في أواخر القرن العشرين أصبحت سياحة الأعمال تمثل قطاعًا كبيرًا من السياحة، وتعد سياحة الأعمال جزءًا فرعيًا محدودًا من السياحة بشكل عام، وتضم الأفراد الذين يعملون ويتقاضون راتبًا لكن بعيدًا عن مكان عملهم ومنزلهم، وتتضمن تلك السياحة أنشطة مثل الاجتماعات وحضور المؤتمرات والمعارض.
وفقًا لمنظمة السياحة العالمية، فإن السياحة التجارية تستحوذ على 30% من السياحة الدولية، وتنقسم أنشطة سياحة الأعمال إلى أنشطة أساسية وأخرى ثانوية، تتضمن الأنشطة الأساسية حضور الاجتماعات والمؤتمرات وتقديم الاستشارات حسب الغرض الأساسي من العمل، أما الأنشطة الثانوية فتشمل تناول الطعام والتسوق ومشاهدة المعالم السياحية وغيرها من الأنشطة الترفيهية.
تعد سياحة الأعمال قطاعًا مربحًا وسريع النمو وقادرًا على تحقيق نتائج اقتصادية جيدة للاقتصاد المحلي، لذا عادة ما يحاول صناع السياحة توفير خدمات خاصة لرجال الأعمال سواء فيما يتعلق بالإقامة من توفير إقامة مميزة في الفنادق أم من حيث الأنشطة الترفيهية في المساء وعطلات نهاية الأسبوع، فهؤلاء السياح من رجال أعمال أكثر قدرة على الاستهلاك.
السياحة وفيروس كورونا
أثرت جائحة كورونا على العالم أجمع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والصحية بشكل كبير، وكان لقطاع السياحة نصيب كبير في ذلك، فقد توقفت حركة السفر وأصبح العمل عن بعد سيد الموقف.
يرى بريان تشيسكي المدير التنفيذي لشركة “Airbnb” أن صناعة السفر ستتغير للأبد وستصبح السياحة الداخلية أكثر شعبية، فقد أصبح الناس يميلون للبقاء بالقرب من منازلهم لتقليل المخاطر وسط هذا المستقبل المجهول، ويضيف تشيسكي: “الناس لا يستقلون الطائرات الآن ولا يعبرون الحدود ولا يسافرون للعمل، لقد أصبح هناك تحول في وجهات السفر وربما تنتهي السياحة الجماعية للأبد”.
كيف تدير الشركات رحلات العمل الآن؟
رغم الذعر الذي سببته الجائحة، فإن الكثير من الموظفين ما زالوا يقومون برحلات السفر الأساسية، تغير العديد من الشركات الآن سياسات السفر من أجل سلامة مسافريها، وأصبح هناك قيود وإجراءات للموافقة على رحلة السفر مع إلغاء الرحلات غير الضرورية، ومتابعة توصيات منظمة الصحة بشكل مستمر.
لكن جاي سورنسن – محلل صناعة السفر – يرى أن حجم سفر الأعمال سيتغير بشكل كبير وهناك جزء منه لن يعود أبدًا، فمع القيود المفروضة على السفر والمخاطر الصحية، يستبدل الكثير من رجال الأعمال رحلات السفر بتقنية المؤتمرات عبر الهاتف أو الإنترنت، ولن يستمر إلا الرحلات الضرورية فقط، ومن ناحية أخرى ستوفر الشركات الكثير من أموال السفر لتعويض الخسائر التي سببتها الجائحة.
كيف سيغير فيروس كورونا من سياحة الأعمال؟
أظهر استطلاع أجرته رابطة سفر الأعمال الدولية “GBTA” أن 98% من الشركات الأعضاء ألغت رحلات عمل دولية، بينما ألغت 92% منها الرحلات الداخلية، ومع ذلك فتشير الاستطلاعات إلى أنهم عازمون على استئناف السفر في المستقبل القريب.
تقول الإحصاءات إن هناك 445 مليون رحلة عمل تجارية كل عام بقيمة 251 مليار دولار، هذه الأرقام ستتراجع بشكل كبير هذا العام لكن من غير الممكن التنبؤ بها بشكل محدد نظرًا للتغيرات السريعة وغير المتوقعة.
يعتقد شاروتا فادنيس نائب رئيس قسم الأبحاث في شركة تحليلات السفر “Phocuswright” أن السفر المحلي سيزداد بشكل أسرع من السفر الدولي، فمعظم الشركات لا تزال في وضع الانتظار والترقب، ويرى تشيب روجرز رئيس رابطة الفنادق الأمريكية أن سفر الشركات قد يتعافى بنسبة 70% على أفضل تقدير، لكن الاجتماعات والمؤتمرات لن تنتعش بأكثر من 50% حتى العام المقبل.
هكذا سيبدو “الطبيعي الجديد” لسفر الأعمال
تختلف استجابة الشركات للوضع الجديد من دولة لأخرى حسب ذروة الفيروس وإجراءات الإغلاق، لكن بشكل عام وفقًا لدراسة أجرتها شركة “Trip.com” الصينية، فإن 61% من رجال الأعمال مستعدون للسفر مرة أخرى في شهر أغسطس، بينما قال 77% منهم إنهم سيسافرون محليًا، لكن في الدول الغربية ربما لن يرغب رجال الأعمال في السفر قبل شهر أكتوبر.
سيصبح السفر أقل شيوعًا لكنه سيكون أكثر وعيًا، فقد اعتاد الموظفون إجراء المكالمات الجماعية والاجتماعات الضرورية فقط، هذا الشكل الجديد سيحقق توازنًا أفضل للحياة وعائدًا أفضل للاستثمار على المدى الطويل.
في الوقت نفسه سينمو السفر المحلي بينما ينخفض السفر الدولي، وسيتجه المسافرون إلى السفر بالقطار ووسائل المواصلات الشخصية أكثر من السفر الجوي، ستحتاج الشركات أيضًا إلى متابعة حجوزات سفر موظفيها ومراقبة تحركاتهم عند السفر من أجل سلامتهم.
نصائح للحفاظ على سلامتك في أثناء السفر
إذا تطلب عملك السفر بشكل ضروري، فهناك احتياطات وإجراءات يجب أن تتخذها للحفاظ على أمنك وسلامتك، في الطائرة أو وسيلة المواصلات التي ستستخدمها احمل مطهرًا يحتوى على الكحول بشكل دائم أو مناديل مطهرة واستخدمهم لتعقيم الأسطح مثل الطاولات والشاشات وأي أسطح قد تضطر للمسها.
بمجرد وصولك إلى الفندق اغسل يديك جيدًا وامسح مفاتيح الأبوات وأجهزة التحكم والهاتف وكل ما تحتاج إليه ولا تعتمد على نظافة الفندق وحده، تخلص أيضًا من أغطية السرير والوسائد واستخدم أخرى خاصة بك أو اطلب من الفندق أغطية جديدة لم يتم فتحها بعد.
لا تنس إرشادات السلامة العامة كغسل اليدين بانتظام وتجنب لمس الوجه وتجنب المصافحة وارتداء قناع الوجه والابتعاد مسافة كافية عن الأشخاص المحيطين بك، وتجنب الازدحام بشكل عام، وتناول الأطعمة الصحية واحصل على قسط كاف من النوم للحفاظ على مناعتك.