أعلن مسئولون أمريكيون، اليوم الجمعة، عن تشكيل نواة لتحالف من 10 دول للتصدي لتنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف إعلاميًا بـ” داعش”، وينشط في سوريا والعراق.
وقال وزير الدفاع الأمريكي “تشاك هيغل” اليوم أمام اجتماع لوزراء خارجية ودفاع من عشر دول أعضاء في حلف شمال الأطلنطي “ناتو” على هامش قمة الحلف المنعقدة حاليًا في ويلز بالمملكة المتحدة: “مجموعة من 10 دول ستشكل نواة تحالف، والذي سيكون ضرورى لمواجهة تحدي المتمردين”، مضيفًا: “يمكن بعد ذلك توسيع هذا التحالف”، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام أمريكية.
والدول العشرة التي تحدث عنها هيغل، والتي شاركت في الاجتماع الذي حضره أيضًا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، هي: الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، كندا، أستراليا، تركيا، إيطاليا، بولندا، والدنمارك.
من جانبه، عبر كيري عن أمله في أن يتمكن هذا التحالف من وضع “خطة شاملة” لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر.
وقال بيان مشترك لكل من كيري وهيغل عقب الاجتماع، إنه تم الاتفاق على أنه “لا يوجد وقت لإضاعته في بناء تحالف دولي واسع ليدمر وينهي التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية”.
البيان، الذي نشره موقع وزارة الخارجية الأمريكية وحصلت “الأناضول” على نسخة منه، أوضح هدف التحالف، قائلاً: “سوف نقوم بتدمير قدرات تنظيم الدولة، والتأكد من أنه لم يعد يهدد العراق والمنطقة والعالم”.
وتحدث عن استراتيجيات عمله، موضحًا: “كي يستطيع التحالف إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية، يجب التنسيق عبر خطوط متعددة من الجهود، وتشمل هذه الجهود: الدعم العسكري للشركاء العراقيين، وقف تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام إلى التنظيم، مكافحة تمويل تنظيم الدولة، التصدي للأزمات الإنسانية (التي يتسبب فيها التنظيم)، وإنهاء شرعية الأيدولوجية الخاصة بالتنظيم”.
وأوضح البيان أنه “تم الاتفاق على تشكيل قوة متعددة الجنسيات، تكون مهمتها تبادل المزيد من المعلومات حول تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا ومن سوريا إلى العراق؛ لما يمثله هؤلاء المقاتلين من تهديد حاد للحلفاء في ناتو”.
وأشار إلى أنه سيتم خلال الأيام المقبلة مواصلة النقاش مع الشركاء في المنطقة، الذين لديهم دور هام، مضيفًا أن “هذا الجهد سيكون محور اهتمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من الشهر الجاري”.
في الوقت ذاته قال “أندريه فوغ راسموسن” الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم الجمعة، “إن الحلف جاهز لمساعدة العراق في التصدي لتنظيم داعش، إذا ما طلب ذلك”، مؤكدًا في هذا السياق أن العراق لم يقدم للحلف أي طلب بالمساعدة العسكرية.
وفي مؤتمر صحفي عقده في مقاطعة “ويلز” بالمملكة المتحدة، التي تستضيف حاليًا قمة لـ”ناتو”، أضاف راسموسن: “نحن جاهزون لمساعدة العراق، ومستعدون لذلك إذا ما طلب، وكما تعلمون أن الحكومة العراقية طلبت المساعدة من عدد من الدول، ونحن رحبنا بذلك، ومنها الولايات المتحدة التي اتخذت تدابير لوقف هذا التنظيم الإرهابي (تنظيم الدولة)، وأنا أيضًا أرحب بوجود حلفاء آخريين”.
وكان قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد استنأفوا اجتماعات اليوم الثاني، بحفل استعرضت فيه دول الحلف طائراتها المقاتلة، التي حلَّقت على علوٍ منخفض فوق مكان الاجتماع في منتجع “سيلتيك مانور”، بإمارة ويلز البريطانية.
وسيُصدر حلف الناتو بيانًا نهائيًا لاجتماعاته، ومن المتوقع أن يتطرق فيه إلى تشكيل قوة للرد السريع، بغرض التصدي للتهديدات المحتملة، وزيادة الإنفاق العسكري لدول الحلف، وقرارات بشأن التهديدات الناجمة عن تنظيم “الدولة الإسلامية”، كما من المتوقع أن ينص البيان النهائي للناتو على جعل أمن المعلومات ومكافحة الهجمات الإلكترونية جزءًا من اتفاقية الدفاع المشتركة لدول الحلف.