آل البلتاجي.. أب وابن وطفلة وجدة‎

beltagy

قال الابن لأخته: قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لكِ الفِدا — مِمّا ألَمّ، فكُنتِ أنْتِ فِدائي

فأجابه الأبُ: قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لكُما الفِدا — مِمّا ألَمّ، فكُنتُما أنْتُما فِدائي

والبارحة تمكنت قوات الانقلاب العسكري من اعتقال محمد البلتاجي أبرز قادة ثورة 25 يناير وأهم قادة الحراك الثوري الذي انطلق منذ اليوم الأول لانقلاب 3 يوليو وأبرز الشخصيات السياسية الفاعلة في المشهد السياسي المصري قبل الثورة وطيلة العملية السياسية التي استمرة من يوم سقوط حسني مبارك وحتى يوم انقلاب الفريق عبد الفتاح السيسي على الرئيس المصري محمد مرسي.

ومن شاهد آخر تسجيل فيديو لمحمد البلتاجي قبل يوم واحد من اعتقاله وبعد أيام من استشهاد طفلته الوحيدة أسماء واعتقال ابنه الوحيد عمار، فإنه طبعا سيلاحظ ابتسامة البلتاجي العريضة التي حافظ عليها طيلة كلمته ولم تتأثر بالدموع التي ذرفها وهو يذكر “تلك النسمة الكريمة” عمار البلتاجي و”أستاذته الجليلة” أسماء البلتاجي.

https://www.youtube.com/watch?v=BsX6_f4W7rE

والتي حافظ عليها أيضا لحظة اعتقاله وأثار بها غضب معتقليها وأفسد بشارة رابعة التي رفعها مرارا أثناء اعتقاله فرحتهم بالوصول إلى قائد ميداني أتعبهم في ثورة يناير وأتعبهم طيلة أيام اعتصام ميدان رابعة العدوية وأرّقهم بصمته وغيابه منذ يوم فض الاعتصام الذي كانوا يعلمون جيدا أنه ليس صمت انسحاب وإنما صمت إعداد لمواجهة قادمة قد يكون الحسم فيها للثوار.

وبعد بضع ساعات من اعتقال البلتاجي، خرجت مدرسته ومدرسة أبنائه.. خرجت أمه على الفضائيات بكلمات كافية ليفهم الجميع من أين للبلتاجي كل تلك الشجاعة والبأس والثبات.. فوالدة البلتاجي لم تخرج لترثي حفيدتها أسماء أو لتبكي ابنها محمد وإنما خرجت لتقول: “كنت دائما أشجع نجلي على العمل لخدمة البلد وعلى التضحية لأجله”..

ثم أقسمت ثلاثا أن مسؤولين كبار في الجيش المصري اتصلوا بها لتكون واسطة بينهم وبين ابنها ولتقنعه بالرحيل إلى خارج مصر، وأن ردها كان دوما: “لو أن ابني فعل هذا فسأتبرأ منه.. وسأنظر إليه على أنه خائن”.

https://www.youtube.com/watch?v=2ZRhq6tEFfQ

وكما اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي يوم استشهاد أسماء ويوم اعتقال عمار، اشتعل تويتر وفايسبوك البارحة بتفاعلات المصريين وغيرهم مع خبر اعتقاله ومع صوره لحظة اعتقاله ومع شارة رابعة التي رفعها وسط العشرات من الجنود ومع الابتسامة التي لم تفارقه في أصعب اللحظات.

في حين ذكر كثيرون بتاريخ محمد البلتاجي النضالي في برلمان حسني مبارك وعلى ظهر سفينة مرمرة وفي قيادة ثورة 25 يناير وفي انقاذ ثورة 25 يناير يوم موقعة الجمل، وكذلك في النضال في وجه العسكر المتربصين بالثورة منذ يومها الأول.