حركة 3 يوليو.. استنساخ التجارب النازية لوأد المعارضة المصرية

“إذا كان هناك بعض كبار السن السخفاء الذين لا يرجى منهم أي نفع، فإن هذا لا يزعجنا في شيء، فنحن سنأخذ منهم أطفالهم، ونعمل على تنشئتهم كي يصبحوا مخلوقات بشرية ألمانية جديدة، ونتعهد بتربيتهم بكل دقة”، بهذه الكلمات استهل الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر، إحدى خطبه عام 1937 بشأن خطته لتربية النشء، بهدف تأليف كتلة صلبة متماسكة تتمكن من السيطرة على الحياة الألمانية بشكل كامل ثم على القارة الأوروبية، وعلى بقية العالم في النهاية.
لكن يبدو أن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى وإن اختلفت المسميات وتباينت الحدود الجغرافية، ففي الـ8 من فبراير الماضي كتب الصحفي المقرب من النظام المصري الحاليّ ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأخبار (ممولة حكوميًا) مقالًا استعرض فيه اقتراحًا مبنيًا على إنشاء منظومة متكاملة من الشباب المصري تحت عنوان “حركة 3 يوليو” يتجمع تحتها المنضمين للحركة الكشفية من تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات وشباب العمال والفلاحين.
رزق برر إنشاء هذه المنظومة بأنها محاولة لـ”صد الهجوم المضاد الذي تتهيأ له جماعة الإخوان وحلفاؤها وأنصارها لاقتحام الحياة السياسية بغية قنص سلطة الحكم من جديد..!”، مطالبًا برصد الاعتمادات اللازمة لنشر هذه الفكرة في مدارس الجمهورية بالتعاون بين وزارتي الشباب والتربية والتعليم، والقوات المسلحة ممثلة في إدارة الدفاع الشعبي والعسكري للاستفادة من خبرتها في التخطيط والتنظيم والحشد.
هذا المقترح يحمل في ثناياه محاولة استنساخ لتجارب النازية والفاشية في هذا المضمار، لكنها تجارب ثبت فشلها، مع العلم أن التجربة الناصرية شهدت إرهاصات من هذا النوع، فبعد حركة 23 من يوليو 1952، جاء تأسيس الاتحاد الاشتراكي ومنظمة الشباب، بهدف تعبئة الشباب فكريًا وضمان ولائهم إلى النظام، غير أن تلك التجربة انتهت بشكل رسمي بهزيمة 5 يونيو 1967 الكارثية لتنهار معها تجربة جمال عبد الناصر في الحكم والبناء.
جدل كبير أثاره قلق الكاتب المقرب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خاصة أنه لم يكن القلق الأول له، فقبل عام تقريبًا، أعرب الرجل عن قلقه من مستقبل مصر بعد انتهاء ولاية السيسي الثانية في 2022، ونتاجًا لذلك اقترح تعديل الدستور بما يضمن بقاء الرئيس في منصبه لفترات جديدة، وهو ما كان بالفعل، ولعل هذا ما أثار مخاوف البعض من أن يواجه قلقه الثاني مصير الأول.
طلائع 3 يوليو
استند رزق في مقترحه بتشكيل هذا التنظيم على عدد من المكونات، أولها: بناء الحركة الكشفية المصرية في مرحلة التعليم الأساسي حتى سن 15 عامًا، ورصد الاعتمادات اللازمة لنشرها، وفي سبيل ذلك لا بد من تعاون وثيق الصلة بين التعليم والقوات المسلحة، ثم الانتقال إلى المكون الثاني مباشرة وهم الجوالة والمرشدات من طلبة الثانوي.
وتلك الفئة هي التي تربت في الكشافة خلال سنوات الابتدائي والإعدادي، ومعهم أعضاء روابط وأسر طلابية تنشأ بأسماء محددة مثل “أسرة 30 يونيو” و”أسرة تحيا مصر” وأسرة “بلادي” وأسرة “الوطن”، وتتنوع اهتمامات هذه الأسر بين الجوانب الفنية والثقافية والرياضية والخدمة الاجتماعية، وتقوم على أساس فكري يعتنق عقيدة الوطنية المصرية، ويجري تنظيم دورات قومية وتثقيف بأعضاء “طلائع 3 يوليو” وفق هذه العقيدة التي ترسخت في الوجدان المصري منذ فجر التاريخ وكان أبرز مظاهرها في التاريخ المعاصر ثورة 30 يونيو المجيدة”.
يقترح الكاتب المصري أن تجرى انتخابات اتحادات طلاب المدارس الثانوية، من بين مرشحين لأعضاء “طلائع 3 يوليو”، ويتم انتخاب اتحاد لكل محافظة، ثم اتحاد على مستوى الجمهورية، ويشكل أعضاء مجلس إدارة هذا الاتحاد الذراع المدرسية والكشفية في الهيئة القيادية لـ”حركة 3 يوليو”.
يتضمن المكون الثالث شباب الخريجين وشباب العمال والفلاحين ممن هم تحت سن الثلاثين، وهؤلاء سيكونون المؤهلين للدفع بهم في انتخابات مجالس إدارة مراكز الشباب والهيئات القيادية العليا
أما عن البنية التحتية اللازمة لتدشين هذا الكيان، أشار صحفي السيسي الأول إلى أنه ليس هناك مشكلة في ذلك، “فلدينا المدارس بعد ساعات اليوم الدراسي وفي شهور الإجازة الصيفية، ولدينا مراكز الشباب وعددها يقترب من 6 آلاف مركز منتشرة في قرى ومدن ومراكز المحافظات وعواصمها، ولدينا 609 مواقع ثقافية منها قصور وبيوت ومكتبات عامة”.
أما المكون الثالث فيتضمن شباب الخريجين وشباب العمال والفلاحين ممن هم تحت سن الثلاثين، وهؤلاء سيكونون المؤهلين للدفع بهم في انتخابات مجالس إدارة مراكز الشباب والهيئات القيادية العليا لحركة الكشافة والمجالس المحلية بجميع مستوياتها ومجالس إدارة اتحادات العمال والفلاحين الإقليمية والقومية، وكذلك مجالس إدارة النقابات المهنية على مستوى المحافظات ومستوى الجمهورية، وأيضًا سيكونون هم الأكثر تأهيلًا للالتحاق بالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب وغيره من برامج مشابهة سوف تنشأ تحت مظلة الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، كما سيكون الشباب خريجو نوادي الفكر السياسي للجامعة، نواة سليمة التكوين لتطوير الأحزاب السياسية على أساس فكري تحت مظلة تحالف 30 يونيو.
القلق.. كالعادة
“منذ عام مضى أو أكثر قليلاً، كنت أشعر بقلق عميق لا أخفيه قولًا وكتابةً، إزاء مستقبل للحكم كان يبدو ضبابيًا بعد عام 2022، غير أن ذلك القلق تبدد ومعه الضباب، خلال العام الماضي إثر تعديلات دستورية أقرها استفتاء شعبي”، بتلك الكلمات استهل رزق مقاله في محاولة للتمهيد إلى أرضية مقترحه.
وبحسب المقترح فإن الطفل الذي كان في الحادية عشرة من عمره أي في الصف السادس الابتدائي، أيام ثورة 25 يناير، صار الآن في العشرين من عمره، إما يدرس بالجامعة أو دخل فعلًا إلى سوق العمل، وهنا يرى الكاتب أن وعيه قد تشكل وتقولب في خضم تقلبات الأحداث وتجاذبات الأفكار وتناقضات المواقف، بين ثورة 25 يناير ومآلها وحكم الإخوان ومآله وثورة 30 يونيو وتوابعها و”عهد البطل الشعبي ومعاركه على الأرض وفي الفضاء الإلكتروني” على حد قوله.
ويوضح أن الطفل الذي يدخل هذه السنة عامه الثامن، سيصبح في الثامنة عشرة من عمره عام 2030، أي سيكون من حقه اختيار رئيس الجمهورية الجديد من بين مرشحين عديدين، وهذا الطفل، ومعه طفل ثورة 25 يناير الذي سيبلغ سن الثلاثين عام 2030 وسيكون في الأغلب رب أسرة ومع الاثنين الأطفال الذين نشأوا بين عامي 2011 و2020، سوف يصبحون بالقطع محرك المجتمع ووقود الدولة وحملة بيارق الوطنية المصرية وأصحاب الكلمة الفصل في صندوق الانتخاب وتقرير مستقبل البلاد.
من الواضح أن مقترح رزق ليس من بنات أفكاره كما كان مقترحه بتعديل الدستور كذلك، فالأمر لا يعدو كونه مجرد استنساخ لتجارب نازية وفاشية، تم تجريبها قبل ثمانية عقود
وعن دوافع هذا المقترح يقول: “الأهم والأخطر، أنهم لا بد وأن يكونوا الأنساق الأولى لشعب مصر في صد الهجوم المضاد – كما أفترضه ويفترضه غيري – الذي تتهيأ له جماعة الإخوان وحلفاؤها وأنصارها لاقتحام الحياة السياسية بغية قنص لسلطة الحكم من جديد..!”، وتابع “مهمة هذه الأنساق هي قطع الطريق على غربان الظلام وحداديه، وسد الأوكار والبالوعات التي يختبئ فيها هؤلاء ويكمنون، وأيضًا تملك الشارع المصري فكريًا وإعلاميًا وعلى الأرض إذا لزم الأمر”.
يرى الكاتب أن اقتراحه هذا يعيد تنظيم حركة الدماء الشابة في مجرى يصب في مسارات عقيدة الوطنية المصرية ومشروع الدولة المصرية الحديثة الثالثة، معتقدًا أن تلك الحركة ستمد الحياة السياسية بكوادر قادرة على خوض الاستحقاقات الانتخابية (برلمانية ورئاسية) في 2030 و2036، والأهم في هذا المقترح “إكساب الدولة القدرة على الحشد عن طريق ربط المجموعات النوعية والأذرع والمكونات الإقليمية وعلى المستوى القومي بشبكة اتصال عن طريق الفضاء الإلكتروني والتواصل الاجتماعي وتطبيقات التليفون المحمول، وتنظيم حركة مجموعات الشباب للتوعية العامة أو التعبئة ضد أي مخاطر على الأرض إن لزم الأمر”.
استنساخ تجارب نازية وفاشية
من الواضح أن مقترح رزق ليس من بنات أفكاره كما كان مقترحه بتعديل الدستور كذلك، فالأمر لا يعدو كونه مجرد استنساخ لتجارب نازية وفاشية، تم تجريبها قبل ثمانية عقود وأثبتت فشلها، الفكرة باختصار تتلخص في تفصيل مواطنين على مقاس أنظمة أو جماعات أو زعماء بعينهم، لكن هذه التجارب سقطت بشكل مدو، ليس لفشل تلك الأنظمة وحكامها فحسب، بل بسقوط الدول التي راهنت عليها.
لو عقدنا مقارنة بين ما قاله الكاتب المقرب من السيسي وهتلر لوجدنا تشابهًا حد التطابق، فها هو رزق يقول: “الطفل في سن العاشرة لا يدرك شيئًا ولا يشعر بأهمية مولده أو نشأته، ولا اختلاف بين طفل وآخر، وفي هذه السن نأخذهم ونصنع منهم مجتمعًا يظلون من أعضائه حتى يبلغوا الثامنة عشرة، ومع هذا فنحن أيضًا لا ندعهم وشأنهم بعد هذه المرحلة، بل نلحقهم بالحزب، وبجماعة جند الهجوم S. A.، وبالحرس الأسود S. S.، وبعد ذلك يُلحقون بالجماعات أو التنظيمات الأخرى أو يُرسلون مباشرة إلى المصانع أو إلى جبهة العمل وإلى الخدمة العمالية، ويُلحقون أيضًا بالجيش مدة عامين”.
فيما يقول الزعيم النازي: “يدخل هؤلاء الأولاد والبنات منظمتنا وهم يبلغون من العمر 10 سنوات، وغالبًا للمرة الأولى تُمنح لهم الفرصة لتنفس الهواء النقي، بعد أربع سنوات من “الشعبي الصغير” يتنقلون إلى “شباب هتلر” حيث يمكثون لأربع سنوات، وحتى لو لم يصلوا إلى الدرجة الوطنية الاشتراكية تمامًا يُرسلون إلى خدمات العمل ليتم تمهيدهم لمدة ستة أو سبعة أشهر، وستعتني القوات الألمانية المسلحة بالوعي والحالة الاجتماعية”.
من عشرينيات القرن الماضي فصاعدًا استهدف أعضاء الحزب النازي الشباب الألمان كجمهور خاص لدعاياتهم، التي أكدت أن الحزب هو حركة شباب حيوي وقوي ومتفائل، وكانت النتيجة أن انضم الملايين من الشبان الألمان إلى النازية عبر المدارس والكثير من النشطات اللامنهاجية، ففي يناير 1933 كان عدد أعضاء شباب هتلر يبلغ 50.000 فقط، لكن في نهاية العام زاد عدد الأعضاء وبلغ مليونين من الشباب، أما في 1936 بلغت العضوية في شباب هتلر 5.4 مليون قبل أن تصبح إجبارية في 1939، إذ منعت السلطات الألمانية منظمات أخرى للشباب قد تكون متنافسة.
وكما يطالب رزق باستهداف الطلاب في المدارس منذ المرحلة الأساسية عبر مناهج وإستراتيجيات محددة، فإن التعليم في الرايخ الثالث اعتمد كذلك على تلقين الشباب بالنظرية النازية، إذ مجد المعلمون والأساتذة النازيون الأجناس الشمالية و”الآرية” بينما سودوا سمعة اليهود والآخرين الذين يُعتبرون دونيين ووصفوهم كجنس طفيلي ورديء لا يستطيع أن يخلق حضارة أو ثقافة.
ما لا يدركه رزق وفريقه أن كل تلك التجارب التي يسعى لاستنساخها مرة أخرى، سقطت وأسقطت الأنظمة والأحزاب والجماعات التي صنعتها أو استنسختها
وبعد 1933 طهرت النازية المدارس العامة من المعلمين اليهود أو هؤلاء الذين اعتبروهم غير جديرين بالثقة سياسيًا، ورغم ذلك بقي الكثير من المعلمين في المدارس عبر انضمامهم إلى حلف المعلمين النازيين إذ انضم إليه نحو 300.000 معلم.
وفي المدرسة أو في “شباب هتلر” هدفت التعليمات إلى خلق الوعي بالجنس والطاعة والتضحية بالذات عند الشباب الألماني الذي يكون مستعدًا للموت من أجل الوطن والنظام، وكان الإخلاص لهتلر يعتبر مفتاحًا لتدريب الشباب الذي حول عيد ميلاد الزعيم النازي (20 من أبريل) إلى عيد وطني واجب الاحتفال به للحصول على العضوية.
وما إن يبلغ الشاب 18 عامًا كان يجبر على الانضمام للقوات المسلحة أو خدمة العمال للرايخ التي تم التدريب من أجلها خلال أعمال منظمة شباب هتلر، ودعت الدعايات إلى إخلاص بشكل تعصيبي للأيديولوجية النازية حتى في وقت الخسائر التي مني بها الجيش، ليصل الحال في 1944 حين دخلت قوات الحلفاء ألمانيا، كان الشباب الأقل من ستة عشر عامًا في مقدمة الصفوف لحماية الرايخ.
وفي هذا السياق يشرح المؤرخ المصري محمد فؤاد شكري، في كتابه “ألمانيا النازية” محاولة النازيين السيطرة على حياة النشء في دولة الرايخ، حيث يقول: “أجبروهم على الالتحاق بجماعات الشبان الألمان ما بين سن العاشرة والثالثة عشرة، والرابعة عشرة والثامنة عشرة يلتحق الشاب بجماعة “الشبيبة الهتلرية”، وعند بلوغه التاسعة عشرة يُجبر على العمل مدة ستة شهور في “خدمة العمل”، ثم يقضي بعد ذلك مدة سنتين أخريين في الخدمة العسكرية، وله بعد هذه المرحلة أن يدخل إحدى الجامعات أو يلتحق بعمل من الأعمال أو يحترف إحدى المهن التي يختارها.
محاولات فاشلة
الكاتب الصحفي، محمد سعد عبد الحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين المصرية، في مقال له، أشار إلى أن مثل هذه التجارب الفاشية محكوم عليها بالفشل، خاصة أنها فشلت في موطنها الأصلي رغم ما كانت تتمتع به أنظمتها من قوة وبطش وديكتاتورية، فسقوطها كان حتميًا لما استندت إليه من إستراتيجيات بعيدة تمامًا عن العقل والمنطق.
ويرى الكاتب أن ألمانيا النازية مرورًا بإيطاليا الفاشية، قد تحولت مدارسها في نفس الحقبة تقريبًا إلى مصانع لإنتاج أطفال “فاشيست”، فحكومة موسوليني عملت منذ أن سيطرت على الحكم على غرس قيم الحزب الفاشي في طلاب المدارس تمهيدًا لأن يلعب هؤلاء الأطفال الدور الاجتماعي الذي تُحدده الفاشية “الذكور للحرب والإناث لإنجاب الأطفال وتربيتهم”.
تم عسكرة مناخ التعليم في المدارس بالشعارات والصيحات والتدريبات البدنية والزي الموحد، ثم أسست الحكومة الفاشية تنظيمات شبه عسكرية للأطفال والشباب مشابهة لما أُسس في ألمانيا الهتلرية، كان قَسَم الأطفال في تلك التنظيمات: أنا أومن بروما الخالدة أم بلادي.. أومن بعبقرية موسوليني، وببعث الإمبراطورية من موتها”.
وأوضح أنه رغم فشل ما أُنتج في ألمانيا وإيطاليا من منظمات شبابية نازية وفاشية، سعت بعض الحركات القومية والدينية في المشرق العربي لاستنساخ منظمات شبيهة في العقد الخامس من القرن العشرين، فتأسست فرق القمصان الحديدية والكشافة والشباب العربي في سوريا، والنجادة والوحدات والكتائب في لبنان، والفتوة والجوالة في العراق، والجوال المسلم في فلسطين، هذا بخلاف الاتحاد الاشتراكي ومنظمة الشباب في مصر.
وفي المجمل.. يبدو أن ما لا يدركه رزق وفريقه أن كل تلك التجارب التي يسعى لاستنساخها مرة أخرى، قد سقطت وأسقطت الأنظمة والأحزاب والجماعات التي صنعتها أو استنسختها، فلا سبيل إلى إقامة دولة مستقرة متقدمة إلا بالديمقراطية والتعددية التي جربتها دول فصارت تنتمي إلى العالم المتحضر بينما بقينا نحن متمسكين بعصور التخلف والجهل والاستبداد، مرة بدعوى مناهضة الاستعمار وأخرى بدعوى مناهضة الإخوان.