انتهى مسلسل الاختيار بانتهاء شهر رمضان، بعد أن أثار حالةً كبيرةً من الاستقطاب في المجتمع المصري ومواقع الاتصال الاجتماعي، حيث حاولنا أيضًا بدورنا أن ندلي بدلونا في فهم المسلسل وتحليله من خلال هذه المادة التي صارت مرجعًا يحال إليه في موضوعها.
لكن يبدو أن حالة الجدل التي اندلعت مع المسلسل، كانت قمة جبل الجليد، كما يقولون، إذ من المرتقب أن تشهد الساحة الفنية المصرية سيلًا عارمًا من الأعمال الدرامية والسينمائية، ذات المحتوى الدعائي الواضح في المستقبل القريب، التي سنحاول معًا في هذا التقرير استعراضها وتحليلها.
أعمال جديدة
لدينا ما لا يقل عن خمسة أعمال جديدة متنوعة بين الدراما والسينما، يجري التحضير لإذاعتها خلال الموسم الرمضاني القادم أو خلال بعض المناسبات والعطلات القادمة، التي لا تقل أهمية في المنافسة عن موسم رمضان.
هجمة مرتدة: كان من المقرر عرض هذا العمل الدرامي خلال رمضان الأخير بالتزامن مع عرض مسلسل الاختيار، لكن المسلسل لم ينج من مقصلة كورونا، حيث حال ضيق الوقت وكثرة المشاهد، في ظل قيود التباعد الاجتماعي، دون وضع اللمسات الأخيرة على العمل.
المسلسل من إنتاج شركة “المتحدة للخدمات الإعلامية”، وتأليف بهاء دويدار وإخراج أحمد علاء الدين، ومبني – من جهة القصة والسيناريو – على ملفات جهاز المخابرات العامة المصري ومن بطولة الثنائي أحمد عز وهند صبري.
بدأ التبشير بهذا المسلسل منذ وقت مبكر للغاية، حيث دعا أحد أبرز الإعلاميين المقربين من النظام، أحمد موسى، الجمهور المصري إلى الاستعداد للعمل من الآن، قائلًا في “ديباجة” عريضة: “المتحدة بتبشركم، أيوه بتبشركم، عشان تجهز نفسك وعليك خير لرمضان القادم (..) خلصنا النهاردة، وقالك ما سبكشِ، أنا مجهزلك لرمضان 2021 (..) أي حاجة تبع بلدي هروجلها، أي شيء خاص بمصر هروجله، وأبقى سعيد جدًا إني في هذه القناة وبروِج لمسلسل هيتعرض في قناة مملوكة للمتحدة، حبايبنا”.
القاهرة كابول: كان من المفترض أيضًا عرض هذا المسلسل في الموسم الرمضاني الأخير، لكن بعض المشاهد كانت تتطلب السفر إلى إيطاليا المنكوبة بالوباء، وبعض “ديكورات” العمل كانت في مدينة الغردقة، التي فرض عليها حظرٌ ضمني بسبب طابعها السياحي، مما دفع منتجي العمل إلى تأجيله لموسم رمضان القادم.
منتجو العمل هم الشركة “المتحدة للخدمات الإعلامية” أيضًا، وإخراج حسام علي، وبطولة ثلاثية بين طارق لطفي الذي يقوم بدور الإرهابي وخالد الصاوي الذي يمثل دور الضابط الذي يحاول القبض عليه وفتحي عبد الوهاب كإعلامي يقدم المعالجة الصحفية والنقدية.
وقد رتب العمل والاتصال مع الشركة المنتجة المؤلف الصعيدي ذو الميول الصوفية عبد الرحيم كمال أو “مولانا” كما يلقب، بعد ما عرف عنه من تأثر بالتصوف عن والده وشيخه صلاح الدين التيجاني الذي يتردد دائمًا على مجالسه في الزاوية التيجانية بالقاهرة.
إبراهيم الرفاعي: فيلم من بطولة الممثل الشاب محمد عادل إمام، يجسد خلاله قصة حقيقية، هي قصة الضابط المصري إبراهيم الرفاعي الذي استشهد في حرب أكتوبر.
الإعلان الأوَل عن الفيلم جاء بعد عرض فيلم “الممر” مباشرةً، حيث كتب الممثل المصري على حسابه بموقع التغريدات القصيرة “تويتر” منوهًا: “مشروع ظهر فجأة عن بطل مفاجأة، انتظروني إن شاء الله في فيلم عن أسطورة الجيش المصري إبراهيم الرفاعي”، ومنذ ذلك الحين يتحدث نجل الزعيم عادل إمام عن خطواته في العمل بشكل غير مباشر عبر بعض الصور على موقع “إنستغرام”.
تعرض هذا الفيلم الذي تجاوزت ميزانيته 55 مليون دولار إلى عدد كبير من المشاكل، كان أولها الهجوم الذي طال البطل أحمد السقا
إبراهيم الرفاعي، موضوع الفيلم، من مواليد محافظة الدقهلية، عام 1931، التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1954، وشارك في كل حروب مصر، من العدوان الثلاثي مرورًا بحرب الاستنزاف وحتى حرب أكتوبر التي كان يقود خلالها المجموعة 39 صاعقة، وأبلى بلاءً حسنًا في تنفيذ عشرات العمليات خلف خطوط العدو، قبل أن يستشهد في الـ19 من أكتوبر 1973.
سري للغاية: تعرض هذا الفيلم الذي تجاوزت ميزانيته 55 مليون دولار إلى عدد كبير من المشاكل، كان أولها الهجوم الذي طال البطل أحمد السقا نظرًا لما أشيع عن تجسيده لشخصية السيسي في المقابل من شخصية مرسي التي يقوم بها أحمد رزق، ثم المناوشات التي اندلعت بين كاتب العمل وحيد حامد ومندوب رئاسة الجمهورية الذي كان يحاول إدخال تعديلات جوهرية على النص، وصولًا إلى تسريب مشاهد كثيرة من التصوير.
لكن الفنان أحمد السقا نفى أكثر من مرة أن يكون العمل موجهًا إلى النيل من خصوم السيسي السياسيين، بل على العكس يقدم العمل نقدًا “مهذبًا” لكل الأطراف، وبحسب مصادر، فقد تمكنت رئاسة الجمهورية من إعادة صياغة العمل وفقًا لرؤيتها، كما أعيد تصوير المشاهد المسربة من جديد.
وقد لخص السقا، في معرض نفيه التركيز على شخصية السيسي، قصةَ العمل قائلًا: “البلد كانت أمام عدو خارجي كان داخل لتقسيم المنطقة كاملة، وربنا حمى مصر، بعد ما كنا منقسمين على بعض حولنا إلى إيد واحدة، القوات المسلحة كانت مؤسسة حيادية، والثوار مدنيون وعسكريون، تم ظلمهم وكانوا ضحية لهذه اللعبة، وهناك أفراد ومؤسسات اجتماعية ومدنية وقفت بجوار البلد، ومن ضمنهم المشير السيسي”، ويبدو أن هذا العمل الذي كان مجمدًا لفترة طويلة، نال مؤخرًا الضوء الأخضر للعرض، بعد الضجة التي أثارها مسلسل الاختيار، حسبما ألمح السقا منذ أيام.
كيرا والجن: فيلم إثارة مبني على رواية 1919 للكاتب أحمد مراد، ومن إخراج مروان حامد، وبطولة ثنائية لكل من أحمد عز وكريم عبد العزيز، وإنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
يتناول الفيلم قصة بطلين من أبطال المقاومة الشعبية، هما أحمد كيرا وعبد القادر الجن، ضد الاحتلال الإنجليزي خلال الفترة من ثورة 1919 إلى 1924، إلا أن القائمين على العمل قرروا العدول عن استخدام الاسم الأصلي للرواية لأغراض تجارية تتعلق بالخوف من اعتقاد الجمهور أنه بصدد عمل تاريخي، وأسباب فنية مرتبطة بإدخال كثير من التعديلات على النص الروائي المكتوب، وبعد نزول صورة غلاف العمل وتصوير معظم مشاهده، من المنتظر طرحه في السينمات خلال مدة وجيزة، بعد رفع القيود الرسمية المتعلقة بأزمة “كورونا”.
أعمال مكمِلة
لدينا أيضًا ما لا يقل عن أربعة أعمال متنوعة، دراما وسينما، من نفس فئة الأعمال السابقة، حققت نجاحات متباينة، وقرر منتجوها الاستفادة من هذه النجاحات وهذا الزخم الجديد، عبر إكمال سرديتها الأولى.
الاختيار، المفاجأة التي أعلنتها الشركة المنتجة عقب نهاية مسلسل الاختيار هذا العام، بمقتل الرائد أحمد المنسي خلال الهجوم على مربع البرث في المقابل من إعدام رفيقه السابق هشام عشماوي، أن المسلسل لم ينتهِ كليًا، وأنه من المقرر عرض جزء ثانٍ للعمل خلال رمضان القادم.
على الأرجح، سوف تتناول النسخة القادمة من الاختيار شخصية ضابط مكافحة الإرهاب في جهاز الأمن الوطني، الذي قتل يونيو عام 2013 في هجوم مسلح بشمال سيناء، محمد أبو شقرة.
كان فيلم الممر بمثابة الشرارة التي قدحت لتنتج كل هذه النيران الفنية
كان محمد، وهو نجل اللواء السابق عبد العزيز أبو شقرة ومن مواليد عام 1983، بحسب روايات كثيرة، واحدًا من أكفأ الضباط في مجاله، ومن أكثر المعادين لحكم جماعة الإخوان، ومما يعزز فرضية اختياره شخصيةً للعمل القادم، أنه من الداخلية هذه المرة، وأن عددًا من كوادر تنظيم “ولاية سيناء” المؤثرين وبعض المتحالفين مع الجماعات المسلحة، كانوا ضباطًا في جهاز الشرطة، وهو الأمر الذي قد يساعد في صناعة مفارقة مثيرة من جديد.
لكن، يبدو أن الهيكل العام للمسلسل، من الممثلين والديكورات والكتابة والمواقع، ما زال في طور البحث، حيث تحتاج هذه النوعية من الأعمال كما يقول الضابط محمد وديع، أحد مهندسي مسلسل الاختيار، سلسلةً طويلة من الموافقات، تبدأ بموافقة الشؤون المعنوية، ثم رقابة إحدى الجهات الأمنية التي تتولى فحص النص تحسبًا لتسريب أي معلومات مهمة أو إثارة أي مشاكل مع الدول الصديقة، مرورًا بتصديق مدير إدارة الشؤون المعنوية، وصولًا إلى توقيع وزير الدفاع، الذي يسهل التواصل مع الهيئات المختلفة في الجيش للاستعانة بالكوادر والتجهيزات والمعدات.
الممر: كان فيلم الممر بمثابة الشرارة التي قدحت لتنتج كل هذه النيران الفنية، حيث لقي العمل دعمًا رسميًا كبيرًا، من أعلى القيادة السياسية إلى رجال أحزاب المحليات التي تهافتت لمنح الجمهور تذاكر مجانية لمشاهدته في السينمات.
وبعد هذا الدعم، أعلنت شركة “الماسة” المنتجة للعمل نيتها تصوير جزء ثانٍ من الفيلم، شريطة توافر كل مقومات النجاح من جديد، لأن الأمر لا يتعلق بالحماس فقط كما قال هشام عبد الخالق مدير الشركة، لا سيما أن بطل الفيلم، أحمد عز، يرتبط بعدد كبير من الأعمال مثل العارف وهجمة مرتدة وكيرا والجن.
وقد استبقت مجموعة “المورخين 73” المعنية بتوثيق التاريخ الحربي المصري المعاصر، الأمر هذه المرة، معلنةً إتاحة أرشيفها بالمجان أمام القائمين على العمل، من أجل اختيار شخصية أو قصة مصرية حقيقية، كي تكون موضوعًا للعمل في نسخته الثانية، لتفادي الأزمة السابقة بخصوص “خيالية” قصة الجزء الأول من الفيلم.
الزئبق: عرض الجزء الأول من هذا المسلسل على شاشتَي المتحدة وأبو ظبي في رمضان 2017، بطولة الثلاثي كريم عبد العزيز وشريف منير وكارمن بصيبص، وإنتاج وتأليف وإخراج وائل عبد الله.
تدور قصة العمل المقتبسة من ملفات المخابرات العامة في الفترة من 1998 إلى 2003، عن شابٍ يعمل فني كاميرات مراقبة عند أحد اللواءات، ثم يجنِد أحد الضباط المصريين هذا الشاب ليرسله في رحلة إلى اليونان لتتبع إحدى خلايا الموساد، وتزداد حدة الإثارة عندما يتعرَف الشاب على أحد الجواسيس هناك، فيخبر الموساد بأمره، ليحاول الموساد أيضًا تجنيده لحسابه، دون علمه بطبيعة المهمة التي جاء من أجلها ابتداء، وينتهي الجزء الأول على التحضير لسفره إلى “إسرائيل”.
وقد اعتذر أحد أبطال العمل، شريف منير، عن تأخر ظهور الجزء الثاني إلى النور بسبب ظروف كورونا، خاصة في ظل كثرة الحاجة إلى التصوير بالخارج، بالإضافة إلى بعض المشكلات التمويلية، منوهًا أن هذا الجزء سيكون أكثر إثارةً، وسيضم عددًا من الفنانين الجدد، وأنه لن يكون الأخير أيضًا، ومؤكدًا في الوقت ذاته: “يهمنا إن الجزء يتعرض، بعد ما عمل الجزء الأول رد فعل جيد على الشباب، وعرفوا إن فيه أجهزة بتتعب، وأجهزة سيادية بتسعى إلى محاربة الجواسيس، وبعث الأمان والطمأنينة في الوطن”.
الجماعة: عرض الجزءان الأول والثاني من هذا المسلسل عامي 2010 ثم 2017 على التوالي، من تأليف الكاتب وحيد حامد، وإخراج شريف بنداري.
وتناول الجزء الأول تأريخ فترة نشأة جماعة الإخوان وتأسيسها على يد الشيخ حسن البنا، ثم تناول الجزء الثاني فترة المرشد حسن الهضيبي، وما أسماه المسلسل بالأهداف والخدع والاتصال مع الغرب والعلاقة مع الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، انتهاءً باكتشاف تنظيم 1965 ومحاكمته خلال العام التالي.
ومن المقرر أن يبدأ تصوير الجزء الثالث الذي يقول الكاتب أنه استعان خلال تحضيره بـ400 مرجع تاريخي، خلال سبتمبر، على أن يذاع رمضان القادم، بمشاركة 300 ممثل، وإخراج محمد ياسين.
الطريق إلى سينيرجي
بعض هذه الأعمال الفكرية، المقدمة في قالبٍ دعائي، عرضت قبل هيمنة السيسي على المجال العام، وربما قبل ظهوره في المشهد المصري كليًا مثل مسلسل “الجماعة” الذي أذيع لأول مرة قبل الثورة بعام.
لكن الملاحَظ أيضًا من خلال هذه الخريطة الفنية السابقة، أن واقعًا جديدًا تشكل في مجالي الإعلام والفن بمصر، حتى بات لدينا “أيقونات/وحدات” متكررة في الإنتاج والتوزيع والكتابة والإخراج والتمثيل والتسويق.. فكيف حدث هذا؟
بدا السيسي، منذ أن كان وزيرًا للدفاع في عهد مرسي، مهتمًا بسؤال الإعلام، حتى شاع عنه استخدام مصطلح “الأذرع الإعلامية” للإشارة إلى ضرورة السيطرة على هذا المجال الحيوي، من أجل القيام بالمهمة المقدسة التي يحددها السيسي نصًا بـ”تشكيل الوعي”، وفي مستهل حركة الثالث من يوليو 2013، سارع السيسي بمداهمة قنوات خصومه الإسلاميين وغلقها.
هذه الأعمال ليست متأثرة بصعود النفوذ التركي من نوعية أرطغرل وحسب، بل إنها توظف كل القيم الإيجابية لمصالحها
وفي وقت لاحق، منذ عام 2016 تحديدًا، اعتمد السيسي على مقاربة ثنائية الاتجاه للهيمنة على مجالي الإعلام والفن، وذلك عبر كل من جهازي المخابرات العامة والحربية من ناحية، وبعض رجال الأعمال المهمين من ناحية أخرى، وكان على رأسهم أحمد أبو هشيمة مالك مجموعة إعلام المصريين، وتامر مرسي مدير الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية (سينيرجي).
وقد بات هذا التحالف الثنائي يسيطر، في الوقت الحاليّ، على حصص حاكمة في كبرى القنوات الفضائية المصرية مثل الحياة وأون ودي إم سي وسي بي سي، والمواقع الإلكترونية مثل اليوم السابع ومبتدا وكايرو 24، ولا يتوقف السيسي عن اتخاذ قرارات تساعد في الهيمنة الإدارية والبشرية على هذا المجال، التي كان آخرها الإطاحة بالمقدم أحمد شعبان الضابط المسؤول عن هذا الملف، على خلفية إخفاقه في إدارة أزمة المقاول، ثم عودة وزارة الدولة الإعلام بقيادة أسامة هيكل.
التداعيات
يرى بعض النقاد، مثل أنيس أفندي، أن هذه الحالة من الهيمنة ليست سلبية بالضرورة من الناحية الفنية، بل على العكس قد تحمل بعض الإيجابيات التي يمكن رصد آثارها على الجمهور وصناعة الفن برمتها، بغض النظر عن المضامين أو حالة كل عمل على حدة.
وفي حديث لمشرف باب “فن وأدب” في موقع إضاءات مع “نون بوست”، قال أنيس:”الجمهور متعطِش لما يمكن تسميته بسينما (ودراما) الأنواع، بعد أن اقتصرت المواد المرئية المقدمة إليه على نوعين محددين، هما الكوميديا والميلودراما، مما اضطر الجمهور إلى الابتعاد قليلًا عن الشاشة المحلية إلى شاشات أخرى منافسة”.
أما بخصوص هذا النوع تحديدًا، الأعمال الفكرية والحربية ذات البعد الدعائي، فإن أنيس يرى أن “بهذه الأعمال شح تاريخي، فآخر الأعمال الحربية المهمة التي رآها الجمهور كان فيلم الطريق إلى إيلات تقريبًا”.
وبالنسبة لرعاية الدولة، يقر أنيس أن “الدولة تدعمها، ولكن أحد أسباب هذه الرعاية هي صعوبة هذه الأعمال، وحاجتها إلى إمكانات لوجيستية ضخمة جدًا، فيما قد يشجع النجاح في هذه الأعمال كل عناصر الصناعة على الاستثمار فيها، ودخول منتجين جدد، مما يساعد على إثراء الحالة الفنية كاملة”.
على الجانب الآخر، يرى باحثون مثل أحمد مولانا، الكاتب في الشأن المصري وتاريخ الحركات الجهادية (إحدى الثيمات المتكررة في هذه الأعمال) أن المضمون هو الأصل، وفي حديثِه معنا، قال مولانا: “هذه الأعمال ليست متأثرة بصعود النفوذ التركي من نوعية أرطغرل وحسب، بل إنها توظف كل القيم الإيجابية لمصالحها، مثل حرب أكتوبر التي يستخدمها النظام العسكري لمنحه شرعية سياسية ممتدة، والعداء الظاهري لـ”إسرائيل” الذي يضمر رغبةً في إلصاق هذه التهمة بخصومه السياسيين في الداخل”.