ترجمة وتحرير نون بوست
تعتمد استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في استئصال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على وجود ثوار سوريين مستعدين أن يقاتلوا داعش، حتى أثناء معاركهم المستمرة مع قوات الديكتاتور بشار الأسد، هذه الاستراتيجية مليئة بالأمل، نعم، لكنها محفوفة بالعقبات كذلك.
خلال الحرب السورية التي دامت لأكثر من ثلاث سنوات، كان أوباما مترددًا بشأن تسليح ودعم الثوار السوريين، منذ البداية، كان من المستحيل تقريبًا تحديد تركيبة المجموعات المعارضة والمتمردين، عدد هذه المجموعات قد يتجاوز 1500 مجموعة، وفقًا لجيمس كلابر، مدير الاستخبارات الوطنية.
المجموعات التي تم تصنيفها من قبل وكالات الاستخبارات الغربية على أنها معارضة معتدلة – أي تدعم الديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان – كانت دومًا ضعيفة، منقسمة وبدون خطط متماسكة أو هياكل قيادة قادرة على إسقاط الأسد، واليوم، هؤلاء “المعتدلون” هم الأضعف والأكثر انقسامًا، وفي الغالب، أفضل المقاتلين هم المقاتلون الإسلاميون.
ومع استبعاد إرسال قوات مشاة أمريكية إلى بلد إسلامي آخر بعدما حدث في العراق وفي أفغانستان، تعتمد خطة أوباما على هؤلاء المعتدلين الضعفاء ليكونوا بمثابة القوات البرية ليسيطروا على الأرض بعد الضربات الأمريكية المركزة لمقرات داعش، هذه الضربات لازال أوباما يسعى من أجل الحصول على موافقة الكونغرس لإتمامها، لكن التدريب وتجهيز هذه المجموعات سيكون معقدًا ومحفوفًا بالمخاطر، وسيستغرق شهورًا إن لم يتجاوز العام، داعش لديها بحسب سي آي إيه قرابة 31500 مقاتل في العراق وسوريا، وهي مجهزة تجهيزًا جيدًا بالفعل، وأثبت التنظيم أنه ماهر للغاية في شن الحروب والاستيلاء على الأراضي في كل من العراق وسوريا.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وغيرها لإقناع الجماعات المتمردة للتوحد تحت هيكل عسكري وسياسي مشترك، لم يستمع الثوار للأمريكيين ولا يزالون مختلفين، هذه المجموعات قد تكون على شفا هزيمة ساحقة في حلب، حيث تقاتل كل من داعش وقوات الأسد.
في شهر أبريل من العام الماضي، أذن أوباما للاستخبارات الأمريكية في البدء في مهمة سرية لتدريب المتمردين السوريين في الأردن، العدد الإجمالي الذي تم تدريبه حتى الآن يصل ما بين 2000 و3000 مقاتل، بدأت سي آي إيه أيضًا في دعم الجيش الحر بقيادة سليم إدريس، الذي يعتبره الأمريكيون قائدًا عسكريًا محنكًا ولا صلة له بالجماعات التي تكره أمريكا وتكرهها أمريكا.
لكن على مدار العام الماضي، تفكك المجلس العسكري الأعلى الذي كان يرأسه إدريس، وتمزق وتم تهميشه، لقد نُهبت أسلحته ومخازن الإمداد من قبل جماعات إسلامية.
وبينما يصبح تهديد داعش أكثر خطورة ووضوحًا، أعلن أوباما خطته في يونيو لإنفاق 500 مليون دولار لإرسال بعض القوات الخاصة الأمريكية لتدريب أكثر من 3000 من الثوار على مدار العام المقبل، لكن المشروع تعثر في الكونغرس، والآن تقترح الإدارة الأمريكية تدريب ضعف هذا العدد من المقاتلين في الدول المجاورة لسوريا، بما في ذلك السعودية التي وافقت على الاستضافة والتدريب.
أحد التعقيدات التي تواجه الإدارة هو الحظر الدستوري على إرسال مساعدات عسكرية للأشخاص الذين لديهم تاريخ من انتهاكات حقوق الإنسان، السي آي إيه عملت لبعض الوقت في تعليم وتدريب المتمردين السوريين، لكن على نطاق محدود، لكن البعثة الموسعة التي تقتضيها استراتيجية أوباما، ستشمل المزيد من المقاتلين، وهذا يعني أنه سيكون من الصعوبة بمكان انتقاء المتمردين “المعتدلين” الذين تريدهم أمريكا للتدريب.
وخلاف ذلك، هناك أسئلة أكثر عمقًا، الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو داعش، لكن بالنسبة للغالبية الساحقة من المجموعات الثورية على الأرض، الهدف الرئيسي هو الإطاحة بالأسد، كيف يمكن للإدارة أن توفق بين هذه الأهداف المتضادة؟ وكيف يمكن تجنب تصاعد المشاعر المعادية للولايات المتحدة؟ ثم بعد أن أدانت حكومات سوريا وروسيا وإيران خطة أوباما، كيف سيكون رد فعلهم عندما تبدأ الحملة العسكرية؟ وكيف يمكن أن تظل الأسلحة التي يتم نقلها إلى المقاتلين المتمردين من أيدي داعش؟
نجاح أمريكا في تدريب قوات الأمن في بلدان أخرى غير مضمون بالمرة، فمليارات الدولارات أنفقتها واشنطن في بناء الجيش العراقي الذي انهارت وحداته الرئيسية في ساعات في مواجهة زحف داعش نحو الموصل.
إذا لم تكن إدارة أوباما مستعدة للقيام بالأمر نفسه لكن بشكل أكثر فعالية ونجاعة مع المتمردين السوريين، فلن تكون هناك فرصة لنجاح الحملة ضد داعش.
المصدر: نيويورك تايمز