ترجمة وتحرير: نون بوست
يعدَ العالم مليئًا بقصص الأغنياء الذين بدؤوا من الصفر وحققوا نجاحًا مُبهرًا، بداية من إيلون ماسك ولاري بايج وصولًا إلى مارك زوكربيرغ وأوبرا وينفري. ولسائل أن يسأل، من لا يأمل من أعماق قلبه في أن يصبح طفله من أغنى الناس في العالم؟ لكن يبقى السؤال المطروح كيف تربّي طفلك ليكون شخصًا ناجحًا؟ في هذا الصدد، بحث موقع “برايت سايد” في كل ركن على شبكة الإنترنت للحصول على إجابة. وعلى الرغم من عدم وجود حل مثالي، إلا أن هناك العديد من الأساليب التي يمكنك الشروع في اتباعها في الوقت الحاضر لمساعدة أطفالك على تحقيق المزيد من الرخاء في المستقبل.
تحدث إلى أطفالك عن المال
لا يعدّ هذا الموضوع محظورًا. وعمومًا، ينبغي على الطفل في سن مبكرة أن يعرف مصدر الأموال، وفيم تُستخدم، وكيف يمكن للمرء أن يجنيها.
● حاول لفت انتباهه إلى الأسعار عند اصطحابه للتسوق معك. سيسعد الطفل في أن يكون جزءًا فعالًا من عملية التسوق. علاوة على ذلك، اسمح له باختيار شيء ما من قائمة المشتريات الخاصة بك وأخبره عن تكلفتها، مما يجعله يدرك سبب اختيارك لمعجون الأسنان الذي تبلغ قيمته 1,20 دولار بدلا من معجون أسنان مماثل سيكلفك خمس دولارات.
● اشرح له طبيعة عملك مع شريكك، والسبب وراء ذهابكما إلى العمل كل يوم، وما معنى أن تتقاضى راتبًا شهريًا.
● أثناء تناول وجبة العشاء، تحدث عن يوم تسوق طويل أو إجازة مستقبلية من خلال التطرّق إلى الجانب المالي.
2. أرسل ابنك لتبضع بعض الحاجيات
لا تحتاج إلى السماح لطفلك بالخروج من المنزل بمفرده حيث يمكنك مرافقته ومراقبة تحركاته. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سبع إلى تسع سنوات أداء هذه الأنواع من المهام بكفاءة. كما يمكنهم طلب المساعدة في حال كانوا أصغر سنا ولا يجيدون القراءة بشكل صحيح.
● ما عليك سوى التأكد من أن طفلك يمتلك قائمة المشتريات والمال، ويدرك الوجهة التي سيقصدها.
● يتعيّن على الطفل اختيار المنتجات المذكورة في القائمة والالتزام باقتناء ما كتب فيها. كما يتعين عليهم حساب المبلغ المطلوب من المال وسداده.
● من الأفضل تكليفه بشراء أشياء بسيطة. ولا تكلّف أحد أطفالك الصغار بمهمة شراء أغراض البقالة الأسبوعية، وإلا ستضطر أنت وأفراد عائلتك إلى تناول الشوكولاتة طوال الأسبوع.
على سبيل المثال، تُدرج مدارس مونتيسوري حول العالم هذه الطريقة في نظام التعليم المالي، حيث يذهب الطلاب إلى المتجر ويشترون المنتجات لبقية زملائهم، على غرار الفاكهة للغداء أو الخبز في وقت لاحق من اليوم. وبالنسبة للأولياء، يمكن أن يكون ذلك تدريبًا ممتازًا حول كيفية جعل أطفالهم يعتمدون على أنفسهم. وتتكلّل المهمة بالنجاح عندما ينجح الطفل في فعل كل شيء بمفرده، دون مساعدة والديه.
3. ممارسة الألعاب المرتبطة بالاقتصاد
● تعدّ لعبة “المونوبولي” و”التدفّق النقدي” من الألعاب اللوحية الرائعة، وذلك لأن المشاركين فيها يمكنهم التعلّم بسرعة المسائل المتعلقة بالاستثمارات والموجودات والالتزامات والضرائب.
● إذا كان لديك أطفال صغار، حاول مشاركتهم في ممارسة ألعاب على غرار لعبة “البنك” أو “المتجر” أو أية لعبة أخرى توضح لهم كيفية عمل النظام المالي العالمي.
● يمكن أن تساعدك المنتزهات الترفيهية التي يتظاهر فيها الأطفال بأنهم بالغون على الارتقاء بهذا النوع من الألعاب إلى مستوى جديد. بعبارة أخرى، يمكن لطفلك “العمل” كأمين صندوق، أو مدير بنك، أو مُقرض، ويجني المال الذي يمكن أن ينفقه.
4. نظرية الحصالات الثلاثة – الخطوة الأولى لإنشاء الميزانية
يُروّج كل من “روبرت كيوساكي”، مؤلف كتاب الأب الغني والأب الفقير، ومارك ألين، مؤلف كتاب “دورة المليونير”، لهذا المفهوم في كتبهم. بعبارة أخرى، سيحتاج طفلك إلى ثلاث أو أربع حصالات، ليستخدم كل منها لتوفير المال لغرض مختلف.
● المدخرات: يمكن للناس ادخار مبالغ وفيرة من المال بشكل تدريجي لتحقيق أحلامهم. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر عادة ادخار المال ممارسة جيدة للحصول على قروض مستقبلية.
● النفقات: لا يعرف جميع البالغين كيف يتحلّون بالصبر وبالنسبة لبعض الأطفال، فإن الأمر أشد صعوبة. لذلك، ستساعد هذه الحصالة الصغيرة الطفل على فهم مدى أهمية الأموال التي يجمعها بمرور الوقت.
● الاستثمارات: لا تتاح للأطفال العديد من الفرص لإنشاء الممتلكات، ولكن يمكنك في كل وقت أن تطلب من البنك المحلي الخاص بك فتح حساب يتيح لهم جمع الفوائد من مدخراتهم.
● عمل خيري: تعدّ الحصالة وسيلة ضرورية لتعليم الطفل أنه لا ينبغي جني المال فحسب، وإنما من الجيد العطاء وتقديم المساعدة. فعلى سبيل المثال، يمكنه استخدام أمواله لإطعام قطة مشرّدة أو المساعدة في عمل خيري.
في هذا الإطار، يعود الأمر إلى رغبة الطفل في إنفاق أمواله على هذه الأمور أو ادخارها. عموما، إذا كنت تعتقد أن هذه الطريقة مفيدة، فيمكنك البدء بمنحه حوالي ثلاث دولارات في الأسبوع. وبهذه الطريقة سوف يملئ حصالاته الصغيرة تدريجيا.
5. لا تقل لطفلك “لا أستطيع شراء ذلك لك”
يتطرّق بعض الآباء إلى هذه العبارة كذريعة لتجنب إفساد أطفالهم، حيث أنهم يستخدمونها للتهرب من تلبية رغباتهم لشراء مجموعة من الألعاب التي لا يحتاجون إليها. لماذا ينبغي تجنّب لفظ هذه العبارة؟
● تحمل هذه العبارة الكثير من المعاني السلبية، حيث يفسّرها الأطفال على أن آبائهم لا يملكون ما يكفي من المال.
● تعزز هذه العبارة المشاعر السلبية، وذلك لأنها تنقل رسالة مفادها أن الآباء ليس لديهم القدرة على السيطرة على حياتهم. لذلك، ينبغي عليك تحديد ما إذا كنت ترغب في شراء شيء ما بدلا من السماح لمبلغ من المال بالسيطرة عليك.
6. كيف يجب أن ترفض الشراء في هذه الحالة
● “لسنا هنا لشراء ذلك”: إن توجيه مثل هذه العبارات لطفلك من شأنها أن تساعده على فهم معنى التخطيط وتحديد الأولويات.
● “سأتذكر أنك أحببت هذه اللعبة وأضع ذلك بعين الاعتبار عندما أذهب لشراء هدية عيد ميلادك”: يمكنك تقديم ذلك الغرض كهدية له في مناسبة أخرى مثل عيد ميلاده أو رأس السنة الجديدة أو عند الحصول على علامات جيدة.
● “دعنا نتفق على أننا سنقتني الهدايا مرة واحدة فقط في الأسبوع”: يمكنك أن تعتمد أسلوب الاتفاق مع أبنائك، إذ يسهل عليهم هذا الأسلوب الانتظار حتى عطلة نهاية الأسبوع. كنتيجة لذلك، سيساهم هذا الأمر في تنمية قيم التحلي بالصبر وتحديد الأهداف، بما في ذلك الأهداف المالية والتخطيط لكيفية توفير المال لشراء ذلك الغرض.
● “يكلف هذا الأمر أكثر مما خططت لإنفاقه”: هذه أفضل إجابة التي تثبت أن الكبار يحددون نفقات المقتنيات قبل شرائها.
● “إذا عثرت عليه بسعر أفضل، فبإمكاننا اقتنائه في هذه الحالة”: أولاً، سيساعدك هذا الأسلوب على فهم أن الغرض نفسه يمكن إيجاده بأسعار مختلفة. وثانيا، سيساعدك على الحد من التبضع بشكل مفرط.
7. قم بإعداد قالب حلوى مع طفلك مرة في الأسبوع
تجدر الإشارة إلى أن تجارب الطهي برفقة أطفالك من شأنها أن تكسبهم المهارات الآتي ذكرها:
● الاستقلال الذاتي والثقة بالنفس.
● التحلي بالعزيمة لإنهاء المشاريع التي يشرعون بها والقدرة على رؤية نتائج الجهود التي يبذلونها والاستمتاع بها في الوقت ذاته.
● تعزيز استعدادهم لتحمل المسؤولية ومواجهة المخاطر.
8. قم بتهيئة بيئة تعليمية فريدة للطفل
في سنة 1951، اخترع عالم النفس، كورت لوين، مفهوم “مجال التحفيز”، حيث درس كيفية تأثير الأشياء المحيطة بالأشخاص على نموهم وحياتهم المستقبلية. وفي الواقع، أيّد العديد من المعلمين وعلماء النفس فكرة إنشاء بيئة تعليمية محفزة خاصة.
في شأن ذي صلة، يعلم الطبيب النفسي، ليوبوف سيغنيك، الآباء لمعرفة الأشياء التي تستهوي أطفالهم ويشجعهم على إحاطتهم بها أثناء الدراسة. وعلى سبيل المثال، يمكن للأطفال تناول الفاكهة المفضلة كوجبة خفيفة عندما يحتاجون إلى حل مسائل مادة الرياضيات المعقدة.
9. دع طفلك يتغيب عن ساعات الحصص المدرسية من وقت إلى آخر
في الواقع، لا يعد الأشخاص الناجحون أولئك الذين كانوا طلابًا ممتازين ويتحصَلون على أفضل الدرجات، وإنما أيضًا الذين يتقنون تعلم أشياء جديدة ويحددون فرصًا فريدة من نوعها ويعرفون متى يكون كسر القواعد مقبولا. ففي بعض الأحيان، بدلاً من الذهاب إلى المدرسة، من الأفضل أن يقضي طفلك اليوم في المنزل، أو يقوم بنشاط مختلف مثل رياضة المشي أو زيارة المتحف. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعود التغيب عن الفصل بالنفع على طفلك، للأسباب التالية:
● تعزيز الصحة النفسية والمحافظة على القوة البدنية: قد يحتاج الأطفال إلى أخذ قسط من الراحة بين الحين والآخر، وذلك لتحسين الصحة النفسية وتعزيز النشاط البدني.
● إظهار مشاعر الحب: عندما تكون فكرة التغيب صادرة عن الآباء، فسيغمر طفلك بمشاعر الحب، لأنه يشعر بأن والديه يساندونه، وبالتالي يمكنه مواجهة أية صعوبات من الممكن أن تواجهه.
● استعادة التحفيز الداخلي: وفقا للعلماء إدوارد ل. ديسي وريتشارد م. ريان، في المدرسة، يستطيع الأطفال أن يجدوا المنافسة والاستقلال الذاتي والتفاعل مع الأستاذ. وتقوم المنافسة على فكرة “أنا أستطيع”، التي تعزز الاستقلال الذاتي في حصص الدراسة.
● تحديد الأولويات: اعتماد هذه الطريقة من شأنها أن تساعد طفلك على معرفة كيفية إدارة الوضع وتحمل مسؤولياته في حال فاتته ممارسة رياضة كرة القدم أو امتحان الرياضيات، على سبيل المثال.
● تنمية روح المخاطرة عند الطفل: تعدَ المخاطرة أمرًا شائعًا بين جميع الأثرياء. ولعل خير مثال على ذلك، هوارد شولتز، الرئيس التنفيذي لسلسلة مقاهي ستاربكس، الذي لم يخش من فتح سلسلة من المقاهي على الرغم من مخالفته لرغبات رؤساء ستاربكس. وبالمراهنة على ذلك، بدأ شولز عمله من الصفر. وفي وقت لاحق، أبرمت ستاربكس شراكة معه وأصبحت واحدة من أكبر سلاسل المقاهي في العالم.
10. اسمح لنفسك أن تكون والدًا كسولًا أحيانًا
سيتيح السماح للأطفال بالاعتماد على أنفسهم لهم فرصًا جديدة لكي يصبحوا أشخاصًا مستقلين قادرين على اتخاذ المبادرة للقيام بمهام معينة. وعلى سبيل المثال، يمكن لأي طفل يتراوح عمره بين ست وسبع سنوات على إطعام القطة وتنظيف أحذيته وغسل الملابس وإفراغ غسالة الصحون.
في الحقيقة، يمكنك الاسترخاء بين الحين والآخر وفتح المجال لهم ودعهم يقومون ببعض الأعمال، وهو ما سيعلمهم معنى الاستقلال الذاتي الذي يعد أحد العناصر الأساسية للنجاح، ولاسيما على الصعيد المالي.
المصدر: برايت سايد