وقعت قيرغيزستان، في عهدها الحديث، فريسة هينة بين يدي الاضطرابات والتوترات السياسية الداخلية، فلم تعش شعوبها تحت راية الحرية، ولم يألف أهلها إلا الطاعة، ما جعلها أقل جمهوريات آسيا الوسطى عصيانًا ومقاومة للاضطهاد، وأكثرها بطئًا في التغيير والتحول، إذ إنها لم تمتلك الحظ أو القوة لتبديل حالها والتحكم في مجرى الأحداث. وإن امتلكت الفرصة لذلك، لمرت من أمامها دون انتهاز أو اغتنام، ولذلك كانت النتيجة حتمية وبديهية: انعدام الاستقرار على الدوام.
ومع ذلك، كانت مصائبها أقل قسوة من نظيراتها الأخريات في آسيا الوسطى، فقاداتها ليسوا استبداديين وغريبي الأطوار مثل الرئيسين نيازوف وبردي محمدوف في تركمانستان، وهي ليست مشهورة بالقمع والتعذيب مثل أوزبكستان، ولم تكن فيها مشاهد الحرب الأهلية المرعبة مثل طاجيكستان، وإنما بقيت دولة صغيرة ومتواضعة في كل شيء تقريبًا، لكن وقوعها ضمن جغرافية هذه الدول، لم يحمها تمامًا من بعض التأثيرات العنيفة.
قيرغيزستان من الداخل
سُكِنت أراضي هذه الجمهورية منذ أكثر من 3 آلاف عام، وحصلت على اسمها من أكبر مجموعاتها العرقية، القرغيز، وتعنى “نحن أربعون” نسبة إلى 40 قبيلة من البدو الرحل ذوي الأصول التركية الذين توحدوا وشكلوا الأمة القيرغيزية، وهم في الأصل مجموعة من الشعوب البدوية من سهوب سيبيريا الجنوبية، هاجروا جنوبًا بين القرنين الحادي عشر والسادس عشر إلى مراكز آسيا بهدم الدولة الأيغورية وفرض سيطرتهم على المنطقة لمدة 6 قرون.
لكن تغير قدرهم مع قدوم جنكيز خان وسيطرة المغول على آسيا الوسطى عام 1207، إذ انتهى بهم الأمر إلى فقدان نفوذهم وتنظيمهم السياسي، ثم أعيد تأسيس كيانهم بعد سبعة قرون، أي في العصر السوفيتي.
اعتنق شعبها الإسلام على يد القائد قتيبة بن مسلم في نهاية القرن الأول للهجرة، ورغم الأغلبية المسلمة فيها (يمثل المسلمون نحو 80% من سكانها) فإن دستورها الذي أقر في مايو/أيار 1993 ينص على أنها دولة علمانية، وذلك تماشيًا مع القلق الذي كانت تشعر به حكومة الجمهورية السوفيتية السابقة إزاء المظاهر الدينية والجماعات الإسلامية.
وهو الأمر ذاته الذي تحاول السلطات الحاليّة كبحه من خلال فرض قيود على الحرية الدينية والشخصية – أبرزها حظر الحجاب في المدارس والأحزاب السياسية القائمة على أساس ديني – واعتقال النشطاء الحقوقيين الذين يعارضون هذه السياسات في إطار حملتها على “التطرف الديني”.
يبلغ عدد سكان هذا البلد الآسيوي أكثر من 6 ملايين، وهو شعب متعدد الأعراق، حيث يشكل القرغيز نحو 65% منهم والروس ما يقارب 12% و13% من الأوزبك مع أعداد قليلة من الطاجيك والأوكرانيين والكوريين
وبحسب تقرير حكومي قديم يعود إلى عام 2007، فقد اعتنق نحو 15 ألف قيرغيزي المسيحية، إما إيمانًا بتلك الديانة أو نتيجة لاستغلال الجماعات التبشيرية لظروف هؤلاء الأشخاص الاجتماعية والاقتصادية المتردية أو بحجة حمايتهم من عواقب “الإرهاب الإسلامي”، مع العلم أن هذا التقرير تعرض لانتقادات عدة بشأن حقيقة الأرقام التي نشرها والغرض منها.
يبلغ عدد سكان هذا البلد الآسيوي أكثر من 6 ملايين، وهو شعب متعدد الأعراق، حيث يشكل القرغيز نحو 65% منهم والروس ما يقارب 12% و13% من الأوزبك مع أعداد قليلة من الطاجيك والأوكرانيين والكوريين والأقليات العرقية اليهودية، حيث ترتكز كل أقلية في منطقة مختلفة من البلاد، فالروس مثلًا ينتشرون في المدن الكبرى منها العاصمة بيشكيك، بينما يشكل الأوزبك الأغلبية في الجنوب، ويسود القرغيز في المناطق الجبلية والريفية.
ويتضح من هذه التوزيعة التفاوت الحاد بين مستوى ثراء الأفراد الذين يعيشون في المدن، والفقر المروع في المناطق الريفية، فعلى الرغم من جمال ريف قيرغيزيا الشهير، فإنه يفتقر لمظاهر الحياة المدنية المتحضرة، فلا توجد فيه كهرباء وتنتشر فيه الأكواخ المتهدمة والطرق الموحلة غير المرصوفة، من ناحية أخرى، فإن بيشكيك تعج بالمباني الحديثة والسيارات المرموقة، وتحجب بصورتها الحديثة الـ40% من السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر.
ملامح التراث البدوي
قرغيزستان ثاني أصغر دول آسيا الوسطى الخمسة، وتشتهر بألقاب عدة، منها الأرجوحة الذهبية وأرض الفراولة والألوان والجبال الشاهقة، حيث تشكل الجبال 94% من مساحتها، كما تُسمى “لؤلؤة آسيا الوسطى” لكثرة بحيراتها وأنهارها العذبة التي لا حدود لها ولا حصر، مما جعلها ثاني أكبر مخزون للمياه العذبة في العالم.
تعلم شعبها هذه المهارة على يد الغزاة المغول، وكانت كل أسرة تملك طائرًا واحدًا من أجل تأمين غذائها واحتياجاتها، أما الآن تحول ما كان ضرورة ملحة أو مهنة روتينية إلى هواية ورياضة
جمعت البلاد بين الجمال البديع والأهمية الاقتصادية والبيئة الضارية، فقد انعكست جغرافيتها القاسية بوضوح على ثقافة شعب هذا البلد الآسيوي الذي استحوذت فيه مهنة ترويض الطيور الجارحة، مثل النسور والصقور، وصيد الثعالب والأرانب والذئاب، على جزء كبير من هويته وتراثه.
تعلم شعبها هذه المهارة على يد الغزاة المغول، وكانت كل أسرة تملك طائرًا واحدًا من أجل تأمين غذائها واحتياجاتها، أما الآن تحول ما كان ضرورة ملحة أو مهنة روتينية إلى هواية ورياضة تقام لها المسابقات والمهرجانات السنوية، وحتى بعد مرور أكثر من ألف عام على هذا التقليد، لا يزال القيرغيزيون يستخدمون صورة فارس على صهوة جواد وعلى يده صقر كإشارة إلى قوة ورفعة أسلافهم.
لا يمكن بأي حال الحديث عن ماضيهم وحاضرهم دون ذكر علاقتهم الحميمة بالخيول، فهم من أوائل الشعوب التي روضت هذه الحيوانات واستخدمتها في القتال والصيد، كما اعتمدت عليها في تأمين الغذاء
يضاف إلى ذلك، اعتزاز القرغيز بمهارة الصيد بالكلاب والرياضات القتالية، وغيرها من الفنون التي تستلزم الشجاعة وصلابة البدن، ويعود أسباب هذا الميل بالأساس إلى كثرة الهجمات التي تعرضوا لها على مر التاريخ من القبائل والممالك الأخرى التي أرادت سلب أراضيهم ومناطق نفوذهم وخاصة من المغول.
ولا يمكن بأي حال الحديث عن ماضيهم وحاضرهم دون ذكر علاقتهم الحميمة بالخيول، فهم من أوائل الشعوب التي روضت هذه الحيوانات، وتحديدًا الجامحة منها والمتوحشة، واستخدمتها في القتال والصيد، كما اعتمدت على حليبها ولحومها في تأمين الغذاء، وذلك بشكل شائع وأساسي، ما يفسر وجود نحو مليون ونصف المليون حصان في تلك البلاد.
هيمنة اللغة الروسية على قيرغيزستان
لطالما احتفت موسكو بمكانة رفيعة ومركزية في قيرغيزستان أكثر من أي دولة أخرى في آسيا الوسطى، ويرمز هذا الوضع إلى حقيقة أن الرئيس الحاليّ سوريون باي زينكوف، كان مدرسًا سابقًا للغة الروسية، ويعزز هذه الحقيقة أن العديد من مواطني جمهورية قيرغيزستان ينتقلون إلى الاتحاد الروسي كعمال ضيوف ويتمتعون بميزة تنافسية في الحصول على عمل إذا كانوا يعرفون اللغة الروسية، ونتيجة لذلك، بعد مرور أكثر من جيل على زوال الاتحاد السوفيتي، لا تزال نسبة عالية من شعب قيرغيزستان تتحدث الروسية كلغة ثانية (إن لم تكن لغةً أولى) أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة.
عندما استقلت قيرغيزستان عام 1991، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، استخدم العديد من المسؤولين هناك اللغة الروسية في جميع الأعمال الحكومية الرسمية تقريبًا، كما لم يتحدث البعض اللغة القرغيزية بشكل جيد بما يكفي للقيام بخلاف ذلك، وبالتالي قررت الحكومة الإبقاء على الروسية لغةً رسميةً ثانيةً بجانب القرغيزية، مع اعتماد الروسية في الشؤون التجارية والدراسات العليا، وهذا يعني أن الكثير من الإجراءات الرسمية، بما في ذلك التعليم، كانت باللغة الروسية، لا سيما لأولئك الذين كان يسعون للحصول على وظائف داخل الحكومة.
في الوقت ذاته، كان هذا الواقع أيضًا مصدر إزعاج للعديد من القرغيز الذين شعروا بالإهانة من أن لغة دولة أجنبية ومحتل سابق تحتفظ بوضع أعلى وأهم من لغتهم، ولذلك على مدى العقد الماضي كانت هناك العديد من الانتقادات الهجومية على وضع اللغة الروسية في البلاد، ولكن حتى الآن، كل ذلك لم ينجح في تغيير موقعها لأن التخلص منها قد يعيق وصول العمالة القيرغيزية إلى السوق الروسية لكسب المال كعمال ضيوف، وبالتالي ستنخفض تدفقات الإيرادات التي تعتمد عليها الدولة الفقيرة.
علاوة على ذلك، قد يؤدي ذلك إلى تدهور حاد في علاقات بيشكيك مع موسكو، أو يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع الداخلي غير المستقر في قيرغيزستان، فمثلًا، زعمت بعض المصادر أن أزميجاني إبرايموف رئيس اللجنة الرئاسية لتنمية لغة الدولة، فُصل بسبب خططه لإزالة الأسماء الروسية من بعض القرى والبلدات والمواقع الأخرى من أجل استعادة أسماء قيرغيزستان التاريخية.
وبحسب ما ورد اعتقدت سلطات قيرغيزستان أن خطط إبراهيموف تدفع علاقات بيشكيك مع موسكو إلى حالة من الارتباك والتعقيد التي لا داعي لها، لا سيما أن الأولى تعتمد بشكل كبير على مساعدات مالية من الأخيرة.
في عام 1938 تحديدًا اعتقلت السلطات السوفيتية وأعدمت 140 سياسيًا ومسؤولًا حزبيًا وكاتبًا وشاعرًا وعالمًا، وكان من بينهم الذي ألف الأبجدية القيرغيزية
يُذكر أن إقالة إبراهيموف جاءت بعد أسابيع فقط من تسمية حكومة قيرغيزستان جبال تيان شان التي يصل ارتفاعها إلى 4500 متر وتغطي 80% من مساحة البلاد على اسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، إذ كان من المفترض أن يكون هذا بمثابة لفتة لطيفة لتأكيد حسن نية حكومة قيرغيزستان تجاه روسيا، واسترضاء أي قلق أو شكوك لدى أي شخص بشأن الدور الذي يجب أن تلعبه اللغة الروسية – وروسيا نفسها – في قيرغيزستان.
ومع ذلك يتزايد الدعم في بعض الأوساط لتقليل مكانة اللغة الروسية داخل قيرغيزستان، فقد نشرت وزارة التربية والتعليم مرسومًا ينص على أن المدارس ما بعد الثانوية ستعطي الأفضلية للطلاب الذين يجيدون اللغة القيرغيزية، كما واجه مسؤولون انتقادات لاستخدامهم اللغة الروسية، فذات مرة بدأ كوباني تشبيك كولماتوف رئيس دائرة الجمارك الحكومية، بتقديم تقرير باللغة الروسية، فقاطعه عدة نواب وطالبوا بتقديم عرضه باللغة القيرغيزية، وجادلوا بأنه يجب التحدث باللغة القرغيزية فقط في البرلمان، بحيث يمكن للأشخاص من المناطق الريفية الذين تكون روسيتهم ضعيفة في الغالب، متابعة الجلسات في التليفزيون والإذاعة.
استخدمت اللغة القيرغيزية النص العربي في البداية ثم تغيرت إلى الأبجدية اللاتينية، وفي عام 1940 أُجبروا على اعتماد النص السيريلي
جدير بالذكر، أن اللغة على وجه الخصوص، والثقافة بشكل عام، أثارت استياء وحفيظة زعيم الاتحاد السوفيتي، جوزيف ستالين، فما بين الأعوام 1924 و1936 واجه المثقفون صعوبات لا تعد ولا تحصى، وفي عام 1938 تحديدًا اعتقلت السلطات وأعدمت 140 سياسيًا ومسؤولًا حزبيًا وكاتبًا وشاعرًا وعالمًَا، وكان من بينهم الكاتب جنكيز عائد موف الذي ألف الأبجدية القيرغيزية وكتب أول كتاب مدرسي باللغة القيرغيزية.
وفي الأصل، استخدمت اللغة القيرغيزية النص العربي (تدمرت غالبية المخطوطات والكتب المكتوبة بالأحرف العربية ضمن محاولات الحكومة السوفيتية لتطهير التراث القيرغيزي من ثقافته وأصوله)، وفي أوائل عشرينيات القرن العشرين، تغيرت إلى الأبجدية اللاتينية، وفي عام 1940 أُجبروا على اعتماد النص السيريلي، والآن يعودون مجددًا إلى الأبجدية اللاتينية.
الساحة السياسية.. مشاكل متجذرة في الداخل
صحيح أن قيرغيزستان لم تتفوق أو تتساوى حتى مع دول آسيا الوسطى الأخرى بمعدلات العنف والفساد والديكتاتورية، لكن سجلها الحقوقي والسياسي لم يخل من تلك الظواهر الشائعة بكثرة في هذه المنطقة، فهي كمن يقف على حواف الاستقرار، على حبل لا يعرف بالضبط متانته، وإنما يستطيع تأجيل اهتزازه من وقت لآخر، ولكن يستحيل عليه تجنبه أو إحكامه دائمًا.
غيرت الجمهورية الآسيوية أكثر من 20 رئيس وزراء وشهدت على ثورتين في 25 سنة (2005 و2010)، فقد خرجت قيرغيزستان من تفكك الاتحاد السوفيتي مع وجود نظام سياسي ديمقراطي متعدد الأحزاب، وانتخب حينها عسكر أكاييف رئيسًا لجمهورية قيرغيزستان، بشكل ديمقراطي (رغم أنه خاض الانتخابات دون معارضة)، ومنذ انتخابه اتبع سياسات ليبرالية ودافع بشراسة عن حقوق المجتمع القرغيزي وهويته الوطنية، وصارت العاصمة بيشكيك موقعًا لمؤتمرات واجتماعات منظمات حقوق الإنسان، وقد رأت بعض الجهات الحكومية مثل وزارة الخارجية الأمريكية ولجنة هلسنكي أن قيرغيزستان لديها أفضل سجل في حقوق الإنسان واحترام الأقليات العرقية في آسيا الوسطى.
ولكن بعد أن اكتسبت البلاد سمعة الدولة الأكثر توجهًا نحو مبادئ الديمقراطية في آسيا الوسطى، وترسخت عبارة “أرض الديمقراطية” في مفردات السياسيين والمحللين الذين اعتمدوا هذا الوصف عند الحديث عن قيرغيزستان، غير أكاييف مساره السياسي، موسعًا بشكل واضح صلاحياته وسلطاته الرئاسية، وغافلًا عن العوائق الداخلية والخارجية التي يصاحبها صراعات متعددة وانقسامات مدمرة على جميع الأصعدة، وأولها صورة البلاد في أعين العالم.
عام 2002، في بلدة أكسي الجنوبية، أطلقت الشرطة النار على أشخاص محتجين على اعتقال سياسي محلي، وقتلت ستة متظاهرين، مما شكل حركة معارضة ضد أكاييف، وفي عام 2005 انهارت إدارته وسط أعمال شغب ونهب في بيشكيك وحل محله كرمان بك باكييف، رئيس الوزراء السابق. بعد أكثر من خمس سنوات بقليل، وسط احتجاجات حاشدة، تم طرد باكييف أيضًا من السلطة، بتهمة إساءة استخدام سلطاته لإثراء نفسه وعائلته، وحينها أضافت القيادة المؤقتة التي حلت محله تغييرات دستورية لتعزيز السلطات البرلمانية على حساب السلطة التنفيذية.
في عام 2010، اندلعت مواجهات عنيفة بين شعب قيرغيزستان والأقلية الأوزبكية، مما أسفر عن مقتل 500-2000 شخص، فيما أجبر 100 ألف على الفرار، وسجلت آنذاك نقاط سوداء في سجلها فيما يتعلق بمجال حقوق الإنسان.
كانت أحداث 2005 و2010 أزمة نظام سياسي قائم على الانتخابات في مجتمع معقد ومجزأ (أو على الأقل، متعدد الأعراق ومتعدد الطوائف) ولد من عملية تصميم مصطنعة حدثت كجزء من السياسة السوفيتية للترسيم الوطني في آسيا الوسطى في فترة العشرينيات، ما دفع قيرغيزستان في نهاية المطاف إلى العيش في حالة مستمرة من الاضطرابات والتحولات، وبالتالي لم تستطع تثبيت قوة استبدادية قوية وشاملة كنظيراتها في المنطقة بأسوأ الظروف.
وإذا كان هذا التشرذم يحافظ على الصراعات والخلافات الداخلية في المجتمع القيرغيزي، فإن الثقافة التقليدية الغنية للقرى والثقافة السياسية التي تشبه العشائر تغذي الترسيم الإقليمي للمناطق التي يسكنها الشعب القرغيزي في المقام الأول، وهذا التقليد في حد ذاته يمثل عقبة لا يمكن التغلب عليها بسهولة، وهكذا، يبقى مستقبل قيرغيزستان غير واضح ولكن من المؤكد أن الحالة السياسية الهشة سوف تكون دومًا عرضة للصراعات العرقية مثل التي دمرت طاجيكستان سابقًا.