ترجمة وتحرير: نون بوست
يعرف اللاجئون الذين يفرون من مناطق الصراعات في سوريا وغزة وأفريقيا أن رحلتهم على متن القوارب المتهالكة في المتوسط هي أمر محفوف بالمخاطر، فضلاً عن ذلك، فإنهم يعرفون أيضًا أن مهربيهم قد يكونوا قاتليهم عما قريب.
وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، ونقلاً عن شهادات ناجين فلسطينيين، صدم المهربون عمدًا سفينة كانت تقل نحو 500 مهاجرًا رفضوا أن يتم نقلهم إلى قارب أصغر شعروا أنه غير آمن، كان المهربون يضحكون وهم ينظرون إلى الرجال والنساء والأطفال المرعوبين الذين يغرقون في البحر، يُعتقد أن من بين الـ500 مهاجر، استطاع 9 فقط النجاة.
لقد كان العام الجاري شديد السوء بالنسبة للمهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط، لقد قام أكثر من 130 ألف شخص بخوض تلك الرحلة المميتة هذه السنة إلى أوروبا، أي أكثر من ضعف العدد الذي قام بها في 203، لكن هذا العام أيضًا توفي 2800 منهم، أي بزيادة أربعة أضعاف عمن توفوا في حوادث مشابهة من العام الماضي، حسب وكالة الهجرة.
لقد حان الوقت لوقف التظاهر الأوروبي بأن تدفق المهاجرين اليائسين من الشرق الأوسط وأفريقيا عبر البحر المتوسط سينحسر في أي وقت قريب، لقد أجبرت الحرب في سوريا أكثر من 250 ألف لاجئ سوري إلى الفرار إلى مصر وحدها، ينتظر عشرات الآلاف من هؤلاء أن يجدوا طريقهم للعبور إلى أوروبا، الحرب الإسرائيلية على غزة زادت من هذه الأرقام، لقد كان معظم الغارقين في حادث الأسبوع الماضي من فلسطينيي غزة، بعضهم كان من السودان ومن إريتريا كذلك.
يجب على المجتمع الدولي، وخاصة الأوروبي، أن يتخذ إجراءات جماعية قبل أن يموت المزيد من اللاجئين، يجب على الشرطة والسلطات القانونية أن تسعى لمعاقبة المهربين الذين يقتلون أو يعذبون المهاجرين، إن مأساة الأسبوع الماضي ليست الأولى التي يتم الإبلاغ عنها كحادثة قتل جماعي على متن قارب للاجئين، في يوليو قُتل 180 من أصل 569 مهاجرًا قُتلوا على قارب متجه من ليبيا إلى إيطاليا، الكثير منهم ماتوا بعد أن تعرضوا للضرب المبرح أو الطعن القاتل.
خلال العام الماضي، أجبر ارتفاع عدد الضحايا السلطات الإيطالية – وإيطاليا هي الدولة الأكثر استقبالاً للمهاجرين بحكم موقعها – على تصميم عملية بحث وإنقاذ كبيرة والتي عُرفت باسم “ماري نوستروم”، لقد أنقذت تلك العملية المستمرة والتي بدأت في أكتوبر الماضي أكثر من 70 ألف لاجئ، وهذا العدد هو أكثر من نصف الـ118 ألف لاجئ الذين وطئت أقدامهم أرض إيطاليا هذا العام.
في أواخر أغسطس أعلنت المفوضية الأوروبية أن وكالة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتيكس)، ستكمل من عمل المبادرة الإيطالية عبر المشاركة في جهود الإنقاذ، لكن فرونتيكس لا تعمل سوى في المياه الأوروبية، وهذا يعني أن المهاجرين سيكونون عرضة للقتل علي شواطئ مصر وليبيا؛ لذلك تحتاج الأمم المتحدة إلى المزيد من التمويل للتعامل مع اللاجئين السوريين في مصر.
فضلاً عن ذلك، يجب على الدول الأوروبية التي تعهدت باستقبال اللاجئين أن تبدأ في تنفيذ وعودها، اعترفت بريطانيا أنها استقبلت 26 لاجئ سوري فقط حتى الآن خلال العام الجاري، يحتاج الأوروبيون أيضًا أن يُنشئوا مراكز لطلب اللجوء في مصر وليبيا، إن الطريقة الوحيدة لمنع اللاجئين اليائسين من أن يخاطروا بحياتهم مع تجار عديمي الضمير هي توفير طريق قانوني آمن لأكبر عدد ممكن منهم نحو أوروبا.
المصدر: نيويورك تايمز