ترجمة وتحرير نون بوست
كشف تقرير سري للأمم المتحدة عن أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم بتشغيل جسر جوي لتوريد السلاح إلى خليفة حفتر في ليبيا منتهكة بذلك حظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على ذلك البلد الشمال أفريقي.
تُجري هيئة من الخبراء، تابعة للأمم المتحدة ومكلفة برصد الالتزام بالعقوبات المفروضة على ليبيا، تحقيقًا في 37 رحلة جوية، بحسب ما صرح به دبلوماسيان اطلعا على التقرير الذي سلم لمجلس الأمن الدولي الشهر الماضي. كما حصل موقع بلومبيرغ على مقتطفات من ذلك التقرير. وكان تشغيل تلك الرحلات يتم من خلال شبكة معقدة من الشركات المسجلة داخل الإمارات العربية المتحدة وكازاخستان وجزر العذراء البريطانية في محاولة للتمويه على نقل المعدات العسكرية، كما يقول الدبلوماسيان.
وجدت الهيئة زيادة في عدد الرحلات الجوية السرية المنطلقة من الإمارات العربية المتحدة ومن قاعدتها الجوية في إريتريا باتجاه مهابط جوية يسيطر عليها حفتر، الذي يقاتل في سبيل الإطاحة بالحكومة المعترف بها دوليًا في طرابلس، حسبما جاء في التقرير. ويقول الدبلوماسيان إن بعض هذه الرحلات الجوية، التي تنقل كميات كبيرة من الأسلحة، يقوم على تشغيلها مشغلون من كازاخستان.
تقول سفيرة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة، وعلى الرغم من أنها لم تطلع على التقرير، إلا أنها تجزم بأن المزاعم باطلة وأن الحكومة تنفيها نفيًا قاطعًا.
مجلس الأمن ليس ملزمًا بأن يتخذ أي إجراء بناء على تقرير الخبراء، ولكن بإمكان الدول الأعضاء تحويل الأمر إلى بلدانها للتحقيق.
وقالت نسيبة في تصريحات أرسلتها عبر الإيميل: “نأسف أن يتم ادعاء هذه المزاعم ضد دولة ويتم تسريبها إلى الصحافة دون التحقق أولًا من الدولة المعنية حول مدى صدقيتها.” وأضافت إن دولة الإمارات العربية المتحدة سوف تستمر في التعاون مع الهيئة التابعة للأمم المتحدة.
ليس ملزمًا مجلس الأمن بأن يتخذ أي إجراء بناء على تقرير الخبراء، ولكن بإمكان الدول الأعضاء تحويل الأمر إلى بلدانها للتحقيق. لم يصدر تعليق على الموضوع من قبل المتحدث باسم حفتر.
تربض ليبيا فوق أضخم احتياطي نفطي في أفريقيا، وما لبثت تعيش في حالة من الفوضى العارمة منذ أن دعم حلف شمال الأطلسي تمردًا أطاح بنظام معمر القذافي وانتهى بقتله في 2011، وذلك بعد أن حكم البلاد لأكثر من أربعين عامًا. وخلال السنوات الأخيرة، ما فتئت حكومة مدعومة من قبل الأمم المتحدة مقرها طرابلس تناضل من أجل فرض السيطرة على البلاد المقسمة وتخوض معارك مع قوات حفتر التي قامت بدورها بشن حملة تستهدف الاستيلاء على العاصمة منذ ما يقرب من عام.
سرعان ما تحولت الحرب إلى صراع بالوكالة جر إلى داخل البلاد قوى إقليمية ودولية وأصبح قطب جذب للبنادق المستأجرة، مما أثار المخاوف في أوروبا من انتشار المتشددين والمهاجرين عبر المتوسط. تدعم كل من مصر والإمارات العربية المتحدة حفتر، والذي يحظى أيضًا بدعم من المرتزقة الروس. في هذه الأثناء بدأت تركيا في إرسال قوات ومؤن إلى حكومة طرابلس بينما يستمر تفاقم الصراع.
الأمم المتحدة كشفت أن مرتزقة غربيين توجهوا إلى ليبيا لمساعدة رجل موسكو، فيما قالت دولة الإمارات العربية المتحدة إنها تشعر “بقلق عميق” إزاء ضلوع تركيا في ليبيا. ولقد قامت كل من تركيا وروسيا بتجنيد ونشر مرتزقة سوريين للقتال على طرفي الجبهة في ليبيا، وبذلك ينضمون إلى ميدان بات مزدحمًا بالمقاتلين المستأجرين لخوض غمار صراع يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم. وأعربت الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا عن مخاوفها من أن حظر توريد السلاح يجري خرقه من قبل مختلف المعسكرات، الأمر الذي يعيق الجهود التي تبذل لإنهاء الحرب.
المصدر: بلومبيرغ