ترجمة وتحرير نون بوست
تسبب فيروس كورونا الجديد الذي يسبب مرض “COVID-19” في إصابة نحو 90 ألف شخص ووفاة أكثر من 3000 شخص، يشعر الآباء بالقلق إزاء هذه الأخبار بالطبع، لكن من الضروري أن نعلم أن عددًا قليلًا من الأطفال أصيب بهذا الفيروس كما أن وفيات الأطفال به نادرة للغاية، إليكم ما نعرفه عن تأثر الأطفال بهذا الفيروس.
ما هو فيروس كورونا الجديد “COVID-19″؟
تسبب في ظهور فيروس كورونا الجديد سلالة من الفيروسات المكتشفة في الستينيات، ويرجع هذا الاسم إلى وجود هالة مميزة من البروتين السكري المحيط بالفيروس الذي نراه تحت المجهر، ينتشر الفيروس بين البشر مسببًا في العادة أعراض معتدلة مثل الكحة والرشح، كما أنه ظهر بين الحيوانات مع وجود تكهنات بأن مصدره الأصلي الحيوانات خاصة الخفافيش.
في هذا القرن ظهر 3 أنواع من فيروس كورونا، ففي 2002 و2003 ظهر فيروس سارس (متلازمة الالتهاب الرئوي التنفسي الحاد) في الصين وانتشر في شمال إفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا، وتم التعرف على أكثر من 8000 حالة، وتوفي 10% من تلك الحالات.
أما فيروس ميرس (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) فقط ظهر في الجمال بالمملكة العربية السعودية في 2012 وانتشر بشكل كبير ثم انتقل إلى كوريا الجنوبية في 2015، تم الإبلاغ عن 2500 حالة مصابة، وبلغت نسبة الوفيات 34% من المصابين.
كان الإبلاغ عن الإصابات بفيروس سارس أو ميرس بين الأطفال أقل مما هو متوقع، فعلى سبيل المثال كانت نسبة حالات الإصابة بفيروس ميرس في السعودية بين الأطفال 3.4% فقط، ونحو 15% لمن هم تحت 19 عامًا، ظهر نمط مشابه في فيروس سارس حيث كان معدل الإصابات بين الأطفال تحت عمر 14 عامًا أقل بكثير من الفئات العمرية الأكبر.
أما فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في مدينة ووهان بالصين في ديسمبر 2019 فقد تسبب في عدد وفيات أعلى من فيروس ميرس وسارس مجتمعين.
ماذا عن الأطفال؟
ما زال عدد الحالات المبلغ عنها بين الأطفال منخفضًا للغاية، فمن بين 44 ألف حالة مؤكدة في الصين هناك 416 حالة (أقل من 1%) بعمر التاسعة أول أقل، ولا توجد أي وفيات بينهم، أما في أستراليا فهناك طفل واحد تأكدت إصابته بالفيروس.
ما زال غير واضح حتى الآن سبب انخفاض معدل الإصابات بين الأطفال، فهل هو بسبب انخفاض عدد الطفل المعرضين للفيروس أم بسبب انخفاض عدد الأطفال المصابين أم لأن الأطفال المصابين تظهر عليهم أعراض شديدة بما فيه الكفاية ليحصلوا على رعاية، لكن إذا كان عدد كبير من الأطفال لا يُصاب بالمرض فلماذا نهتم بالأمر؟
إذا كان الأطفال المصابون بالمرض تظهر عليهم أعراض معتدلة فإنهم سيلعبون دورًا حاسمًا في نقل الفيروس، فالأطفال يتحركون كثيرًا ويحتشدون في مجموعات مما يعني نشر الفيروس على نطاق واسع، كما أنهم أقل عرضة للإصابة بأمراض شديدة تمنعهم من ممارسة أنشطتهم اليومية.
لقد كان لوقاية الأطفال في عمر المدرسة من مرض الإنفلونزا دورًا في فعالًا في إستراتيجية وقاية المجتمع، لذا ومع غياب أي لقاح لفيروس كورونا، من الضروري النظر في أمر إغلاق المدارس لمنع انتشار الفيروس في المجتمع إذا تأكدنا أن الأطفال الناقل الرئيسي للعدوى.
ما الأعراض التي تظهر على الأطفال؟
يقول الأطباء الصينيون إن الأطفال المصابين تظهر عليهم أعراض كحة واحتقان بالأنف وسيلان الأنف وإسهال وصداع، وكان أقل من نصف عدد الأطفال مصابين بالحمى، وهناك عدد منهم لم تظهر عليه أي أعراض، كان غالبية الأطفال والمراهقين المصابين في الصين تظهر عليهم أعراض معتدلة ويتعافون من المرض خلال أسبوع أو اثنين، حتى الأطفال الرضع الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي ظهرت عليهم أعراض معتدلة فقط.
كيف تكتشف أن هذه الأعراض لفيروس كورونا؟
يعاني معظم الأطفال المصابين بالفيروس من أعراض تنفسية وكحة لا يمكن تمييزها عن غيرها من الفيروسات الشائعة مثل الإنفلونزا والفيروسات التنفسية، لكن في جميع أسر الأطفال المصابين بفيروس كورونا كان هناك أحد أفراد الأسرة الذي تأكدت إصابته بالعدوى.
في بداية الوباء كان تأكيد حالات الإصابة ضروريًا لإرشاد الصحة العامة للاستجابة المناسبة، لكن مع زيادة عدد الحالات تغير الوضع وأصبح اختبار المرضى خاص فقط بالمرضى في المستشفيات، لأن فائدة تأكيد الإصابة بالفيروس هو الإبلاغ عن ممارسات علاج ومكافحة العدوى بين المرضى في المستشفيات.
حتى هذه المرحلة لا يبدو واضحًا جدوى المضادات الفيروسية في علاج فيروس كورونا، استخدم الأطباء أدوية قديمة مثل “lopinavir” المستخدم لعلاج نفص المناعة البشرية “الإيدز” في علاج عدة حالات لكنها ما زالت بحاجة لتقييم رسمي، وتجرى الآن تجارب سريرية ومن المتوقع أن يعلن الباحثون الصينيون النتائج قريبًا.
ومع ذلك ولأن الأطفال يعانون من أعراض معتدلة غالبًا، فمن الصعب أن نعرضهم للآثار الجانبية المحتملة لمضادات الفيروسات مثل الغثيان والقيء والحساسية، لأن الفائدة لن تكون كبيرة.
كيف أحمي أسرتي من الإصابة بالفيروس؟
يتنشر فيروس كورونا من الرذاذ الناتج عن سعال أو عطس الشخص المصاب، وقد تنتقل العدوى عند ملامسة الشخص لأي سطح أو شيء عطس أو سعل عليه الشخص المصاب، ثم وضعه ليده على وجهه أو أنفه أو فمه، لذا أفضل طريقة لتجنب الفيروس (وغيره من الفيروسات التنفسية) غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون واستخدام المناديل الورقية لتغطية وجهك عند العطس أو السعال وتجنب الوجود في أماكن مغلقة مع أشخاص مرضى.
أما بالنسبة للأقنعة فقد ثبت أنها مفيدة في منع الأشخاص المصابين فقط من نشر المرض بين الآخرين، أما الأصحاء فهناك القليل من الأدلة التي تقول بفائدة تلك الأقنعة الجراحية، كما أنه من المستحيل إقناع الأطفال بارتداء تلك الأقنعة باستمرار.
حتى الآن لا يوجد لقاح لفيروس كورونا، لكن من المفيد أن تمنح طفلك لقاح الإنفلونزا، وذلك لحمايته من الإنفلونزا وأيضًا الحد من احتمالات إصابته بفيروس كورونا والحد من انتشار الأمراض داخل المجتمع كله لتوفير الموارد الصحية.
المصدر: ذي كونفرسايشن