أسبوع فقط، يفصل تونس عن فتح حدودها الخارجية والبدء في استقبال السياح من جميع أنحاء العالم، بعد نحو 3 أشهر من الإغلاق ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا الذي ضرب مختلف الدول، في هذا التقرير لنون بوست، نضع أمامك عزيزي القارئ أهم المناطق السياحية التي يمكن لك زيارتها إذا فكرت في القدوم إلى تونس هذا الصيف.
الحمامات.. درة المتوسط وأميرة المنتجعات
إحدى أجمل المناطق التي يمكن لك زيارتها في تونس، هي طبعًا مدينة الحمامات، درة المتوسط وأميرة المنتجعات، مدينة عانقت البحر، فاستمدت منه هدوءها وجمالها، وجاورت الجبل فغابت عنها وحشته، وزاوجت بين منشآت الترفيه الحديثة وآثارها التاريخية فزادها ذلك جمالًا على جمالها، وقاسم عمرانها أرضها مع بساتينها وأجنتها الخضراء التي منحتها رونقها وبهاءها.
في هذه المدينة البهية، لك أن تتمتع بالطبيعة الخلابة وزرقة البحر وخضرة الجبال ورائحة الأزهار، وبأشعة الشمس التي تنعكس على مياه البحر فتزيدها بريقًا وجاذبية، ولك أيضًا أن تمارس مختلف الرياضات المائية، فالمكان مناسب جدًا لمحبي الرياضات المائية بكل أنواعها.
ليس هذا فحسب، فالمدينة تحتوي على مدينة ملاهٍ وحديقة ألعاب مائية ضخمة، تعتبر من أكبر مدن الملاهي في القارة الإفريقية، وفيها أيضًا منتزه “أكوابارك فليبر” وهناك يمكنك رؤية ما يضمه من ألعاب ورياضات مائية وحدائق خضراء وشلالات، إلى جانب النهر الصناعي الذي يتوسطه.
تتميز الحمامات بمنشآتها السياحية العصرية ومينائها الترفيهي الذي تنتشر على جانبيه المطاعم المختلفة والمقاهي والأسواق، وبطابعها التاريخي كذلك، حيث تضم واحدة من أجمل القلاع في تونس وهي قلعة “القصبة” التي يعود بناؤها للقرن الخامس عشر الميلادي، وتتمتع بإطلالة ساحرة على البحر، وتضم المنازل القديمة والمتاحف والمحلات التي تقدم أجمل المعروضات التاريخية.
جربة.. جزيرة المساجد والأحلام
لا تفوت فرصة زيارة جزيرة جربة وقضاء بعض الأيام بها، ففي تلك الجزيرة الواقعة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، في الجنوب الشرقي لتونس، تجد كل ما تبحث عنه.
في جزيرة المساجد والأحلام لك أن تتمتع بمناخ معتدل رائع وأجواء جميلة وشواطئ رملية ناعمة وتضاريس منبسطة ونخل باسق وشجر زيتون ممتدّ على كامل الأرجاء، دون أن ننسى طبعًا منشآتها السياحية العصرية.
ما يميز الجزيرة أيضًا هندستها المعمارية الفريدة، حيث زاوجت بين الأصالة والحداثة، لتعكس بذلك فلسفة حياة تكوّنت على مر العصور، هذه الفلسفة تظهر في منازلها التقليدية الضاربة في التاريخ، ومساجدها العامرة التي يطغى عليها اللون الأبيض.
قابس.. مدينة الشواطئ والواحات
في جنوب البلاد قريبًا من جزيرة الأحلام جربة، نجد مدينة قابس التي حباها الله جمالًا طبيعيًا قلّ نظيره، حيث جمعت بين سواحل بحرية ممتدة وواحات ساحلية وداخلية متنوعة وثرية وجبال وصحاري منسجمة.
تمتلك المدينة شواطئ رملية خالية من الصخور على طول نحو 40 كيلومترًا، في هذه الشواطئ الرائعة حيث المياه الصافية لا تفوّت عليك فرصة القيام جولة بأحد القوارب، ولا تفوتك السباحة فيها ومشاهدة الحياة البحرية الغنية بالكائنات الحية الجميلة إلى جانب الجلوس على رمال الشاطئ وقراءة كتاب أو تناول الطعام.
إن كنت من محبي الهدوء، فوجهتك ستكون طبعًا إلى واحة قابس الجميلة، فهناك ستجد الهدوء وكل مقومات الراحة النفسية، فالواحة تتميز بمساحاتها الواسعة الممتلئة بالمزروعات المختلفة كالنخيل والليمون والزيتون والعنب والطماطم وغيرها من المحاصيل، وفيها يمكنك التخييم ليلة للاستمتاع بلحظات مريحة بعيدة عن صخب المدينة.
سوسة.. جوهرة الساحل
“أرأيت سوسة والأصيل يلفها، في حلّة نسجت من الأضواء، أما أنا فلقد أخذت بسحرها، لما وقفت هناك ذات مساء، البحرُ يبدو من أمامي موغلًا في الأفق، والجبل الأشمُّ ورائي، والشمسُ تسكب في الغروب أشعةً حمراء فـوق اللجة الزرقاء”، هذه مدينة سوسة في عين الشاعر المصري محمد علي أحمد، فكيف ستكون في عينك إن زرتها وقضيت بها بعض الأيام.
الفرصة أمامك فلا تفوتها، وزر جوهرة الساحل، سوسة التونسية، تلك المدينة التي “نامت على البحر الجميل كظبية مذعورة هربت من الصحراء، عذراء في يوم الزفاف تهيأت للعرس وانتظرت على استحياء”.
هناك، حيث الزرقة التي استمدتها المدينة من معانقة البحر والخضرة التي أخذتها من أشجار الزيتون الممتدة في الأرجاء والتاريخ والعمارة التي مزجت بين العصري والتقليدي لتجسد حضارة المنطقة، كن متيقنًا أنك ستتمتع بأجمل أيام حياتك.
في سوسة، ستجد أجمل المنتجعات السياحية العصرية، ومن أبرزها المركب السياحي المندمج “القنطاوي” بمينائه ومنتزهاته وحيه التجاري وأسواقه التقليدية، إضافة إلى ملاعب التنس والصولجان ونوادي التزلج على الماء والغوص في أعماق البحر.
في جوهرة الساحل لك أن تتجول وتسبح وتنزل قاع البحر بالغواصة أو رحلة بحرية، ولك كذلك أن تمارس هواياتك المفضلة، ولك أيضًا أن تمتع عينيك بالغابات الكثيفة والبساتين الساحلية التي تنتشر على طولها أشجار الزيتون والحمضيات في جمال فتان.
عند تجولك بين شوارع المدينة وأزقتها، ستتعرف على تاريخها الموغل في الحضارات وجمال عمرانها، فالمدينة غنية بآثارها الرومانية والإسلامية التي نجدها هنا وهناك، أطلق عليها الفينيقيون الذين أسسوا أركانها اسم “حضرموت”، فيما سماها الرومان مدينة “جوستينا”، وأطلق عليها العرب والأمازيغ “سوسة المحروسة”، ويلقبها التونسيون الآن “جوهرة الساحل”.
طبرقة.. عروس الشمال التونسي
نتوجه قليلًا نحو الغرب التونسي، لنجد مدينة طبرقة متصدّرة بين البحر والجبل والسهل وأشجار الصنوبر والبلوط والفلين العالية، كعروس في ليلة زفافها، تمنح زائرها الحب والهدوء والجمال الذي قل نظيره.
عزيزي القارئ ننصحك بزيارة عروس الشمال التونسي ولؤلؤة الساحل “طبرقة” الساحرة، الملونة بألوان الطبيعة والعمران الفريد الذي يخلب الأنظار ويسحر العقول ويسلب القلوب، بمنازلها البيضاء والزرقاء ذات الأسقف المكسوّة بالقرميد الأحمر.
إن كنت من محبي التمتع بالطبيعة الساحرة والمناظر الطبيعية الخلابة عليك بطبرقة، ففيها تجد مبتغاك وضالتك التي تبحث عنها، بحر وجبال، أشجار متنوعة وشواطئ ذات رمال شقراء محاطة بنتوءات وإبر صخرية.
هناك تعانق زرقة مياه البحر الأبيض المتوسط، الجبال وغابات الصنوبر والفلين والبلوط، مشكّلة لوحة فنية، يشد السياح من كل بقاع العالم الرحال إليها للتمتع بمشاهدتها والتقاط بعض الصور التذكارية التي يتباهون بها بين أقرانهم.
عين دراهم
إن زرت طبرقة، فلا تنسى أن تمر بعين دراهم المجاورة لها، التي تعلو قمم جبال الكرومي الغنية بالغابات، مدينة السحر الرائع والطبيعة الفتانة والينابيع الدافقة والأودية العميقة والعمران ذي الطراز الأوروبي.
تتميز “عين دراهم” بعمرانها الفريد الذي يخلب الأنظار ويحقق المتعة للنفوس الباحثة عن الجمال، ويسحر العقول ويسلب القلوب، وبمنازلها البيضاء والزرقاء ذات الأسقف المكسوّة بالقرميد الأحمر على النهج الأوروبي.
في هذه المدينة التي اختارت أن تُحيك لنفسها ثوبًا وترتديه، تزاوجت ألوان السماء والأشجار والجبال، وتعانق الجبل والسهل وأشجار الصنوبر والبلوط والفلين العالية، فتمارس هواية الصيد ورياضة المشي في المسالك الصحية بين الأشجار.
تونس العاصمة
أما أجمل المناطق التي يتوجب عليك زيارتها، فهي مدينة تونس العاصمة التي تتميز بالعديد من المناطق السياحية وبجميع مقومات الجذب السياحي المختلفة، حيث يجد الزائر ضالته فيها، من شواطئ ونزل فاخرة ومزارات دينية وعمارة تاريخية تعكس حضارات عريقة شهدتها المدينة وأخرى حديثة تدل على حداثة البلاد.
هناك ستزور طبعًا “المدينة العتيقة” أو “البلاد العربي” التي تتميز بأزقتها الضيقة ومساجدها وأسواقها ومقاهيها ومقاماتها وقصورها والبيوت والمدارس التي تروي لزائريها قصة مدينة عريقة ترجع إلى الفترة الإسلامية، فحسان بن النعمان اختار إقامة الجامع الأعظم الزيتونة المعمور على سفح هضبة تعرف الآن بهضبة القصبة وكانت تتمركز عليها في القديم المدينة الفينيقية والبربرية القديمة.
في العاصمة أيضًا، تجد قرية سيدي بوسعيد، ففي أعالي المنحدر الصخري المُطل على ضاحية قرطاج وخليج تونس، وقفت “سيدي بوسعيد” شامخة بزرقتها التي استمدتها من معانقة السماء، تبعث لزائريها الصفو والهدوء، وتمكنهم من مشاهد طبيعية خلابة وأخرى عمرانية فريدة تجسد حضارة المنطقة.
قرية ليست كغيرها من القرى، صغيرة في حجمها، كبيرة في تاريخها، تعود بك أزقتها ومنازلها ودور عبادتها إلى عصور قديمة، تستنشق عبقها في جوانبها، ويأخذك جبلها وبحرها في لحظات صفو وهدوء لتبتعد بهدوئها عن صخب الحياة الرتيب.
في العاصمة تونس لك أن تزور أيضًا “باردو” لتتعرف على قصور العثمانيين، وأن تزور “حلق الواد” وتتمتع بصحن حوت مشوي، و”قمرت” أيضًا التي تحتوي أجمل نزل البلاد وأكثرها تطورًا، ولا تنسى كورنيش “المرسى” و”الكرم” و”قرطاج” حيث الآثار.