ترجمة وتحرير نون بوست
قبل 11 من مارس – عندما كُلف موظفو تويتر بالعمل من المنزل – كانت المدير التنفيذي دالانا براند تستيقظ في الخامسة صباحًا للاستحمام وارتداء الملابس والتوجه لمقر الشركة في سان فرانسيسكو، ولأنها كانت نائبة الرئيس لتجارب الناس ورئيسة التنوع والشمول، فقد كانت تقضي معظم اليوم في لقاء أفراد الفريق وأصحاب المصالح في الشركة لمراجعة الأهداف الرئيسية بشأن خبرات الموظفين ومبادرات التنوع.
في هذه الأيام تحولت تلك الاجتماعات إلى مكالمات فيديو تركز على كيفية دعم موظفي تويتر لإدارة التحديات التي يطرحها كوفيد-19 والقيود المتعلقة بالعمل من المنزل، مثل العديد من المهنيين في العالم، أمُرت براند وزملاؤها بالعمل من المنزل لوقف انتشار فيروس كورونا.
ورغم أن هذه السياسة الجديدة تسببت في تعديلات كثيرة على يومها، تقول براند إنها تحقق أقصى استفادة من التجربة.
روتين الصباح
تقول براند إن من الجوانب الإيجابية للعمل من المنزل أنها تحصل على ساعة نوم إضافية، حيث تستيقظ في السادسة صباحًا، بعد الاستيقاظ تبدأ يومها بساعة من ممارسة الرياضة قبل الاستحمام ثم ترتدي الملابس الرسمية وتتجه إلى مكتبها في المنزل حيث تتناول كوبًا من الشاي وتتابع الأخبار.
وتضيف: “بعد ذلك أقرأ رسائل ملهمة وأدون بعض التأملات في دفتر يومياتي قبل أن أبدأ العمل في الثامنة، هذه الممارسة أصبحت أكثر أهمية في تلك الأوقات العصيبة لأنها تساعدني على التركيز والحفاظ على هدوئي وسط هذه الفوضى”.
بالمثل تبدأ ماريا كوبا – شريك “Airbnb” للتنوع والانتماء – يومها ببعض العناية الشخصية، قبل ذلك كانت كوبا معتادة على المشي إلى مكتبها من منزلها في سان فرانسيسكو الذي كان يستغرق 25 دقيقة، أو كانت تستخدم تطبيق مشاركة الركوب للوصول إلى العمل في 15 دقيقة.
أما الآن ومع العمل من المنزل فهي تستخدم هذا الوقت الذي كان مخصصًا في العادة لرحلتها الصباحية في ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة، وتقول: “أستغل هذا الوقت أيضًا في متابعة الأخبار لكنني أكون حذرة حتى لا أتمادى في الأمر فيستغرق أكثر من اللازم”.
في معظم الأيام تبدأ كوبا العمل في الثامنة وهو وقت مبكر عن موعد وصولها المعتاد للمكتب قبل ذلك في التاسعة، لكنها تقول إن موعد بدء الدوام يتغير وفقًا لجدولها وهي سعيدة لأن الشركة تدعم الموظفين للعمل بشكل مرن ليتمكنوا من إدارة أي موقف شخصي قد يتعاملون معه.
خلق مساحة لمكتب منزلي
تقول ليز ميرديرك – المديرة العالمية لأعمال التطوير في “Uber Eats” – إنها تحسد زملاءها الذين يملكون مساحة واحدة فقط في المنزل مخصصة للعمل، فكأم لثلاثة أطفال أعمارهم 5 سنوات و3 سنوات و11 شهرًا، تقول ليز إنها صنعت أماكن عمل مختلفة في منزلها بسان فرانسيسكو.
تشرح ليز ما تقصده قائلة: “هناك مكتب قرب النافذة في غرفة النوم يطل على الفناء، وهناك طاولة دائمة في غرفة الطعام تسهل الوصول للماء والوجبات الخفيفة، وهناك مكان لا يستطيع أطفالي الوصول إليه حتى أستطيع إجراء مكالمات دون مقاطعة أحدهم، في هذه الأيام قد يكون هذا المكان في سيارتي المتوقفة في المرآب أو في إحدى غرف الأطفال على كرسي صغير بجوار بيت الدمي”.
لكي تلهي أطفالها في أثناء العمل تسمح لهم ليز بقضاء المزيد من الوقت أمام التلفاز أو استخدام “iPad”، وتقول طالما أنهم يشعرون بالأمان والرعاية فنحن بخير.
أما فيدجي سيمو مديرة تطبيق فيسبوك فتقول إنها حولت الإستديو الفني في منزلها إلى مكتب في الوقت الحاليّ، وتضيف: “لقد تخلصنا من جميع الرسومات والمنحوتات والأزياء حتى تبدو الغرفة مناسبة للعمل، إنها مساحة إبداعية لذا فهي تمنحنا مشاعر إيجابية”.
موازنة الحياة الأسرية
لحسن الحظ تقول سيمو إن زوجها أب ملازم للمنزل، لذا فهي تتمكن من أداء عملها في الإستديو بينما يرعى زوجها طفلتهم ذات السنوات الأربعة، لكنها ما زالت تأخذ فترات راحة وسط النهار لتسلية ابنتها، تقول سيمو: “في أحد الأيام تمكنت من صنع جرعات سحرية fairy potions (تتكون من ماء وملمع وألوان طعام) لابنتي في أثناء المشاركة بمكالمة مهمة، أعتقد أنه من الضروري أن يعلم كل أفراد الفريق أنه لا بأس بظهور الأطفال وسط الاجتماع فنحن جميعًا نكافح للوفاء بالمتطلبات الجديدة”.
تترك سيمو العمل من الساعة السادسة مساءً وحتى التاسعة لتكون حاضرة بشكل كامل مع أسرتها، وعندما تذهب ابنتها للنوم تعود للعمل فترة وجيزة لتتفقد البريد الإلكتروني وتتابع فريقها، حيث إن بعضهم يعيش في مناطق زمنية مختلفة حول العالم.
بالمثل تخرج براند – وهي أم لثلاثة أطفال بالغين – من العمل في السادسة مساءً لتستمع بالعشاء وتقضي وقتًا ممتعًا مع أسرتها، ورغم أن أطفالها بالغون، فإن وجود اثنين منهم في المنزل للدراسة يضع عليها عبئًا إضافيًا لقضاء مزيد من الوقت معهم.
تقول كوبا التي تعمل من المنزل مع زوجها إنها تخرج من العمل في السادسة مساءً أيضًا للحصول على راحة وتناول العشاء لكنها تواصل تفقد بريدها الإلكتروني حتى الثامنة مساءً وبعد ذلك تفعل نظام عدم الإزعاج.
تضيف كوبا: “إننا بحاجة لحماية الوقت الشخصي وأن نحصل على فرصة لإزالة الضغط والاستمتاع مع أسرتنا وأصدقائنا حتى في وقت التباعد الاجتماعي”.
إدارة الضغوط وتواصل الفريق
تقول سيمو التي تدير فريقًا من 4500 شخص إن التواصل المستمر مع فريقها كان ضروريًا في تلك الفترة، لكنها اتخذت قرارًا واعيًا بعدم إثقال فريقها باجتماعات متتالية ولذلك نقلوا الكثير من الاجتماعات إلى البريد الإلكتروني لتسمح للناس بالمزيد من المرونة في جدول أعمالهم.
وتضيف: “لقد حددنا أيضًا موعدًا للغداء للمؤسسة بأكملها وبذلك لا يمكن تحديد أي اجتماعات في الفترة بين الساعة 12 ظهرًا و1 ظهرًا”، حددت سيمو مع فريقها ساعات سعادة افتراضية كل جمعة، كما أنها بدأت في استضافة بث مباشر على فيسبوك على هيئة جلسات سؤال وجواب لتتمكن من الحصول على آراء فريقها بشأن أي تحديات أو مخاوف يواجهونها.
أما في تويتر فتقول براند إن فريقها يعتمد بشكل كبير على تطبيقات اجتماعات الفيديو مثل “Google Meet” و”BlueJeans” لاستضافة اجتماعاتهم الافتراضية، تتضمن بعض هذه الاجتماعات جلسات استماع لرفع الوعي وتقديم الدعم للمجتمعات التي تأثرت بشكل كبير بجائحة كورونا.
فعلى سبيل المثال تقول براند إن مجموعة الموارد التجارية “Twitter Asians” تستضيف جلسات استماع لمناقشة طرق مكافحة كراهية الأجانب والتمييز بسبب كوفيد-19، بالإضافة إلى ذلك تستضيف مجموعة الموارد التجارية “Twitter Parents” جلسات استماع لمناقشة تحديات العمل من المنزل للوالدين.
في “Airbnb” و”Uber Eats” بدأت كوبا وميرديرك بتوفير مساحة في بداية كل اجتماع ليشارك كل فرد من الفريق مشاعره وكيفية تعامله مع التعديلات اليومية.
تقول ميرديرك: “يتعامل كل شخص مع الضغوط بطرق مختلفة وكل يوم يكون مختلفًا خلال هذه الأزمة، إن تقديم تلك الرعاية واللطف وتفقد الفريق ببساطة (قبل بدء العمل) كان له تأثير قوي ورائع على الفريق”.
المصدر: سي إن بي سي