(1)
أنا: السلام عليكم
هو: وعليكم السلام
أنا: فى بيان على صفحة مساعد الرئيس للشئون الخارجية د/ عصام حداد يتكلم فيه عن أن ما يحدث هو انقلاب عسكرى!
هو: لا .. اطمئن .. أنا مع الأخوة في اعتصام أمام المديرية، ولم يظهر أي شيء حتى الآن .. أظنها شائعات!
أنا: ياحاج بقولك مساعد الرئيس بيقول “انقلاب”.
….
عاجل .. بعد قليل بيان هام من القوات المسلحة
….
انقلاب عسكري!
(2)
أنا: هل من خطوات محددة وخيارات دقيقة وخطط بديلة لمواجهة الانقلاب العسكري؟ هناك الكثير من الانقلابات التي فشلت في بدايتها كانقلاب الجنرال محمد أوفقير في المغرب، وانقلاب 90 علي البشير، وانقلابي 90 و96 على صدام، والانقلاب على تشافيز 2002 والذي عاد بعده بثلاثة أيام من الانقلاب عليه.
هو: أنا سألت مسئول الشعبة .. والذي سأل مسئول القطاع .. والذي سأل مسئول المركز .. والذي هرول لسؤال مسئول مكتب إداري المحافظة .. ما العمل أستاذنا الكريم؟ وماهي الخطط البديلة والعاجلة والسيناريوهات المطروحة؟
انتظر سأكلم إخواننا الكبار!
ينتظر الجميع
الأخ مسئول المحافظة: خلاص .. قالولي اصرف الناس!
(3)
حالة هستيرية وغضب عارم وحنق شديد أصاب الكثيرين، غليان وفواران وإرادة شبابية قاهرة تصطدم بالمجهول مع غياب الرؤية والقيادة وتشبع بالانهيار واليأس.
….
تغير لون سماء المجتمع وتخضب بغيوم الفرقة والتناحر وتلبد بالانقسام .. وأصبح الشعب شعبين!
….
مشاجرات عنيفة بين أنصار الرئيس ومؤيدي الانقلاب العسكري أثناء العودة للمنزل.
(4)
جيرانه النصارى ما بين نائم يغط في نومه، أو متسامر مع أولاده، أو فلاح يتجهز لحقله، أو فقير أمي يجهل ما يحدث حوله.
…
حالة تشنج وغضب .. انفعال وتهور .. يتبعه سباب وشتائم .. يتجمع الناس.
الجار النصراني نائم خارج بيته من شدة حر البيت!
يقوم فزعًا خائفًا مهرولاً داخل بيته.
جميع جيرانه النصارى يخافون منه .. يهرولون لبيوتهم .. يغلقون الأبواب والنوافذ بعد وصلة سباب وشتائم الأخ الإخواني المؤيد للرئيس مرسي.
جاره الإخواني المنتظم: أحسن همه يستاهلوا أكثر من كده!
أحد الجالسين قائلاً:
– قائد الانقلاب وداعموه من قادة الجيش والمخابرات والداخلية مسلمون وليسوا نصارى!
– كل أركان دولة الظلم والدولة القمعية الغميقة العميقة الغويطة مسلمون وليسوا نصارى!
– حزب النور والأزهر وشيخه وعلمائه وكثير من أصحاب العمائم والجلباب الأبيض مسلمون وليسوا نصارى!
– كثير من الإعلاميين والسياسيين ورؤساء الأحزاب والفصائل الثورية والقوى السياسية والذين نزلوا في 30 يونيو مسلمون وليسوا نصارى!
– 90% من مؤيدي الانقلاب والفرحين به والمهللين له من أبناء الشعب المصرى مسلمون وليسوا نصارى!
(5)
تمر الأيام والشهور ويعتقل الأخ الإخوانى المؤيد للرئيس مرسي.
يزور والدته جيرانها حتى النصارى منهم ويواسونها على اعتقال ابنها ويسألون عليه يوميًا ويطمئنون عليه.
…
جاره إخواني منتظم يحضر معه جلسته التربوية وكتيبته ويدفع اشتراكه، لا يدخل بيت أخيه المعتقل، ولا يسأل عن أمه المكلومة الحزينة على ابنها المعتقل.
وهكذا فعل بعض إخوة الحي المنتظمين وكثير من شباب الإخوان الحركيين المحبين والمؤيدين!
…
يخرج من معتقله بعد فترة وجيزة قضاها في محبسه.
…
بالزغاريد والفرح تدخل جارته مريم وأبوها وهي تحمل بطة كبيرة مهنئة فرحة بخروج الأخ الإخواني المؤيد للرئيس مرسي.
….
ثم يزوره الجميع: جاره الإخوانى المنتظم وكل إخوة الحي المنتظمين وكثير من شباب الإخوان الحركيين المؤيدين والمحبين!
(6)
وبعد الانقلاب .. ومجازر تتبعها مجازر حتى الآن .. وقتلى ودماء .. وعدوان إسرائيلي على غزة!
….
غياب تام للمسيحية المصرية ودورها الوطني والبخل حتى بالشجب والاستنكار مع الوضوح التام في مساراتها وانحيازها الكامل للديكتاتورية العسكرية.
…..
البابا “كيرلس الرابع” بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية جلس على كرسي البابوية 110 لمدة لا تتجاوز 6 سنوات (1854- 1861) إلا أنها تعتبر واحدة من أكثر الفترات نهضة ليس فقط في الكنيسة ولكن أيضًا على المستوى الوطني كله، واهتمام كيرلس الأساسي ببناء الشخصية المصرية من خلال التعليم فأنشأ المدارس والمكتبات، ففي البداية أنشأ مدرسة الأقباط الكبرى بالأزبكية والتي كان فيها التعليم مفتوحًا لكل الشعب المصري من مسلمين ومسيحيين ويهود، واستقدم لها أفضل المدرسين ووضع نظامها التعليمي على النسق الأوروبي، وكان التعليم فيها مجانيًا فكان يمنح الطلبة الكتب والأدوات المدرسية مجانًا، على الرغم من أن تكلفة إنشاء هذه المدرسة 600 ألف قرش أي ما يوازي 6 آلاف جنيه كانت مبلغًا ضخمًا وقتها، وهو بذلك يكون قد سبق طه حسين في الدعوة إلى مجانية التعليم، ومن اهتمامه بهذه المدرسة كان يحضر إليها يوميًا على الرغم من المهام الكثيرة الملقاة على عاتقه وكان يباشر إدارتها بنفسه ويدخل الفصول للتعرف على مستوى الطلاب واحتياجاتهم.
ولم يقتصر نشاطه التعليمي على إنشاء المدارس للرجال بل اهتم أيضًا بتعليم البنات، حيث كان يؤمن بأهمية دور المرأة في تربية الجيل الجديد، وما يلزم ذلك من مستوى فكري وثقافي يعينها على أداء رسالتها، فأنشأ مدرسة للبنات في حارة السقايين كانت بمثابة ثورة في مجال تعليم الفتيات خاصة في ذلك العصر الذي كانت التقاليد فيه تحرم خروج البنات من المنزل للتعليم، وكالمدارس السابقة التي أنشأها، فقد كانت هذه المدرسة مفتوحة لكل بنات المجتمع المصري على مختلف دياناتهم.
كما أنشأ مكتبة أطلق عليها دار الكتب جمع فيها كثيرًا من الكتب التاريخية وكذلك المخطوطات النادرة، ومع ضخامة كل هذه الأعمال استقر رأيه على شراء مطبعة لطباعة ونشر الكتب في مصر وكانت المطبعة الثانية في القطر المصري كله بعد المطبعة الأميرية التي اشتراها محمد علي، ولاهتمامه بهذه المطبعة استقبل وصولها استقبالاً حافلاً، وإذ كان البابا في الدير وقتئذ، أمر فخرج الكهنة والشمامسة بالملابس الكهنوتية والألحان الكنسية لاستقبال المطبعة، وعندما لامه البعض على هذا الاستقبال لمجرد “آلة” أجابهم: “لست أكرم آلة من حديد ولكني أكرم المعرفة التي ستنشر بواسطتها”.
ولم يقتصر الدور الوطني الذي لعبه البابا كيرلس الرابع على التعليم، بل كان له دور سياسي بارز، حيث توسط بين الحكومتين المصرية والحبشية عند النزاع بينهما على الحدود، ولهذا قصة حيث اعتدى ملك الحبشة “ثيوذور” على إقليمي “هرر” و”زيلع” التابعين للحكومة المصرية، ولما كانت لبابا الإسكندرية وقتئذ السلطة الروحية على الحبشة نصح السلطان عبد المجيد الوالى سعيد باشا بإرسال البابا كيرلس لحل الخلافات الحدودية، ويقال إنه لما علم نجاشي الحبشة بقدومه خرج لاستقباله فى موكب حافل امتد على مسيرة 3 أيام، وبعد هذا الاستقبال الحافل طلب البابا من النجاشي أن يرد لمصر الأراضي التي على الحدود والتي أخذها عنوة فأجاب النجاشى طلبه مسرورًا. (الدور الوطنى للكنيسة .. وليد فائق).
———
ذكر شريف عازر أن زوجته الكنديه سألته: لماذا أصحابك من المسيحين لا يحزنون على من ماتوا بغزة؟
فقال لها: لأنهم ليسوا مصريين
فقالت: ومن ماتوا برابعة كانوا مصريين وفرحوا لقتلهم
فقال لها: لأنهم إخوان
فقالت: ومتى يحزن المسيحيون على قتل أحد
فقال لها: لو كان القتلى مسيحيين مصريين
فقالت له: وبالنسبة لقتلى ماسبيرو كانوا مسيحين مصريين .. ماذا فعلتم لهم غير نسيان دمائهم؟
(7)
يردد الجميع: يسقط يسقط حكم العسكر!
وأردد وحيدًا: تسقط الانتهازية والحزبية والأنامالية ويسقط المجتمع الممزق!
(8)
الانقلاب يترنح ويتوغل وينتشر ويستمر!