أعذب أصوات تلاوة القرآن الكريم
أعطى كل مجتمع من المجتمعات المسلمة نموذجًا مشرقًا في قراءة القرآن وتلاوته وعلومه، ومنذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كانت المدن والدول تتفاخر بقرائها وأئمة مساجدها، وحتى يومنا هذا ما زال القراء لهم وزنهم وحضورهم في حياة الناس، وفي الحديث عن الرسول محمد “ليس منا من لم يتغن بالقرآن”، وبحسب قول الشارحين للحديث فإن أحد أوجه الحديث تدل على تحسين الصوت بالقراءة والتلاوة.
في هذا التقرير نتعرّف على عدد من أعذب أصوات تلاوة القرآن الكريم الذين شُهد لهم بأدائهم وعذوبة أصواتهم ورخامة ألحانهم، وخاصةً من فئة الشباب، وحرصنا على تنويع مشارب القراء ودول نشوئهم وأساليب أدائهم، وسبق أن أعد “نون بوست” سلسلة من مقاطع الفيديو التي تتحدث عن قراء من العالم الإسلامي تحت اسم “أصواتٌ من السماء“.
عبد الرشيد الصوفي
قراءة تجذب السامعين وتخطف الأرواح، تجمع بين الصوت العذب وإتقان التلاوة وهدوء اللحن، صوت بات ينتشر كثيرًا في البلدان الإسلامية، إنه الشيخ عبد الرشيد الصوفي. ولد في الصومال عام 1964، لأسرة علمائية عريقة، فوالده كان يشغل منصب الإفتاء في الصومال ويعتبر أيضًا والده علي بن عبد الرحمن الصوفي أول من أدخل علم القراءات إلى البلاد.
تعلم عبد الرشيد الصوفي القرآن وعلومه على يد والده، حيث إنه أتم حفظ القرآن وهو ابن 10 سنوات، ثم رحل إلى مصر لاستكمال علم القراءات عام 1981، وهناك انتظم في معهد القراءات ونال الشهادة العالية في القراءات العشر من المعهد، بعد عودة الصوفي إلى بلاده أصبح إمامًا في مسجد والده وأصبح يعطي الدروس وتولى تدريس علوم القرآن في كلية الدراسات الإسلامية.
عام 1991، انتقل الصوفي إلى الدوحة ليعمل بوزارة الأوقاف فيها كإمام وخطيب لمسجد أنس بن مالك، ينشط الصوفي بالدعوة في العديد من الدول وله تسجيلات قرآنية بالعديد من الروايات، كما أنه يشغل العديد من لجان التحكيم بالمسابقات القرآنية على مستوى العالم الإسلامي.
هزاع البلوشي
صوتٌ جديد لم يدم ظهوره الأول أيامًا حتى انتشر في العالم الإسلامي كالنار في الهشيم، حتى بات يعتبر من المقرئين الأكثر سماعًا، وهو القارئ هزاع البلوشي ابن سلطنة عُمان، وينحدر البلوشي من ولاية لوى، وولد عام 1995، درس العلوم الاقتصادية والسياسية في جامعة السلطان قابوس، كما أنه أتم ختم القرآن الكريم حفظًا عندما كان في الـ14 من عمره.
انتقل هزاع البلوشي إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة في السعودية لإتقان التلاوة والقراءة، وحصل على تقدير ممتاز في دورات التحفيظ هناك، انتشرت أول قراءة له في 2013، حين نشر أحد أصدقائه تسجيل تلاوة له ولقي انتباهًا كبيرًا، بعد ذلك استضيف هزاع البلوشي في العديد من الدول مثل بريطانيا والكويت والإمارات والبحرين خلال شهر رمضان المبارك لإمامة المصلين لصلاة التراويح.
يقول البلوشي: “مثلت السلطنة من العام 2013 وحتى الآن في دول عدة، منها دول الخليج جميعها في برامج رمضان والبرامج الدعوية، وأيضًا أشارك منذ 2016 في برامج رمضان في أوروبا وتحديدًا بريطانيا”، مضيفًا “لا أستمع كثيرًا لقارئ محدد، لكني أحب أن أستمع لقدامى القراء”.
رعد الكردي
تتميز قراءة رعد الكردي بالهدوء والصوت الرخيم مع الإتقان، رعد الكردي قارئٌ صاعدٌ وأحد أئمة مساجد كركوك في العراق، وهو القارئ رعد بن محمد الكردي، ولد الكردي عام 1991 في كركوك، كان يستمع منذ صغره للقراء المصريين الكبار كعبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي، شارك القارئ رعد الكردي في كثير من المسابقات القرآنية وحصل على مراكز متقدمة، أصبح إمامًا لمسجد الإمام الشافعي في مدينته منذ كان عمره 15 عامًا، أجيز القارئ بروايتي حفص وشعبة عن عاصم، وتتلمذ على يد الشيخ إبراهيم المشهداني.
تخرج الكردي في معهد الأئمة والخطباء بمدينة كركوك، صلى بالناس في مساجد كثيرة بمكة المكرمة وجدة، كما أنه أقام بالإمارات وأدى الصلاة إمامًا في مسجد زايد الكبير بأبو ظبي، للكردي تسجيلات كثيرة من عدّة مساجد، كما أن مقاطعه وصوتياته ذات انتشار واسع في العالم الإسلامي، ويشتهر بارتدائه الزي الكردي الأصيل.
وديع اليمني
يعتبر القارئ وديع اليمني من أندى الأصوات وأكثرها انتشارًا، ولم يمر وقت طويل على انتشار تسجيلات الشيخ اليمني، حصل الشيخ المولود في اليمن على بكالوريوس دراسات إسلاميه بكلية الآداب جامعة العلوم والتكنولوجيا، ولد عام 1981 وحصل على ماجستير في التفسير وعلوم القرآن، كما أنه يعمل الآن إمامًا بمسجد عبد اللطيف عبد العزيز المزيني في الكويت.
العيون الكوشي
قراءة جمعت بين الطريقة المشرقية واللكنة المغربية، صوت عذب وتلاوة هادئة تخرج من الشيخ العيون الكوشي، وهو الذي أتم ختم القرآن حفظًا عند بلوغه سن الـ9، ومارس الإمامة في عمر الـ18، شارك في العديد من المسابقات القرآنية المحلية والدولية ونال فيها المراتب الأولى.
ولد الكوشي بمدينة آسفي المغربية سنة 1967 لعائلة محافظة ملتزمة بتعاليم الدين، تفرغ العيون الكوشي للإمامة بعد أن كان ملتفتًا للمسابقات العالمية بالقرآن الكريم، وأصبح إمامًا في مدينته عام 1982، ومن ثم انتقل إلى إمامة الناس في الدار البيضاء، وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليؤم الناس في المركز الإسلامي بنيويورك، للكوشي العديد من التسجيلات في فضاء الإنترنت.
فارس عباد
من أشهر قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، ولد الشيخ فارس عباد في اليمن عام 1980، والتحق بمدارس تحفيظ القرآن الكريم بمكان نشأته في صنعاء، بعد أن كان أداء الشيخ مبهرًا تولى الإمامة بجامع بلال بن رباح للمرة الأولى عام 1994 وكان ذي 14 عامًا.
سجل الشيخ فارس عباد الختمة القرآنية الكاملة باليمن، كما أن له تسجيلات عدة من المتون العلمية الشرعية، طُلب عباد للسعودية لأداء صلاة التراويح بمسجد علي بن أبي طالب بمدينة الظهران، بعد 7 سنوات من إمامته لجامع بلال بن رباح في مدينته.
ناصر القطامي
أحد أجود القراء الشباب في المملكة السعودية، كما أن شهرته بلغت العالم الإسلامي بأسره، ولد الشيخ ناصر القطامي في الرياض عاصمة السعودية عام 1980، يعرف الشيخ ناصر القطامي بعذوبة صوته، نال شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية، استمد أصول قراءة القرآن وتأثر بالشيخ السوري بكري الطرابيشي والشيخ محمد أيوب والشيخ محمود سكر، أمّ القطامي الناس بعمر الـ14 وتنقل بين عدد كبير من المساجد، حتى ثبت في جامع الأميرة لطيفة بنت سلطان بن عبد العزيز.
القطامي عضو بالجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، تجول في العديد من الدول كما أن له مكتبة صوتية ومرئية ضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي.
عندما يتعلق الأمر بالسماع، فللناس فيما يعشقون مذاهب، على أنه يصعب ألا تجد ضالتك مما يطمئن قلبك ويسمو بروحك ويهدئ نفسك من أصوات هذه القائمة المميزة والمتنوعة من المقرئين الذين ينحدرون من بلاد شتى وطبقات صوتية متعددة.