أعلنت حكومة “عبد الله الثني” التي يمثل اللواء المتقاعد خليفة حفتر ذراعها العسكري وتسيطر على أقل من 10% من الأراضي الليبية، أن قطر أرسلت طائرات عسكرية محملة بالسلاح والذخيرة لمطار بطرابلس الخاضع لسيطرة قوات فجر ليبيا، حيث قال الثني في تصريحات على محطة سكاي نيوز: “للأسف وصلت هذه الطائرات إلى مطار معيتيقة، وإذا استمرت قطر في التدخل في الشأن الداخلي الليبي سنضطر إلى رفع السقف وقطع العلاقات نهائيًا”.
وأضاف الثني أن لدى حكومته “تقارير رسمية” تفيد بأن هذه الطائرات محملة بالأسلحة والذخائر، مشيرًا إلى إن السودان أيضًا حاولت إرسال طائرة عسكرية محملة بالذخيرة لمطار المعيتيقة، وهو ما علقت عليه الحكومة السودانية -حسب وكالة رويترز – بالكشف عن إرسالها للطائرة لمطار الكفرة الليبي والقول بإن هذه الطائرة لم تكن تحمل سوى عتاد لقوة حدود ليبية سودانية مشتركة.
وتأتي تصريحات الثني هذه بعد أيام قليلة من تسريب وثيقة دفاعية ليبية مصرية مشتركة صادق عليها الشق الموالي للجنرال حفتر من البرلمان الليبي دون حضور باق أفراد البرلمان، حيث تتيح هذه الوثيقة للنظام المصري تحريك قواته البرية أو الجوية أو البحرية بشكل أحادي في حالة رؤيته لوجود أي تهديد يقع عليه من داخل ليبيا، وذلك بالإضافة إلى إمكانية تشريك دولة ثالثة في هذا العمل.
وقد وصف عضو مجلس النواب الليبي عن بنغازي “علي أبو زعكوك” هذه الاتفاقية بأنها مدخل لاستعمار مصري مقنّع للشرق الليبي، متهمًا “برلمان طبرق” – الشق الموالي للجنرال حفتر من البرلمان الليبي – بتغطية غارات مصرية وإماراتية على طرابلس وقتل أكثر من ثلاثين ليبيًا وجرح العشرات، مشيرًا إلى أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر أكد هذه الواقعة وقال في أحد تصريحاته إن “الطرف الذي طلب تنفيذ الغارات طبق ما أراده البرلمان حرفيًا”.
وتأتي هذه التصريحات والتطورات بعد الفشل العسكري الذي منيت به قوات الجنرال حفتر ومليشيات القعقاع والصواعق والمدني المدعومة من قبل حكومة عبد الله الثني، على يد قوة فجر ليبيا في طرابلس وأمام مجلس شورى ثوار بنغازي الذي يحاصر آخر مقار الجنرال خليفة حفتر في بينينا والرجمة.
وتذهب تحليلات إلى إن فشل الجنرال حفتر ومعه الميليشيات المختلفة التي تحالفت معه في وجه رئاسة هيئة الأركان التي تضم دروع ليبيا وقوات فجر ليبيا وغيرها من المجموعات المسلحة التي تشكلت لدعم ثورة الشعب الليبي في وجه الزعيم معمر القذافي؛ قد أدى إلى دفع حفتر والحكومة الموالية له إلى البحث عن دعم عسكري خارجي أوسع من الدعم المصري؛ مما جعل بعض الدول العربية تدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى توسيع استراتيجيتها الجديدة للحرب على الإرهاب وعدم اقتصارها على الحرب على داعش حتى تشمل دعم حكومة الثني في ليبيا.