ترجمة وتحرير نون بوست
كتب سام فيلبي وكورني فان والبيك
يتسبب تعاطي التبغ في قتل أكثر من 8 ملايين شخص كل عام، وعادة ما يبدأ معظم المدخنين البالغين تلك العادة قبل سن 20 عامًا، هذا يعني أنه إذا تمكن الشخص من المرور بمراهقة دون تدخين، فإن احتمالية أن يكون مدخنًا عند البلوغ تقل بشكل كبير.
إن منع الشباب من إدمان التبغ والمنتجات المرتبطة به هو مفتاح الوصول إلى مستقبل خالٍ من التدخين، مع ظهور منتجات جديدة من التبغ التي تروج لها صناعة التبغ بشكل خاطئ أنها أقل ضررًا من نظيراتها القابلة للاحتراق، فإن المثل القائل “الوقاية خير من العلاج” لن يكون أكثر أهمية من الآن لتقوم الحكومات بالاتجاه نحو تحقيق مستقبل خالٍ من التدخين.
إليكم 5 أشياء تحتاجها الحكومات لضمان تحقق مستقبل خالٍ من التدخين:
رفع الضرائب على منتجات التبغ
يعد فرض الضرائب على التبغ من أكثر الإستراتيجيات الفعالة للحد من استهلاك التبغ، ففي المتوسط، عند زيادة سعر السجائر بنسبة 10% يقل الطلب عليها ما بين 4% إلى 6% بين عامة السكان البالغين.
نظرًا لافتقارهم لدخل مستقل وتاريخهم المحدود في التدخين، فإن الشباب عادة ما يكونون أكثر استجابة لزيادة الأسعار عن نظرائهم من البالغين، هناك تفسير آخر لاستجابة الشباب لارتفاع الأسعار وهو أن معظم الشباب أكثر عرضة للتدخين إذا دخن أقرانهم، لذا فإن زيادة الضرائب على التبغ تحد بشكل غير مباشر من تدخين الشباب وذلك بالحد من نسبة التدخين بين أقرانهم.
توفير بيئة خالية من التدخين 100%
تقلل سياسات منع التدخين من فرص التدخين وتحد من القبول المجتمعي له، تملك معظم الدول شكلًا من أشكال منع التدخين في بعض المناطق، لكن ما زال هناك بعض المناطق العامة التي يستمر فيها التدخين، فبعض النوادي الليلة والحانات مثلًا تمتلك قسمًا للتدخين، مما يساهم في أن تصبح فكرة التدخين طبيعية ومقبولة.
يجب أن تخضع جميع منتجات التبغ لتغليف بسيط ورسومات تحذيرات صحية حتى لا تؤدي تصميمات التغليف الجذابة لدفع الشباب نحو تقليل خطورة استخدام تلك المنتجات
كشف بحث من الولايات المتحدة الأمريكية أن خلق مساحات خالية من التدخين يقلل من تعاطي التبغ بين الشباب واحتمالية أن يتحول الشباب من مجربين للتدخين إلى مدخنين دائمين، وفي المملكة المتحدة ترتبط المناطق الخالية من التدخين بالحد من التدخين المنتظم بين المراهقين.
كما وجد بحث في أستراليا أن سياسات منع التدخين ترتبط بشكل مباشر بانخفاض انتشار التدخين بين الشباب بين عامي 1990 و2015، لذا فإن تبني الحكومات لسياسات خالية من التدخين 100% سيحد من تطبيع التدخين ويبعد الشباب عن التبغ والمنتجات المتعلقة به.
اعتماد التغليف البسيط ورسومات التحذيرات الصحية
تستخدم صناعة التبغ تصميمات أنيقة وجذابة لتسويق منتجاتها الخطيرة للشباب، يجب أن تخضع جميع منتجات التبغ لتغليف بسيط ورسومات تحذيرات صحية حتى لا تؤدي تصميمات التغليف الجذابة لدفع الشباب نحو التقليل من خطورة استخدام تلك المنتجات.
تطلب الآن 125 دولة صورًا تحذيرية على عبوات منتجات التبغ، ودولة مثل إفريقيا الجنوبية تعتمد على رسالة تحذير نصية وبذلك ابتعدت عن المنحنى، كما اعتمدت 13 دولة التغليف البسيط لمنتجات التبغ حتى الآن.
حظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته
أصبح الإعلان عن منتجات التبغ والترويج لها بالشكل التقليدي محظورًا في معظم أنحاء العالم، لكن صناعة التبغ تطور طرقًا جديدة لتصبح منتجاتها في متناول الجمهور.
نظرًا لأن التبغ يقتل نصف مستخدميه على المدى الطويل، فإن صناعة التبغ بحاجة لدفع الشباب نحو إدمان منتجاتها لضمان بقائها
تستخدم صناعة التبغ بعض الإستراتيجيات الشائعة لاستهداف الشباب مثل توظيف المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي “إنفلونسرز” للترويج لمنتجات التبغ والنيكوتين، وكذلك رعاية بعض الأحداث وإطلاق نكهات جديدة تجذب الشباب مثل العلكة والحلوى القطنية، مما يشجع الشباب على التقليل من شأن المخاطر المحتملة للتدخين.
أظهرت الأدلة أيضًا أن صناعة التبغ تستخدم طريقة “نقاط البيع” التسويقية لاستهداف الأطفال بتشجيع البائعين على وضع التبغ ومنتجاته بجوار الحلوى والوجبات الخفيفة والمشروبات الباردة خاصة في منافذ البيع القريبة من المدارس.
يجب أن تحظر الحكومات مثل هذه الطرق وتفرض غرامات كبيرة على شركات التبغ التي تحاول التحايل على القانون.
تثقيف الشباب
نظرًا لأن التبغ يقتل نصف مستخدميه على المدى الطويل، فإن صناعة التبغ بحاجة لدفع الشباب نحو إدمان منتجاتها لضمان بقائها، لذا يجب على الشباب إدراك ذلك، يجب أن تطلق الحكومات حملات إعلانية مضادة لتثقيف الشباب بشأن الطرق التي تستخدمها صناعة التبغ لاستهدافهم حتى لا يقعوا فريسة لها.
المصدر: ذي كونفرسايشن