ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه مدارس الصحافة في المصالحة؟

ترجمة وتحرير: نون بوست
دعت لجنة الحقيقة والمصالحة مدارس الصحافة إلى المطالبة بتعليم تاريخ السكان الأصليين. كيف يتعلم الجيل الجديد من الصحفيين مواكبة الأخبار بطريقة مختلفة؟
تحملق أفراد من مجتمع الأمم الأولى في غول باي (كياشكي زاغينغ أنيشينابهك – كندا) في صمت حول النار، بينما كان أحد قادتها يردد صلاة شكر عذبة بلغة الأنيشينابيموين (أوجيبوي). وبعد مرور بعض الوقت، بدأ شيخان تقديم دروس حول التبغ للأطفال والضيوف. من وسط ذلك الحشد، نظرت في الجوار للتأكد من أن فريقي المؤلف من خمسة طلاب صحافة يراقبون المشهد بدقة. هل كانوا في الموضع الصحيح لتصوير المشاهد؟ ماذا عن الفريق الذي كان يسجل الصوت – هل كان قريبًا بما فيه الكفاية للحصول على صوت واضح؟
بعد برهة، بدأ شيخ في إعطاء حفنة صغيرة من التبغ لكل فرد من الحضور ليلقي بها في النار كجزء من طقوس الصلاة. وما راعني إلا أنه توجه إلى أحد طلبتي ومدّ يده. ترقبت ذلك وتساءلت في نفسي: “هل ستأخذها؟” في تلك اللحظة، أخذت الطالبة التبغ منه ثم رمته في ألسنة اللهب.
أحد شيوخ الأمم الأولى لوايتساند يوزع التبغ خلال طقوس أداء الصلاة في غول باي.
تدرّب الصحفيون في أمريكا الشمالية لأجيال عديدة على أن يكونوا صحفيين يقتصر عملهم على كتابة تقارير منفصلة ومطولة. ولكن الحفاظ على مسافة أمر ضروري لضمان “الموضوعية”، التي تعد أساسية في الصحافة التقليدية. كان مفهوم الموضوعية ما جعلني أحبس أنفاسي عندما رأيت طالبة تشارك بالفعل في القصة التي كان من المفترض أن تقدم تقريرا عنها.
بعد فترة طويلة من تلك التجربة، شرح لي أحد الشيوخ أن إشراك الطالبة كان يهدف إلى إظهار أن المجتمع يحترم هذه العلاقة ويفخر بها؛ أي أنها كانت طريقة ليظهروا لنا أنه مرحب بنا. كانت هذه إحدى اللحظات العديدة التي جعلتنا نفكر بشكل مختلف طيلة عملي على مشروع البحثي الذي كنت أترأسه حول تعليم الصحافة والمصالحة في جامعة كونكورديا.
تضمن المشروع السفر مع مجموعة من خمسة طلاب صحافة جامعيين لكاتبة قصة عن مجتمع السكان الأصليين في شمال أونتاريو. في وقت لاحق من المشروع، انضم طالب دراسات عليا إلى صفوفنا. كانت أول ثلاث رحلات إلى غول باي في خريف 2018. يقع هذا المجتمع على بعد حوالي 200 كيلومتر شمال خليج ثاندر، على الشواطئ الغربية لبحيرة نيبيجون. في البداية، كانت الفكرة تتمثل في عمل الطلاب على معرفة المزيد عن كيفية كتابة تقارير حول مجتمع الأمم الأولى من خلال التركيز على قصة إخبارية جيدة حول المبادرات التي تعنى بالمناخ.
من اليسار لوران بوشامب، فيرجيني آن، ماريسا رامنانان، لوكا كاروسو مورو، كاتلين توماس، في غول باي في 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
في نهاية المطاف، مددت مدة مشروعي البحثي إلى سنتين وذلك بهدف استكشاف نهج أبطأ وأكثر سياقية لتدريس طلاب الصحافة كيفية ممارسة مهنتهم في بيئة السكان الأصليين. كانت التجربة متواضعة، سواء بالنسبة لي أو لطلابي، حيث أدركنا كم كان علينا أن نتعلم.
قالت لورين بوشامب، أحد الطلاب الذين شاركوا في المشروع، إن “معظم ما تعلمته عن تاريخ السكان الأصليين وثقافتهم يعود إلى المدرسة الابتدائية. بالكاد قمنا بالتطرق لهذه المواد ذات الأهمية الحاسمة طوال سنوات دراستي، ولا داعي للقول إنني لم أذهب إلى محمية من قبل”.
في سنة 2015، أصدرت لجنة الحقيقة والمصالحة تقاريرها النهائية ونتائجها. وأدرج المفوضون في تقرير موجز قسما مخصصا لوسائط الإعلام والمصالحة، مشيرين إلى أن تغطية قضايا الشعوب الأصلية كانت تميل على مدى أجيال إلى تقديم تصوير عنصري وقوالب نمطية سلبية. كان التغيير بطيئًا وتطلب اتخاذ إجراءات على العديد من المستويات، بما في ذلك توظيف المزيد من المراسلين ومديري الأخبار وأستاذة الصحافة من السكان الأصليين.
يتطلب التغيير أيضًا قيام الصحفيين من غير السكان الأصليين بتثقيف أنفسهم، ليس فقط بشأن الأثر التراكمي للروايات الاستعمارية التي تسيطر على التغطية الإخبارية لأكثر من 125 عامًا، بل أيضًا من حيث التاريخ والثقافات المتنوعة لمجتمعات الأمم الأولى والميتي والإينويت. لإدارات الصحافة دور تؤديه، وذلك حسب ما ورد في الدعوة إلى العمل من قِبَل لجنة الحقيقة والمصالحة عدد 86.
أثناء تنظيم الرحلة الجماعية الأولى إلى غول باي، كان الطلاب متحمسين لمغادرة الصف لدينا في مونتريال والانغماس في إعداد تقارير ميدانية حقيقية. شرع كل عضو في الفريق في تنمية العقلية المناسبة للرد على دعوة العمل 86 بطريقة مجدية، خاصة أن النتيجة النهائية كان من المفترض أن تكون قصة إيجابية عن المبادرات التي تعنى بالمناخ. بما أننا قضينا المزيد من الوقت في استكشاف هذه الأرض والاستماع إلى الناس في هذا المجتمع، أدركنا أن إعداد التقارير عنهم لن يكون بهذه البساطة. كانت الأخبار السارة متجذرة في ألم عميق ودمار من الماضي.
كان المجتمع المحلي يبني شبكة كهربائية مصغرة تعمل بالطاقة الشمسية، وتستخدم مزيجًا من تخزين طاقة البطارية والألواح الشمسية من أجل الحد من اعتماده على الديزل. كان ذلك أول مشروع من نوعه في كندا، ومثالاً مثيراً للإعجاب عن الجهود المبذولة لإيجاد بدائل نظيفة للديزل في الشمال.
تم تركيب الألواح الشمسية الأولى في تشرين الأول/ أكتوبر 2018. تم تصميم الشبكة الدقيقة لتقليل استهلاك الديزل بحوالي 110000 لتر أو 25 بالمئة سنويًا.
بإذن من الرئيس والمجلس وأعضاء المجتمع، عملنا على توثيق قصة هذه المبادرة المناخية في غول باي. تضمن المشروع بناء علاقات بين الطلاب والأعضاء الرئيسيين في المجتمع، وأخذ وقتنا أثناء الإقامة في غول باي وعند عودتنا في صياغة القصة لتكون أكثر دقة وسياقية قدر الإمكان.
على مدار رحلاتنا لإعداد التقارير، وجدنا أنفسنا نتخلى عن طرق معينة في العمل الصحفي التي طالما اعتبرناها ممارسات صحفية عادية. في الواقع، تشكلت هذه الممارسات أيضًا خلال الاستعمار ونتيجة المنهج الفردي من أعلى إلى أسفل، على غرار حجز المقابلات في فترات زمنية قصيرة دون البقاء على اتصال مع المشاركين في المقابلة بعد تغطية قصصهم.
بعد زيارتنا الأمم الأولى في غول باي، وجدنا أنفسنا نتواصل مع بعض أعضاء المجتمع كل أسبوع تقريبًا أثناء تحرير المشروع، لجمع المزيد من الحيثيات والسياقات، ومواصلة التحقق من الحقائق. لقد حافظنا على العلاقة معهم بعد الانتهاء من جميع رحلات إعداد التقارير، وهو أمر لا يحدث كثيرًا في غرفة الأخبار المعتادة حيث أن انتشار المراسلة السبقية نادر.
من أجل الحفاظ على ميزانية صغيرة وضمان التنقل، أجريت المقابلات والتقطت الصور والفيديوهات باستخدام الهواتف الذكية وكاميرات جو برو وعدد قليل من الكاميرات الرقمية ذات عدسة أحادية عاكسة (دي إس إل أر). تلقى طلاب الصحافة تدريبات على أدوات وتقنيات صحافة الهاتف المحمول و”التقارير الموجهة نحو الحلول” من أجل مشاركة قصة الأمم الأولى في غول باي بمسؤولية، والحفاظ على تاريخ التمثيل السلبي لقضايا السكان الأصليين في صدارة عقولنا. وقع الاختيار على المبادرة المناخية في غول باي على وجه التحديد على أمل أن يجذب هذا الموضوع جمهورا أوسع.
مساعدو البحوث الطلابيان لوكا كاروسو مورو وماريسا رامنانان يجريان مقابلة مع مديرة توليد الطاقة في أونتاريو روزالي أهلان، في موقع بناء الشبكة المصغرة في تشرين الأول/ أكتوبر 2018. البروفيسورة أفروديت سالاس ومساعد البحوث الطلابية فيرجيني آن تعملان على تصوير المقابلة بواسطة هاتف ذكي.
كان بناء الشبكة الدقيقة هو ما دفعنا إلى المجيء إلى غول باي، لكن القصة التي شاركناها كانت متعددة الطبقات ومتجذرة في الاستعمار والعنصرية البيئية. ما بين1918 و1950، بنيت العديد من السدود المائية على نهر نيبيجون، أقربها في باين بورتج على بعد 90 كيلومترًا جنوب شرق المحمية. وقد أدى بناء سد شلالات كاميرون وحده إلى رفع مستويات المياه في النهر بمقدار 23 مترًا. بين سد شلالات كاميرون وسد ألكسندر وسد باين بورتج وأوجوكي، كان التأثير على غول باي كارثيًا حيث غمرت الأراضي والمباني بشكل متكرر في جميع أنحاء المحمية لسنوات.
بناء سد شلالات كاميرون بين سنتي 1918 و1920.
تآكل الخط الساحلي المجاور لغول باي بأكثر من 60 مترًا. تفككت مقابر الدفن التي كانت قريبة من المياه، وكانت التوابيت تتحلل في البحيرة لأسابيع. أمضى سكان المنطقة أشهرًا في استعادة وإعادة دفن رفات أصدقائهم وأحبائهم. لم يتم إخطارهم بأشغال البناء أو تحذيرهم من آثارها، ليكتشفوا بعد سنوات فقط أن الضرر نجم عن بناء العديد من السدود الكهرومائية التي تديرها سلطة الطاقة في أونتاريو.
نقلت المقابر إلى هذه المنطقة المحاطة بالأشجار غرب غول باي.
تتطلب منا عملية بناء الثقة مع أفراد المجتمع في هذا السياق استخدام توجيهات مختلفة عما يتم تدريسه عادة في كلية الصحافة. لا يعد التعرف على شخص ما أو تناول الشاي معه قبل المقابلة أمرًا نموذجيًا، ولكن في غول باي تعلمنا أنه إذا أردنا مشاركة هذه القصة، فسيتعين علينا القيام بالأمور بشكل مختلف. تعلمنا هذه الدروس في وقت مبكر وطبقناها طوال مدة المشروع.
توفر السدود الكهرومائية الطاقة لحوالي 290 ألف منزل في أونتاريو، بينما لا ينتفع مجتمع غول باي الصغير بها، حيث يعيش حوالي 300 شخص فقط. لم يكن ربطهم بالشبكة الإقليمية ممكنًا اقتصاديًا، وفقًا لمشغل نظام الكهرباء المستقل في أونتاريو.
طوال عقود، اضطر هذا المجتمع إلى مد المنازل والمباني بالطاقة الكهربائية باستخدام مولدات الديزل، رغم الآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية السلبية المترتبة عن ذلك. تضمنت هذا الآثار زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، والضجيج الصاخب والمزعج للمولدات التي تعمل على مدار الساعة، والتهديد المستمر بتسرب الوقود إلى التربة والمياه الجوفية.
مولدات الديزل على الطريق الرئيسي في غول باي، يصدر منها ضجيج صاخب في أي وقت.
قدمت شركة أونتوريو باور جينيرايشن اعتذارًا رسميًا لشعب الأمم الأولى في غول باي في سنة 2014 عن الأضرار التي تسببت فيها المشاريع التي قام بها سلفها المؤسسي، لجنة الطاقة الكهرومائية في أونتاريو. تضمن الاعتذار خططًا لشراكة تاريخية بين هذا المجتمع وشركة أونتوريو باور جينيرايشن، تركز على بناء مصدر طاقة نظيفة، وأدت في النهاية إلى استكمال بناء الشبكة الدقيقة في سنة 2019.
نصب تذكاري مواجه للشاطئ، بالقرب من مكان وجود المقبرة الأصلية.
عند إغلاق مولدات الديزل في آب/ أغسطس 2019 لأول مرة منذ ما يقرب من 60 عامًا، خلال التدشين الرسمي للشبكة الكهربائية الصغيرة، ساد الهدوء فجأة. بعد دقائق، ظهرت ستة نسور تحلق في شكل دائري. قال منسق مشاريع الطاقة ماشكاويزيوين آج إسكيغا إنه “فأل خير، يمكنك أن ترى أن الطيور تشكرنا بالفعل”.
نسر يحلق في الأجواء بعد لحظات من إيقاف تشغيل مولدات الديزل.
تستخدم الشبكة الصغيرة المجتمعية أكثر من 1000 لوحة شمسية، وأكثر من 80 وحدة بطارية وتكنولوجيا تحكم مؤتمتة لتعويض استهلاك الديزل على مدار العام. عندما تشرق الشمس، يمكن للمجتمع استخدام الطاقة الشمسية لجميع احتياجاته. إذا تحركت السحب، ينشط نظام البطارية على الفور من أجل تلبية الطلب دون تقلب في العرض.
تعود ملكية الشبكة الصغيرة لمجتمع غول باي، وليس إلى المرافق الإقليمية، وستقوم شركة التطوير التابعة لها “شركة ماينجان للتنمية”، بتشغيلها وصيانتها. وقد ذكّرنا قائدها ويلفريد كينغ بأن المصالحة تشمل أيضًا المصالحة الاقتصادية وتوفير فرصة تخليص المجتمع من الفقر.
بناء شبكة تخزين الطاقة الشمسية الصغيرة “ديزيز إنرجي” على أرض بحجم ملعب كرة قدم.
في نهاية المطاف، اشتمل مشروع صحافة كونكورديا على ستة طلاب ومئات الساعات من الكتابة والتحرير. وكانت النتيجة مشروعًا متعدد الوسائط بعنوان “من الشاطئ إلى السماء: قصة مصالحة”، بالتعاون مع أفراد من مجتمع غول باي، والطلاب، ومحطة “سي تي في مونريال” كشريك إعلامي.
كان علينا طوال المشروع تخصيص لحظات للتدقيق في ممارستنا في سياق إعداد التقارير في مجتمعات الأمم الأولى. في حالة واحدة، أتذكر أن أحد الطلاب كان قلقا بشأن عرض التبغ والماء على بعض من قابلناهم. في الكلية، تم تعليمه عدم دفع المال للمصدر. ويتعارض تقديم “الهدايا” مع كل ما تعلمه حتى الآن. ومع ذلك، لم يكن تبادل السلع هدية، بل كان عرض التبغ مناسبًا، حيث كنا نطلب المساعدة لفهم قصص المجتمع ومشاركتها.
يشير قبول العرض بدوره إلى الرغبة في مساعدتنا من خلال تبادل المعرفة والمنظور. كان من المهم أيضًا أن نستوعب أننا كنا نشارك هذه القصة ولا نرويها، لأن القصة نفسها لم تكن حولنا حتى نضطلع بروايها. مثلت التجربة العامة فرصة مفيدة لي، بصفتي أستاذة في مجال الصحافة من غير السكان الأصليين، لتغيير تصوري وفهمي للتربية الصحفية من خلال دعوة العمل عدد 86.
الطالبة المساعدة في البحوث فيرجيني آن تجري مقابلة مع فرد من مجتمع غول باي، ستانلي كينغ في تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
يجب أن تعمل مدارس الصحافة بشكل أفضل عندما يتعلق الأمر بالتدريب والتعليم في قضايا السكان الأصليين، التي تم التغاضي عنها لفترة طويلة. عندما صدر التقرير النهائي للجنة الحقيقة والمصالحة قبل خمس سنوات، كان عدد قليل جدًا من المدارس يتضمن تعليمات متعمقة حول شؤون السكان الأصليين. ومنذ ذلك الحين، أدخلت المزيد من المدارس دورات تهدف إلى إنهاء النظرة الاستعمارية في تعليم الصحافة، وطورت مشاريع مبتكرة ذات أحجام ونطاقات مختلفة، بما في ذلك العديد من المدارس التي تجري رحلات ميدانية للطلاب إلى مجتمعات السكان الأصليين.
حسب لجنة الحقيقة والمصالحة فإن المصالحة هي “عملية الحقيقة والشفاء” وتجديد “العلاقات على أساس الشمول والتفاهم المتبادل والاحترام”. تعد دعوة العمل عدد 86 فرصة لأساتذة الصحافة لاستكشاف كيفية تركيز التدريس والتعلم على بناء الثقة والشراكات الدائمة مع مجتمعات السكان الأصليين.
حيال هذا الشأن، قال لوكا كاروسو مورو، طالب من كونكورديا، إن هذا هو بالضبط المكان الذي يجب يذهب المرء إليه ليتعلم الصحافة، مضيفا: “قبل الرحلة، لم أكن على دراية بمدى تهميش مجتمعات السكان الأصليين عندما يتعلق الأمر بخطة الطاقة الإقليمية، التي لم يقع تضمينها إلا عندما كانت الحكومة بحاجة إلى مياههم أو أراضيهم. يجب تشجيع الطلاب على الانفتاح بشكل أكبر، وإدماج أنفسهم في المجتمعات، والانخراط في قضايا السكان الأصليين. لقد كانت تجربة تعليمية عميقة في التراحم والاحترام”.
المصدر: بوليسي أوبشنز