ترجمة وتحرير نون بوست
كشف تقرير سري أجرته المخابرات الأمريكية وقدمته للبيت الأبيض وفقًا لثلاثة مسؤولين أمريكيين أن الصين تتكتم على مدى انتشار فيروس كورونا في البلاد، حيث إنها لم تبلغ بشكل كامل عن حالات المرض والوفاة.
رفض المسؤولون كشف هويتهم لأن التقرير سري كما رفضوا كشف تفاصيل محتواه، لكنهم قالوا إن تقارير الصين العامة المتعلقة بالحالات والوفيات غير كاملة عمدًا، وقال اثنان من المسؤولين إن أرقام الصين مزيفة، بينما قال أحدهم إن التقرير وصل البيت الأبيض الأسبوع الماضي.
كان المرض قد بدأ في التفشي بمقاطعة هوبي الصينية أواخر عام 2019، لكن تقارير البلاد العامة أبلغت عن 82 ألف حالة فقط و3300 حالة وفاة وفقًا للبيانات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز، وذلك مقارنة بأكثر من 189 ألف حالة وأكثر من 4 آلاف حالة وفاة في الولايات المتحدة التي تعد صاحبة أكبر تقرير عام عن الوباء في العالم.
قال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي لشبكة سي إن إن الأربعاء الماضي: “في الحقيقة كان من الممكن أن نكون بحال أفضل لو كانت الصين أكثر صراحةً، يبدو الآن أن الصين كانت تتعامل مع الأمر قبل أن يعرف العالم في شهر ديسمبر، وربما كانت تخفي قبل شهر من ذلك أن المرض أصبح حقيقيًا لديها”.
الحزب الشيوعي الصيني كاذب وسيستمر في الكذب بشأن الفيروس لحماية النظام
في النهاية بينما فرضت الصين حظرًا صارمًا يتجاوز الدول الأقل استبدادية، كان هناك قدر كبير من التشكيك في أرقام تقارير الصين داخل وخارج البلاد، كانت الحكومة الصينية قد راجعت منهجيتها في عدّ الحالات مرارًا وتكرارًا، فقد استثنت لعدة أسابيع الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أي أعراض، ثم أضافت فجأة يوم الثلاثاء أكثر من 1500 حالة لم تظهر عليها أعراض لمجموعها الكلي.
أثارت أكوام آلاف الجرار التي تحمل رماد الموتى أمام البيوت المكلومة في مقاطعة هوبي شك العامة في تقارير بكين، كان المشرعون الجمهوريون في الولايات المتحدة أكثر صرامة فيما يتعلق بدور الصين في تفشي المرض، قد يكون تعزيز دور الصين في الجائحة أمرًا مفيدًا سياسيًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يسعى إلى إبعاد اللوم عنه بشأن تفشي المرض نتيجة تأخر إدارته في إجراء الاختبارات للفيروس على نطاق واسع وحشد أكبر قدر من الإمدادات المهمة مثل أقنعة الوجه وأجهزة التنفس الصناعي.
قال السيناتور بين ساسي الجمهوري من نبراسكا: “الادعاءات بأن حالات الوفيات في الولايات المتحدة بسبب فيروس كورونا أكبر من الصين كاذبة، ومن دون التعليق على أي معلومات سرية فالأمر واضح بشكل مؤلم: الحزب الشيوعي الصيني كاذب وسيستمر في الكذب بشأن الفيروس لحماية النظام”.
قالت ديبورا بيركس اختصاصية المناعة في وزارة الخارجية التي تقدم المشورة للبيت الأبيض بشأن الاستجابة للمرض إن تقارير الصين العامة أثرت على افتراضات دول العالم بشأن طبيعة الفيروس، وأضافت في مؤتمر لها يوم الثلاثاء: “لقد فسر المجتمع الطبي بيانات الصين على أن الوضع جاد، لكنه أصغر مما قد يتوقعه أي أحد، أعتقد أننا فقدنا قدرًا كبيرًا وضروريًا من البيانات، والآن نرى ما يحدث في إيطاليا وإسبانيا”.
لم تكن الصين الدولة الوحيدة التي تقدم تقارير عامة مشبوهة، فقد أشار مسؤولون في الغرب إلى إيران وروسيا وإندونيسيا وكوريا الشمالية بشكل خاص التي لم تسجل حالة واحدة للمرض، كما أن هناك دولًا أخرى مثل المملكة العربية السعودية ومصر تقلل من أرقام الحالات بها.
دعا وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو الصين والدول الأخرى إلى الكشف بشفافية عن تفشي المرض بها، واتهم الصين بإخفاء حجم المشكلة والتباطؤ في مشاركة المعلومات خاصة بعد الأسابيع الأولى من ظهور الفيروس لأول مرة، ورفضها قبول المساعدة من خبراء أمريكيين.
وقال في مؤتمر إخباري في واشنطن يوم الثلاثاء: “هذه البيانات مهمة للغاية، فتطوير علاج طبي وفرض إجراءات الصحة العامة لمواجهة الفيروس حتى نتمكن من إنقاذ الناس يعتمد على الحصول على معلومات بشأن حقيقة تفشي المرض والقدرة على الوثوق بها”، وأضاف: “إنني أناشد كل دولة أن تبذل ما بوسعها لجمع البيانات ومشاركتها بكل شفافية، وهذا ما سنفعله أيضًا”.
المصدر: بلومبرج