لخص معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الحالة التي تمر بها العلاقات الأمريكية السعودية في صورة غير دقيقة لاجتماع جمع بين ممثلي البلدين في جدة نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية على حسابها الرسمي على موقع فليكر، حيث تظهر الصورة اجتماعًا لحوالي 15 شخصًا دون أن تظهر وجه أي من الحضور بما في ذلك وزير الخارجية جون كيري والملك عبد الله.
الصورة التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية.ورأى سايمون هندرسون، كاتب التحليل ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، أن العلاقات السعودية الأمريكية مطابقة للصورة، فكما تفتقد الصورة للتركيز البؤري “Focus”، قال هندرسون: “الحالة الراهنة للعلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، كانت خارج نطاق التركيز البؤري”.
وحسب هندرسون، “تَعتبر المملكة العربية السعودية نفسها زعيمة العالم الإسلامي، وعلى هذا النحو ترى نفسها قائمة في صراع وجودي مع إيران من أجل الهيمنة على هذا العالم”، في حين “يكمن اهتمام واشنطن الرئيسي في المملكة العربية السعودية بالمحافظة على دورها كأكبر مصدّر للنفط في العالم، مع مصالح إضافية تتمثل في السماح للسعودية باستخدام نفوذها في السوق للحفاظ على استقرار أسعار النفط بحيث لا تكون عالية جدًا”.
وبينما ينكر السعوديون أي دعم للإرهابيين، وجعلوا مؤخرًا من القتال في سوريا أو توفير الدعم لمقاتلي المعارضة جريمة جنائية يحاسب عليها مواطنو المملكة، تحدث الأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودي السابق، حول الأوامر التي أصدرها له الملك عبد الله عندما عيّنه رئيسًا للمخابرات للإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا، مؤكدًا أنه سيتّبع أوامر رئيسه الملك، حتى لو كان ذلك يعني توظيف “كل شخص حقير جهادي” يمكنه العثور عليه.
ويختتم هندرسون تحليله قائلاً: “كما هو الحال مع تهديد تنظيم القاعدة الذي كان ناشئًا في أواخر تسعينيات القرن الماضي، فإن رؤية السعودية حول الحفاظ على الذات في الوقت الحالي تنطوي على تصرف منافق في السياسة تجاه واشنطن”، مشيرًا إلى إن السعودية في حاجة لوجود التنظيمات المتشددة في العراق وسوريا حتى تهدد من خلالها إيران، وفي حاجة من جهة أخرى للتدخل العسكري الأمريكي حتى تحد من قوة هذه التنظيمات وتمنعها من تهديد السعودية وباقي دول الخليج.
وفي المقابل، أمريكا في حاجة للمعارضة السورية المعتدلة حتى تحارب نظام الأسد، ولكنها تعاني من عجزها عن إيجاد كيان معارض للأسد تتوفر فيه مفاهيم الاعتدال الأمريكي؛ وبالتالي أصبحت أمريكا في حاجة للتدخل عسكريًا لجزر التنظيمات المعارضة للأسد والتي لا تحمل مفاهيم الاعتدال الأمريكي وعلى رأسها داعش، ولكن هذا التدخل يجب أن يقتصر على ضربات جوية دون أن يتورط الجيش الأمريكي في حرب برية جديدة؛ وهكذا يعجز البلدان – أمريكا والسعودية – عن رسم صورة واضحة ذات تركيز بؤري للخطة التي سينفذها التحالف الجديد.
المصدر: نون بوست + معهد واشنطن