القصة بدأت عندما نشر موقع “هفنغتون بوست” مقالاً جاء تحت عنوان “المكر في تطبيق فيسبوك مسنجر لهواتف الأندرويد” يقول كاتبه فيه أن التطبيق سوف يحظى بسيطرة مباشرة على هاتفك!
المقال الذي انتشر بشكل كبير حاز على أكثر من 800 ألف إعجاب وقرابة ربع مليون إعادة نشر على فيسبوك، و 10 آلاف إعادة تغريد على تويتر، زعم أن أن الفيسبوك بهذا التطبيق سيصبح له القدرة على الوصول إلى الأرقام “contacts” في حسابك دون علمك، أو أن يرسل رسائل من غير موافقتك، إضافة إلى التقاط الصور دون إذنك وتسجيل صوتك بالمايكرفون.
من بعد ذلك، شاع الأمر في المواقع التقنية والتواصل الاجتماعي عن “الخطر” الذي يحيط بنا من خلال تطبيق فيسبوك مسنجر، وتعديه السافر على خصوصيتنا، منتشرًا كالنار في الهشيم، حدث كل ذلك، قبل أن يعود الموقع ليضيف “تصويبًا” لما اعتبر “كلامًا غير دقيق” و”غير محدّث” في ما يخص علاقة تطبيق فيسبوك مسنجر بهواتف الأندرويد.
عندما نقوم بتحميل أي تطبيق سواء على هواتفنا الذكية (سواء الأندوريد أو الآيفون أو غيرها) فإن التطبيق يطلب منك الموافقة على السماح له باستخدام بعض الأشياء التي يعتبرها “خاصة” بالنسبة لك، مثلاً الكاميرا والأسماء وموقعك الجغرافي وغيرها الكثير، كل هذه يستخدمها لما يساعدك في إنجاز مهامك عبر التطبيق.
مثلاً التطبيق يحصل على إذن باستخدام موقعك الجغرافي، إما لاستخدامه بإرشادك إلى المكان الذي تريد أن تذهب إليه (في تطبيقات الملاحة navigation)، أو أنه يضيف ذلك إلى ما تكتبه (مثل فيسبوك الذي أحيانًا يضيف موقعك أسفل ما تكتب لو سمحت له ذلك )، أو أنه يحتفظ به مستخدمًا إياه في تحليلاته حول مستخدميه والمواقع الجغرافية التي يستخدمون التطبيق منها.
ولنقرب الصورة أكثر، فإن غرفة النوم مثلاً هي من الأماكن الخاصة في منزلك، ولكن عندما يأتي العامل لتركيب جهاز التكييف في غرفة نومك، فإنه يحتاج لإذن منك للدخول إلى هذه الغرفة لتركيبه.
وليس فقط فيسبوك مسنجر، بل إن جميع التطبيقات بلا استثناء تطلب منك إذنًا للدخول إلى بياناتك أو أسمائك أو الكاميرا والمايكروفون في هاتفك، لتمكنك من استخدمها، كيف مثلاً لتطبيق “سكايب” أن يمكنك من إجراء مكالمة فيديو دون أن تسمح له بالدخول إلى كاميرا الموبايل خاصتك والمايكرفون؟
كذلك فيسبوك مسنجر الجديد، لن يستطيع إتمام المكالمات سواء الصوتية أو مكالمات الفيديو، دون أن تسمح له بأخذ إذن خاص لاستخدامها.
وكقناعة شخصية، فأظن أن “الغضب” الحاصل تجاه مسنجر فيسبوك جاء من إجبار فيسبوك مستخدميه على تحميل البرنامج، حيث إن التطبيق بحد ذاته ليس جديدًا، بل هو متوفر منذ عام 2011، إلا أن فيسبوك بدأ بإلزام مستخدميه مؤخرًا بتحميله، معللاً ذلك بأنه لتحسين الاستخدام “User Experience” ، حيث أصبح من غير الممكن لمستخدمي تطبيق فيسبوك الوصول إلى رسائلهم الخاصة دون تحميل مسنجر فيسبوك؛ الأمر الذي شكل ردة فعل ليحصل التطبيق على تقييم منخفض.
وكانت وكالة ” أسوشييتد برس” قد نشرت بعض الردود على الشائعات حول تطبيق فيسبوك قائلة أن “فيسبوك مسنجر ليس متطفلاً أكثر من تطيبق فيسبوك الأصلي، أو غيره من التطبيقات” حيث إن كل هذه التطبيقات تشترك في طلبها السماح بالوصول إلى الكاميرا والمايكروفون وغيرها من الخصوصيات، كله باذن من صاحب الهاتف.
تصديقًا لذلك، أعادت فيسبوك نشر جميع سياستها في إذن الوصول، قائلة إنه لا فرق بينها وبين فيسبوك وفيسبوك مسنجر.
وتضيف “أسوشييتد برس” أن الذي أربك مستخدمي أندرويد أكثر هو قائمة طلباته الطويلة، والتي تقول إنها تحتاج إلى إذن من أجل الوصول إلى أدوات معينة على هاتفك بما فيها قائمة العناوين والروزنامة والبيانات المحلية ومعلومات الشبكة اللاسلكية، مضيفة أنه على الرغم من أن مستخدمي هواتف آيفون لا يرون قائمة التصريحات هذه حين يحمّلون التطبيق، إلا أنها تظهر على انفراد في كل مرة يريدون استخدامها”.
المأخذ الذي أراه على التطبيق -والذي بات من عدم الممكن السيطرة عليه في التوسع في استخدام الهواتف الذكية في حياتنا- هو كمية المعلومات التي يتتبعها التطبيق أثناء استخدامك، بعض المطورين تحدثوا على أنه يجمع معلومات عن أوقات الاستخدام والشبكات (لا سلكية أو 3G )، حتى أن الأمر تجاوز ذلك إلى تتبع الاتجاه الذي تحمل به هاتفك عادة (بشكل طولي أم عرضي!).
هذا التتبع بجمع المعلومات، لا تفعله فيسبوك وحسب، بل كل التطبيقات التي نستخدمها على هواتفنا الذكية تقوم الشركات المطورة لها بجمع معلوماتنا حول الاستخدام، إما لتطوير الخدمة بتصميم التطبيق بشكل يلائمنا أكثر، أو -بالطبع- لبيعها أو تخزينها أو اختيار الاعلانات التي تناسبنا، إنطلاقاً من المبدأ الذي يقول “لا يوجد تطبيق مجاني .. حتى لو بدا لك ذلك” – المعنى أنه يوفر لك تطبيقاً مجانياً مقابل أن توفر له معلومات عن استخدامك له.
البعض قد يصبح متردداً في استخدام “فيسبوك” أو “فيسبوك مسنجر” بعد هذا الكلام حول “جمع المعلومات”، لكني أطمئنك عزيزي لأقول ليس فقط فيسبوك من يفعل هذا، أي من مصنعي البرمجيات والتطبيقات يفعل ذات الشيء، هناك حل جذري واحد؛ أن تتوقف عن استخدام الهواتف الذكية.
المشكلة الرئيسية برأيي أننا كمستخدمين لا نقرأ شروط الاستخدام عادة، ونسارع إلى الموافقة على الشروط. في حسابي الشخصي على تويتر سألت المتابعين إذا ما قرؤوا الشروط فكانت هذه الإجابات.
@AmerSO لا لم اقرأها
— Sarah Karkour (@SarahKarkour) September 9, 2014
@AmerSO I did and I don’t use it 🙂
— Basheer | محمد بشير (@MBAA) September 9, 2014
@AmerSO لا .. لم أقرأها.
— H.Ashour||حاتم عاشور (@HKAA) September 9, 2014
@AmerSO لا
— ريجينا فلانجي (@Sana_wara_Sana) September 9, 2014
@AmerSO نعم
— بَيـــانْ | Green (@Bayan_abk) September 9, 2014