ترجمة وتحرير نون بوست
جادل أنصار حملة “الضغط الأقصى” الأمريكية المسلطة على إيران بأن الاحتجاجات المستمرة منذ أربعة أشهر ضد الوضع الراهن التي عصفت بالعراق ولبنان وإيران هي ذات طبيعة عابرة للحدود الوطنية وتسعى للحد من نفوذ القيادة الإيرانية الحالية أو إنهائها على الصعيد الإقليمي والداخلي. ويقع الترويج لهذه الحجج من خلال التوقعات الغائية الصادرة من جانب وزير الخارجية مايك بومبيو – المدافع الرئيسي في إدارة ترامب عن اتباع هذا المسار – والذي يقول إن النظام المترنح في طهران يبعد بضعة أشهر عن الانهيار بشكل تلقائي، وأن “الجمهوريات الشقيقة لها” في بغداد وبيروت ستنهار بعدها. ولكن هذه مجرد قراءة للأحداث تستند على المبالغة، وقدر محدود من التبصر، وحديث قائم على التمني، حيث لا يوجد “صحوة شيعية” إلى الآن.
في حال كان هناك أمل في حدوث صحوة شيعية، ستتجلى في الاضطرابات التي ستنشب بين صفوف الأتباع الصادقين للثورة الإيرانية حول آفاق مستقبلهم بعد وفاة الجنرال قاسم سليماني. لكن لا علاقة لهذه الظاهرة بموجة الاحتجاجات. بدأت الاحتجاجات في المناطق الشيعية في العراق، ولم تمتد إلى المناطق السنية والكردية في البلاد. لقد أثبتت الاحتجاجات في العراق مشاركتها الأكبر ومدى قدرتها على التحمل وتقديم التضحيات من حيث الأرواح والأطراف المفقودة أثناء مواجهة القمع الشنيع الذي واجهته.
في البداية، اعتبر المتظاهرون سليماني سلاحًا بيدهم. وقد كان ينظر إليه على أنه تجسيد لنفوذ إيران على الطبقة السياسية العراقية، التي تهيمن عليها الأحزاب الإسلامية الشيعية. لقد كانت الاحتجاجات أداة خطابية مناسبة يمكن من خلالها نزع الشرعية عن الأحزاب الإسلامية الشيعية على أسس قومية. واستهدف سخط الاحتجاجات رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وهو رجل في السبعينات من عمره كان ذو ميول أيديولوجية متفائلة في شبابه، جعلت منه رجلا إسلاميا معتدلا في العقود الأخيرة.
لقد حمّله المتظاهرون مسؤولية تدابير الرقابة الجماهيرية الوحشية التي حاولت التصدي للأصوات المعارضة. بدأت وتيرة السخط الشعبي في العراق تتنامى منذ أشهر سابقة بسبب الإخفاقات المستمرة للحكم في البلاد، والإخفاقات التي سبقت فترة ولاية عبد المهدي لمدة عام. في المقابل، أطلق نبأ إعادة تعيين ضابط جيش شعبي يدعى عبد الوهاب السعيدي العنان للغضب الشبابي.
لم يكن هناك محرّك سياسي يستفيد من تلك الطاقة الشبابية. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك شبح الانتفاع المجاني يطارد الاحتجاجات منذ البداية
وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الأساطير المتعلقة بالسعيدي والتي تفيد بأنه كان وطنيًا تم تهميشه من قبل أتباع سليماني لأنه لن يحث على ترسيخ نفوذ إيران داخل الأجهزة الأمنية العراقية، في حين تقول أسطورة أخرى إنه كان يحاول القضاء على الفساد. لكن الحقيقة ذات طابع دنيوي أكثر، حيث كان له ضابط قائد، الذي ينظر إليه كأكبر حليف لأمريكا في الجيش العراقي، يتمتع بخصائص السعيدي ذاتها، الذي طلب إعادة تعيينه قبل أشهر. وفي نهاية المطاف، وافق عبد المهدي على قرار تعيينه، لكن السعيدي انتقد القرار في العديد من المنابر الإعلامية. وردد الكثير من المؤثرين على مواقع التواصل الأجتماعي انتقاداته إلى حد أنهم حددوا موعدًا لتنظيم مظاهرة لدعم إعادة تنصيبه في الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
في الواقع، كانت انفعالات الشباب العراقي حادة لدرجة أن بعض المراقبين اعتبروا رد فعلهم على أنه “ثورة” وشيكة من شأنها أن تكتسح الطبقة الحاكمة وتطيح بالنظام السياسي القائم منذ 2003. نتيجة لذلك، فضّل عبد المهدي، الذي يشعر بالارتباك والخوف بالفعل جراء شائعات عن حدوث انقلاب في مرحلته الأولية، الذي أخبره مستشاروه بأنه في طور الإعداد، قمع الاحتجاجات. أعطت الموجة الأولى من الإصابات الناجمة عن هذا القرار الغبي الشباب سببًا جديدًا لمحاربة السلطة، وهذا أعطاهم أيقونة الاستشهاد.
علاوة على ذلك، أطلقت الاحتجاجات الطاقات الإبداعية والإيثارية لدى الشباب، حيث يشعر الشعب العراقي بالكثير من الغضب المبرر، ويدفعه لمواجهة النخبة السياسية ضعيفة الأداء ولا تفي بعهودها. يمكن لهذا النوع من الطاقة الشعبية تنشيط المجتمعات، وتصحيح أوجه القصور والعيوب، ومنحها هدفا متجددا ورسم طريق محدد لهم.
للأسف، لم يكن هناك محرّك سياسي يستفيد من تلك الطاقة الشبابية. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك شبح الانتفاع المجاني يطارد الاحتجاجات منذ البداية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يستنزف في النهاية قوته، ويتركه عرضة للاتهامات وجنون العظمة. ويتجسد ذلك الشبح في شخص مقتدى الصدر. في الحقيقة، لم يحرض الصدر على تنظيم الاحتجاجات على إعادة تعيين السعيدي. ربما فوجئ برؤية اللومبنبروليتريا في بغداد، الذين يعدون من إحدى دوائره الانتخابية الأساسية، يتدفقون مع عدد أقل من الليبراليين والناشطين العلمانيين.
كان سليماني يكره الصدر، وكان هذا الشعور متبادلا بين الطرفين، على الرغم من أنه كان يشوبه الخوف
لكن تحركت آلة الصدر إلى مواقع أخرى، لتوفير الحماية للمتظاهرين بشكل ظاهري، خاصة أن أذرع القمع الرئيسية حسب تقدير عبد المهدي كانت مجموعات الميليشيات الشيعية التي انفصلت عن الصدريين في ممارسة استمرت عقدًا من الزمن بواسطة سليماني. والجدير بالذكر أن الكثير نسوا أن الهتافات المناهضة لإيران التي تعد سمة مميزة لاحتجاجات الحالية مثل “اخرجي ايران، ستبقى بغداد حرة” قد أشاعها الصدريون بالفعل في سنة 2016.
من جانب آخر، لعب الصدريون دورًا رئيسيًا في الاحتجاجات الصيفية التي اندلعت في البصرة سنة 2018 والتي بلغت ذروتها من خلال إحراق القنصلية الإيرانية. شعر الصدر بالظلم من قبل الإيرانيين، وذلك لأنهم كانوا يروجون لأتباعه ويشجعونهم على الانفصال عنه.
كان سليماني يكره الصدر، وكان هذا الشعور متبادلا بين الطرفين، على الرغم من أنه كان يشوبه الخوف. ولكن بعد سنوات عديدة من المحاكمة والظلال اكتشف سليماني طريقةً لاستغلال الصدر لأغراضه الشخصية. ولكنه لم يتمكن من كسب ولاء الصدر، لذلك أراد استخدامه لأغراض خبيثة، من أجل نشر الكره في أي منطقة غير مستقرة ومتقلّبة يذهب إليها الصدر وأتباعه المتعصبين. وفي الواقع، بدأ نهج سليماني الجديد يؤتي ثماره.
استقر الصدر في إيران منذ حزيران/ يونيو من السنة الماضية. ولم يزر العراق سوى مرّتين أو ثلاث مرات كل بضعة أيام. لكن كانت هناك الكثير من التكهنات حول تحركاته. بعبارة أخرى، أشار بعض المراقبين إلى أنه أُجبر على اتخاذ الإجراءات (والتغريد، أي أن وجوده في العراق رقمي بشكل أساسي). ولكن هذا التكهّن يبدو مبالغا فيه. ويبدو أن الصدر قد غادر مدينة قم بمحض إرادته مع تفشي فيروس كورونا هناك مؤخرًا.
كانت أكثر اللحظات الصادمة والمثيرة عندما زُيّن أبرز رموز الاحتجاجات، وهو مبنى يطل على ساحة التحرير ببغداد كان قد رُمّم من قبل أيقونات التحدي الشبابي ضد الطبقة السياسية
من جهة أخرى، يتلخّص التفسير الأكثر وضوحًا في حقيقة أن الصدر يعمل على تقويض النفوذ السياسي الذي يتمتع به علي السيستاني، ويمارسه أساسا نجله محمد رضا. ويعدّ هذا الهدف مشتركا بين الصدر وسليماني. وقد تلخّصت الخطوة النهائية لما كان سليماني يقوم به في العراق، في كسر النفوذ السياسي لكل من الصدر والسيستاني وأتباعه. ومن خلال تفكيك سلطة هؤلاء الوسطاء السياسيين المستقلين سيكون من الأسهل إدارة البلاد مركزيا. من جانبه، أراد الصدر عرقلة أي خطة خلافة وضعتها عائلة السيستاني في حال وفاة الأب. وربما شعر بأن هناك بعض القواعد الأساسية التي يمكن انتشالها من الفوضى التي ستنجم عن ذلك.
ومن عجيب المفارقات في الاحتجاجات أن عبد المهدي الذي كان الضحية السياسية الوحيدة حتى الوقت الراهن، قد نُصّب رئيسا للوزراء من قبل السيستاني وأتباعه لحمايتهم من مكائد سليماني وخداع الصدر. ومن جهتها، أخفت وسائل الإعلام الدولية والمحلية قدرة الصدر على المراوغة خلال الاحتجاجات. بالإضافة إلى ذلك، قلل المحتجون غير المناصرين للصدر من أهمية دوره في الحفاظ على عفّة واستقلال حركتهم، كما استفادوا في معظم الأوقات من حماية الصدر التي أبقت المليشيات المعادية في مأزق. ونتيجة لهذا، صُدم العديد من المراقبين حين استولى أنصار الصدر فجأة (لسبب غير مفهوم حتى الآن) على الفضاءات العامة المخصصة للاحتجاجات منذ أواخر كانون الثاني/ يناير.
كانت أكثر اللحظات الصادمة والمثيرة عندما زُيّن أبرز رموز الاحتجاجات، وهو مبنى يطل على ساحة التحرير ببغداد كان قد رُمّم من قبل أيقونات التحدي الشبابي ضد الطبقة السياسية، وزُخرِف في الرابع من شباط/ فبراير بالدعايات المناصرة للصدر والمعادية للرئيس دونالد ترامب وخطة السلام العربية الإسرائيلية الخاصة به. قد تزول هذه الشعارات في وقت ما، لكن السجل يحمل في الوقت الراهن أدلة مصوّرة على أن “الثورة” تتّبع منعطفا خبيثا.
من جانبها، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية التابعة للدولة هذه الصور على نطاق واسع، مما يشير إلى أن مؤامرة الولايات المتحدة لتقويض دور إيران في العراق قد تعثرت. تقلّص الزخم الحاصل، وأصبح الصدر، الذي كان يعتبر ذات مرة حليفا بالنسبة لفصيل من المثقفين العلمانيين، في الوقت الحاضر لعنة كبيرة على الاحتجاجات. من ناحية أخرى، يتقرّب كل من الإيرانيين والمرشد الأعلى علي خامنئي بشكل متزايد من الصدر.
لقد مرّ المهزومون بسلسلة من المراحل، ابتداء من بقايا الأسر الإقطاعية إلى الماركسية وجميع أنواع اليساريين الذين انتهى بهم المطاف إلى التعرض إلى الهزيمة في الحروب التي حدثت في صفوف الشيعة في ثمانينات القرن الماضي
في الحقيقة، كانت الاحتجاجات العراقية تنطوي على إمكانات تاريخية، ولكنها تحولت إلى مكائد تخدم مصالح الصدر الشخصية. وبقدر ما عكست الاحتجاجات في جوهرها أجندة شيعية غير وطنية، فقد استعرضت الصراع القائم على السلطة داخل مدينة النجف بدلاً من طهران كما اعتقد بومبيو. وقد أعاد الفصيل غير الموالي للصدر من المحتجين ضبط أهدافهم من إقامة ثورة إلى رغبة متضائلة إلى حد كبير في التمسّك بأرضهم.
على نحو مماثل، أسيئ تفسير الاحتجاجات في بيروت وأماكن أخرى من لبنان باعتبارها بداية لقضية أكبر. وكانت التحركات الأولى للشيعة، الذين يشكلون أغلبية الطوائف اللبنانية، تهدف إلى الدفاع عن هذه الحركات باعتبارها بداية نهاية سيطرة حزب الله وحركة أمل. بالإضافة إلى ذلك، لاحت أزمة مصرفية متنامية في الأفق بسبب سلسلة من القرارات السيئة التي اتخذتها الحكومة. وقد أشعلت ضريبة جديدة الاحتجاج، مما أدى إلى دعوات لتحوّل ثوري في النظام السياسي.
بشكل عام، كان احتكار حزب الله للمسار الشيعي الجزء الصعب الذي يعيق الثورة. فلطالما كان هذا الاحتكار سمة من سمات المحادثات الشيعية الداخلية. لكن قبضة حزب الله لم تكن شاسعة وشمولية، حيث كان يسيطر على المجتمعات الشيعية من خلال التفاوض على جداول السلطة بحذر وإشراك شيوخ العشائر والقرى، وكذلك زعماء البلديات. إلى جانب ذلك، تتمحور الحياة السياسية حول هذا المجال، ولكنها تبقى منفصلة عن المجتمعات اللبنانية الأخرى. وعلى الرغم من هذا الفصل القسري، فقد بدا الأمر في البداية وكأن الشيعة سيجتازون تحفّظهم وينضموا إلى الحشود المتوجّهة إلى وسط مدينة بيروت.
لكن ليس هذا ما حدث. لقد ظهر بعض الشيعة بالفعل، بيد أنهم كانوا يمثلون تحالفا متكوّنا من أولئك المهزومين في صفوف الشيعة، والذين فشلوا في محاولاتهم للحصول على التمثيل الطائفي قبل عقود من الزمن. لقد مرّ المهزومون بسلسلة من المراحل، ابتداء من بقايا الأسر الإقطاعية إلى الماركسية وجميع أنواع اليساريين الذين انتهى بهم المطاف إلى التعرض إلى الهزيمة في الحروب التي حدثت في صفوف الشيعة في ثمانينات القرن الماضي التي أدت إلى قيام حزب الله. من جهته، تباهى اليسار اللبناني بأتباعه الشيعة. وكان الكثير منهم في خدمة حرب العصابات الفلسطينية. فعلى سبيل المثال، جاء العقل المدبر لحزب الله والعديد من كبار مساعديه من حركة فتح بزعامة ياسر عرفات.
كان من المفترض أن تعمل أسطورة آخر أسد للثورة على تسليح سليماني في معركته ضد الأشخاص الذين حادوا عن مسار الثورة
منحت الاحتجاجات اليساريين الشيعة فرصة جديدة لتجديد الاهتمام، حيث بإمكانهم التضامن مع مواطنين لبنانيين آخرين بطريقة لا يستطيع حزب الله القيام بها. كان هؤلاء الشيعة “الآخرين” يعتبرون بمثابة جسر مجتمعهم لبناء لبنان مستقبلي جديد، حيث لم تكن الهوية الطائفية تحدد إمكانات الفرد. لكن، سارع حزب الله إلى المناورة للحفاظ على النظام الطائفي الذي لقي طريقة التعامل ذاتها كما في المجتمعات الأخرى، والذي جعل لبنان يعود إلى الوضع الراهن السابق.
في الواقع، لا نملك رؤى ومعلومات كافية حول الاحتجاجات في إيران التي تخضع إلى إجراءات صارمة لتقييد حرية التعبير. ومنذ أواخر سنة 2017، يبدو أن هناك نوبات متفرقة من الغضب الشعبي الناجم عن الأزمة الاقتصادية، والذي يتحوّل في بعض الأحيان إلى رفض شامل للثورة الإسلامية. لم يرق أبدا إلى مستوى هائل من الثورة لدرجة تجعل النظام غير قادر على إخفائه عن العالم.
في حقيقة الأمر، إن ما نراه مقاطع فيديو تتضمّن شعارات مناهضة لخامنئي ومواجهات تلتها أعمال قمع وحشية. لكن، تعرّض البعض منها، على الأقل، للتلاعب ووقع الترويج لها من قبل الفصائل المناهضة للنظام مثل مجاهدي خلق التي تملك تاريخا طويلا من المغالطات. فضلا عن ذلك، يوجد عنصر من السخاء السعودي والإماراتي الذي يثير الانفصالية العرقية، أو على الأقل يدفع مقابل مشاهد يبدو أنها تظهر طفرة في مثل هذه المشاعر. والواقع أن افتقارنا إلى الوضوح يجعل من الصعب تقييم ما إذا كان هذا النوع من الاحتجاجات يشكل حقا تهديدا وجوديا لبقاء النظام.
كانت “احتجاجات” الشيعة الأكثر إثارة للاهتمام، والتي اندلعت في المنطقة، موجودة في جنازة سليمان بشكل غير متوقع. كان تدفق المتظاهرين في إيران حقيقيًا وواسعًا، حتى كان الأمر مفاجئا بالنسبة للنظام. كان مشيعو الجنازة يشعرون بالحزن الشديد على الثورة أكثر من حزنهم على سليماني. لقد كانوا يعبرون عن إعجابهم برجل ظلّ، في نظرهم، وفيا للمثل الثورية ولم يمل نحو المحسوبية والفساد كما فعل الآخرون، وهي رواية تتماشى مع أسطورة سليماني.
كان من المفترض أن تعمل أسطورة آخر أسد للثورة على تسليح سليماني في معركته ضد الأشخاص الذين حادوا عن مسار الثورة. كان عليه أن يطهر نظامًا ثوريًا أرادت هذه الدائرة الانتخابية، آخر المؤمنين الحقيقيين بها وحجر أساس النظام، أن يؤمنوا بها مجددًا. استغرق الأمر أربعة عقود لبناء رجل مثل سليماني. لا يملك خامنئي الوقت الكافي للتوصل إلى خطة أو تقديم مرشح آخر لخلافة سليماني. وتنذر الخيارات التي يتخذها مشيعو سليماني ببقاء النظام أكثر من تلك التي يتخذها معارضوه، فإما أن يظلوا في ديارهم بينما تتولى قوى مجتمعية أخرى الحكم، وإما أن يثوروا على الوضع.
المصدر: هوفر