كفتاة شقية عالمية روحية ومزاجية تعذب المولعين بحبها، هذه المدينة الحيّة المتحركة، استثنائية التاريخ ومُغرية الإمبراطوريات، سالبة العقول والقلوب، تناغمت فيها روح حضارات كثيرة، وتمت مناداتها بأكثر من اسم للتعبير عن شيء واحد هو التعلق بها.
في الأساطير هي “تينجيس” زوجة آنتي ابن بوسايدن إله البحر، وهي “طنخِر” كما يدعوها الإسبان، و”طنجر” عند البورطقيز، وشاع لها اسم “طنجيس” لكن الأغلبية يدعوها طنجة، مدينة الحب والحروب، مدينة الآلهة، قرن المغرب، عروس الشمال، طنجة العالية، جمعت الصفات التي يمكن أن يتمناها المرء في مدينة ما، لأنها تحتوي على أشياء مبعثرة من مختلف مدن العالم، واسمها لا يمر دون أن يترك أثره لدى عشاقها، إنها نموذج لمدينة عالمية شكّلت هويتها من التنوع وجودة الاختلاف.
يجول في أزقتها عبق الماضي والحاضر، وشرفات تأخذك لرؤية المستقبل الواعد نحو جبل طارق، تضم تنوعًا دينيًا واختلافًا لغويًا كثيفًا، سحرت كُتابًا وفنانين من العالم برمته أمثال المؤلف فريدريك بول بولز الذي استلهم كل أعماله من طنجة، حيث قضى أكثر من 52 عامًا بالمدينة إلى أن توفي بأحد مستشفياتها، والرسام الفرنسي فرديناند ديلاكروا والكاتب المسرحي الأمريكي تينسي وليامز وصاحب الخبز الحافي محمد شكري والفنان محمد مرابط والمخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، وآخرين.
في هذا التقرير نحاول تسليط الضوء على محاولات القضاء على كل هذا الجمال العتيق، وتجاوزات تسيئ لذاكرتها الإنسانية الضاربة في جذور الثقافات القديمة، سواء عبر الطمر أم الإخفاء أم استعمال النفوذ لبسط السيطرة على معالم تُعتبر حقًا تاريخيًا لكل البشر.
فما هي مدينة طنجة أولًا؟ وما أهميتها التاريخية؟ ألا يفرض علينا الواجب التاريخي الاعتناء بتراثها المادي والمعنوي أم أن الاستخفاف بمكانتها وبعض المصالح الشخصية تقفز فوق الحب والذاكرة لتدهس هوية بُنيت عبر تراكمات حضارية وثقافية عريقة؟
استطاع الأمير أحمد الخضر غبلان استرداد مدينة طنجة سنة 1678، لكن سرعان ما استولى الجيش العلوي المفربي على المدينة
لمحة تاريخية عن طنجة؟
تاريخ غني ومتشعّب وكل كلمة فيه تروي قصصًا كثيرةً يصعب الجزم بمعرفة كل تفاصيلها، حيرت عباقرة كل عصر بأسرار تفوق الجمال والمال، إنها تفاجئك دائمًا بما تخفيه، وما لا نعرفه عنها أكثر مما يمكن أن نقرأه في كتب التاريخ والروايات، فأسرارها ما زالت حتى اليوم موضوع بحث واهتمام.
تأسست على يد القرطاجيين وأصبحت مركزًا تجاريًا غنيًا مع الفينيقيين، ضمتها الإمبراطورية الرومانية واستولى عليها البيزطيون، ثم فُتحت على يد الأمويين، وأضحت قاعدة انطلق منها طارق بن زياد نحو الأندلس. خضعت بعده لحكم الأدارسة واستولى عليها المرابطون وسقطت من أيديهم لصالح الموحدين ثم استولى عليها المرينيون.
شهدت المدينة حروبًا من مختلف المذاهب لعلهم يجعلونها مكانهم المقدس، وكان أحدها المواجهات الصليبية الاسلامية، في معركة اندلعت بعد حصار البرتغاليين للمدينة الذين استعمروها حتى سنة 1580، ثم انتقلت المدينة للحكم الإسباني بعد الانفصال الفعلي لمملكة البرتغال عن إسبانيا، وانتقلت مِلكية المدينة للملك الإنجليزي تشارلز الثاني الذي قدّم طنجة كمهر للأميرة كاثرين من براغانزا، قام الإنجليز حينها بأعمال ترميم وبناء للميناء الذي مكنهم من السيطرة على مضيق جبل طارق والسيطرة على التجارة في كل البحر الأبيض المتوسط.
استطاع الأمير أحمد الخضر غيلان استرداد مدينة طنجة سنة 1678، لكن سرعان ما استولى الجيش العلوي المفربي عليها بقيادة السلطان إسماعيل بن الشريف العلوي سنة 1684، وفي 1844 قصفت السلطات الفرنسية طنجة كخطوة انتقامية على خلفية تقديم المغرب العون للأمير عبد القادر الجزائري، وأضحت المدينة منطقة دولية منذ سنة 1923 إلى سنة 1956، فتوافد عليها التجار والمغامرون والكتاب والفنانون، وأصبحت عاصمة دبلوماسية تحتوي على عشر قنصليات في سنة 1830، حتى أعلن الملك محمد الخامس في 9 من أبريل 1947 في إحدى ساحاتها خطاب الوحدة الذي اعتبر فيه أن طنجة مدينة مغربية وجزء لا يتجزّأ منه.
لماذا طنجة؟
لأنها أولًا نقطة العناق بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، بين دفء إفريقيا وبرودة أوروبا، وثانيًا هي محطة عبور وتبادل ثقافي وتجاري منذ آلاف السنين، وفوق هذا وذاك تدفعك لعشقها دون سبب منطقي، وحتى الذين يمقتونها تجدهم أشد الناس تشبثًا بها.
المدينة ساحرة بمعالم تاريخية خلدت مرور حضارات قديمة، فأسوارها تمتد على طول 2200 متر، وتجمع بالداخل الأحياء الخمس للمدينة العتيقة: القصبة، دار البارود، جنان قبطان، واد أهردان، بني إيدر، وتضم أبراجًا عدة عرفت إعادة للبناء والترميم عبر مراحل مختلفة كبرج النعام وبرج عامر وبرج دار الدباغ وبرج السلام، وفُتحت بها عدة أبواب منها باب القصبة وباب مرشان وباب حاحا وباب البحر وباب العسة وباب الراحة وباب المرسى.
لا بد لمدينة بين بحر ومحيط من أن يكون لها ميناء يشكل قلبها النابض بالأجناس واللغات والألوان والصيارفة المتجولين في الشوارع
بها قصبة غيلان التي يرتبط اسمها بالخدير غيلان قائد حركة الجهاد الإسلامي ضد الاستعمار الإنجليزي الذي احتل المدينة ما بين 1662 و1684، وهناك قصر المولى إسماعيل الذي بناه في القرن الثامن عشر، الباشا علي أحمد الريفي على أنقاض القلعة الإنجليزية.
ولا بد لمدينة بين بحر ومحيط من أن يكون لها ميناء يشكل قلبها النابض بالأجناس واللغات والألوان والصيارفة المتجولين في الشوارع أو المستقبلين للأجانب الذين يقبلون كل العملات.. بْسّيطات، فْرنك، دويتج مارك، دولار، وغيرها من العملات التي عرفت وجودًا متنوعًا إبان النظام الدولي الذي عاشته طنجة.
إنها مدينة تدوّخ الدارسين لكثرة أسرارها: فهل نتحدث عن ابنها الرحّال ابن بطوطة أم نتحدث عن فضاء مـرشـان أم عن حجر غنّام؟ هل نتحدث عن الحافة أم عن كوطا المسلوبة؟ ألن ننسى أشقّار والرميلات؟ ماذا عن حنفطة والقصبة ومتحفها؟ ماذا عن سرفانتيس والريتشاوسن والريف والكازار؟ ولا يمكننا إغفال كاب سبارطيل والمنار وفندق كونتيننتال، لقد كانت المحطة الأولى لبداية الإعلام في المغرب، ماذا عن أول فضاء لرعاية الحيوانات تم تأسيسه بالمدينة؟ إنها مدينة لن تتوقف عن إبهارك ومن الصعب أن تكتب بضعة أسطر عن مدينة كطنجة وتدّعي أنك عرفتها.
محاولات لطمس معالم المدينة القديمة
رغم كل ما تزخر به المدينة من جمال وذاكرة وأسرار، فإنها لا تسلم من محاولات تهدف إلى استغلال فضاءاتها لمصالح شخصية أو مشاريع ربحية لا تحافظ على رونق وروح طنجة، وأكثر من ذلك، فبعض الشخصيات النافذة تسلب من جمال المدينة ما شاءت، وغالبًا ما تتم الموافقة على ذلك على أساس ربحي أو تبادل للمصالح على حساب تاريخ المدينة بعيدًا عن رؤية تحترم خصوصيتها، ومن جملة هذه المحاولات:
محاولة إعدام حديقة المندوبية
بالتوافق مع البلدية، حاولت شركة سوماجيك المثيرة للجدل بالمدينة، أن تجعل حديقة المندوبية مشروعًا لمرأب السيارات، علمًا بأن هذا الفضاء يعد من أهم المعالم المشكّلة لهوية المدينة بشكل خاص والمغرب بشكل عام، فالحديقة تضم قبورًا لشهداء مظاهرات الاستقلال 30 من مارس عام 1952 بطنجة، وتحوي قبورًا نادرةً لمجموعة من الألمان والأطباء، وقد شهدت الحديقة أحداثًا مهمةً كزيارة إمبراطور ألمانيا غليوم الثاني 1905 والخطاب التاريخي للملك محمد الخامس بساحة 9 أبريل من أجل إعلان وحدة المغرب التي تعتبر طنجة جزءًا منه.
لكن الشركة لم تعبأ بهذه الذاكرة وباشرت أشغالها التي وُصفت بعملية “إعدام” لهذا الإرث التاريخي، حيث تم العثور على بقايا عظام بشرية نتيجة الأعمال، وأمام هذا “السلوك المتهور وغير المسؤول” كما وصفه بيان مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، فقد دعا هذا الأخير إلى وقفة احتجاج عرفت حضورًا مهمًا لمختلف الفاعلين في المدينة لإنقاذ هذه الحدائق وتجنب إعدامها، وتبعتها وقفات أخرى جعلت أصحاب القرار يتراجعون عن المشروع أخيرًا.
انهيار منزل قديم
تحديات المدينة القديمة كثيرة، وهي تدفع ثمن إهمالها يومًا بعد يوم، فقد انهار منزل بداخل المدينة وتسبب في مقتل شخص وحدوث إصابات، وتسبب هذا الحادث في تفاقم التصدعات الموجودة سلفًا في المنازل المجاورة، ولم يتوان المرصد عن تحميل مسؤولية هذا الانهيار إلى المؤسسات الرسمية، إذ اعتبره حادثًا نتيجة “غياب المراقبة اللازمة وعمل بشري له مسؤولين ومنفذين ومراقبين وقوانين مؤطرة”، خاصة أن المنزل كان ضمن مشروع لترميم وتأهيل المباني العتيقة.
اكتشاف قوس تاريخي
تم رصد قوس تاريخي في ساحة “إسبانيول” رُجح بأنه يعود للفترة المرينية، وهو ربما كان لنفق يربط المدينة بالميناء مباشرة، ليتم عبره نقل السلع أو الأشخاص بعيدًا عن الأعين، أمر نفته مندوبية وزارة الثقافة بالمدينة في بلاغ لها، حيث أوردت بأن مفتش المباني التاريخية التابع للمندوبية قام بتعليمات من السيد والي الجهة بمعاينة ميدانية لساحة إسبانيا، ولم تسفر المعاينة عن العثور على أي أدلة مادية واضحة للقوس المشار إليه.
العثور على اللقى التاريخية
تداول ناشطون بالمدينة فيديوهات تبين العثور على عدد من اللقى في أثناء أشغال حفر بمقربة من برج الحجوي بمنطقة باب الديوانة القديمة، ويبدو أنها تحظى بقيمة مهمة تؤرخ لمراحل تاريخية ولامتداد حضاري للمدينة، إلا أن التعامل معها وما يتطلبه من أدوات خاصة لم يكن حاضرًا، غير مكنسة عادية وظفها بعض العمال الذين يُزاولون مهام الحفر الذين ليس لهم أي علاقة للتعامل مع مُعطيات أثرية.
توجد معلمة تاريخية عبارة عن مدينة قديمة تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، لم تجد آذانًا صاغية ولا جرأة قانونية لحد الآن، وقد تمت حيازتها وجعلها ضمن الملكية الخاصة
وفي هذا السياق وجّه المرصد الدعوة في بيان له عن الموضوع، من أجل توضيح ماهية الأشغال الجارية وطبيعة هاته اللقى وكيفية التعاطي معها وكذا الإجراءات التي تم اتخاذها بخصوص الأشغال الجارية.
يأتي هذا في وقت تعرف فيه المدينة على غرار باقي المدن إجراءات حالة الطوارئ الصحية بفعل فيروس كورونا، التي تمنع التجول أو مغادرة البيوت إلا للضرورة، الأمر الذي يجعل مراقبة وتتبع الأشغال من طرف الناشطين غير الحكوميين في هذا الشأن أمرًا تشوبه تحديات، فلا تتم إثارة هذه التجاوزات التي تتعارض مع مضامين الدستور المغربي بهذا الشأن، إلا من خلال بعض المواقع الإلكترونية المحلية أو من طرف المواطنين، وهو وضع يفتح الظن أمام المهتمين على اعتبار أن ما خفي قد يكون أعظم، والتخوف من أن يكون لهذه الأعمال التي من شأنها تهيئة بعض المواقع بالمدينة، أن يتم إخفاء أو تدمير آثار لا يتم الانتباه إليها أو عرضها على الرأي العام.
وذلك في إطار مشروع طنجة الكبرى الذي يتوخى جعل المدينة قطب دولي اقتصادي وسياحي وتجاري، عبر مجموعة من المشاريع الضخمة كميناء طنجة المتوسط الذي يعتبر أكبر ميناء بإفريقيا والقرية الرياضية وملاعب القرب وغيرها.
وفوق كل هذه الاعتبارات، يوجد معلم تاريخي عبارة عن مدينة قديمة تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، لم تجد آذانًا صاغية ولا جرأة قانونية لحد الآن، وقد تمت حيازتها وجعلها ضمن الملكية الخاصة لقصر معروف بالمدينة بقصر ملك السعودية.
مدينة كوطا
مدينة طُمست بشكل مقصود وراء الأسوار، تُعرف لدى المؤرخين وعلماء الآثار باسم مدينة كوطا، تقع بالمحاذاة من مغارة هرقل، وتدل آثارها المكشوفة على أنها تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ويضم موقعها حاليًّا مجموعة من البنايات ومرافق من أبرزها: الحمامات ومبانٍ ذات أروقة ومعبد، وقد ضمت المدينة مجمعًا صناعيًا خاصًا بتمليح السمك، يتكون من عدة أحواض يصل عمقها إلى مترين، وقد عَرف هذا النشاط في عهد الملك يوبا الثاني النوميدي الذي ولد نحو 52 ق. م تطورًا كبيرًا أدى إلى ظهور صناعات أخرى كاستخراج مادة الملح، وكان حين يقلّ السمك تتحول أحواض التمليح إلى أحواض لاستخراج مادة التلوين الأرجوانية التي جسدت شهرة يوبا الثاني، وبعد زيارتنا للموقع الذي يطل على البحر، أكد لنا أحد حراس الموقع الذي لم يسمح لنا بالمرور في مساحة شاطئية قبالة القصر أن المنطقة بكاملها جزء من ممتلكات القصر بما فيها الشاطئ.
ماذا تبقى من طنجة القديمة للأجيال القادمة؟
أمام هذه الأحداث المتتالية التي تستهدف أسرار مدينة طنجة، يرى محبّوها أنها تستحق تصنيفها تراثًا إنسانيًا عالميًا، يظل السؤال مفتوحًا عن آفاق المدنية ومدى حضورها في ذاكرة الأجيال القادمة، وفي هذا الصدد يجيبنا الروائي الطنجاوي يوسف شبعة بنوع من الحسرة والألم في تصريح خاص لـ”نون بوست فيقول”: “في نظري طنجة كوجه امرأة حسناء، مع كثرة الإنجاب والتقدم في السن بدأت تفقد بعضًا من حسنها، غير أنها لم ترض بسنة التغيير فعرضت نفسها على طبيب تجميل مبتدئ، الأخير بدل أن يقوّم ما يمكن تقويمه، أخذ المشرط وبدأ يغير في وجه الحسناء، وبعد أن ذهب عنها التخدير وقفت أمام المرآة لتكتشف جمالها، لكنها تمنت لو بقيت على ما كانت عليه”.
تم إتلاف رصيد مهم من ذاكرة مدينة طنجة، بحيث ظلت جل المعالم الأثرية والتاريخية للمدينة عرضة للتطاول عليها بفعل البشر ودوائر الزمان
باختصار طنجة مدينة جميلة ومن أشرف على عملية تجميلها اقترف جرمًا في حقها، ولم يبق للأجيال الجديدة من طنجة القديمة إلا الحكايات، بعضها شفهي وآخر موثق على شكل قصص وروايات ومجلات دورية، ربما نحن جيل محظوظ سمع الحكايات وعاش مع رواتها، طنجة القديمة جثة هامدة قتلها طمع المسؤولين، لكن يبقى على عاتق الجيل الجديد حفظ هذه الجثة وعدم التخلص منها أو رميها، وإذا تطلب الأمر تحنيطها حتى لا تتفسخ فلا يبخلوا بتحنيطها”.
وفي نفس السياق وضح رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة عبد العزيز الجناتي، في حديث لـ”نون بوست”. بأن رصيد مهم من ذاكرة مدينة طنجة قد جرى تدميره، داعيًا إلى الاهتمام بها ما قد ينعكس على تحويلها إلى رافد اقتصادي، وقال:
“في الحقيقة تم إتلاف رصيد مهم من ذاكرة مدينة طنجة، بحيث ظلت جل المعالم الأثرية والتاريخية للمدينة عرضة للتطاول عليها بفعل البشر ودوائر الزمان، نتيجة غياب إستراتيجية واضحة لحمايتها وتثمينها بما يجعلها رافدًا من روافد التنمية، إذ تم التعامل معها دومًا كعبء وتكلفة غير منتجة في عملية التنمية، رغم كل التنبيهات وتحركات المجتمع المدني والغيورين على المدينة وإرثها الحضاري، ورغم المجهودات التي بدلت في الثلاث سنوات الأخيرة للنهوض ببعض المواقع الأثرية، وبداية الاشتغال على مشروع ترتيب مدينة طنجة كتراث إنساني عالمي، فإن واقع حال المآثر التاريخية ما زال لا يسر ويفتقر لمقاربة جديدة تعمل على تثمينه وإدماجه في صيرورة تنمية المدينة”.
“طنجة رغم كل المآسي التي عاشتها في التعاطي مع مآثرها وإرثها الحضاري ما زالت تتوفر على العديد من المواقع والفضاءات، ومن شأن العناية بالمدينة القديمة أن يشكل عناصر جذب سياحي وثقافي ورافدًا اقتصاديًا مهمًا للمدينة”، بحسب الجناتي.