توفي صباح اليوم الخميس المرجع اللبناني الشيعي “هاني فحص” بعد صراع طويل مع مرض عضال.
وعرف على المرجع اللبناني تأييده للثورة السورية على نظام بشار الأسد، كما عارض بشكل علني انخراط حزب الله في قتل الشعب السوري إلى جانب جيش النظام السوري، كما يعد فحص من رجال الدين الشيعة القلائل الذين انخرطوا في العمل الحزبي العلني.
ولد “هاني فحص” عام 1946، وعُرف كأديب وكاتب ومؤلف وناشط في المجتمع المدني، وداعية حوار بين الأديان، ومن أبرز المنظرين في مجال مقاربة الإسلام لمواضيع الحداثة المطروحة.
درس فحص في النجف، وحاز على البكالوريس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وكان ضمن مجموعة حاولت أن تنفتح معرفيًا على حقول علمية مختلفة وعلى الحداثة عمومًا، وتتعاطى الأسئلة التي تجسد القلق المعرفي.
أسس فحص مع مجموعة أخرى من الأدباء والشعراء منتدى “أدباء جبل عامل”، محاولاً تحرير الأدب والإبداع من سيطرة ووصاية الأحزاب، واستمر عمل المنتدى حتى عام 1975 بداية الحرب الأهلية اللبنانية، حيث قويت “جاذبية القطيع السياسي”.
عمل مشرفًا على مجلة “الفجر” الإيرانية، وعمل على إنشاء التواصل بين ياسر عرفات والخميني، وأصبح مستشارًا في مكتب إعلام الحوزة الدينية في إيران.
انتسب إلى حركة فتح الفلسطينية أثناء وجودها في لبنان، وهو عضو في المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، كذلك فهو عضو في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
ترشّح للانتخابات النيابية الفرعية عام 1974 متحالفًا مع الزعيم الدرزي “كمال جنبلاط”، ولكن سرعان ما انسحب من المعركة بسبب اعتراض السيد “موسى الصدر” آنذاك، عاد وترشح للانتخابات النيابية عام 1992 عن محافظة النبطية ولم يحالفه الحظ.
انتسب إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وهو عضو في المؤتمر الدائم للحوار اللبناني الذي أسسه في فترة سابقة، والذي كان بمثابة انفتاحة على الصحافة والإعلام والعالم.
له ما يقرب من 13 كتابًا مطبوعًا منها: “ماضي لا يمضي”، “ذكريات ومكونات عراقية”، “تفاصيل القلب”، “في الوحدة والتجزئة”، و”الشيعة والدولة في لبنان”.
كما عرف عنه معارضته الشديدة لمشاركة حزب الله بالقتال إلى جانب قوات النظام السوري، معتبرًا أن هذه المشاركة ستؤثر سلبًا على الشيعة في المنطقة.
وكان المرجع “هاني فحص” قد أصدر بالمشاركة مع “محمد حسن الأمين” بيانًا في بدايات الثورة السورية أعلنا فيه دعمها للثورة السورية وغيرها من الثورات، لما قالوه إنها “نصرة للمظلوم والاعتراض الجهير على الخطأ مهما يكن مرتكبه”.
وقالوا في بيانهم: “ندعو أهلنا إلى الانسجام مع أنفسهم في تأييد الانتفاضات العربية والاطمئنان إليها والخوف العقلاني الأخوي عليها .. وخاصة الانتفاضة السورية المحقة والمنتصرة – بإذن الله – والمطالبة بالاستمرار وعدم الالتفات إلى الدعوات المشبوهة بالتنازل من أجل تسوية جائرة في حق الشعب السوري ومناضليه وشهدائه مع ما يجب ويلزم ويحسن ويليق بنا وبالشعب السوري الشاهد الشهيد من الغضب والحزن والوجع والدعم والرجاء والدعاء، أن يتوقف هذا الفتك الذريع بالوطن السوري والمواطن السوري .. وبنا في المحصلة قطعًا .. لأن من أهم ضمانات سلام مستقبلنا في لبنان أن تكون سوريا مستقرة وحرة تحكمها دولة ديموقراطية تعددية وجامعة وعصرية”.
وعرف عن فحص قوله إن حزب الله حول الطائفة الشيعية إلى “طائفة ريعية”، مشيرًا إلى أنه لو انتهى الربيع العربي إلى إنشاء دول إسلامية فإن حزب الله لن يكون وراءها بل أمامها، وسيعمل على إنشاء هذه الدولة الإسلامية بحيث تكون” أقل مدنية وديمقراطية”، كما عرف عنه معارضته لمشاركة الحزب في القتال في سوريا واتهامه بالقتل ومشاركة النظام السوري بالقمع.