كل دقيقة تمر، نسجّل معها تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا في العالم ويتزايد معها أيضا أعداد الوفيات الناتجة عن الإصابة بهذا الوباء. يتزامن ذلك مع تسابق العديد من مختبرات الأبحاث وصناعة الأدوية في أنحاء العالم للتوصل إلى لقاحات وعلاجات لفيروس كورونا المستجد باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات المختلفة.
أكثر من 200 ألف إصابة
حتى الساعة 12 ظهرا بالتوقيت العالمي، وصل عدد الإصابات بفيروس كورونا 203 ألفا و841 حالة في 162 دولة وإقليما، في حين بلغ عدد الوفيات جراء الفيروس 8.231، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وفق بيانات أعدتها نون بوست.
وسجّلت الصين، أمس الثلاثاء، 13 حالة إصابة جديدة فقط بفيروس كورونا، مقابل 21 حالة في اليوم السابق، وفق لجنة الصحة الوطنية هناك، وأضافت اللجنة في بيان لها، أن العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في البر الرئيسي الصيني يرتفع بذلك إلى 80894 مصابا.
فيما سجّلت 11 حالة وفاة جديدة مقارنة باليوم السابق، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للوفيات إلى 3237 حتى نهاية يوم الثلاثاء، وسُجلت الوفيات الجديدة في إقليم هوبي، بؤرة تفشي فيروس كورونا في الصين، ومن بينها 10 حالات وفاة في مدينة ووهان عاصمة الإقليم.
ولليوم الخامس على التوالي، يفوق عدد الإصابات الواردة من الخارج في الصين عدد حالات العدوى داخل البلاد التي سجلت حالة عدوى محلية واحدة فقط في ووهان، الثلاثاء، وسجّلت الصين تعافي 69 ألف و614 شخص.
من جانبها سجّلت إيطاليا ارتفاعا في عدد الوفيات جراء فيروس كورونا ليصل 2503، بعد تسجيل 345 حالة جديدة، وفق المدير العام للدفاع المدني أنجيلو بوريلي، فيما ارتفعت عدد الإصابات بكورونا إلى 31 ألفا و506. وفيما يخص الأشخاص الذين تعافوا من الإصابة، ذكر بوريلي أن 192 حالة شفيت الثلاثاء، ليصبح مجموع من تعافوا ألفين و941 شخصا.
ظهر هذا الفيروس لأول مرة في مدينة ووهان وسط الصين، وذلك في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2019
أما في إيران، ثالث الدول الموبوءة، فقد ارتفع الثلاثاء، عدد وفيات فيروس كورونا فيها ، إلى 988، إثر تسجيل 135 حالة وفاة جديدة، ومسؤول العلاقات العامة بوزارة الصحة كيانوش جيهان بور، فيما سجّلت بلاده خلال الساعات الـ 24 الماضية، 1178 إصابة جديدة بالفيروس، ليبلغ العدد الإجمالي 16 ألفا و169 حالة.
وفي إسبانيا، ثاني بؤرة تفشي الوباء في أوروبا بعد إيطاليا، أعلن مركز الطوارئ الصحية في البلاد ارتفاع عدد الإصابات بكورونا إلى 11 ألف و826، في حين ارتفع عدد الوفيات إلى 533، وتعد العاصمة مدريد أكثر المدن الإسبانية تضررا من الفيروس.
عربيا، سجّلت 6 دول ، مساء أمس الثلاثاء، ارتفاعا جديدا في إصابات فيروس كورونا الجديد، بالإضافة لحالتي وفاة في إحدى تلك الدول، بحسب إعلانات رسمية لوزارة الصحة في كل دولة. وسجلت السعودية 38 إصابة جديدة، ليرتفع العدد إلى 171 حالة، تعافى منهم 6.
وفي مصر، تمّ تسجيل حالتي وفاة لمصري (70 عامًا) وإيطالية (78 عاماً)، ليرتفع عدد الوفيات إلى 6، بالإضافة لتسجيل 30 إصابة جديدة، ما رفع العدد إلى 196، تماثل 26 منهم للشفاء. وسجل الأردن 10 حالات إصابة جديدة، ليرتفع العدد إلى 40، بينها حالة شفيت من المرض.
بدورها أعلنت السلطات المغربية، تسجيل 6 حالات جديدة بفيروس “كورونا”؛ ليرتفع إجمالي المصابين في البلاد إلى 44، فيما أكدت الحكومة الفلسطينية، تسجيل 3 إصابات بفيروس كورونا في بيت لحم ليرتفع إجمالي عدد المصابين إلى 44.
أمّا قطر فقد وصلت عدد الحالات المصابة بكورونا فيها إلى 442 بعد اكتشاف 3 حالات جديدة. وفي الكويت بلغ مجموع الإصابات بفيروس كورونا المستجد 142، وذلك بعد تسجيل 12 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وظهر هذا الفيروس لأول مرة في مدينة ووهان وسط الصين، وذلك في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2019، وانتشر لاحقا في معظم الدول، ونهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية، حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.
إجراءات احترازية قاسية
تنامي حالات الإصابة والوفاة بهذا الوباء الخطير، حتّم على غالبية الدول اتخاذ إجراءات احترازية قاسية، منها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها الصلوات الجماعية.
قرر الاتحاد الأوروبي فرض حظر على دخول المسافرين من خارج دول الاتحاد لمدة 30 يوما، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى الحد من انتشار وباء كورونا. وسيطبق القرار في 26 من دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أيسلندا وليختنشتاين والنرويج وسويسرا.
وفي فرنسا قال ماكرون أول أمس الاثنين: “سننشر الجيش في مناطق تفشي الفيروس بفرنسا”، وأضاف “قررت الحد من تنقلات المواطنين لمدة 15 يوماً للحد من كورونا”، مشدداً: “سنعاقب من يخل بهذا القرار. التنقل غير الضروري في فرنسا ممنوع تحت طائلة العقوبة”.
عربيًا، أقر الملك عبد الله الثاني قانونا يمنح الحكومة صلاحيات واسعة لفرض حالة الطوارئ لمساعدتها في مكافحة انتشار الفيروس. ويمنح المرسوم الملكي رئيس الوزراء عمر الرزاز صلاحيات استثنائية بموجب قانون للدفاع يتم تفعيله في أوقات الحرب والكوارث، لفرض حظر للتجول وإغلاق المؤسسات ووضع قيود على حرية التنقل للأشخاص.
أعلنت العديد من المختبرات العلمية حول العالم، تواصل عملها للوصول إلى لقاح يتيح تطويق فيروس كورونا
أما في المغرب، فقد أمر الملك محمد السادس الجيش باستخدام المستشفيات الميدانية العسكرية للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا، كما علقت المملكة كل الرحلات الجوية وأغلقت المساجد والمدارس ودور الترفيه والصالات الرياضية والمتاجر غير الأساسية، في إجراءات احترازية للحد من انتشار فيروس كورونا.
تونس بدورها، أعلنت حظر التجول من الساعة السادسة مساء إلى السادسة صباحًا ابتداء من اليوم الأربعاء، وقررت إغلاق المساجد والمقاهي والأسواق، كما أغلقت حدودها البرية وعلقت الرحلات الدولية.
وفي قطر، أعلنت اللجنة القطرية العليا لإدارة الأزمات في مؤتمر صحفي الثلاثاء إغلاق جزء من المنطقة الصناعية في الدوحة 14 يوما لمحاصرة انتشار الفيروس، كما أعلنت إغلاق جميع المتاجر عدا تلك التي تبيع الأغذية والصيدليات.
ودخل حظر التجول في بغداد حيز التنفيذ اليوم الأربعاء الذي كانت حكومة بغداد قد أعلنته في وقت سابق ويستمر أسبوعا واحدا. وتم تسجيل 61 إصابة جديدة، ليصل العدد إلى 154، كما سُجلت ست وَفَيات.
تسابق للوصول إلى لقاح
بالتزامن مع هذا، أعلنت العديد من المختبرات العلمية حول العالم، تواصل عملها للوصول إلى لقاح يتيح تطويق فيروس كورونا. وأعلنت مجموعة “سانوفي” الدوائية الفرنسية أمس الثلاثاء أن دواء “بلاكنيل” المضاد للملاريا الذي تنتجه، أعطى نتائج “واعدة” في معالجة مرضى فيروس كورونا الجديد.
وقال متحدّث باسم المجموعة لوكالة الصحافة الفرنسية إنه في ضوء النتائج المشجّعة لدراسة أجرتها على هذا الدواء، فإن “سانوفي تتعهّد بوضع دوائها في متناول فرنسا وتقديم ملايين الجرعات، وهي كمية يمكن أن تتيح معالجة 300 ألف مريض”، مشددا في الوقت نفسه على أن المجموعة مستعدة للتعاون مع السلطات الفرنسية “لتأكيد هذه النتائج”.
و”بلاكنيل” عقار مكوّن من جزيئات “هيدروكسي كلوروكين” ويستخدم منذ عقود في معالجة الملاريا وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل. وقالت الشركة في تغريدة لها قبل يومين إنها قد بدأت العمل على برنامج علاج سريري عالمي لمن يعانون من أعراض الإصابة الحادة بفيروس كوفيد-19.
وقبل يومين، أعلن مسؤولون أميركيون في القطاع الصحي بدء أول تجربة بشرية للقاح محتمل لفيروس كورونا في مدينة سياتل، وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب العلماء قد حثّ شركات الأدوية على تسريع عملية تطوير الدواء.
كما أعلنت الصين على خطوات مماثلة. فقد أورد تقرير في صحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الشيوعي أن بيكين أجازت إجراء التجارب السريرية على أول لقاح تطوره لمحاربة فيروس كورونا المستجد.
بدورها، أعلنت روسيا بدورها، أمس الثلاثاء، عن إطلاق أبحاث لقاح على الحيوانات ضد فيروس كورونا وتأمل بالتوصل إلى نماذج أولى واعدة في حزيران / يونيو المقبل. و قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده تملك كل ما يلزم لإنتاج لقاح لفيروس كورونا.
من بين كل الأدوية المرتبطة بالفيروس الذي يسبب وباء كوفيد 19، قد يكون لقاح ريمديزفير من صنع شركة جلعاد للعلوم هو الأقرب ليطرح في الأسواق. وهو ليس جديدا بل تمّ تطويره لمحاربة الفيروسات الأخرى بما في ذلك إيبولا (ثبت أنه غير فعال) ولم تتم الموافقة عليه بعد لأي وباء.
كما تبحث شركة الأدوية الأميركية “جونسون أند جونسون” في استخدام بعض الأدوية الموجودة لديها لغير غرضها الأساسي لمعالجة أعراض المرضى المصابين بفيروس كورونا. وعزلت شركة “فير” للتكنولوجيا الحيوية ومقرها في كاليفورنيا المضادات الحيوية من الناجين من فيروس سارس أملا في استخدامها لمعالجة فيروس كورونا المستجد.
فيما تعمل شركة CureVac الألمانية للتكنولوجيا الحيوية، على أبحاث لإنتاج لقاح لفيروس كورونا المستجد، فيما نقلت تقارير، اهتمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشراء هذه الأبحاث بشكل حصري، وفقًا لوزير الداخلية الألماني.