ترجمة وتحرير نون بوست
من الصعب أن تكون طالب صحافة في أثناء جائحة كورونا، فالعديد من الجامعات تطلب من الطلاب إتمام كمية معينة من الخبرات العملية من أجل التخرج، ولسوء الحظ تم إلغاء معظم الفرص أو تأجيلها حتى عام 2021.
لذا فالآن ليس أفضل وقت للمحاولة ووضع أقدامك على أول الطريق وبالتأكيد ليس للطلاب الجامعيين، يهدف أحد المشاريع “Empoword Journalism” إلى مساعدة الشابات الصحفيات إلى التواصل وبدء حياتهن المهنية حتى في تلك الظروف الأقل من المثالية.
استضاف المشروع ورشة صحافة إقليمية منحت مجموعة من الصحفيات الفرصة لتقديم خبراتهن ونصائحهن لجميع الصحفيين الشباب، مع الحديث عن مستقبل الصحافة الإقليمية.
تقول إيما ميسي مديرة شبكة أخبار المجتمع المستقلة وصاحبة الـ30 عامًا من الخبرة في المجال: “أفضل مكان تبدأ فيه تدريبك صحيفة محلية، أو ربما محطة إذاعة مجتمعية، ففي الظروف العادية تعد وسائل الإعلام المحلية مكانًا عظيمًا لتطوير المهارات الصحفية الأساسية”.
يعد العمل عن بُعد شائعًا في العديد من المناطق الصحفية خاصة في الصحافة الحرة
المغزى من ذلك أنه لا شيء أفضل من خبرة العالم الحقيقي، استغل أي فرصة تحصل عليها لزيادة سجل اتصالاتك والأهم من ذلك اكتساب الخبرة من قصص المجتمع الأصلية.
لجهات الاتصال أهمية خاصة، فإذا تحدث أحدهم إليك مرة فهناك فرصة بأن يرغب في تكرار الأمر مرة أخرى من أجل قصة مختلفة في المستقبل، الدرس الذي نتعلمه هنا: لا تحذف أي رقم هاتف من سجل اتصالاتك.
اطلب أداء تجربة عمل افتراضية
كما قلنا سابقًا لم يعد الأمر بتلك السهولة الآن، لذا ماذا ستفعل إذا لم يكن باستطاعتك الحضور بشكل مادي في غرف الأخبار؟ يمكنك دائمًا أن تقدم نفسك من خلال طرق افتراضية، سواء عن طريق الهاتف أم البريد الإلكتروني أم من خلال الرسائل الخاصة على حسابات التواصل الاجتماعي إذا كانت لديك الفرصة لفعل ذلك.
تسمح بعض الجامعات بالعمل الافتراضي للتقييم كخبرة عمل الآن، وفي هذه الأيام نمتلك جميعًا الأدوات التي تمكننا من القيام بذلك، في الحقيقة يعد العمل عن بُعد شائعًا في العديد من المناطق الصحفية خاصة في الصحافة الحرة.
قد يبدو الأمر غير مألوف، لكن من الممكن إجراء الاجتماعات التحريرية عبر برامج محادثات الفيديو مثل “Skype”، ويستطيع المحررون نقل المعلومات لمنح الطلاب الخبرة العملية من خلال قنوات الرسائل الفورية، والآن تحاول الكثير من غرف الأخبار استخدام الإمكانات القليلة المتاحة حاليًّا، وبعضهم يتجه إلى هذه الفكرة.
تقول لورا كولينز محررة صحيفة “Yorkshire Evening Post”: “في حالة الإغلاق سيكون الوضع صعبًا بالنسبة للعمل اليومي من حيث التخطيط والتنفيذ”، لكن كولينز منفتحة الآن لتقديم خبرات للعمل عن بعد وتأمل أن يفعل الآخرون في صناعة الصحافة الأمر ذاته.
سد الثغرات في غرفة الأخبار
تذكر أن غرفة الأخبار أصبحت مطولة الآن في ذلك الوقت، وربما لا تعمل بكامل طاقتها، يمكنك أن تحضر الأحداث الافتراضية نيابة عنهم أو تقدم تحديثات إخبارية قصيرة من أجل موقعهم، بادر بالقيام بما لا يستطيعون القيام به في الوقت الحاليّ، فكل ما تفعله الآن لصالح ملفك الشخصي وكل الخبرات التي ستكتسبها تعد مهمة وفي صالحك.
كل ما تحتاجه هو هاتفك
كن نشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، انشر عملك وإنجازاتك وشارك المقالات التي تهتم بها وتابع الأشخاص الملهمين لك، فعندما يرى الناشرون والكتاب حسابك الخاص يجب أن يشاهدوا دافعك وعاطفتك وفضولك.
تقول آني لويس صحفية قديمة في “Portsmouth News”: “لقد علمتنا الثلاثة أشهر الأخيرة أن كل ما نحتاجه هو هاتفنا”، أشارت لويس إلى أن منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر ولينكدان طريقة عظيمة للتواصل مع مختلف الأشخاص، استخدم هذا الوقت وهذه المنصات للوصول إلى الصحفيين أو المصادر المحتملة، ومن الحكمة وجود قصص جاهزة للعمل عليها.
قد تبدو الجملة مبتذلة لكن “الشباب هم المستقبل”، إذا كانت غرف الأخبار ذكية فسوف يبحثون عن أصوات شابة لتحكي قصصهم ومواكبة عالم الصحافة المتغير باستمرار، لذا تقديم نفسك إليهم وتعريفهم بك ليس أمرًا سيئًا.
تقول فاي جيسيكا محررة في صحيفة “Living North”: “لقد اكتشفت وسائل الإعلام أهمية الشباب في مجال الصحافة، وهذا ما يشجعني حقًا”.
إذا فشلت كل الطرق، افعلها بنفسك
إذًا، ما الذي يمكنك أن تفعله إذا لم تستطع وسائل الإعلام المحلية أن توفر لك الخبرة عن بعد، أو إذا لم يكن هناك وسائل إعلام محلية؟ اصنع وسيلة الإعلام الخاصة بك وكن استباقيًا، ليس هناك ما أهو أسهل أو أرخص من بدء تسجيلات صوتية “بودكاست” أو إنشاء مدونة أو حتى كتابة رسائل إخبارية وأنت في سريرك، افعل أي شيء لملء الفراغات في سيرتك الذاتية.
تقول كولينز إنها – كمحررة – كانت تنظر دائمًا إلى مدونات المرشحين المتقدمين لعمل ما، لأن ذلك ينقل الحماس والشغف للوظيفة.
بالنسبة للصحفيين الذين بدأوا عملهم للتو، من المرعب التفكير في دخول صناعة الصحافة في أي وقت ناهيك بالوقت الحاليّ، لكن بينما تحاول الصناعة التكيف مع ضغوط الجائحة، فالأمر يستحق التفكير بشأن كيفية تكيفنا أيضًا، وكيف نستخدم هذا الوقت لنصبح النسخة الأفضل من أنفسنا.
المصدر: جورناليزم