إجابة 3 علماء على سؤال: هل سيختفي فيروس كورونا في الصيف؟

وفيات فيروس كورونا تصل إلى مليون حالة وفاة عالميًا

ترجمة وتحرير نون بوست

تميل الإنفلونزا الموسمية إلى الاختفاء في فصل الصيف، مما يمنح البعض الأمل في أن يحذو فيروس كورونا حذوها، يشرح الخبراء أسباب انخفاض انتقال بعض الأمراض مع ارتفاع درجة الحرارة، ويحذرون في الوقت نفسه من التخلي عن الحذر.

لماذا تكون بعض الفيروسات موسمية؟

يقول دكتور مارك ليبسيتش إن هناك عدة فرص للانتقال تجعل بعض الفيروسات موسمية، مثل الفصل الدراسي المدرسي الذي يسهل عملية الانتقال، ونسبة المناعة السكانية بالإضافة إلى الطقس، فعندما تنخفض الرطوبة في الشتاء تصبح عملية الانتقال أسهل، فانخفاض الرطوبة يجعل القطرات (الحاملة للفيروس) تستقر ببطء لأنها تنقسم لحجم أصغر مما يجعلها تبقى في الهواء فترة أطول، وهذا لا يحدث عند ارتفاع درجة الرطوبة.

أما دكتور لي ريلي فيقول إن الناس يصابون بالإنفلونزا في الصيف أيضًا، ونحن الآن نرى انتشار فيروس كورونا في نصف الكرة الجنوبي، لذا فالأمر يتعلق أكثر بتصرفات الناس.

هل نتوقع انخفاض حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 في الصيف؟

وفقًا لأفضل التقديرات المتعلقة بالأنواع الأخرى من فيروس كورونا، فإن ليبستيك يرى أن الصيف وحده لن يؤدي إلى انخفاض انتقال الفيروس بحيث تتقلص عدد الحالات بشكل ملحوظ، ما سيحدث أنه سينمو ببطء.

فمن الواضح جدًا أن الجو الأدفأ لا يوقف انتقال الفيروس ولا نموه، وهذا ما نراه في أستراليا وسنغافورة وهونغ كونغ، لقد تمكنت سنغافورة وهونغ كونغ من السيطرة بشكل كبير على الفيروس لكن ذلك يرجع إلى الإجراءات المشددة للغاية، لذا ليس هناك شك في قدرة فيروس كورونا على الانتقال في المناخ الأكثر دفئًا والأعلى رطوبة.

إذا تخلينا عن التباعد الاجتماعي قبل حصول قدر كبير من السكان على مناعة من المرض، فإننا سنشهد موجة ثانية من العدوى في فصل الخريف

يرى دكتور جورج راذرفورد أن التفكير في أن الفيروس سيختفي بشكل سحري في شهر أبريل أو مايو هو مجرد تفكير خيالي، فالتقديرات توضح أنه ينتقل بشكل كبير خلال الصيف، أما دكتور ريلي فيقول: “إنه فيروس جديد تمامًا، لذا من الصعب معرفة ما قد يحدث، لكن عند الاستقراء من الفيروسات المشابهة، فإننا لا نتوقع من الفيروس الجديد أن يختفي تمامًا في الصيف”.

هل ستكون هناك موجة ثانية من العدوى في الخريف؟

يرى دكتور ريلي أنه من الممكن عودة ظهور الوباء مرة أخرى، وهذا ما يحدث في هونغ كونغ الآن، فقد نجحت هونغ كونغ في السيطرة على الوباء منذ ظهوره ثم بدأت في تخفيف بعض القيود، والآن تشهد عودة ظهور حالات جديدة.

يقول راذرفورد: “في عام 2009 شهدنا موجة ثانية من إنفلونزا الخنازير، فقد بدأت في فصل الربيع بالمكسيك، بينما انتهت الدراسة في بعض مدراس الولايات المتحدة مبكرًا من أجل الصيف وعند عودة التلاميذ في الخريف ظهر الفيروس مرة أخرى، لكن التفشي كان أقل حدة لأن اللقاح ظهر في نفس الوقت من فصل الخريف، لكن هذا لن يحدث الآن، لذا يجب أن نتريث حتى نكتشف اللقاح”.

يعتقد ليبسيتش أننا إذا تخلينا عن التباعد الاجتماعي قبل حصول قدر كبير من السكان على مناعة من المرض، فإننا سنشهد موجة ثانية من العدوى في فصل الخريف وستكون أكثر انتشارًا بسبب العودة إلى المدارس وانخفاض درجة الحرارة، وستكون هذه أسوأ نتيجة ممكنة.

هل يجب أن نستأنف التباعد الاجتماعي في الخريف؟

يقول ليبسيتش: “إذا كنا سنستخدم التباعد الاجتماعي كإجراء أساسي للسيطرة على الفيروس لأننا لم نكتشف طريقة أفضل، فمن الأفضل أن يستمر ذلك حتى تنخفض الحالات بشكل كافٍ يسمح بعودة ظهور حالات مع التخفيف من إجراءات التباعد الاجتماعي، ليصبح لدينا عدة أسابيع أو أشهر دون إرباك نظام الرعاية الصحية”.

بعد ذلك يمكننا أن نتباعد مرة أخرى ونعيد الدورة، في كل دورة سيكون هناك بعض التخفيف من إجراءات التباعد الاجتماعي، لأن بناء مناعة السكان يساعد في الحد من انتشار الفيروس، وبذلك لا نصل للذروة الخطيرة سريعًا.

لكن هذا الإجراء سيكون مدمرًا للاقتصاد والتعليم وأشياء أخرى، ومع احتياجنا لتلك الوسيلة للحفاظ على نظام الرعاية الصحية وعدم وجود طريقة أخرى، سيكون هذا الخيار هو الأفضل.

قد نحتاج لجولة أخرى من عمليات الإغلاق، فهذا الإغلاق الذي يحدث الآن لن يكون الوحيد

يوضح دكتور ليبسيتش كعالم أوبئة أنه يرى هذه الأدوات الحاليّة هي الطريقة الممكنة للسيطرة على المرض، لكنها ليس ما يراه مرغوبًا اجتماعيًا، فهو لا يتطلع حتمًا لعدة دورات من التباعد الاجتماعي.

أما دكتور ريلي فيعتقد أننا قد نحتاج لجولة أخرى من عمليات الإغلاق، لكننا بحاجة أيضًا لأن نتطلع نحو المستقبل، ما الذي سيحدث العام المقبل؟ هل سيعود الفيروس مرة أخرى مثل الإنفلونزا؟ هل سيظهر نوع آخر من فيروس كورونا؟ قد لا يحدث ذلك العام القادم، ربما بعد عامين، لذا فهذا الإغلاق الذي يحدث الآن لن يكون الوحيد.

هل هناك طرق أخرى يمكن اتباعها؟

يقول راذرفورد: “مع بداية تراجع التباعد الاجتماعي سنحتاج إلى استبداله بشيء يدوم لفترة أطول مثل نموذج كوريا الجنوبية في تتبع نماذج الاتصال العدوانية، بالإضافة للحجر الصحي والعزلة أيضًا، وسيكون ذلك طريقنا للخروج عند ظهور اللقاح، فنظرًا للضربة التي أصابت الاقتصاد الآن، سيكون هناك الكثير من الحماس لنموذج كوريا الجنوبية”.

يرى ليبسيتش أنه إذا استطعنا القيام بذلك فسيكون أمرًا عظيمًا، والتحدي الذي سيواجهنا هو التهديد المستمر بعودة ظهور المرض، فكما نرى في الصين هناك محاولات للعودة إلى العمل مع السيطرة على الحالات الفردية، لكن هناك عدة حالات ظهرت مرة أخرى من خارج البلاد، لذا هذا ما يجب أن نهدف إليه، لكنني لست متفائلًا بنجاحه.

يقول ريلي إن كوريا الجنوبية وهونغ كونغ تمتلكان برامج تتبع اتصال فعالة، حيث يُوضع في الحجر الصحي كل من تواصل مع شخص ظهرت عليه الأعراض وتم تشخيص إصابته بفيروس كورونا، هذه الطريقة أكثر تركيزًا في السيطرة على انتقال المرض.

لكن المشكلة عدم وجود مثل هذا النوع من القوى العاملة في الولايات المتحدة، وهو شيء تحتاج الولايات المتحدة للنظر فيه بشكل جاد، لأننا تجاهلنا تمامًا البنية التحتية لنظام الرعاية الصحية.

المصدر: الغارديان