكفاية للحصول على ضيف مميز فتأكد أن تعامله باحترام.
هذا لا يعني أن تتمسك فقط بالنص والأسئلة التي أعددتها، بل اسمح لهم باكتشاف الموضوعات ومشاركة خبراتهم كذلك، وبالمثل إذا كنت ضيفًا لدى أحدهم فاغتنم الفرصة لتعرض أفكارك على جمهور جديد وتسمح لهم باكتشاف البودكاست الخاص بك.
لا تخش من الترويج لعرضك في كل فرصة مناسبة، هذا لا يعني أنك تسرق جمهور مضيفك، إنك بذلك تتيح فرصة للجمهور لاكتشاف شيء جديد قد يستمتعون به.
كن متسقًا مع ذاتك
ككل شيء في الحياة يعد الاتساق مفتاح النجاح، حدد لنفسك جدولًا زمنيًا والتزم به بشكل كامل، فجمهورك يحتاج للتأكد من أنه يستطيع الاعتماد عليك وأنك ستشارك بانتظام، ومن خلال منحهم شعورًا بالأمان وأنك موجود لأجلهم ستبدأ في بناء الثقة والولاء بينك وبين مستمعيك، ليس هناك طريقة لخسارة جمهورك أسهل من النشر بشكل متقطع وغير متسق.
أنت بحاجة لأن تكون جزءًا من حياة جمهورك وروتينهم، يجب أن تكون شيئًا ما يتطلعون إليه وينتظرون موعده دائمًا.
المصدر: سيرش إنجين جورنال