واقفاً على ركام لـ 3 محال في بيت حانون من قطاع غزة، يقول “محمود نوفل” أنه سيكون في سن الأربعين حين تعود الحياة مثل ما كانت عليه قبل الحرب.
وأضاف نوفل:” أنا لا أصدق أن اسرائيل قصفت البيت والمحال في 30 ثانية، بينما نحتاج الآن لـ 20 عاماً حتى نعيد البناء”.
بقايا “السوبر ماركت” الذي تركه والد نوفل له متناثرة في المكان، بقايا علب معجون الأسنان وحفاظات الأطفال، علكة وعلب كولا، يقول نوفل أن البضائع لوحدها سوف تكلف 50 ألف دولار.
كل الذي بإمكان نوفل أن يفعله الآن هو الجلوس في مدرسة تابعة للأمم المتحدة مع زوجته وأولاده، حيث أن المدرسة هي المأوى الوحيد اذا يتكدس فيها وزوجته وأولاده في أحد الفصول ليلاً بينما يلعب أطفاله باقي النهار في ساحة المدرسة.
قبل الحرب، كان وضعه ميسوراً في المحال التي كان يديرها، الآن ليس لديه خيار سوى الاعتماد على السلع المعلبة والمساعدات الغذائية.
وتأكيداً على كلام نوفل، تقول منظمات الإعمار العاملة مع الأمم المتحدة ولجنة الصليب الأحمر أن إعادة الإعمار سوف تستغرق قرابة 20 عاماً.
وقالت لجنة الصليب الأحمر أن هنالك أكثر 17 ألف منزلاً تم هدمهم بشكل جزئي أو كلي في القطاع، إضافة إلى أن هنالك أكثر من 5 آلاف منزل دمور في الفترة ما بين 2008 و 2009 و 2012.
وفي رفح، هنالك عائلات دمرت بيوتها ما بين أعوان 2003 و 2005 لا زالت بانتظار الدعم السعودي الموعود به لاعادة بناء بيوتهم، بشكل عام، هنالك عجز في إعمار البيوت المهدمة يبلغ 75 ألف بيت مهدم في قطاع غزة.
وقدرت وزارة الاسكان الفلسطينية الدمار الذي أحدثه العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع واستغرق 51 يوماً بلغت قيمته 6 مليار دولار، في تقييم أوليّ للأضرار.
وتقول منظمات إعادة الإعمار أن الـ 20 عاماً تأتي بناء على معدل 100 شاحنة يومياً من مواد البناء التي تدخل عبر معبر “كرم أبو سالم” مع الجانب الإسرائيلي، حيث يعد هذا هو المعدل المتفق عليه في هدنة وقف اطلاق النار التي سمحت باعادة الاعمار وادخال المواد.
وكان سلطات الاحتلال الاسرائيلي قد قيدت إدخال مواد البناء إلى القطاع خوفاً من استخدام المقاومة لها في بناء ما وصفتها “منشآت عسكرية”، إلا أن سكان غزة قالوا أن إسرائيل لم تسمح بعد بإدخال أي مساعدات انسانية خلال الاسبوع الماضي.
ويعاني سكان قطاع غزة ممن تتردد أمامهم جملة إعادة الإعمار خلال 20 عاماً من اليأس، يقول “ناصر النجار” البالغ من العمر 62 عاماً :” هذا يكفي، لقد تعبنا، أنا خسرت زوجي في الحرب، خسرت أبناء عمومتي ومنزلي تحول إلى تراب”.
ناصر كان قد قضى أعواماً في بناء منزله الذي فقده الآن، ليصبح بلا منزل ينام في مدرسة الأمم المتحدة.
المصدر: ميديل إيست آي