نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تصحيحًا حول صورة كانت قد نشرتها سابقًا للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” برفقة رئيس الوزراء “أحمد داود أوغلو”، عند خروجهما من الصلاة في مسجد “حاجي بايرام” بالعاصمة أنقرة، في سياق خبر عن مشاركة مقاتلين من تركيا في تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميًّا باسم “داعش”.
وكانت الصحيفة نشرت خبرًا ادّعت فيه أن تركيا هي أكبر مصدر للمقاتلين المتجهين للقتال في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأوردت فيه قصص انضمام شباب لـ “داعش” يعيشون في المنطقة التي يقع فيها مسجد “حاجي بايرام”.
وزعمت الصحيفة في خبرها أن المسؤولين الأتراك يتجنبون اتخاذ تدابير جدية في مواجهة تنظيم “داعش”، ووضعت صورة “أردوغان” و”داود أوغلو” مع الخبر المذكور.
وبعد ردود الأفعال الغاضبة والانتقادات الصادرة عن أردوغان وجهات أخرى، اضطرت الصحيفة إلى نشر تصحيح حول الخبر، وذكرت إدارة الصحيفة في ملاحظة نشرتها في نسخة الخبر على الإنترنت أن الصورة استُخدمت بالخطأ في سياق الخبر.
وأوضحت أن المسجد في الصورة وزيارة أردوغان له لا علاقة لهما بموضوع الخبر، الذي يتحدث عن استقطاب مقاتلين من أجل تنظيم “داعش”.
وكان الرئيس التركي، “رجب طيب أردوغان”، استنكر في خطاب أمس، نشر الصحيفة الصورة في سياق الخبر المذكور، واصفًا ما فعلته بأنه “إساءة ونذالة وخسة، وهذا أخف وصف”.
وفي تعليق أردوغان على الخبر قال: “لن تضر أخبار كاذبة ظهرت بوسائل إعلام الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، بهيبة هذا البلد، ونحن نعرف جيدًا ماكانوا يحاولون القيام به”.
وتطرق أردوغان إلى الخبر، مؤكدًا “ضرورة اتخاذ كافة منظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الفاعلة في تركيا موقفًا ضد هكذا فهم وهكذا منطق وتضليل”، وأضاف: “أولئك سيتصرفون وفقًا لأهوائهم، ولكن نحن واثقون بأن هذه القافلة ستواصل مسيرها”.
وشبّه أردوغان أحداث منتزه غيزي التي شهدتها إسطنبول العام الفائت، بما تشهده مصر وأوكرانيا وسوريا، قائلاً: “لقد قتلوا الديمقراطية في مصر، وانقلبوا على رئيس منتخب بشكل شرعي، فهل سمعنا صوتًا من الدول التي تقول إنها مهد الديمقراطية؟ طبعًا لا، ويطالبون من جانب باحترام إرادة الشعب ومن جانب لا يحترمون رئيسًا جاء بواسطة الإرادة الوطنية”، وتابع أردوغان “انظروا كيف دمروا بلدًا كأوكرانيا، فقد قُتل المئات هناك، وأصبح البلد تحت خطر الانقسام، وكذا شبه جزيرة القرم فقد تم احتلالها بالكامل، فهؤلاء أوصلوا هذين البلدين إلى الهاوية، وسوريا تشهد كارثة أودت بحياة قرابة 250 ألف إنسان وهجرت نحو 6 ملايين، مليون و250 ألفًا منهم في تركيا، وثقوا بأننا لو لم نقف بشكل قوي في وجهة أحداث غيزي، لكنا نعيش في تركيا مختلفة تمامًا”.
القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بالعاصمة التركية أنقرة “روس ويلسون” قال إن “الصحافة الأمريكية لا تمثل السياسة الخارجية للولايات المتحدة”، مؤكدًا على أن “تركيا والولايات المتحدة حليفان، وهذا يعني أن الدولتين شريكتان لبعضهما البعض”، مشيرًا إلى أن الأنباء التي تتناقلها الصحافة الأمريكية لا تمثل السياسة الخارجية لبلاده، على حد تعبيره.
ولفت إلى أن كلاً من وزير الدفاع الأمريكي “تشاك هيغل”، ووزير الخارجية “جون كيري” تناولا مع المسؤولين الأتراك مسألة التحالف الدولي ضد تنظيم”داعش” خلال زيارتهما الأسبوع الماضي للعاصمة أنقرة.
ومضى قائلاً: “يمكنني القول عقب زيارتي الوزيرين لتركيا، إننا – أي تركيا وأمريكا – في موقف جيد، ونفهم بعضنا بعضًا بشكل جيد أيضًا”، مشيرًا إلى أن المسؤولين الأمريكان ونظرائهم الأتراك يفهمون بشكل واضح ما ينبغي فعله.