قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل البارحة الأحد، أن بعض العرب “خذلوا غزة، وربما قاموا بما هو أكثر من الخذلان”، مشيرا الى أن المقاومة “سامحتهم”.
وفي كلمة خاصة لمشعل في حفل أقامته حركة “حماس” في ملعب بمدينة صيدا جنوبي لبنان بمناسبة انتصار المقاومة الفلسطينية على إسرائيل في غزة، أضاف مشعل أن الشعب الفلسطيني سيسير بطريق النصر لتحرير الضفة الغربية ومدينة القدس وكل فلسطين.
ومضى قائلا إن بعض العرب”خذلوا غزة وربما قاموا بما هو أكثر من الخذلان… ولكن نحن نسامحهم”، شاكراً لبنان بقياداته وأحزابه ومؤسساته لمساندته للشعب الفلسطيني.
وتابع بقوله إن حركة “حماس” مع “وحدة وأمن لبنان واستقراره ونحترم خصوصيته ولا نتدخل في شؤونه ونحن ضيوف في لبنان لحين العودة والنصر والتحرير”، داعياً القيادات الفلسطينية الى “الارتقاء إلى مستوى معركة غزة، ولو كان عند البعض ملاحظات تفصيلية”، مشددا على ضرورة “استكمال المصالحة الفلسطينية للوصول إلى وحدة القيادة”.
تصريحات مشعل هذه جاءت بعد انتقادات وجهها الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” لحركة حماس، في بداية كلمته في الجلسة العامة لمجلس وزراء الخارجية العرب البارحة الأحد في القاهرة.
ومع بداية كلمة عباس قرر “أحمد ولد تكدي” وزير الخارجية الموريتاني الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب، تحويل الجلسة من عامة إلى مغلقة، ليخرج بذلك الصحفيون والضيوف.
وكان عباس قد قال في كلمته في افتتاح الدورة 142 لمجلس وزراء الخارجية العرب ظهر اليوم الأحد بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، “نحن اليوم نريد أن نتكلم في ثلاثة موضوعات الموضوع الأول ما حدث في غزة والحرب الغاشمة على قطاع غزة، حاولنا أكثر من مرة إثر الانقلاب الذي حدث في غزة، تلك المحاولات التي لم تنجح ولعل أهم هذه المحاولات ما جرى في المملكة العربية والسعودية والكعبة المشرفة، كما ذهبنا من أجل أن نجري هذه المصالحة …”.
وهُنا وضع أحد موظفي الجامعة ورقة أمام الرئيس الفلسطيني، الذي قال له بدوره “كيف أقول لهم نسكر (نغلق)؟، فأجاب الرجل “إذا ما بدك ..” فرد الرئيس الفلسطيني “نعم ..”.
وهُنا توجه الرجل إلى رئيس الجلسة، وزير الخارجية الموريتاني، الذي وجه حديثه لوسائل الإعلام “نطلب من المراقبين الدوليين والصحافة الخروج من القاعة.. نطلب من الضيوف والصحافة الخروج”.
وكانت الأيام الماضية، توترا في العلاقة بين الرئيس الفلسطيني وزعيم حركة فتح “محمود عباس” وحركة حماس، وذلك من خلال التصريحات المتبادلة بين الطرفين.
ففي لقائه مع الإعلاميين والمثقفين المصريين، مساء أمس في القاهرة، قال الرئيس الفلسطيني إنه يجب أن يكون هناك سلطة واحدة ونظام واحد، و”لن نقبل أن يستمر الوضع مع حركة حماس كما هو الآن وبهذا الشكل”.
وجدد عباس اتهامه للحركة بتشكيل “حكومة ظل مكونة من 27 وكيل وزارة، وأنها هي من تقود البلاد (غزة)، وحكومة الوفاق الوطني لا تستطيع أن تفعل شيئا على أرض الواقع”.
وخلال حديثه قال عباس إنّ عدد الشهداء الذين ينتمون إلى حركة “حماس” في الحرب الإسرائيلية على غزة بلغ 50 شخصا، بينما الذي قتل من حركة “فتح” 861 شخصا.
فيما دعت حركة حماس رئيس السلطة الفلسطينية، وزعيم حركة “فتح”، محمود عباس، للتوقف عن حوارها عبر الإعلام، وإعطاء الفرصة للحوار والتفاهم بين حركتي حماس وفتح بشكل مباشر.
حيث تتهم حركة “حماس” كوادر من حركة “فتح”، بالسعي إلى تشويهها وشيطنة منهجها، وتشويه ما وصفته بـ”الانتصار الكبير” على إسرائيل.
في المقابل، اتهم ناطقون باسم حركة “فتح” في تصريحات وبيانات صحفية حركة “حماس” في غزة بإقامة حكومة “ظل” كبديل عن حكومة التوافق الوطني.
ووقعت حركتا “حماس” و”فتح” يوم 23 إبريل الماضي، اتفاقا لإنهاء انقسام دام سبعة أعوام، إلا أنهما لا زالتا تتبادلان الاتهامات حول الجهة المتسببة بعرقلة المصالحة الفلسطينية، حيث توافقت الحركتان على تشكيل حكومة وحدة وطنية، برئاسة “رامي الحمد لله” أدت اليمين الدستورية في الثاني من يونيو الماضي، إلا أن هذه الحكومة لم تتسلم حتى اليوم المسؤولية الفعلية على غزة.
ويأتي هذا التراشق الإعلامي، وبدء “محمود عباس” كلمته بالحديث عن ما أسماها محاولات حماس للانقلاب، متوافقاً مع الشائعات التي ترددت حول اجتماع عباس ومشعل مع الأمير القطري “تميم بن خليفة آل ثاني”، حيث اتهم عباس حماس بمحاولة الانقلاب عليه في الضفة وتكرار ما حدث في غزة، وذلك بعد ارتفاع شعبية حماس في غزة من بعد الانتصار الأخير في غزة.