(1)
– انقلاب عسكرى دموى في مصر .. قتل ودماء .. اعتقالات وانتهاكات للأسرى والمخطوفين .. وبكاء للأمهات والثكالى ..
– مشاهد جرائم بشار في سوريا
– مشاهد مجازر الاحتلال الصهيوني في غزة
يرى كل هذا يوميًا بالساعات على قناة الجزيرة والجزيرة مباشر مصر.
(2)
وتذكر الدكتورة دعد مارديني، استشارية نفسية ، أنها استقبلت طفلاً تعرض للاكتئاب فترة انتفاضة الأقصى، وطفلاً آخر كلما يرى لوحة إعلانات بأحد الشوارع تحمل صورة شخص مريض، فإنه يصاب بقلق شديد، مضيفة أن تأثر الأطفال بمشاهد الدماء والجثث كبير، ومن الممكن أن يدفع لإصابتهم بالاكتئاب والقلق.
وأوضحت مارديني أن اكتئاب الأطفال يتبدى في سلوكيات مختلفة، مثل انخفاض المستوى الدراسي، قلة النوم، الخوف، والالتصاق بالوالدين.
وتابعت أن هذه المشاهد التي يراها الطفل تتداخل مع عوامل أخرى تشمل قابلية الطفل والتربية والبيئة التي يعيش فيها، وأكدت أهمية احتواء الأسر للطفل، وحثه على الدعاء والتبرع بما يريح نفسه.
(3)
ينتظر يوم الجمعة ويتجهز له من يوم الخميس .. يخرج للمسيرات ويتفاعل معها .. يهتف ويعلو صوته .. يتفاعل معه الناس .. يُرفع على الأعناق .. في المنصة وبيديه المايك يشدو بصوته الشجى(إن كنتم صامدون فكبروا)!!
(الداخلية بلطجية)!!.
(4)
بجواره شاب بدري أبيض الثياب والغطرة والجوارب يمشى كأنه يزف في عرسه للسماء .. تتساقط قنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص الحي والخرطوش كخزات المطر من حوله في مشهد لم يعهده من قبل .. يصاب الشاب البدري برصاصة في ذراعه وتتحول ثيابه البيضاء إلى بركة من الدماء
تكتمل عبثية الصورة في ذهنه .. يفزع ويخاف ويبكي .. ويكاد يختنق من الغاز ومن مشهد الدماء فيتمتم بصوت عال: (طيب بيضربونا ليه؟ هو إحنا عملنا إيه؟!)
(5)
فيما يرى الدكتور جمال الطويرقي، استشاري الطب النفسي أن أثر مشاهد وصور الجثث والجرحى على الأطفال تتحول لمشكلة حقيقية، وتؤدي بهم إلى «رهاب» ما بعد الصدمة.
وأفاد الطويرقي بأن الطفل الذي يتأثر بالصور المعروضة عن الحرب، تظهر أعراض ذلك بأن يستيقظ في الليل فزعًا، ويرى كوابيس تتضمن مشاهد الدماء والجثث.
وتابع أن ذلك قد يصل إلى الخوف من الخروج من المنزل كي لا يحدث له شيء، أو الخوف من ركوب السيارة بعد رؤيته لمجموعة من السيارات المحطمة وهي تحترق.
من جانبه، طالب الدكتور عبدالله اليوسف، أستاذ علم الجريمة الأسر، بضرورة متابعة الطفل وتقنين مشاهدته للتغطيات الإخبارية القاسية، وأوضح أن الإعلام يضع أحيانًا صورًا ومشاهد مقلقة، وهو ما يجعله يشدد على أهمية فلترة هذه الصور وأن لا يشاهدها الطفل دون توعية من ذويه.
وأكد اليوسف أن الخطر النفسي لهذه المشاهد أكثر من الاجتماعي، في حين توجه بحديثه للقنوات الفضائية مطالبًا إياها بأن لا تنطلق رسالتها من البعد العاطفي فقط، وأكد أهمية أن تقوم هذه الفضائيات بإبلاغ المشاهد بعرض أي صور بشعة قبل بثها، تجنبًا لأي أثر سلبي قد تسببه.
(6)
في ليلة شتوية قارصة يستيقظ على ضجة وجلبة في البيت وأصوات مرتفعة هنا وهناك .. من كان يهتف ضدهم (الداخلية بلطجية) يملأون البيت .. ويعتقلون عمه .. فزعًا خائفًا مرتعشًا يبكى بكاءً شديدًا .. .يحتضنه الوالد ويجتهد معه حتى ينام.
وقبل أن ينام .. يابابا هو فى سرير ينام عليه عمي في السجن!!
(7)
هو ده سيسي ولا مرسي ..
أصبح معياره في تقييم الناس وتحديد هويتهم والحب والبغض والمدح فيهم أو الذم.
(8)
يذهب مع والدته ليشتري ثيابه الجديدة ليحضر به حفل زواج عمه .. مباحث التموين تملأ المكان وتغلق المحلات .. يجرى خائفًا فزعًا .. الداخلية البلطجية!
يالّا ياماما هياخدونا!
يبكي ويسبق أمه في خطواته مهرولاً بعيدًا عن أعينهم مختبئًا.
(9)
يقوم من نومه ليلاً .. يابا يابا .. خير يابني .. بشوف حاجات وحشة وأنا نايم وخايف تيجي الداخلية تاخدني.
(10)
عبدالرحمن بعد الانقلاب