ترجمة وتحرير نون بوست

سواء كنت قد استقلت من وظيفتك مؤخرًا أم حصلت على إجازة أم بعت شركتك أم أغلقت أبوابها أم كنت خريجًا حديثًا تبحث عن فرص عمل للمستقبل، فمن الصعب أن تجد الوضوح، فتشعر كأن خطوتك التالية في العمل يجب أن تعتمد على ما هو متاح حاليًّا.

لكن ذلك ليس ضروريًا، فالوضوح ببساطة يعني أن تختار ما هو أفضل لرؤيتك طويلة المدى وفي الوقت نفسه تشعر بالإثارة تجاهه الآن، إنك تملك القوة لخلق هذا الوضوح ورؤية جديدة لما تود أن تفعله في خطوتك المهنية القادمة، بدلًا من محاولة مواءمة رؤيتك على ما هو متاح الآن.

بالنسبة للبعض قد يكون الأمر سهلًا، لكنه ليس كذلك للكثيرين، إذا كنت تشعر بالضياع والحيرة بشأن خطوتك المهنية التالية، جرب هذه النصائح الأربعة قبل أن تتخذ قرارًا في هذا الشأن، فبعد كل ذلك تشكل وظائفنا جزءًا كبيرًا من حياتنا لذا نحن نستحق أن نفعل ما نحبه حقًا.

يقدم لنا بالازس كاردوس المتخصص في مساعدة الناس على اكتساب الوضوح والتنقل بين الوظائف، 4 نصائح كبرى لتلك المرحلة.

اكتب قائمة جرد لحياتك

رغم أن الأمر يبدو كأنك تبدأ من جديد بطريقة ما فإنه ليس كذلك، لقد مررت بتجارب حياتية ووظائف سابقة وعلاقات تعلمت منها شيئًا أو اثنين عن نفسك، ما تحب وما لا تحب ونقاط قوتك ونقاط ضعفك وغيرهم.

لا تراهن على أنك قد تعيش حياةً طويلةً تسمح لك بالاستمتاع بأسلوب الحياة الذي تتمناه في نقطة ما في المستقبل

عندما تبحث عن اتجاه فإن أهم مكان على الخريطة هو ما تقف فيه الآن، يمكنك فقط أن تحدد طريقك إذا كنت تعلم أولًا أين تقف الآن تمامًا، يتطلب ذلك تقييمًا صادقًا ومفتوحًا، وأن تكون واضحًا بشأن نتائجك الحاليّة وواقع حياتك.

ما النتائج الأساسية من تجاربك السابقة؟ هل وجدت مشكلة تحتاج لحلها؟ هل لاحظت يومًا أن شخصًا ما في قسم آخر من عملك القديم يبدو كأنه يمتلك أفضل وظيفة؟ إنك تمتلك أكثر مما تعتقد من تجاربك الشخصية، لذا استفد من ذلك.

تصور “يوم الحلم” الخاص بك

أنت تعلم في أعماقك ما الذي يجعل يومك مثاليًا تمامًا، لا تفكر في سيناريو “ما الذي ستفعله إذا كان هذا آخر يوم في حياتك” بدلًا من ذلك فكر كيف يبدو يومك المثالي، حاول أن تتصور ذلك، في أي وقت سوف تستيقظ؟ ما الذي سيحتويه يومك؟ إذا بدأت بالنهاية الموجودة في عقلك فتأكد أن اختيارك المهني سيسمح لك بأن تعيش بتلك الطريقة، وستجد أنك تحقق إنجازًا أكثر بدلًا من محاولة ملاحقة مهنة معينة، أو أن يتواءم أسلوب الحياة الذي تحلم به مع الواقع حولك، أو أن تراهن على أنك قد تعيش حياة طويلة تسمح لك بالاستمتاع بأسلوب الحياة الذي تتمناه في نقطة ما في المستقبل.

من الممكن أن تقوم بالتصور من خلال الجلوس وإغلاق عينيك ثم تسمح لعقلك بالتجول، لكن إذا كنت متوترًا أو تمر بوقت عصيب يمنعك من التركيز فمن الأفضل أن تمسك ورقة وقلم، تقول المدربة سينثيا كروسيه أن أحد عملائها كتب قصة تصف تفاصيل المستقبل الذي يتمناه حتى إنه سجل الصور التي يرغب بوجودها على الحائط أمام مكتبه.

يتعلم البالغون من خلال استخدام جميع حواسهم، لذا عن طريق كتابة هذا التمرين فإنهم يستخدمون أفكارهم وكذلك يقومون بنشاط جسدي وهو الكتابة، ما يحدد الفكرة ويجعلها أكثر واقعية.

كون شبكة من الأشخاص لتشكيل تحالفات

عندما تمتلك المزيد من الوضوح استغل هذا التركيز كي تبدأ في محادثة الأشخاص الذين يقومون بما تود القيام به، فيمكنك أن تكتشف العديد من الرؤى من تجاربهم، وأفكارًا تساعدك على صنع صورة دقيقة لما قد يبدو عليه اليوم في تلك المهنة.

خلال عدة أشهر من التدريب تحت رعاية المرشد المناسب، ستحقق عائدًا أكبر من أي أجور ضائعة

ابدأ في التفكير بشأن من تعلم أنه يقوم بما تود القيام به، اسأل أصدقاءك وأسرتك وجيرانك وزملاءك إذا كان يعرفون أحدهم، وتعرف عليهم، تنصح إيلانا غروس قائلة “لا تلتزم فقط بالأشخاص الذين تعرفهم أو تربطك بهم علاقة ما، استخدم موقع “لينكدإن” واقرأ تفاصيل وصف وظائف الأشخاص، أو ابحث على الإنترنت واقرأ مقابلات ومقالات عن الأشخاص الذين تُعجب بهم”.

ابحث عن مقاطع صوتية أو مدونات أو مقابلات لهؤلاء الأشخاص حتى تتعلم من المحتوى الذي يقدمونه، احضر مؤتمرات وأحداثًا تخص تلك الصناعة حتى تتعرف على دوائر جديدة وتبني شبكة علاقات وتحالفات رئيسية مما يجعل المسار سريعًا لإنجاز رؤيتك النهائية.

مفتاح ذلك أن تكون في الخدمة وأن تكون مانحًا وليس مجرد مستقبل للخدمة، هل يقدم هؤلاء دورات تدريبية أو برنامج توجيه؟ إن دفع المال مقابل الدخول في المجال الجديد قد يساعدك على تثبيت أقدامك والحصول على توجيه مناسب.

أظهر قيمتك

في النهاية، إذا تعرضت للتجميد في عملك بسبب الجائحة أو لم تكن متأكدًا تمامًا مما تريد، يمكن أن تطلب أن تكون ظلًا لأحدهم فترة من الوقت، ينصح غاري فاينرشك أن تبحث عن أحد ما يعجبك عمله وأن تطلب منه العمل لديه مجانًا لفترة من الوقت، ثم توقف عندما تجد الفرصة المناسبة.

قد يناسبك ذلك أو لا يناسبك حسب وضعك المالي، لكنها طريقة ذكية للدخول في المجال وتثبيت قدمك إذا كنت متأكدًا أنها وظيفة أحلامك، كما أنها وسيلة أفضل من مجرد تقديم سيرة ذاتية أو خطاب توصية.

إضافة إلى ذلك، إذا اتبعت أول 3 نصائح جيدًا، فخلال عدة أشهر من التدريب تحت رعاية المرشد المناسب، ستحقق عائدًا أكبر من أي أجور ضائعة.

في النهاية، كي تجد الوضوح يجب أن تقوم بعمل فعلي، فبغض النظر عن التصور والتحدث والتفكير في التجارب السابقة، اذهب للخارج واعمل بنفسك لترى ما تقدمه لك الحياة بأفضل طريقة ممكنة، فمن المحتمل أن تجد – وربما تصنع – وظيفة أحلامك.

 المصدر: فوربس