ترجمة وتحرير: نون بوست
يعكف عناصر حزب الله اللبناني المدعومين من الملالي في إيران، على التخطيط جنبا إلى جنب مع جنرالات فنزويلا والمتمردين الكولومبيين وتجار المخدرات، لإغراق الأراضي الأمريكية وتنفيذ هجمات 11 أيلول/ سبتمبر جديدة.
هذه الفكرة تبدو مثل سيناريو لأحد أفلام هوليوود، ولكنها صدرت من أعلى المستويات السياسية والقضائية في واشنطن.
وفي محاولة لتوسيع نطاق “محور الشر” من الشرق الأوسط وعبر المحيط الأطلسي، أعيد طرح العبارة المثيرة للجدل “إرهاب المخدرات”، التي تستخدم كسلاح ذو حدين، باعتبار أنها تحول مهربي الكوكايين إلى إرهابيين، والمجموعات المصنفة إرهابية إلى مجرد عصابات إجرامية.
ويستهدف الادعاء العام الأمريكي النائب السابق للبرلمان الفنزويلي عادل الزبيار، الذي وجهت له في أيار/ مايو الماضي تهمة المشاركة في مؤامرة إرهاب مخدرات، إلى جانب تهريب المخدرات وتهم أخرى عديدة متعلقة بالسلاح.
هذا السياسي البالغ من العمر 56 عاما، تصفه واشنطن بأنه عضو ناشط في عصابة “كارتل الشمس”، وهي مجموعة من المهربين التي تغلغلت في أعلى دوائر الجيش والسلطة التشريعية والقضائية في فنزويلا. وهو متهم بالسفر إلى الشرق الأوسط لشراء أسلحة وتجنيد عناصر من حزب الله وحماس، تم تدريبهم في فنزويلا لتنفيذ هجمات إرهابية على الأراضي الأمريكية.
وقد جاءت ردة فعل عادل الزبيار غريبة بعد هذا الاتهام، حيث أن هذا الرجل الذي يترأس الاتحاد الفنزويلي للجمعيات العربية، والذي ينحدر من أصول سورية، كتب على تويتر بعد إبلاغه بهذه الاتهامات: “إنه لشرف أن يقوم أعظم أعداء بلدي فنزويلا وبلد أجدادي سوريا باختلاق هذه التهم.”
هذه الاتهامات الموجهة له مبنية بالأساس على شهادات مجهولة لعميل في إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، يدعي أنه سمع السياسي الفنزويلي كابيو روندون وهو يأمر الزبيار بالسفر إلى سوريا وفلسطين للحصول على السلاح وتجنيد عناصر من حزب الله وحماس.
كما يدعي هذا العميل أنه شاهد روندون يشير إلى شاحنتين مملوئتين بالبنادق وقاذفات أر بي جي، ويقول أنها مخصصة للقوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) في مقابل “الحلوى” التي قاموا بتقديمها. يشار إلى أن منظمة فارك مصنفة في قوائم الإرهاب لدى الولايات المتحدة، وهي تقاتل منذ وقت طويل للإطاحة بالحكومة الكولومبية، إلا أنها انخرطت في مفاوضات السلام في 2016 وانتهى وجودها في 2017، ولم يتبقى منها إلا فصيل صغير يواصل القتال، أما كلمة “حلوى” المشار إليها فهي تعني في تلك الثقافة مادة الكوكايين.
نيكولاس مادورو ووزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزير الخارجية الكوبي برونو إدواردو رودريغيز باريا، في دمشق في 2011.
إلا أن الدليل على أن عادل الزبيار هو حلقة الوصل بين عمليات شراء السلاح والتجنيد، هو أمر قد يوصف في أفضل الأحوال بأنه غير ثابت. إذ أن هنالك صورة له رفقة الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز في زيارة رسمية إلى الرئيس السوري بشار الأسد في 2009. أما الاتهامات بكونه حارب في سوريا فهي تستند إلى صورتين له رفقة أعضاء في ميليشيا تابعة لبشار الأسد في 2014. وكلتا الصورتين قام الزبيار نفسه بنشرهما على شبكات التواصل الاجتماعي. كما يشير نص الاتهام الأمريكي إلى أن الزبيار ظهر في مناسبتين على قناة المنار اللبنانية التي توصف بأنها “ذراع البروباغندا الإرهابية لحزب الله”.
كما لم يقدم الأمريكيون أي أدلة من أي نوع حول مزاعم قيامه بتجنيد وتدريب مقاتلين، ناهيك عن تخطيطه لتنفيذ هجمات إرهابية.
الملاذ الآمن لحزب الله
منذ عملية التفجير التي ضربت مركزا يهوديا في بوينس أيرس في العام 1994، والتي لم يتم كشف ملابساتها حتى الآن رغم أن الاتهامات بشأنها وجهت إلى طهران وحزب الله، تمت في عدة مناسبات الإشارة إلى تزايد الخطر الإيراني في أمريكا الجنوبية بما في ذلك فنزويلا. إذ أن المنظمة اللبنانية اتهمت بالسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي، والإشراف على عمليات تهريب مخدرات وتنقيب على الذهب. وبحسب منتقدي الحزب، فإن جزيرة مارغريتا الفنزويلية هي الملاذ الآمن لحزب الله، وقد أدى ذلك لتحويل فنزويلا إلى مركز للإرهاب الدولي.
وحذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال العام الماضي من أن “الناس لا يدركون أن حزب الله لديه خلايا نشطة وأن الإيرانيين يؤثرون على الناس في فنزويلا وكامل أمريكا الجنوبية. ونحن من واجبنا القضاء على هذا الخطر الذي يهدد أمريكا.”
إلا أن الخبراء يشككون في هذه الاتهامات، حيث أن فيل غانسون، كبير محللي شؤون أمريكا اللاتينية في مجموعة الأزمات الدولية، والمراسل السابق لعديد الصحف مثل الغارديان والإيكونوميست يقول: “لقد كنا دائما نشكك من هذه الادعاءات. وأنا عشت في فنزويلا لمدة عشرين عاما، وقد شاهدت كل شيء منذ البداية، القصص حول معسكرات تدريب الإرهابيين، ومناجم اليورانيوم التي تديرها إيران، والحضور العسكري لحزب الله في فنزويلا، ولكن أغلب هذه القصص تبين في النهاية أنها لا أساس لها من الصحة. وأقل ما يمكن قوله في هذا الصدد هو أنها تفتقر إلى أدلة تدعمها.”
وأقر غانسون بأن هنالك روابط قوية نسبيا بين إيران وسوريا وحكومة نيكولاس مادورو. إذ أن هذا الثلاثي أصبح منبوذا على الساحة الدولية بحكم العقوبات الأمريكية، وهو ما أحدث تقاربا طبيعيا فيما بينه. وفي أيار/ مايو الماضي أرسلت إيران خمس حاملات نفط على متنها 1.5 مليون برميل من البنزين إلى فنزويلا. وفي تموز/ يوليو تم فتح مركز تجاري إيراني في العاصمة كاراكاس.
أما في عهد الرئيس الراحل شافيز فقد تم توقيع حوالي 300 اتفاق مع إيران، رغم أن البعض منها فقط تم تنفيذه.
ويقول غانسون: “بعض الأفراد في الحكومة، وأيضا في صفوف الشعب، يبدو أنهم على علاقة بحزب الله الذي كان له حضور منذ وقت طويل داخل الجالية العربية في فنزويلا. ولكن هذا في حد ذاته لا يعني وجود روابط إرهابية.”
كما أن كريستن مارتينيز غوجرلي، العضوة في منظمة “مكتب واشنطن لأمريكا اللاتينية”، تتفق مع هذا الرأي وتقول في اتصال مع ميدل إيست آي: “إن فنزويلا لديها تاريخ طويل من العلاقات مع إيران والتعاطف مع حزب الله، يعود إلى سنوات التسعينات. ولكن هذه العلاقة ومدى تشكيلها لتهديد، هو أمر بالغ في تضخيمه المسؤولون الأمريكيون بهدف الدفع برواية أن أزمة فنزويلا وقيادة مادورو تمثلان تهديدا مباشرا للأمن الأمريكي. وبحسب مارتينيز غوجرلي، فإن الدور الحقيقي لحزب الله في فنزويلا لم تتم دراسته أبدا بشكل معمق.”
كما تضيف: “ولكن من خلال فهمي للأمور فإن سلاح حزب الله في فنزويلا سياسي، وهو لا يقوم بالتخطيط لأي عمليات إرهابية.”
“يبدو أن حزب الله متورط بدرجة معينة في عمليات التنقيب عن الذهب بشكل غير شرعي في جنوب فنزويلا، ولكني قد أزعم بأن مجموعات أخرى في المنطقة أيضا، مثل جيش التحرير الوطني، ومنظمة فارك المتمردة وبعض القوى شبه العسكرية التابعة لحكومة مادورو، تمثل خطرا أكبر من حزب الله.”
يشار إلى أن جيش التحرير الوطني الذي تم تأسيسه في 1964، هو مجموعة ثورية صغيرة من كولومبيا تعد 2500 مقاتلا، وهي مرتبطة بشكل وثيق بمنظمة فارك، ويبدو أن فنزويلا تتسامح مع وجودها في غرب البلاد. وفي كانون الثاني/ يناير 2019، كان جيش التحرير الوطني قد أعلن مسؤوليته عن تفجير سيارة في العاصمة الكولومبية بوغوتا.
منظمة إجرامية
هذه الاتهامات الموجهة لعادل الزبيار ليست حالة معزولة. إذ أنها تأتي في أعقاب لائحة الاتهام الموجهة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو و14 آخرين، بتهمة إدارة شراكة لإرهاب المخدرات مع منظمة فارك. هذه اللائحة التي صدرت عن واشنطن في آذار/ مارس الماضي تتهم مادورو وآخرين بالسعي لإغراق الولايات المتحدة بالكوكايين من أجل تقويض صحة وسلامة الشعب.
وقال جيوفري بيرمان المدعي العام حينها في جنوب نيويورك: “إن مادورو يتعمد استخدام الكوكايين كسلاح.”
هذه الاتهامات رافقها أيضا نشر ملصقات دعائية مثيرة تعرض مكافآت تصل إلى 15 مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات حول المطلوبين. وبعد وقت قصير قامت الإدارة الأمريكية بتعزيز حضورها في المنطقة الكاريبية، في إطار أكبر عملية بحرية تقوم بها في المنطقة منذ غزو بنما في 1989.
ملصقة “مطلوب للعدالة” يظهر فيها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وبحسب الجانب الأمريكي، فإن مادورو يتزعم عصابة “كارتل الشمس” المدعومة من الحكومة. ولكن هذه الاتهامات ضده تبقى مثيرة للجدل تماما مثل تلك الموجهة لعادل الزبيار.
أولا، لا أحد يعلم بالضبط ما القصد من عبارة إرهاب المخدرات. ثانيا فنزويلا ليست دولة منتجة للكوكايين، كما أنها ليست أهم طريق لعبور كوكايين كولومبيا. وأخيرا كما قال غانسون المحلل في مجموعة الأزمات الدولية: “كارتل الشمس هو على الأغلب من نسج الخيال.”
وقد ظهرت عبارة إرهاب المخدرات للمرة الأولى في البيرو في بداية الثمانينات، لوصف الهجمات التي تشنها مجموعة متمردة تدعى الدرب المضيء ضد شرطة مكافحة الممنوعات. ونسجت على منوالها الحكومة الكولومبية في استعارتها لهذه العبارة لوصف هجمات منظمة فارك ضد الشرطة.
ولكن رغم أن هذا المفهوم واصل ظهوره من حين لآخر في بعض أنحاء العالم، فإنه لم يصبح شائع الاستخدام إلا في التسعينات، عندما بدأ المسؤولون الأمريكيون باستخدامه ضد عصابات المخدرات والمجموعات غير النظامية في أمريكا اللاتينية.
ويقول بنوا غوميس، الباحث في جامعة سايمون فرايجر والباحث المنتسب في معهد تشاتام هاوس: “مثلما أنه لا يوجد إجماع حول تعريف الإرهاب، لا يوجد أيضا إجماع حول تعريف إرهاب المخدرات.”
ويتفق أغلب الناس على أن كلمة الإرهاب تعود على العنف الذي تمارسه أطراف غير حكومية ويستهدف المدنيين بهدف تغيير الرأي العام أو السياسات الحكومية. وبالنسبة للقضاء الأمريكي فإن تهريب الكوكايين إلى داخل الولايات المتحدة يتم بدوافع سياسية ويهدف إلى تقويض الصحة العامة.
ولكن من الناحية القانونية هذا الربط بين الأمرين يبقى مثيرا للشك.
إذ يقول غوميس: “إن القانون الجنائي الأمريكي لا يذكر ولا يعرف هذه العبارة المشحونة بمعاني سياسية التي قد تكون مضللة. وإلى جانب عبارة إرهاب المخدرات، فإنه لا يشير أيضا إلى دولة المخدرات. ويتطرق هذا القانون إلى الرابط بين تجارة المخدرات والإرهاب في الفقرة 960A من خلال الربط بين التهريب من جهة وتمويل منظمات ضالعة في الإرهاب من جهة أخرى.”
وبناء على دراسة حالات محددة في البيرو وأفغانستان ومالي والمكسيك، توصل غوميس في مقال بعنوان “إزالة الغموض عن إرهاب المخدرات” إلى أن هذا المفهوم غامض جدا ومبسط، وأنه يبالغ في تقدير أهمية تجارة المخدرات في تمويل الإرهاب واستخدام التكتيكات الإرهابية من قبل المهربين.
وعلى سبيل المثال فإن منظمة الدرب المضيء في البيرو، كانت تفرض ضريبة على إنتاج ونقل الكوكايين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، ولكنها لم تشارك أبدا بشكل مباشر في هذا النشاط. ومثلها تماما فإن جماعة طالبان وتنظيم القاعدة كانا يمثلان لاعبين هامشيين وبعيدين عن تجارة الهيروين والأفيون في أفغانستان.
وقد قامت عصابات المخدرات المكسيكية في العام 2017 فقط بقتل حوالي 30 ألف مدني، ولكن جرائمها لم تكن لها أي دوافع سياسية واضحة.
زعيم العصابة مادورو
المشكلة الأخرى في تصنيف فنزويلا على أنها دولة مخدرات تسيطر عليها عصابات، هي أن هذا البلد ليس بالموطن الطبيعي لنبتة الكوكا. ولئن كانت بعض المخابر في حدودها الغربية تستورد عجين الكوكا من كولومبيا لإنتاج الكوكايين، فإن ذلك لا يتم بكميات معتبرة.
وكانت منظمة مكتب واشنطن في أمريكا اللاتينية في تقرير لها بعنوان: “ما وراء رواية دولة المخدرات” قد أقرت بأن الفساد والجريمة المنظمة يتفشيان وسط الأزمة السياسية الاقتصادية في فنزويلا، ولكنها في المقابل أكدت أن هذا البلد لا يمثل طريقا رئيسيا للكوكايين الكولومبي.
وبناء على تحليل البيانات الأمريكية حول تهريب المخدرات، فإن هذه المنظمة رجحت أنه في العام 2018 تم تمرير 210 طن من الكوكايين عبر فنزويلا نحو الأراضي الأمريكية، وهو ما يمثل 10 بالمائة من إنتاج كولومبيا. أما التسعون بالمائة الأخرى فقد كانت تمر عبر طرق أخرى في غرب الكاريبي وشرق المحيط الهادي. وكانت غواتيملا بمفردها تمرر ستة أضعاف ما يمر عبر فنزويلا.
ويقول جيوف رمزي مدير برنامج فنزويلا في منظمة مكتب واشنطن في أمريكا اللاتينية: “إن الأدلة ضد مادورو ضعيفة، وهو ما يشير إلى أن هذا الأمر سياسي أكثر من كونه مرتبطا بمكافحة المخدرات.”
ويضيف رمزي: “إن فنزويلا بعيدة عن كونها الممر الرئيسي للكوكايين المتجه إلى الولايات المتحدة. وإذا كانت الحكومة الأمريكية ترغب في وقف تدفق الممنوعات، يجب عليها التركيز على الفساد في مناطق مثل هندوراس وغواتيمالا، أين توجد حكومتان تحظيان بعلاقة جيدة مع واشنطن منذ سنوات.”
عادل الزبيار يظهر مع عناصر مليشيا تابعة للأسد في 2011.
وأخيرا هنالك كارتيل الشمس، الذي يزعم أن عادل الزبيار ونيكولاس مادورو ينتميان إليه.
وبحسب خافيير مايوركا، المتخصص الفنزويلي في دراسة الجريمة، فإن السلطات الأمريكية صنعت خليطا من المافيا الإيطالية ومنظمة كالي الكولومبية، لتصنع صورة واحدة وتلصقها بالواقع الفنزويلي الأكثر تعقيدا من ذلك. وفي مقال له بعنوان: “الأساطير والحقائق حول كارتل الشمس” ذكر مايوركا أنه على الرغم من استفادة بعض عناصر الجيش من تجارة المخدرات، فإن هذه الظاهرة لا يمكن اعتبارها هيكلا هرمي الشكل في فنزويلا.
أما موقع إنسايت كرايم الأمريكي المتخصص في دراسة الجريمة في الدول اللاتينية، فقد جاء فيه أن “عبارة كارتل الشمس مستخدمة لوصف مجموعة غامضة داخل الجيش الفنزويلي تهرب الكوكايين. وهي عبارة مضللة، لأنها تخلق انطباعا بأن هنالك تنظيما هرميا لهذا النشاط. في الواقع هنالك بعض الخلايا داخل الجيش تعمل كمنظمات لتهريب المخدرات، ولكن وصفها بأنها كارتل أو منظمة هو أمر مبالغ فيه.”
كما أن موقع إنسايت كرايم شكك أيضا في الاتهامات الموجهة إلى عادل الزبيار، حيث قال: “إن الاعتماد على شاهد مجهول الهوية، وغياب التفاصيل فيما يتعلق بمزاعم تجنيد وتدريب عناصر حماس وحزب الله، يعني أن الاتهام الموجه لعادل الزبيار، والذي يأتي في أعقاب عدة اتهامات موجهة إلى دائرة مقربي مادورو، يبدو كأنه محاولة محسوبة لزيادة الضغط على الحكومة الفنزويلية.”
وعندما كان جورج بوش في 2002 قد استخدم للمرة الأولى عبارة “محور الشر” لوصف التحالف غير المنطقي بين العراق وإيران وكوريا الشمالية، قليلون من شككوا في هذا الوصف. ويبدو أن هذه المرة أيضا هنالك قلة من الذين يشككون في استخدام واشنطن لعبارة إرهاب المخدرات في محاولة منها لتوسيع محور الشر ليربط بين إيران وحزب الله وحماس إلى جانب الثوار الكولومبيين، وعصابات المخدرات في فنزويلا التي يقودها مادورو.
ويخلص غانسون إلى القول: “إن تهريب المخدرات منتشر في فنزويلا وكثيرون من أعضاء الحكومة والجيش متورطون فيه. ونفس الشيء بالنسبة لتهريب السلاح، حيث أن الحكومة تستضيف العصابات الكولومبية وسمحت لعناصر مجموعات أخرى مسلحة لدخول البلاد. ولكن لأغراض سياسية بحتة تسعى المعارضة الفنزويلية وإدارة ترامب إلى تقديم كل هذا على أنه جزء من مؤامرة إرهابية ممولة بالمخدرات، ضد الولايات المتحدة.”
المصدر: ميدل إيست آي