دعا مرصد حقوقي أوروبي إلى فتح تحقيق في حادثة غرق قارب المهاجرين غير الشرعيين قرب شواطئ إيطاليا، والذي كان على متنه عدد من الفلسطينيين معظمهم من قطاع غزة.
وقال “رامي عبده” رئيس المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان – غير الحكومي – ويتخذ من جنيف مقرًا له إن المرصد يدعو إلى ضرورة فتح تحقيق يتناول كافة الانتهاكات في حادثة غرق السفينة التي حملت عشرات المهاجرين من بينهم عدد من سكان قطاع غزة، ودعا عبده خلال مؤتمر صحفي عقد البارحة الأحد في غزة، “الاتحاد الأوروبي إلى التعاون لكشف ملابسات الحادث”.
وقال: “على الدول المحيطة بأماكن النزاعات، خصوصًا في فلسطين وسوريا، أن تحسّن من وضع اللاجئين لديها، والتعامل معهم وفق القانون الدولي وحقوق الإنسان، ومنحهم حق الإقامة الشرعية، وعدم إبعادهم قسريًا أو اضطهادهم أو احتجازهم تعسفيًا”، وتابع أن “قارب الهجرة غير الشرعية الذي غرق في عرض البحر الأبيض المتوسط، أغرق بشكل متعمد”.
وكانت منظمة الهجرة الدولية قد أعلنت الإثنين الماضي أن نحو 400 شخص، بينهم عشرات الفلسطينيين، من الساعين إلى الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، اعتبروا في عداد المفقودين بعد قيام المهربين بإغراق السفينة التي كانت تقلهم.
وتحاول جهات رسميّة وحقوقية فلسطينية معرفة مصير المفقودين، فيما قالت السفارة الفلسطينية في اليونان في تصريح سابق لها إن القارب أُغرق عمدًا.
وكالة الأناضول كانت قد نقلت في وقت وقت سابق عن مصادر لم تكشف عنها، أن عشرات الفلسطينيين غادروا قطاع غزة مؤخرًا عبر الأنفاق الحدودية إلى مصر، بعد أن حصلوا على وعود بالهجرة إلى الدول الأوروبية عبر البحر.
ونشر العديد من النشطاء في قطاع غزة صور ومقاطع فيديو لأصدقائهم الذين قضوا غرقًا في رحلة بحثهم عن الحلم الأوروبي بالهجرة.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” قد حمّلت إسرائيل، وكل من يُساهم في حصار قطاع غزة، مسؤولية هجرة عدد من الفلسطينيين غير الشرعية إلى دول أوروبا.
وقال “صلاح البردويل” القيادي في حركة حماس، خلال مؤتمر صحفي عقده البارحة في غزة: إن “إسرائيل هي السبب الحقيقي والأول وراء الهجرة وإفراغ فلسطين من سكانها”، مضيفًا “إن كان لنا أن نبرر الهجرة، فإسرائيل هي السبب الحقيقي، وهي أساس كل مشكلات الفلسطينيين”.
ولفت إلى أنه بحسب التحقيقات الأولية التي أجرتها الجهات المختصة فقد تبين أن معظم المهاجرين سافروا بطريقة عادية عبر معبر رفح ووصلوا إلى الإسكندرية وتلقفتهم أيدي المهربين هناك، لإيصالهم عبر السفن المصرية إلى إيطاليا أو عبر البرّ إلى ليبيا في رحلة غير مضمونة العواقب قد تنتهي بالموت غرقًا.
وأشار البردويل إلى أن “القليل من المهاجرين خرجوا عبر الأنفاق بجوازات وأختام قام بتزويرها مهربون مقابل مبالغ من المال يقتسمونها مع مهربين في الطرف المصري، وتم إلقاء القبض على عدد من هؤلاء المزورين”.
وأكد أن “الكل الوطني، والقومي، والعربي، والكل الإنساني مطالب بوضع حد لسياسة الانتهاكات الإسرائيلية، وما تمارسه من خنق لحياة الفلسطينيين”.
وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة أكدت أنها ضبطت عملية تهريب الشباب الغزيّ من داخل القطاع نحو الجانب المصري، مشددةً على أن “الهجرة غير الشرعية” من داخل غزة في طريقها للانتهاء بشكل كلي.
وقال “إياد البزم” الناطق باسم وزارة الداخلية بغزة، إن” عملية الهجرة غير الشرعية من قطاع غزة نحو الجانب المصري، للإبحار إلى الدول الأوروبية، في طريقها للانتهاء، كما أن الوزارة ضبطت عملية تهريب الشباب الغزي، من خلال اعتقال بعض المهرّبين”.
وتابع: “اعتقلنا عددًا من المهربين في قطاع غزة، الذين يساعدون الشباب على الهجرة بطريقة غير شرعية، ويسهلون تحركاتهم ما بعد خروجهم من القطاع، من خلال التنسيق مع مهربين مصريين”، موضحًا أنه عمل فردي ومحمود.
وذكر البزم أن سلوك الشباب الفلسطيني للهجرة من داخل قطاع غزة إلى بعض الدول الأوروبية لا يرتقي ليصل إلى درجة “الظاهرة”، مشيرًا إلى أن الشباب الذي خرج للهجرة خرج في أيام سابقة.
ولفت البزم إلى أن بعض أن الشباب الغزيّ الذي غادر قطاع غزة بغرض “الهجرة غير الشرعية”، خرج بطريقة رسمية من خلال حصولهم على تأشيرات دخول لدول أوروبية، مقابل مبالغ مالية دفعوها للمهربين.
وتابع:” بعض المهاجرين، غادروا القطاع عن طريقة حصولهم على (فيز) رسمية مقابل مبالغ مالية دفعوها للمهرّبين، كما أنهم غادروا القطاع بشكل رسمي من خلال معبر رفح”.