ترجمة وتحرير: نون بوست
ربما لم تتضرر أي قطاعات أخرى بشدة من جائحة فيروس كورونا بقدر ما تأثرت تلك التي تثرينا وترفه عنّا، من الثقافة والفنون إلى الرياضة والترفيه. فقد أُغلقت قاعات الحفلات الموسيقية وتراكم الغبار في المتاحف وأفلست دور السينما. وإذا كان فريقك الرياضي المفضل محظوظا بتنظيم مباراة مرة، فسيكون ذلك على الأرجح في ملعبٍ خالٍ من الجمهور – وهو ما يعني أن الرياضة لم تعد توفر لنا ملاذًا مثيرًا للهرب من العالم بل باتت تذكرنا في المقابل بالأزمة التي نمر بها.
لقد عادت أزمة الفنان الجائع للظهور من جديد، حيث بات مئات الآلاف من العاملين في هذه الصناعات إما عاطلين عن العمل أو ينتظرون أن يقع تسريحهم بعد الإجازات التي منحوا إياها. ثم نجد تداعيات الأزمة: فقد أصبحت مناطق الجذب المغلقة تقلل من احتمال انتعاش السياحة، ولن يتمكن الأطفال من إثراء زادهم الثقافي والمعرفي بشكل مباشر، ولن يتمكن سوى القليل منا من الحصول على المساهمات الإبداعية والملهيات التي تجعل الحياة أكثر ثراءً ومتعة.
يُعاد فتح هذه الأماكن تدريجيًا مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي بالطبع. ازدادت سرعة التجديد الرقمي بدافع الضرورة وبدعم من الإبداع. ولكن عددًا ضئيلًا من الأشياء سيعود إلى ما كان عليه.
لمساعدتنا على فهم وضع قطاع لا يبدو مستقبله واضحًا، طلبنا رأي عدد من رواد وخبراء الفنون والترفيه والرياضة، وهذه توقعاتهم:
اليوم الذي ماتت فيه الموسيقى
بقلم مارك سي هانسون، الرئيس التنفيذي لأوركسترا سان فرانسيسكو سيمفوني.
في مساء السادس من آذار/ مارس، استمعت من مقعدي المعتاد في قاعة ديفيز في أوركسترا سان فرانسيسكو سيمفوني إلى السيمفونية السادسة لغوستاف مالر وأنا أعلم أنه سيكون الأداء الأخير على ذلك المسرح لفترة طويلة. في اليوم التالي، أصبحت سان فرانسيسكو سيمفوني أول أوركسترا في الولايات المتحدة تعلن عن إلغاء الحفلات الموسيقية المباشرة نتيجة قواعد الصحة المحلية. ولا يمكن حتى الآن العودة لإحياء العروض المباشرة في قاعتنا.
كان تأثير كوفيد-19 على الفنون الاستعراضية – دون أي مبالغة – مدمرًا، حيث يهدد الوباء سبب وجود الأوركسترا المتمثل في جمع الناس معًا وإقامة مجتمع من خلال قوة عروض الموسيقى المباشرة والعواطف التي تخلقها. بالنسبة للكثيرين، هذه الخسارة تجربة وجودية.
على الرغم من أنني لا أستطيع التنبؤ بالمستقبل، فأنا أعلم أنه عندما يعود الجمهور لحضور الحفلات الموسيقية، من المحتمل أن يكون إرث الوباء هو دوره في تسريع قدرة الفنون على التواصل مع الجماهير من خلال التكنولوجيا. نحن نستثمر ونفكر بشكل خلاق في طرق جديدة لدعم وتوسيع هذه الاتصالات رقميًا أكثر من أي وقت مضى، سواء من خلال البث أو الواقع المعزز أو الافتراضي أو تعزيز سرد القصص. ليس لدي أدنى شك في أننا سوف ننظر إلى هذه اللحظة في المستقبل ونعترف بها على أنها قوة دفع خدمتنا جيدًا في عالم ما بعد الوباء.
كان للوباء تأثير فوري على الرياضة، حيث توقفت جميع أنواع الرياضة في جميع أنحاء العالم وعلى جميع المستويات تقريبًا
هل ستبدو الفنون الاستعراضية مختلفة في المستقبل؟ بالتأكيد. عندما نعيد فتح قاعة الأوركسترا، ستكون المسافة بين المقاعد كافية للالتزام بالتباعد الاجتماعي، وستفرض بروتوكولات اختبار للحفاظ على سلامة جمهورنا والموسيقيين وموظفينا. سوف نعدل ونعيد تصور ماذا نفعل وكيفية فعله.
لكن الأشكال الجديدة من التجربة الرقمية لن تحل محل الحفلات الموسيقية المباشرة التي تمتلك قدرة عاطفية عميقة للجمع بيننا. أظن أنني لست الشخص الوحيد الذي يتوق إلى اليوم الذي يمكنني الجلوس فيه مرة أخرى في قاعة الحفلات الموسيقية تلك، محاطًا بأشخاص آخرين يشاركونني حب الموسيقى.
أضف ضجيج الجماهير، لكن تجنب المصافحة
بقلم ريك كورديلا، نائب الرئيس التنفيذي ومدير الإيرادات في خدمة البث “بيكوك”.
كان للوباء تأثير فوري على الرياضة، حيث توقفت جميع أنواع الرياضة في جميع أنحاء العالم وعلى جميع المستويات تقريبًا عن عقد المباريات. ولا يشمل تأثير الوباء الألعاب التي وقع إلغاؤها والمواسم المؤجلة فقط، بل توقف المشجعين أيضا عن إنفاق الأموال في الحانات الرياضية والسفر لحضور المباريات، وبذلك لن تحصل المجتمعات على الإيرادات التي تتلقاها عادةً.
بعد المرحلة السيئة التي مررنا بها بسبب هذه الفترة، عادت أبرز الرياضات الاحترافية للنشاط لكن مع تغييرات كبيرة بالطبع: ملاعب فارغة وحماية فائقة للفريق للحفاظ على صحة اللاعبين وعمل المذيعين ومنتجي التلفزيون عن بعد. يريد المشجعون في المنزل مشاهدة المباريات أكثر من أي وقت مضى. وقد سجلت أرقام قياسية ومستويات أعلى مما سبق تحقيقه على مر سنوات في لعبة الهوكي والغولف وكرة القدم والبيسبول وكرة السلة. من الواضح أنه بإمكاننا الصمود ثقافيا عندما يتعلق الأمر بشوقنا للرياضة.
يركز السؤال الأهم على التحولات طويلة المدى والآثار النفسية التي تخلفها هذه التغييرات. تعمل بعض الرياضات بشكل أفضل من غيرها عند أخذ الاحتياطات. ويمكن مشاهدة لعبة الغولف وسباق السيارات دون جمهور، ولكن قد تحتاج مباراة الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية إلى إضافة ضوضاء الجمهور حتى تصبح مناسبة لمشاهدتها على التلفزيون.
حتى بعد اكتشاف لقاح، قد لا يرغب بعض المشجعين في الانتظار في طوابير طويلة والجلوس جنبًا إلى جنب مع 60 ألف شخص غريب. قد تتغير بعض الأشياء إلى الأبد مثل مصافحة اللاعبين للجماهير بعد المباراة كطريقة للاحتفال، وتجمع الصحفيين مع الفريق في غرفة تبديل الملابس.
ستتغير صناعة الرياضة أيضًا. في وسائل الإعلام، يعمل الإغلاق وتأجيل المباريات الرياضية على تسريع الانتقال الحالي من الاشتراكات في تلفزيون الكابل إلى خدمات البث، حيث تعمل خدمات مثل “بيكوك” على استثمارات جديدة كبيرة لاكتساب حقوق البث منذ بدء الوباء.
سوف تتكيف الرياضة مثل بقية المجتمع مع الوضع الجديد. وطالما أن هناك معجبين متحمسين لمشاهدة الفرق واللاعبين المفضلين لديهم، ومستعدون لتشجيع فرق مدنهم وبلدانهم، ستستمر الرياضة في الازدهار كعمل تجاري.
كورونا وضع هوليوود في أزمة
بقلم جوناثان كونتز، مؤرخ أفلام في مدرسة المسرح والسينما والتلفزيون بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس.
لقد قضى فيروس كورونا على كل فرع من فروع نموذج أعمال هوليوود، ولن ينعشه أي جهاز تنفس. كان هذا النموذج تحت الضغط بالفعل قبل كارثة 2020، الأمر الذي أدى فقط إلى تسريع التغييرات التي أطلقتها خدمات البث منذ أكثر من عقد.
استُبدلت مواقع التصوير والاكسسوارات التي قام بتجميعها آلاف الحرفيين بشاشات خضراء، بينما يقوم الأفراد على شاشات الكمبيوتر ببناء العوالم السينمائية التي نراها
أكثر ضحايا الفيروس تضررا هي دور السينما التي دُمرت بشكل لا يمكن إصلاحه. فهي مصممة على تقريب الناس من أجل عيش تجربة جماعية، ولا يمكنها الصمود لسنوات بالاعتماد على الأعمال الصغيرة؛ وإذا كان أمامها أي مستقبل على الإطلاق، فسيكون بمثابة تجربة أعيد تصميمها لتصبح أشبه بالمنتزه الترفيهي، حيث يقع التمتع بها مرة واحدة في السنة وبأسعار مرتفعة، مما يجعلها مجالا معزولا في صناعة الترفيه. ساهم الفيروس في تسريع هذا التحول، فقد أدت مشاهدة الأفلام في المنزل إلى إزاحة المسارح لعقد من الزمان، وكان هذا التغيير حتميا لا محالة، سواء بسبب الفيروس أم لا.
كان مركز الربح الأساسي لأعمال الصور المتحركة منذ عشرينات القرن الماضي هو التوزيع المسرحي، أي تشغيل شرائط السيلولويد ثم محركات الأقراص الصلبة لاحقا، في أكشاك العرض في جميع أنحاء البلاد. لكن الفيروس أنهى هذا المجال تماما، بعد أن تسبب البث المباشر بالفعل في تدهوره نظرا لإمكانية مشاهدة الأفلام في المنزل. حتى الأسواق الثانوية لشركات هوليوود الكبرى، مثل أقراص الفيديو الرقمية وأقراص بلو راي، قضى عليها البث المباشر. ولن تعيد نهاية الفيروس الفيديو المنزلي، فقد ولّى عهده أيضا.
حتى إنتاج الأفلام توقف بسبب الفيروس. وبينما تم إنشاء بروتوكولات مؤخرا لإعادة مسارح تصوير الأفلام إلى العمل مؤقتا، فإن الفيروس سرّع فقط في تحويل إنتاج الأفلام عن طريق الصور التي وقع إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر والتي تحل محل البيكسلات. لقد استُبدلت مواقع التصوير والأكسيسوارات التي قام بتجميعها آلاف الحرفيين بشاشات خضراء، بينما يقوم الأفراد على شاشات الكمبيوتر ببناء العوالم السينمائية التي نراها. لقد ولى عهد الممثلين والطواقم العملاقة في السنة الماضية إلى الأبد.
وجّه الفيروس ضربة قاضية إلى مجال يُحتضر بالفعل، بسبب خدمات البث المباشر مثل “نتفليكس” وتكنولوجيا الكمبيوتر للقرن الحادي والعشرين. إن الجهاد الذي قامت به ديزني ويونيفرسال ووارنر براذرز باعتبارها آخر شركات هوليوود الكبرى الصامدة حتى الآن لا ينطوي على إحياء الطرق التقليدية، مثل الإنتاجات الكبيرة في المسارح لجمهور كبير، ولكن بدلاً من ذلك، وإنما على التبني اليائس لنموذج البث المباشر، وتكوين مكتبات المحتوى، وإطلاق قنوات الاشتراك لمعرفة ما إذا كان من الممكن الظفر بمكان ما في هذا العالم الجديد الشجاع من الترفيه المنزلي والذاتي الذي يتم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر.
الأزمة أظهرت قوة التكنولوجيا في التواصل مع الجماهير
بقلم أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو.
لقد كان الوباء مدمرا للثقافة والفنون. في الغالبية العظمى من دول العالم، أغلقت المؤسسات الثقافية كليا أو جزئيا، ولا يزال العديد منها مغلقا حتى يومنا هذا وقد لا يفتح البعض أبوابه مرة أخرى. ولعل القضية الأكثر إلحاحا هي أن عددا لا يحصى من الفنانين في جميع أنحاء العالم تُركوا دون أي دخل. كما حُرم ملايين الأشخاص من عائدات السياحة التي تعتمد بشكل كبير على الأماكن والمنتجات الثقافية. لقد كشفت الأزمة عن مدى ضعف وهشاشة نظمنا البيئية الثقافية.
سيكون من الضروري بناء مستقبل معزز للثقافة ودعم المشاركين في تطويرها
في المقابل، أظهرت لنا الأزمة أيضا مدى أهمية الثقافة في حياتنا وهوياتنا. فهي تساعد على ترسيخنا في الحاضر وتسمح لنا بتخيل المستقبل. لقد أظهرت الأزمة أيضا الفرص المذهلة التي توفرها التقنيات الرقمية لربط الثقافة بالجماهير في جميع أنحاء العالم، والتي ستستمر بلا شك باعتبارها تيارا بصدد التطور.
في السنوات القادمة، سيكون من الضروري بناء مستقبل معزز للثقافة ودعم المشاركين في تطويرها. استجابةً للوباء، أطلقت اليونسكو حركة “صمود الفن”، مع ما يقرب 150 مناقشة شعبية تم تنظيمها حتى الآن في أكثر من 60 دولة. كما يجب أن يتحد العالم لحماية تراثنا الثقافي من خلال توفير التمويل المستدام للمؤسسات الثقافية. يجب أن نضمن ظروفا معيشية وعملية مستقرة للفنانين حتى يزدهروا. ويجب أن نسمح لكل شخص بالوصول إلى التنوع الثقافي الكامل. فالثقافة تحفز خيالنا وتطلق العنان لإبداعنا لبناء مستقبل أفضل.
سوف تتحول صناعة السينما إلى البلدان التي تتغلب على الوباء
بقلم بالتاسار كورماكور، مخرج ومنتج أفلام أيسلندي.
عندما ضرب الوباء آيسلندا، كنت أخرج إنتاجا لنتفليكس. بعد أسبوعين من الإغلاق، أقنعناهم بالسماح لنا ببدء التصوير من جديد بالاعتماد على نظام بروتوكولات الأمان الخاص بنا. كنا بمثابة فئران تجارب لنرى ما إذا كان يمكن أن ينجح. لقد أصيب شخصان بالفيروس، لكن لم يكن لدينا عدوى في المجموعة. أنا مقتنع بأن الشركات مثل شركتنا التي تعرض الأفلام وترسل أشخاصا للخضوع للاختبار تساعد في إيقاف العدوى.
في مكان آخر، تعرضت الصناعة لدمار تام. تم إغلاق كل شيء، من الإنتاج إلى دور السينما. إن كيفية تغيير الوباء للصناعة في المستقبل يعتمد كثيرا على بلد المنشأ. ستنمو صناعة السينما في أيسلندا بسبب الوباء. لقد تراجع عدد الحالات، وهناك الكثير من العمل في مجال الأفلام الآن لدرجة أن مشكلتنا لا تكمن في الفيروس، بل في أننا لا نستطيع العثور على الأشخاص الذين نحتاجهم.
ستكون أيسلندا هي الفائزة بلا شك، إلى جانب عدد قليل من البلدان الأخرى مثل ألمانيا التي تعاملت مع الوباء بيد ثابتة بفضل العلم، وركزت على التحمل على المدى الطويل ودون ذعر. أما الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع الأمر لا تزال فوضوية، وسيكون من الصعب أن تعود صناعة السينما إلى هناك مرة أخرى. أعتقد أنك سترى صناعة السينما الأمريكية تنتج المزيد من الأعمال في بلدان أخرى قبل أن تشعر بالأمان في وطنها مجددًا.
من يريد استضافة الألعاب الأولمبية في المستقبل؟
بقلم ديفيد كلاي لارج، زميل أقدم في معهد الدراسات الأوروبية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي.
تأجّلت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو لسنة 2020 إلى سنة 2021 بسبب جائحة كوفيد-19. على مر التاريخ، لم يتم تأجيل أي دورة أولمبية، وإنما ألغيت بعضها بسبب الحرب، بما في ذلك دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في طوكيو سنة 1940. وأُقيمت أولمبياد أنتويرب سنة 1920 في ظل الآثار المستمرة لجائحة الإنفلونزا الإسبانية المدمرة بين سنة 1918 و1919.
لا يوجد أي حدث رياضي كبير أكثر اعتمادًا على السفر الدولي من الألعاب الأولمبية
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت دورة ألعاب طوكيو المؤجلة ستعقد فعلا في سنة 2021. ولا وجود لأي دليل على تراجع هذا الوباء، وإذا استمرت الظروف على ما هي عليه الآن، فمن غير المرجح أن تُقام الألعاب الصيف المقبل. فهل من الممكن تأجيلها مرة أخرى؟ من المستبعد فعل ذلك حسب ما أفاد به كل من المنظمين اليابانيين والمسؤولين عن اللجنة الأولمبية الدولية. كما أن الحماس تجاه هذه التظاهرة قد انخفض في طوكيو، ولا توجد عمليََا مدينة قادرة على تحمل العبء المالي لتنظيم هذه الدورة.
بعد كل شيء، لا يوجد أي حدث رياضي كبير أكثر اعتمادًا على السفر الدولي من الألعاب الأولمبية. ويمكن التفكير في مباريات كرة السلة وكرة القدم (وإن كانت أقل إمتاعًا) كأحداث تلفزيونية فقط، لكن الألعاب الأولمبية كانت دائما بمثابة مهرجان تختلط فيه الجنسيات وكذلك الرياضيون.
قد يكون التأثير طويل المدى لفيروس كورونا على الألعاب الأولمبية هو أن عددًا أقل من المدن سيظهر اهتمامًا باستضافة هذه الألعاب. ومن المرجح أن تقوم المدن التي تنال فرصة استضافتها بالاستثمار أقل بكثير في البنية التحتية الجديدة مثل الملاعب الرياضية، والفنادق ووصلات النقل مما هو عليه الحال حاليًا. لقد تأثرت طوكيو مرتين بالفعل. فمن يقبل أن يكون الرقم ثلاثة بعد طوكيو؟
عصر المتاحف الذهبي قد انتهى (حاليًا)
بقلم جيمس س. سنايدر، مدير متحف إسرائيل في القدس والرئيس التنفيذي لمؤسسة القدس.
قبل بداية ظهور الوباء، كان مجتمع المتاحف الدولي ينشط بقوة. كان عقدا من العمل الخيري القوي عززه سجل مثير للإعجاب من الدبلوماسية الثقافية العالمية مكنّ المتاحف من تقديم المجموعات ومشاركة الأعمال وعرض الثقافة العالمية بطرق غير مسبوقة. اعتاد الجمهور في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد على تغذية أرواحهم من خلال الاستمتاع بهذه العروض في أماكن رائعة.
مع فيروس كورونا، توقفت روعة التنوير والتبادل فجأة. وتسمّر المسافرون في أماكنهم ولم تستطع الحشود التجمع، وبقيت الأعمال الفنية والتحف الثقافية الأخرى في أماكنها حيثما كانت. ووفقًا لمسح أجرته منظمة اليونسكو مؤخرًا، تم إغلاق ما يقرب من 90 بالمئة من متاحف العالم – مؤقتًا على الأقل – ويمثل إعادة فتحها بالفعل تحديًا هائلاً. ولكن العديد من المتاحف لا تزال مغلقة.
أصبحت المتاحف تُجرب طرقًا لخلق تجربة زيارة آمنة مع المحافظة على البهجة التي توفرها المتاحف لروادها. في الوقت الحالي، يتعلق الأمر بالحد من أعداد الزوار من خلال المطالبة بالحجز المسبق، وتسجيل معلومات الاتصال، وضمان تعقيم المعارض والأماكن العامة. مستقبلا، ستحتاج المتاحف إلى استراتيجيات جديدة لإنتاج وتقديم برامج غنية، فهي لم تعد قادرة على استقبال أعداد هامة من الزوار التي شكلت سابقا سبب نجاحها – وحتى تتمكن من تثقيف جمهورها في نفس الوقت.
سيتجلى تأثير فيروس كورونا في تسريع التفاوتات المتزايدة في الرياضة، خاصة في صفوف الفرق الدولية
في الوقت الحالي، الأهم هو أن نأخذ بعين الاعتبار المنفعة الفردية والمجتمعية التي توفرها المتاحف بينما نخرج بقوة من تأثيرات الوباء، إلى جانب الدور الأساسي الذي يجب أن تستمر المتاحف في لعبه في حياتنا لفترة طويلة.
المصدر: فورين بوليسي