يعد الدوري المصري الممتاز لكرة القدم أحد أهم وأقوى وأقدم البطولات الكروية في الشرق الأوسط وإفريقيا، كما أنه الأكثر شعبية على المستوى الداخلي، إذ يعشق ملايين المصريين هذه اللعبة دون غيرها، ويطلقون عليها لقب “الساحرة المستديرة” لتأثيرها القوي ومكانتها الكبيرة في قلوب عشاقها.
ومنذ انطلاق النسخة الأولى لهذه البطولة عام 1948 حقق عشرات اللاعبين العديد من الإنجازات، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، ما بين بطولات وجوائز وأوسمة، يتساوى في ذلك أركان اللعبة جميعهم، اللاعبون والمدربون والمديرون الفنيون، لكن يبقى الهدافون هم الأكثر حضورًا والأعلى شعبية.
وعلى مدار مايزيد عن ثمانين عامًا هو عمر الإيجيبشين ليج حقق 9 لاعبون فقط الإنجاز الأكبر وهو الدخول إلى نادي المائة، أي اللاعبون الذين أحرزوا مائة هدف أو يزيد خلال مسيرتهم الكروية، مع أنديتهم المحلية أو المنتخب الوطني، لتسجل أسمائهم بأحرف من نور في سجلات الرياضة المصرية عمومًا وكرة القدم على وجه التحديد.
وقبل أيام قليلة انضم اللاعب عبدالله السعيد، صانع ألعاب نادي “بيراميدز” إلى نادي الـ 100 بعد إحرازه الهدف المائة في شباك نادي “الاتحاد” السكندري، في المباراة التي جمعتهم، الخميس 6 أغسطس/آب الجاري، ضمن منافسات الجولة الـ13 من بطولة الدوري المحلي.
وبانضمام السعيد تصبح قائمة نادي المائة 9 لاعبين، يعتلي صدارتهم حسن الشاذلي برصيد 173 هدفًا، يليه العميد حسام حسن بـ 168 هدفًا، ثم السيد الضظوي ثالثًا بـ 127 هدفًا، ومصطفى رياض بـ 122، ومحمود الخطيب 109، ثم أحمد الكاس 107 هدفًا، ومحمد أبوتريكة بـ 106 هدفًا، وجمال عبدالحميد صاحب الـ 101 هدفًا.
السعيد.. آخر المنضمين للنادي
“من جاور السعيد يسعد”.. هكذا كان يلقب المعلقون لاعب بيراميدز والمنتخب القومي، إذ يمتلك كوكتيل من المهارات الكروية الدسمة، التي تحول الملعب إلى لوحة فنية رائعة، عبر لمسات حريرية وتمريرات دقيقة، فضلًا عن أهدافه الجميلة التي أحرز معظمها عبر تسديدات صاروخية.
خلال مباراته الأخيرة أمام طنطا أول أمس أحرز السعيد البالغ من العمر 35 عامًا 3 أهداف (هاتريك) ليرتفع رصيده إلى 107 هدف متساويًا مع أحمد الكأس ومتفوقًا على النجم محمد أبو تريكة، ليواصل مسيرة تألقه وتوهجه الكروي بعدما بات أحد أبرز اللاعبين في الدوري المصري.
بدأ السعيد مشواره الكروي مع النادي الإسماعيلي، حيث شهدت تلك الفترة ميلاده الكروي، خاض خلالها 144 مباراة، سجل فيها 34 هدفًا، إضافة إلى صناعة 16 هدفًا، وهو ما وضعه تحت ميكروسكوب أندية القمة، الأهلي والزمالك، حيث تنافسا للحصول على خدماته بعد المستوى اللائق الذي ظهر به مع الدراويش.
اختار اللاعب القلعة الحمراء “الأهلي” محطة جديدة له بعد الإسماعيلي، وهناك بدأ التوهج الكروي، حيث شارك مع الأهلي 227 مباراة، استطاع خلالهم إحراز 67 هدفًا، بالإضافة إلى تمكنه من صناعة 54 هدفًا، ليجد الطريق ممهدًا إلى صفوف المنتخب، وهو الحلم الذي طالما كان يراوده.
خاض بعض التجارب الاحترافية غير الموفقة منها الانتقال إلى نادي “كوبس” الفنلندي، حيث شارك في 7 مباريات دون تسجيل أي أهداف، لينتقل بعدها إلى الدوري السعودي، حيث نادي “أهلي جدة” بعد وساطة من تركي آل الشيخ الذي كان يتولى وقتها رئيس الهيئة العامة للرياضة، خاض خلالها 14 مباراة وأحرز هدفين.
ثم كانت المحطة الحالية في نادي “بيراميدز” بدعم أيضًا من آل الشيخ، وبعد أن وصل الخلاف بينه وبين الأهلي إلى طريق صعب، حيث انتقل في يناير 2019 ولعب مع ناديه الجديد 31 مباراة في الدوري المحلي سجل خلالها 17 هدفًا، ليصبح أحدث المنضمين إلى نادي الـ100.
الخطيب.. بيبو الكرة
ويأتي اللاعب الأشهر في تاريخ كرة القدم المصرية، محمود الخطيب الملقب بـ “بيبو” على رأس تلك القائمة، والذي بدأ مشواره الكروي مع أحد الأندية المغمورة “نادي النصر” قبل أن ينتقل إلى القلعة الحمراء، والتي شهدت أزهى عصوره وصنعت له مجده وتاريخه حتى صار رئيسًا للنادي الأكثر حصولا على البطولات في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا.
لعب الخطيب المولود في محافظة الدقهلية عام 1954 مع الأهلي وهو في سن الـ 16 عامًا، حيث بدأ في فريق تحت 18 عامًا قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول والذي لعب فيه قرابة 17 عامًا كاملة، سجل خلالها 108 هدفًا في 199 مباراة خاضها.
وخلال مسيرته الكروية الطويلة حقق بيبو العديد من الألقاب، حيث فاز بعشر ألقاب دوري و5 كؤوس مصرية، كما سجل رقمًا قياسيًا في عدد الأهداف المسجلة في أقل عدد من المباريات، إذ سجل 37 هدفًا في 49 مباراة، وهو رقم قياسي لم يتم تجاوزه حتى الآن.
على المستوى القاري حصل اللاعب على بطولة كأس أفريقيا للأندية البطلة عامي 1982 و1987، وكأس الكؤوس الأفريقية في أعوام 1984، 1985 و1986، أما دوليًا فشارك مع منتخب بلاده عام 1974 وفي الألعاب الأولمبية لعام 1980 و1984.
وحصل رئيس النادي الأهلي الحالي على العديد من الجوائز منها أفضل لاعب أفريقي عام 1983 من مجلة فرانس فوتبول، بالإضافة إلى لقب هداف الدوري المصري موسمي 1977-78 و1980-81، ليبقى واحدًا من عظماء كرة القدم في القارة الإفريقية بأسرها.
أبو تريكة.. أمير القلوب
ومن أشهر المنضمين لنادي الـ100، اللاعب محمد محمد أبو تريكة، أمير القلوب كما يلقبه جماهيرة الكرة في مصر، بدأ حياته الكروية في نادي الترسانة، حيث أظهر براعة في الأداء دفعت مسؤولي النادي الأهلي للسعي للتعاقد معه، وهي الصفقة التي كانت محل جدل وقتها، كون اللاعب لم يكن معروفا للعامة في هذا الوقت.
ومع أول مباراة له بقميص الأهلي نجح اللاعب في كسب ثقة الجماهير التي هتفت له كثيرًا، ليضع أبو تريكة أول أقدامه على طريق الشهرة والنجومية، ليتحول بعدها إلى أحد أساطير كرة القدم في مصر والعالم، فضلا عما حصل عليه من حب الجماهير من كافة الأطياف، داخل بلاده وخارجها.
حقق تريكة مع الأهلي عشرات البطولات، أبرزها برونزية كأس العالم للأندية عام 2006 حيث حقق لقب هدّاف البطولة وقتها، بالإضافة إلى 5 بطولات دوري أبطال أفريقيا أعوام: 2005، 2006، 2008، 2012، 2013، و4 كأس السوبر الأفريقي، كما أحرز أيضًا 7 بطولات دوري و3 كؤوس و4 كؤوس سوبر محلية مع النادي الأهلي.
خاض تجربة احترافية قصيرة في عام 2012 حيث انتقل إلى نادي “بني ياس” الإماراتي ولم يكمل فيه أكثر من عام واحد ثم عاد إلى بيته المصري عام 2013 ليحرز بطولة أبطال إفريقيا في هذا العام، للمرة الخامسة له مع الأهلي، وبعد انتهاء البطولة أعلن أن بطولة كأس العالم للأندية ستكون آخر المطاف في عالم كرة القدم.
حصل أبو تريكة على العديد من الجوائز المحلية والقارية، منها جائزة الكاف لأفضل لاعب أفريقي داخل القارة 4 مرات وهو صاحب الرقم القياسي لها، كما أنه يعد الهداف التاريخي لدوري أبطال أفريقيا برصيد 33 هدفًا، وكذلك يعد الهداف التاريخي لديربي القاهرة (مباراة القمة) برصيد 13 هدفًا.
أعلن اعتزاله اللعب رسميًا في ديسمبر 2013 وبعدها بقليل انتقل للعمل كمحلل رياضي في قنوات بي إن سبورتس منذ فترة كأس العالم 2014 وحتى الآن، ليحقق نجاحًا كبيرًا في مجال التحليل لا يقل عما حققه داخل المستطيل الأخضر على مدار السنوات الطويلة التي قضاها لاعبًا.
حسام حسن.. عميد الكرة المصرية
ثم يأتي عميد لاعبي العالم، اللاعب حسام حسن، كأحد الوجوه البارزة في مسيرة الكرة المصرية، فهو أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف مع منتخب بلاده برصيد 83 هدف منها 18 هدف بمباريات ودية وهو بذلك من أصحاب أعلى سجل تهديفى دولي في القارة السمراء، والخامس عشر في تاريخ اللعبة والثاني في أفريقيا، كما أحرز طيلة مشاركاته 168 هدفًا.
كما يعد اللاعب المولود في 1966 ثاني أكثر لاعبي منتخب مصر والدول الأفريقية مشاركة في المباريات الدولية برصيد 170 مباراة وحصل على قلب عميد لاعبي العالم، وقد أختير ضمن قائمة شملت أفضل 1000 لاعب شاركوا في بطولة كأس العالم على مر التاريخ وذلك بعد مشاركته الفعالة في كأس العالم 1990 بإيطاليا.
ومن مشاهير نادي المائة المصري اللاعب جمال عبدالحميد، صاحب الرأس الذهبية كما يلقبه الجماهير، أحد أبرز اللاعبين الذين لعبوا للقطبين في نفس الوقت، الأهلي الزمالك في الثمانينات وأوائل التسعينات، شارك مع منتخب مصر في كأس العالم 1990 في إيطاليا، وأعلن اعتزاله رسميًا عام 1993 إثر تعرضه لإصابة في أربطة الركبة.
هناك أيضًا اللاعب أحمد الكأس، الذي لعب للأوليمبي والاتحاد السكندري ثم اختتم مشواره في الزمالك، سجل طيلة مشواره الكروي 107 هدف، وشارك مع المنتخب المصري في كأس العالم 1990 بإيطاليا، وأحرز خمسة أهداف مع نادي الزمالك خلال مشاركاته الأفريقية المختلفة، ويعرف عنه دماثة الخلق وحب الجماهير له.
ومن أشهر هدافي البطولة المصرية لاعب نادي الترسانة الشهير حسن الشاذلي، الذي فاز بلقب هداف الدوري المصري الممتاز 4 مرات، كما حقق رقم قياسي حين سجل 34 هدفًا خلال موسم واحد فقط 1974-1975، وسجل مع منتخب بلاده 6 أهداف خلال كأس أمم إفريقيا عام 1963، وتوفي في 20 إبريل 2015.
وتُختتم القائمة بأحد أعلام نادي المصري البورسعيدي، اللاعب محمد التابعي الشهير بـ “السيد الضظوي”، حيث فاز ببطولة دوري منطقة القناة 6 مرات متتالية منذ عام 1943 وحتى 1948 كما وصل لنهائي كأس مصر مع المصري أعوام 1945 و1947 و1954.
انتقل بعد ذلك للنادي الأهلي، ليحقق بالقميص الأحمر بطولة الدوري الممتاز 4 مرات، كما فاز بكأس مصر مرتين في عامي 1958 و1961، وقد حصل على لقب هداف البطولة المحلية أربع مرات، ثلاثة مع المصري ومرة مع الأهلي وأحرز 112 هدفًا في مسيرته مع الناديين منهم 89 هدفًا مع المصري.