ترجمة وتحرير: نون بوست
من بين إحدى القواعد الأوليّة لريادة الأعمال عدم الخلط بين عملك وأموالك الشخصية. لكن في بعض الأحيان، يمضي أصحاب الأعمال في الاتجاه المعاكس، حيث يقضون وقتًا طويلًا في إدارة أعمالهم والعمل عليها واستثمار الأرباح فيها، إلى أن ينتهي بهم المطاف إلى عدم إيلاء الاهتمام الكافي لأموالهم الشخصية. من المحتمل أنك تعرّفت على رواد أعمال مثل هؤلاء، فهم رجال أعمال رائعون، لكنهم ليسوا حريصين على إدارة أموالهم الخاصة.
تميل نسبة مئوية مفاجئة من أصحاب الأعمال التجارية، الذين هم من أكثر الأشخاص كدًّا وجدًّا في عملهم، إلى التهوّر حين يتعلّق الأمر بمواردهم المالية الشخصية، إذ أنهم ينفقون أكثر من اللازم، ولا يدّخرون ما يكفي للتقاعد، ويقومون باستثمارات محفوفة بالمخاطر (أو ارتكاب خطأ إيداع أموالهم في البنك وكسب فائدة تبلغ 0 بالمئة).
إذا كنت مالك عمل تجاري، فينبغي أن تتصرف بذكاء في أموالك الشخصية.
إذا كنت مالكًا لعمل تجاري، فينبغي أن تكون ذكيًا حين يتعلّق الأمر بأموالك الشخصية. فيما يلي بعض الاقتراحات والاستراتيجيات البناءة حول كيفية القيام بأعمال مالية أفضل في حياتك الشخصية. ويمكن أن تجد أن تحسين أموالك الشخصية سيساعدك على أن تكون أكثر نجاحًا في عملك.
1. تأسيس صندوق الطوارئ
وفقًا للمخططين الماليين، تتمثل القاعدة العامة في الحصول على نفقات معيشة كافية لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر (بعد الضرائب) في صندوق الطوارئ. وإذا كنت تمتلك شركة، فسترغب في الحصول على صندوق طوارئ أكبر في حال تعرض عملك لتباطؤ أو وقوع تقلباتٍ موسمية في التدفق النقدي.
ماذا لو فقدت أكبر عميلٍ لديك واضطررت إلى خفض الأجور؟ كم من الوقت يمكن أن تدوم مدخرات الطوارئ الشخصية؟ ينبغي ألا تخاطر بصندوق الطوارئ الخاص بك في سوق الأوراق المالية أو تحمده في أقراص مدمجة طويلة الأجل، ولكن ينبغي أن تحتفظ به في حساب بنكي مؤمن عليه من قبل شركة تأمين الودائع الفيدرالية. لا تحاول كسب عائدٍ كبير على هذه الأموال، فإنك تحتاج إلى تواجد هذه الأموال هناك في حالة الطوارئ.
سيمنحك امتلاك صندوقٍ للطوارئ راحة البال لاتخاذ قرارات أكثر ثقة لعملك. إذا كنت تعرف أن عائلتك محمية في حالة حدوث طارئ مالي (حادث سيارة، إصلاحات منزلية كبيرة، كارثة طبيعية، فواتير طبية)، ستكون قادرًا على التركيز على إدارة شركتك بشكل أكبر.
2. إدارة الائتمان الشخصي
إن الائتمان هو بمثابة شريان الحياة لأي شركة صغيرة، كما تحتاج أيضًا إلى التأكد من أن رصيدك الشخصي قوي. ادفع فواتيرك في الوقت المحدد. حتى لو كان المال غير متوفّر ولا يمكنك سوى دفع الحد الأدنى باستعمال بطاقة الائتمان، فإنه من الأفضل القيام بذلك بدلًا من تفويت الدفع أو الدفع في وقتٍ متأخر.
بالإضافة إلى ذلك، انتبه إلى نسبة استخدامك الائتماني، أي النسبة المئوية لحدود الائتمان المتاحة التي تستعيرها في أي وقتٍ خلال الشهر. إذا تمكنت من الحفاظ على هذه النسبة أقل من 30 بالمئة، فسيساعدك ذلك على الحصول على درجة ائتمان أفضل وسيسهّل عليك الحصول على قروض شخصية.
قد يكون الحصول على ائتمان شخصي أفضل مفيدًا لنشاطك التجاري، خاصة إذا كان عملك لا يزال يؤسس ائتمانًا باسم الشركة. كن حريصًا على مدفوعات الديون الخاصة بك وابق متقدّمًا على مواعيد الاستحقاق وسوف يساعدك ذلك على أن يكون لديك أساسٌ أقوى لأموالك الشخصية.
3. ادّخر للتقاعد
غالبًا ما يستثمر أصحاب الأعمال الصغيرة كثيرًا من أرباحهم في أعمالهم، ولكن هناك أيضًا بعض الخيارات العظيمة لأصحاب الأعمال الصغيرة للادخار من أجل التقاعد. فكّر في إعداد “ترتيب مبسّط للمعاش التقاعدي الفردي للموظّف” أو خطة مدخراتٍ تقاعديةٍ ذات ميزاتٍ ضريبيةٍ لأعمالك، حتى إذا لم يكن لديك أي موظفين.
بناء على دخلك والعوامل المؤهلة، قد تجد أنه يمكنك توفير المزيد من المال للتقاعد كشخصٍ يعمل لحسابه الخاص أكثر مما تستطيع كموظف. وبدلًا من استثمار كل أرباحك في عملك، يمكن أن يساعدك التوفير للتقاعد على توزيع مدخراتك على مجموعةٍ واسعةٍ من خيارات الاستثمار، من بينها الأسهم والسندات وصناديق المؤشرات المتداولة وصناديق الاستثمار المشتركة في سوق المال. إن عملك هو بالفعل أكبر استثمارٍ لديك، وأنت تعتمد عليه للحصول على الدخل والتأمين. ليس عليك أن تستثمر جميع نقودك في نشاطك التجاري، بل في مجموعةٍ واسعةٍ من الفرص أيضا.
4. استثمر بشكل مناسب لقدرة تحملك للمخاطر
بمجرد الادخار للتقاعد، تأكد من أنك تستثمر في مجموعةٍ متنوعةٍ من الأصول المناسبة لأفقك الزمني وقدرة تحملك للمخاطر. إذا كنت لا تزال شابًا ولا يزال أمامك عدة عقود حتى تصل إلى سن التقاعد، فينبغي أن تستثمر نقودك في الأسهم.
على سبيل المثال، اعتُبرت قاعدة الإبهام القديمة لتخصيص الأصول أن عليك أن تطرح عمرك من 100، وستكون هذه هي النسبة المئوية من الميزانية التي ينبغي أن تستثمرها في الأسهم. لذلك، إذا كنت تبلغ من العمر 40 سنة، ولحساب نسبة الاستثمار، فإنك ستطرح 40 من 100، وستكون النتيجة استثمار 60 بالمئة من أموالك في الأسهم، و40 بالمئة في شكل سندات ونقد.
مع ذلك، بناء على أهدافك الاستثمارية، يمكن أن ترغب في استثمار نسبةٍ أكبر من محفظتك في الأسهم، بحيث يمكنك الحصول على المزيد من النمو المحتمل على المدى الطويل حتى سن التقاعد. يمكن أن تكون الأسهم محفوفةً بالمخاطر، لكنها تقدم بشكلٍ عام أفضل إمكانات لعائد الاستثمار طويل الأجل.
5. اطلب المساعدة من المحترفين
تحدث إلى مستشارٍ مالي للحصول على مشورةٍ محدّدة، وتذكّر أن هذا العمود لا يمثّل مشورةً مالية احترافية، لكنه يساعد في النظر في بعض خياراتك حتى تتمكن من اتخاذ قرارات صحيحة بشأن أموالك الشخصية.
إذا كنت تستطيع تحسين مواردك المالية الشخصية، من خلال صندوق طوارئ وائتمان شخصي قوييّن ومحفظةٍ متنوعةٍ من مدخرات التقاعد إلى جانب الأسهم التي تمتلكها في عملك، فمن المحتمل أن تكون قادرًا على التركيز على إدارة شركتك باستخدام عقلية الهدوء والتفاؤل. وبالنسبة لأصحاب الأعمال، الذين هم من أكثر الناس انشغالًا في العالم، فإن الشعور براحة البال بشأن الموارد المالية الشخصية لا يقدر بثمن.
المصدر: فوريس