انتشرت عدد من الدبابات حول دار الرئاسة وميدان السبعين في العاصمة اليمنية صنعاء، التي تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش والحوثيين، حيث نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان بأن “الجيش اليمني نشر عدد من الدبابات اليوم الأحد، حول دار الرئاسة وميدان السبعين وسط صنعاء”.
يأتي ذلك تزامنًا مع معارك عنيفة في محيط مقر المنطقة العسكرية السادسة بصنعاء، بين الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي الذين يحاولون السيطرة على مقر قيادة المنطقة في شارع الستين قرب منزل الرئيس “عبد ربه منصور هادي”.
وتأتي هذه الاشتباكات قبيل ساعات من توقيع الاتفاق المرتقب بين السلطات اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) اليوم الأحد، حسبما أُعلن عنه مساء أمس.
وكان بث التلفزيون الرسمي اليمني قد انقطع البارحة السبت لمدة ساعة قبل أن يعاود البث من “مقر بديل” دون الكشف عن مكانه، فيما سيطر المسلحون الحوثيون على مقره بالعاصمة صنعاء.
وكان التلفزيون الرسمي قد قال في وقت سابق إن “مسلحي جماعة الحوثي عاودوا قصفهم العنيف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة لمقر التلفزيون”، وذلك لليوم الثالث على التوالي، مضيفًا أن “عددًا من موظفي قناة اليمن الفضائية أصيبوا في هجوم لمسلحين حوثيين على مقر القناة”.
ومن قبل انقطاع البث، ناشد عاملون بالتلفزيون وزير الدفاع “محمد ناصر أحمد” سرعة إرسال تعزيزات عسكرية إلى مقر التلفزيون؛ حفاظًا على سلامة المتواجدين فيه، بحسب خبر عاجل بثه التلفزيون.
مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن “جمال بنعمر” كان قد أعلن مساء البارحة السبت أن “الأطراف اليمنية توصلت إلى صيغة اتفاق ينهي الأزمة القائمة بين الحكومة وجماعة الحوثي”، وأشار بنعمر إلى أن “الترتيبات تجري حاليًا للتوقيع، اليوم – الأحد – ، على الاتفاق الذي يقضي بوقف المواجهات الجارية بالعاصمة صنعاء”.
ولم يتطرق المبعوث الأممي إلى صيغة الاتفاق أو أهم ما ورد فيه، كما لم يصدر أي تعليق عليه من جانبي الحكومة اليمنية أو الحوثيين.
ومنذ أسابيع، تنظم جماعة “الحوثي” احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء، وبالقرب من مقار وزارات في وسط المدينة، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات، ولم تفلح مبادرة طرحها الرئيس منصور هادي وتضمنت تعيين حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود، في نزع فتيل الأزمة، نتيجة لتشكك الحوثيين فيها، واشتراطهم تنفيذها قبل إنهاء الاحتجاجات.
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة شمال البلاد، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.
ويُنظر لجماعة الحوثي بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائدًا في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر 1962.