ترجمة وتحرير: نون بوست
عادة ما تهرع الجدات إلى تقديم يد المساعدة في رعاية وتربية حفيدها حين يرزق الشريكين الشابين بمولود جديد. ومن المؤسف حقا أنه من النادر أن تتّبع الجدات ال
إرشادات التعامل مع الطفل التي أوصى بها الآباء والأمهات قبل ذهابهم إلى العمل. ويمكن أن يتحول هذا السلوك في بعض الأحيان إلى مصدر للنزاعات والخلافات بين كلا الطرفين.
بالإضافة إلى ذلك، تميل بعض الجدات في الأسلوب التربوي الخاص بهم إلى المبالغة في التجاوز والتسامح مع الهفوات التي يقع فيها الطفل. ويمكننا القول أن هذا التجاوز يجعل الجدات أنفسهم يستحقون نوعا من “العقاب”.
1. تقنيات رعاية الطفل التي عفا عليها الزمن
خلال الفترات الزمنية السابقة، يستحم الأطفال عند درجة حرارة تبلغ 37 درجة، ولكن اليوم فإن حرارة الحمام لا ينبغي أن تتجاوز 33 أو 34 درجة أو حتى أقل من أجل تحسين دفاعات الطفل. علاوة على ذلك، يشرب الأطفال في السابق حليب البقر والعصائر الطبيعية، بينما وفّرت الشركات المصنعة اليوم زجاجات تحتوي على جميع الفيتامينات اللازمة لنمو الطفل.
كما تعتقد الأمهات صغيرات السن في الماضي أنه من الضروري لف الرضيع جيّدا عند النوم أو ما يسمى تقميط الرضيع. غير أنه ينبغي عليها أن تسأل نفسها: هل هناك كائن حي واحد على الأقل على هذا الكوكب يشل حركة طفله وقت النوم؟ على الرغم من ذلك، لا تتردد بعض الجدات في اتباع نفس العادات في تربية أحفادها متجاهلة ما تسميه “غباء الإنترنت”.
ما ينبغي القيام به: لا يجوز أن تشعر الأم بنوع من الخوف في مناقشة الجدة وأن تشرح لها أن الحياة الحديثة مرت بالعديد من التغييرات وأن الكثير من الممارسات التي اعتبرها الجميع صحيحة في الماضي لم تعد منطقية في الوقت الراهن. ويمكن أن يتوصل الطرفان إلى حل جذري، حيث إذا أرادت الجدة رعاية الطفل، فعليها أن تفعل ذلك وفقا للقواعد الجديدة.
2. فرض الجدة نموذج الأبوة والأمومة الخاص بها
في الواقع، تختلف طرق التعليم التي كانت شائعة قبل ثلاثين سنة بشكل كبير عن الأساليب الحديثة. ويمكن القول أن الجدات في الوقت الحاضر قد تلقين تربية صارمة وقاسية. من بين المعتقدات الخاطئة الأكثر شيوعا بين الجدات هو أنه من الضروري أن تتجاهل الأم رضيعها الذي يبكي بعد فترة قصيرة من الولادة حتى يهدأ بشكل تلقائي، وبذلك لا يتعود على أحضان والدته. لهذا السبب، مازلت الجدات تستخففْن بأهمية إظهار مشاعر الدفء والحب في العلاقة بين الأم والطفل.
ما يجب القيام به: ينبغي على الآباء وضع قواعد التواصل مع أطفالهم على الفور لجميع المشاركين في حياتهم. كما ينبغي أن تكون هذه التوصيات في غاية الوضوح وعلى كلا الجدتين الامتثال لها على حد السواء.
3. التدليل المبالغ فيه
عادة ما تميل الجدات إلى تدليل أحفادهن. فعلى سبيل المثال، يدرك الطفل الذي ينمو بين أفراد أسرته المصغرة أن كل فرد يقوم بغسل الصحن الذي يأكل فيه بنفسه بعد تناول وجبة العشاء. على العكس من ذلك، قد يفهم الطفل الذي يعيش عند جدته بأن هذا الأمر ليس ضروريا لأن الجدة تقوم بمفردها بغسل كافة الصحون. هنا، يشعر الطفل بشيء من التضارب والتناقض حيث أن الأشخاص الذين يلعبون دورًا مهمًا في حياته يطلبون منه القيام بأشياء مختلفة تمامًا.
ما يجب القيام به: من الضروري أن يوضّح الآباء الأشياء المسموحة والأخرى الممنوعة في تربية طفلهم. في حال لم تكن وجهة نظر الأولياء مناسبة بالنسبة للجدة، فيمكنهم إحضار قصاصات من بعض المقالات التي تحدثت حول تربية الطفل وعرض كتب لمؤلفين مشهورين وإظهار سبب وجوب اتباع توصياتهم. من الوارد أن تكلل هذه التجربة بالنجاح لأن حب الحفيد هو الذي يقود الجدة بشكل أساسي.
4. السيطرة على الحياة الأسرية
في هذا الإطار، يمكن أن تركّز الجدة على الحياة العائلية للشريكين من خلال المساعدة في رعاية طفلهما. ومن هنا، تنشغل وتهتم الجدة بجميع تفاصيل الزوجين على غرار الطبخ والتسوق والهوايات التي يمارسانها. يمكن أن تعبّر الجدة عن شعورها بالاستياء من حقيقة أن الأم تعمل أكثر من اللازم أو كيف تقضي وقت فراغها مع الطفل، وتتساءل مثلا: “لماذا يلعب بدلا من القراءة؟”.
ما يجب القيام به: يكمن الحل الأمثل في وضع الشريكين حدودا للجدة حتى لا تتدخل بشكل مبالغ فيه في تفاصيل حياتهما. حين يؤسس الإنسان عائلة جديدة، من الضروري أن يرسم خطوطا لا تستطيع لا الأم ولا الحماة تجاوزهم. إذا كنت لا ترغب في الحصول على المشورة اليومية من والدتك أو حماتك، أخبرهما على الفور وليس بعد أن ينفذ صبرك.
5. تقويض السلطة الأبوية
في شأن ذي صلة، يرسم أفراد الجيل الأكبر سناً رؤيته الخاصة لتربية الأطفال ويسمحون لأنفسهم بالتعبير عن آرائهم الخاصة بحضور أحفادهم. ويمكن لنا أن نتخيل موقفا من الوارد أن يحدث، حيث تهدد الأم أطفالها بعدم إعطائهم الحلوى لأنهم يصدرون الكثير من الضجيج، وتتطفل الجدة في هذه اللحظة قائلة: “تجاهل أمك! توقف عن اللعب ودعنا نذهب للحصول على الآيس كريم”. تساهم مثل هذه المواقف في ضياع السلطة الأبوية من الشريكين حيث يسمع الأطفال بأنفسهم كيف تُوبَّخ أمهم ولا يُؤخذ كلامها مأخذ الجد. لذلك، هناك خطر من تطوير السلوك الإشكالي لدى الأطفال.
ما يجب القيام به: توافق على أنه ينبغي التعبير عن جميع الشكاوى والتعليقات دون حضور الأطفال.
6. مثال ضار بنمو الأطفال
نظرا لساعات العمل الطويلة، يترك بعض الآباء أطفالهم مع جداتهم لفترة طويلة معتقدين أن ذلك سيكون أفضل بالنسبة لهم. لكن الأطفال يتعلمون عن طريق نسخ سلوك البالغين. فإذا كان الأب والأم يقضيان معظم حياتهما في العمل، وكان الطفل مع جدته، سيصبح العمل بذلك هو السبب وراء عدم رؤية الطفل لأقرب الأشخاص إليه. إلى جانب ذلك، إذا كان الكبار يشتكون من مقدار تعبهم، فلن يرغب الطفل في العمل أيضا في المستقبل.
ما الذي يجب القيام به: في هذه الحالة، حاول ضبط وقت عملك لقضاء المزيد من الوقت مع أطفالك. ففي ظل غيابك أثناء النهار، بإمكانك أن تطلب من الجدة البقاء مع حفيدها، لكن عليك أن تصطحب طفلك معك إلى المنزل في كل فرصة تسنح لك. إذا كبر الطفل مع والديه، سيفهم أن هناك صلة بين العمل الشاق وفرحة اللقاء من جديد. إلى جانب ذلك، إذا كان طفلك يقضي المزيد من الوقت مع أجداده، ولا يرى والديه سوى من حين لآخر فقط، ستتكون لدى الطفل فكرة أنه يمثل عبئا بالنسبة لهما.
7. اتخاذ قرارات مسؤولة
تتطلب عملية رعاية الطفل دائما قرارات جادة للغاية، لكن، إذا لم يفعل الوالدان ذلك، ستهتم الجدة بالأمر. في هذه الحالة، غالبا ما تتميز طريقة التعليم التي تتبناها الجدة بالاهتمام المفرط.
ما يجب القيام به: ينبغي على الآباء تحمل المسؤولية الكاملة فيما يتعلق بسعادة وصحة الطفل. فإذا كنت تطلب من الجدة عدم القيام بأشياء من قبيل، ما لا يجب تناوله أو عدم ارتدائه أو تجنب شرائه، فإنك بهذه الطريقة تقدم لها كل ما تحتاجه. بشكل عام، ترغب الجدة في اختيار ملابس حفيدها وإخباره بما يجب عليه ارتداؤه، كما ترغب أيضا في تحديد ما يجب عليه أن يأكله، في أي درجة حرارة، وبأي كمية أيضا.
8. الرعاية المفرطة
يمكن أن تضع الجدة عدة طبقات من الملابس لحفيدها رغم أن الطقس جيد، أو تتجنب الذهاب في نزهة معه، لأنه يمكن للطفل أن يفلت منها ويهرب، كما تقوم أحيانا بواجبات حفيدها المدرسية أو واجباته المنزلية. بشكل عام، فهي ترغب في تقديم يد المساعدة له، لكنها بهذه الطريقة يمكن أن تجلب مشاكل جديدة لوالدي الطفل. وإجمالا، من الصعب على الطفل أن ينمو في مثل هذه الظروف.
ما يجب القيام به: يستحسن دعوة الأجداد لقضاء بعض الوقت في منزلك والسماح لها بمراقبة كيفية تصرف طفلك معك والمسؤوليات التي يتحملها في المنزل وأن تطلب منهم أيضا الحفاظ على هذه القواعد واتباعها في منزلهم.
9. الإفراط في التغذية
بحسب الدراسات، فإن معظم الأطفال الذين يخضعون للرعاية المستمرة من قبل الأجداد هم أكثر عرضة للسمنة مقارنة بأولئك الذين يعيشون مع والديهم. بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يتعاطف الأجداد بسهولة مع هؤلاء الصغار. يدرك الأطفال تماما أن ما عليهم سوى ذرف الدموع للحصول على الغذاء المحظور الذي يرغبون فيه.
ما يجب القيام به: في هذه الحالة، من المهم أن نخبر الأجداد بمدى خطورة زيادة الوزن لدى الأطفال، بما في ذلك الأمراض الأخرى التي تنجر عنها، خاصة الحساسية والسكري ومشاكل القلب والربو. علاوة على ذلك، بإمكانك تعليمهم بعض الأشياء من قبيل أن صحة الإنسان في العالم الحديث، ليست محددة بسبب الجوع، وإنما بسبب السعرات الحرارية الزائدة عن الجسم.
ما هي أسباب هذا السلوك؟
الحاجة إلى الحب: يؤدي إشباع هذه الحاجة بشكل عام إلى حقيقة أن الجدة تبدأ في تحقيق كل أهواء الطفل. لكي يصبح سلوكها أكثر ملاءمة، ينبغي أن تحاول تغيير موقفك تجاهها. وبالتالي، يجب على الآباء إيلاء المزيد من الاهتمام للمسألة، لأنه بالنسبة للجدة، عندما تكون محبوبة من قبل حفيدها، سيساعدها ذلك على إقامة علاقة صحيحة معه.
الحاجة إلى الاحترام من قبل الآخرين: بالنسبة لمعظم كبار السن، لا يزال مجال تربية الأحفاد المجال الوحيد الذي يمكنهم الشعور فيه بالكفاءة. في هذه الحالة، يجب أن تعبر عائلة الطفل للجدات قدر الإمكان عن مدى تقديرها واحترامها لفلسفتهنّ في الحياة وتجربتهنّ.
تحتاج الجدة نفسها إلى الرعاية: غالبا ما يبدأ هذا النوع الأشخاص من في رعاية الآخرين بمزيد من الثبات. وفي محاولة لوضع حد لهذه الرعاية المفرطة التي تقدمها الجدة، فإنك تواجه خطر الانفصال التام عنها. لذلك، يستحسن تحديد نوع المساعدة التي تحتاجها وطلب المساعدة منها، كما يجب ألا تنسى التعبير عن شكرك لها على دعمها ومشاركتها لك في تربية طفلك.
من الصعب على الجدة كأم قبول نضج ابنها: لذلك، غالبا ما يكون وراء السيطرة والانتقاد المستمر من قبل الجدات عزوف عن الاعتراف بأن ابنتها أو ابنها قد نما بالفعل ويمكنه اتخاذ القرارات وإدارة حياتيه.
المصدر: خنيال