يقال إن البنتاغون الأمريكي قد حاز على تقرير موجز يحتوي على عدد من التفاصيل حول الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وكيف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استخدم قرابة 7000 قذيفة لتدمير الشجاعية في غزة يوم 20 يوليو الماضي، وفقًا لتحليل أجرته قناة الجزيرة أمريكا الخميس الماضي.
كمية القذائف وقطع المدفعية التي استخدمت في الشجاعية يجب ملاحظتها لأن القصف كان واحدًا من أكثر الأحداث سوءًا خلال “الجرف الصامد”، فقد استُشهد 65 فلسطينيًا على الأقل، وفي العملية البرية التي تلت القصف قتلت المقاومة 13 جنديًا إسرائيليًا.
مارك بيري، مؤلف كتاب “التحدث مع الإرهابيين: لماذا يجب أن تندمج أمريكا مع أعدائها”، يوضح أنه من خلال حديثه مع ضابط عسكري أمريكي رفيع المستوى، قد اكتشف عددًا من المعلومات منها أن الكتائب الإسرائيلية التي شاركت في العملية كانت 11 كتيبة، و258 قطعة مدفعية، وأكثر من 7000 قذيفة شديدة الانفجار.
وقال بيري خلال مقابلة له مع موقع مينت بريس نيوز إنه من شبه المؤكد أن “التقرير يتضمن ذات المعلومات التي علمها جون كيري قبل أن يلقي كلماته الشهيرة حول حجم العمليات في غزة”.
وفي الوقت نفسه ينص التقرير على أن الجنرال روبرت جارد، وهو من قدامى المحاربين ورئيس مركز السيطرة على الأسلحة ومنع الانتشار في واشنطن قال: “لو كانت تلك المعلومات صحيحة فإن رد إسرائيل على المقاومة الفلسطينية كان غير متناسب على الإطلاق”.
وأوضح بيري أنه أصبح مهتمًا بما حدث في الشجاعية لأنه “كان مهتمًا بالتكتيكات العسكرية وكان مُعجبًا بالطريقة الإسرائيلية في التعامل مع حماس عسكريًا”، فمنذ بداية الحرب، يقول الرجل، كانت إسرائيل تبالغ في رد فعلها على ما وصفه بيري بأنه تهديد بسيط.
وبحسب بيري فإن المثال الأكثر وضوحًا وتعبيرًا عن المبالغة الإسرائيلية في رد الفعل هو معركة الشجاعية.
“إنهم تقريبًا لم يقرأوا كلاوزفيتز”، ويتابع بيري “لم ينظروا إلى أي أهداف سياسية أثناء خوضهم تلك المواجهة العسكرية”.
وأكد بيري أن إسرائيل ادعت منذ البداية أنها تريد نزع سلاح حماس، قبل أن تقول إنها تريد أن تنزع سلاح غزة، وبعدها أرادت إسرائيل تفتيت حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ثم قالت إنها تريد تدمير الأنفاق، وفي النهاية قالت إن هدفها هو تعميق علاقاتها بالولايات المتحدة!!
كل هذا الارتباك، فضلاً عن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين، حيث استُشهد 2200 فلسطينيًا على الأقل، قد قاد بيري إلى الاعتقاد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن لديه أي أهداف سياسية واضحة قبل الشروع في هذه الحرب، ومع ذلك، أعلنت إسرائيل منطقة عازلة تبلغ 3 كيلومتر حول قطاع غزة، وهذا ما سيلتهم نحو 44٪ من أراضي القطاع.
وقال بيري في حواره إن عقلية “سنذهب إلى هناك لنجعلهم يدفعون الثمن” الانتقامية ليست عقلية سياسية، وفي النهاية أفضت الحرب إلى أن سكان غزة صاروا أكثر وعيًا بدعمهم لحماس، وأُجبرت إسرائيل على الاعتراف بدور حماس في حكومة الوحدة الوطنية.
أما المعركة، فلم تظهر سوى عدم جدوى الحرب العاطفية التي لا تمتلك أية أهداف سياسية.
نتنياهو في ورطة بسبب أن اليمين الإسرائيلي ينظر إليه ليرى شخصًا “لا يستطيع حماية جنوب إسرائيل، إذ أن حماس لا تزال قادرة علي إطلاق الصواريخ هناك”، فيما ينظر إليه اليسار الإسرائيلي على أنه داعية حرب!
وبعد وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء، نُقل عن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون قوله: “منذ البداية وضعنا أهدافًا قابلة للتحقيق، واستطعنا إنجازها بالفعل”، لكن هذه ليست الحقيقة على ما يبدو.
المصدر: مينت برس