علاجات متوفرة أظهرت نتائج إيجابية على الحالات المتقدمة من كورونا

أظهر عقارا هيدروكسي كلوروكين وأزيثروميسين نتائج واعدة في علاج كوفيد-19

ترجمة وتحرير نون بوست

في المعركة ضد “كوفيد-19” ورغم أننا نرى الموت أمامنا، فإننا يومًا ما سننظر خلفنا في هلع، في الأسبوع الماضي ناقشت تركيبة علاجية جديدة واعدة لعلاج المرض، واليوم هناك تحديثات جديدة تدعم هذا العلاج، فقد قام أطباء في مدينة كانساس من بينهم جوي بريوير ودان هينثورن وأنا بمواصلة علاج بعض المرضى وقد أظهر بعضهم تحسنًا كبيرًا.

أضافت مؤسسات طبية كبيرة مثل جامعة واشنطن وماس جنرال عقار هيدروكسي كلوروكين إلى خيارات العلاج، لذا إليكم آخر التحديثات وإجابات بعض الأسئلة المطروحة والاقتراحات بناءً على آخر معلومات توصلنا إليها.

ما العلاج؟

يستخدم الأطباء عقارين معًا هما هيدروكسي كلوروكين وأزيثروميسين لعلاج المرضى المصابين بالأعراض المتقدمة للفيروس، وقد استخدمنا نظامًا تم الإبلاغ عنه في التجارب المفتوحة مؤخرًا في مرسيليا بفرنسا التي يستطيع أي طبيب تعديلها في أي حالة.

ما الدليل؟

بالنسبة لعقار هيدروكسي كلوروكين فهناك مجموعتان من الأدلة التي تدعم قدرته على علاج كوفيد-19: في دراسات مخبرية وتقارير سريرية أولية من ميدان العلاج، بعد تفشي وباء سارس – من عائلة فيروس كورونا – في عامي 2002 و2003 أجرى عدة أطباء من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها تجارب مخبرية وقالوا إن عقار كلوروكين (ذو صلة بعقار هيدروكسي كلوروكين) يعد خيارًا جذابًا للوقاية من الفيروس وعلاجه.

عند استخدامه قبل دخول الفيروس الجسم فإنه يكون فعالًا في منع العدوى الخلوية، وأظهرت تطبيقات أجريت بعد ذلك قدرته على منع العدوى بشكل ملحوظ، كما أظهرت دراسات أخرى حديثة نتائج مشابهة، أما بالنسبة لكوفيد-19 فقد أظهرت دراسة صينية منشورة في 9 من مارس أن لهيدروكسي كلوروكين تأثيرًا ممتازًا في الدراسات المخبرية، وتشير معلومات حديثة إلى الآليات المحتملة لعقار كلوروكين وعقار هيدروكسي كلوروكين كمضادات للفيروس.

لابد من تقييم إستراتيجية العلاج الجديدة لتجنب انتشار المرض وعلاج المرضى في أسرع وقت ممكن قبل حدوث مضاعفات تنفسية شديدة لا يمكن علاجها

يرجع أساس كل ما يتعلق بطب العدوى – من تطوير عقارات لأنواع معينة من العدوى إلى علاج بعض الأفراد المرضى – إلى دراسات مخبرية وتجارب على المرضى، وكوفيد-19 لا يُستثنى من ذلك، تشير البيانات المخبرية الحديثة إلى أن هيدروكسي كلوروكين من المفترض أن ينجح في علاجه.

هناك معلومات سريرية ظهرت أيضًا بخصوص علاج كوفيد-19، فعند بداية تفشي المرض في الصين، لاحظ أطباء ووهان أن المرضى المصابين بمرض الذئبة – الذي يستخدم فيه هيدروكسي كلوروكين كعلاج شائع – لم يصابوا بفيروس كوفيد-19، فمن بين 178 مريضًا في المستشفى كانت نتائجهم إيجابية لم يكن بينهم أي مريض بالذئبة.

في قسم الأمراض الجلدية بمستشفى ووهان كان هناك 80 مريض ذئبة ولم يصاب أي واحد منهم بالفيروس، أشار أطباء ووهان إلى أن السبب قد يكون استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين على المدى الطويل، ثم عالجوا 20 مريضًا بالفيروس باستخدام هيدروكسي كلوروكين وكانت النتيجة: “تحسنت الأعراض السريرية بشكل بارز خلال يوم أو اثنين، وبعد 5 أيام أظهر التصوير المقطعي للصدر تحسنًا بارزًا في 19 حالة”.

في التجربة الثانية تم استخدام أزيثروميسين – مضاد حيوي يعرف تجاريًا باسم “Z-Pak” – مع هيدروكسي كلوروكين، أظهرت دراسة فرنسية أن 57% من 14 حالة مصابة بالفيرس وتم علاجها بهيدروكسي كلوروين فقط، كانت نتائجها سلبية للفيروس بعد إجراء مسحة أنف في اليوم السادس، لكن 100% من الحالات التي تلقت هيدروكسي كلوروكين وأزيثروميسين أظهرت نتائح سلبية في اليوم السادس.

عند مقارنة ذلك بـ16 مريضًا في مستشفى آخر لم يتلقوا أي من العلاجين، تحولت 12% فقط من الحالات إلى سلبية في اليوم السادس، كانت هذه عينة صغيرة لكنها بارزة.

العزل

نشر مؤلفو الدراسة الفرنسية الأسبوع الماضي نتائج 80 حالة إضافية محتجزة في المستشفى تلقوا كلا العقارين، ففي اليوم الثامن للعلاج أظهرت 93% من الحالات نتائج سلبية بعد إجراء مسحة أنف للفيروس.

يقول مؤلفو الدراسة: “يسمح ذلك بسرعة نقل المرضى من العنابر شديدة العدوى بمتوسط إقامة 5 أيام، ويجب أن تقيم الفرق الأخرى إستراتيجية العلاج تلك من ناحية التكلفة، لتجنب انتشار المرض وعلاج المرضى في أسرع وقت ممكن قبل حدوث مضاعفات تنفسية شديدة لا يمكن علاجها”.

ما مخاطر ذلك؟

أدرجت منظمة الصحة العالمية كلا العقارين كأدوية أساسية وقالت: “يعد العقاران من أكثر الأدوية أمانًا وفعالية في تلبية الاحتياجات الضرورية في النظام الصحي، فهذه الأدوية تستخدم منذ عدة سنوات – هيدروكسي كلوروكين منذ 1955 وأزيثروميسين منذ 1988 – لكن الدمج بينها أمر حديث وحتى الآن لا يبدو مفهمومًا لماذا يظهر هذا المزيج فعالية في علاج الفيروس”.

أدرجت شركة “Lexicomp” لخدمات المعلومات السريرية، التفاعلات بين العقارين في الفئة “ب” التي تعني أن غالبية المرضى لا يحتاجون تحذيرات خاصة، لكن استخدام هيدروكسي كلوركين على المدى الطويل له آثار سلبية، فالاستخدام  بشكل مزمن قد يسبب مشاكل في العين، وقد يسبب عدم انتظام ضربات القلب في بعض الحالات، لذا من الممكن تتبع تخطيط القلب الكهربائي للمرضى المعرضين لخطر هذا التأثير، أما الآثار النفسية المحتملة فيجب مراقبتها عن قرب.

لجميع الأدوية آثار جانبية لكن هيدروكسي كلوروكين له سجل آمن بشكل عام، فمن الممكن استخدامه دون تصريح أو وصفة طبية لكن ذلك ليس استثناءً، فقد أظهرت دراسة أن 21% من الوصفات الطبية في الولايات المتحدة يمكن استخدامها دون تصريح.

إذا توافرت المزيد من البيانات لهذا النظام من العلاج وتمكنا من زيادة الإمدادات فمن الممكن التوسع في استخدام العلاج

لكن هذه العقارات ما زالت ضرورية لمرضى الملاريا والذئبة وأمراض أخرى مما يجعل من الضروري عدم استهلاك المخزون كله لعلاج مرضى فيروس كورونا، ولأن هذا الفيروس جائحة تاريخية وقد أظهر العقاران نتائج واعدة، فمن الضروري زيادة المخزون بشكل سريع.

ما الخطوات التالية؟

بدأت ولاية نيويورك في إجراء تجربة سريرية واسعة، وهناك تقارير من أماكن أخرى، يعتقد البعض أنه يجب السماح للمرضى خارج التجربة بتقرير إذا كان لديهم رغبة في استخدام هذا العلاج بالتشاور مع الطبيب، وهذا ما يحدث في بعض عيادات الولايات المتحدة بالفعل.

في عالم مثالي بإمدادات لا نهائية يجب أن يتلقي أي مريض العلاج، لكن مع محدودية الإمدادات لا بد من علاج المصابين الأكثر مرضًا أولًا، ويجب أن نستخدم هذا العلاج أيضًا مع الأشخاص الأكثر عرضة للمرض مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية والعاملين في الطوارئ، فأبطال الحرب ضد كوفيد-19 يستحقون الحماية.

يعد العلاج المبكر أفضل دائمًا سواء في علاج السرطان أم السكر أم العدوى، أظهرت النتائج المخبرية والتجارب الميدانية والتجربة الفرنسية أن كوفيد-19 ليس مختلفًا، لذا إذا توافرت المزيد من البيانات لهذا النظام من العلاج وتمكنا من زيادة الإمدادات فمن الممكن التوسع في استخدام العلاج.

خلال مسيرتي المهنية اتخذت موقفًا محافظًا في الطب، لذا لا أرغب في تقديم أمل زائف أو سابق لأوانه، كل هذه التجارب قيد التطوير مع وصول المزيد من المعلومات، لكن في الوقت نفسه لا يمكن تجاهل الأدلة المتاحة، حتى الآن يبدو أن هذا العلاج أفضل خيار متاح لعلاج كوفيد-19 وليس مجرد تخفيف معاناة المرض، لذا سيكون عدم متابعة هذا الخيار بقوة تصرفًا غير مسؤول.

المصدر: وول ستريت جورنال