“هالو” جهاز اللياقة الجديد القابل للارتداء من أمازون، عبارة عن سوار يوضع حول المعصم تبلغ تكلفته 100 دولار، من بين وظائفه الاستماع إلى محادثاتك لتفهم كيف يبدو صوتك للآخرين. يشتغل الجهاز مع تطبيق يقوم بمسح ثلاثي الأبعاد للجسم ليُطلعك على التقدم الذي أحرزته في فترة “الحجر الصحي“.
كانت أمازون صريحة فيما يتعلق بهذه الوظائف المتعددة التي ستكون متاحة لمستخدمي “هالو”. يكشف لنا الجهاز ما تعتقد إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في العالم أن عملاءها قد يرغبون في الحصول عليه سنة 2020.
يمتلك جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، صحيفة “واشنطن بوست”، ولكنني سأتحدث عن “هالو” بطريقة نقدية تماما مثلما أتحدث عن كل الأجهزة.
رفضت أمازون أن تسمح لي بالتحدث مع أي من المسؤولين التنفيذيين عن المنتج، ولم أُمنح الفرصة لاستخدام الجهاز من أجل تقديم انطباعي الأول عنه. (يمكن لأي شخص التسجيل في قائمة انتظار المنتج، وقد فعلت ذلك. آمل أن يختاروني).
من المنطقي أن شركة أمازون تريد تحفيز الناس على الاعتناء بصحتهم. هذه السنة على وجه الخصوص، تحاول شركات التكنولوجيا تحويل أجهزتها القابلة للارتداء، من تتبع اللياقة البدنية إلى المساعدة في الحفاظ على الصحة.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أطلقت شركة “فيتبيت”ساعة ذكية جديدة بقيمة 330 دولارًا، أُطلق عليها اسم “سنس”، تحتوي مستشعرا لقياس درجة الحرارة، وتطبيق تخطيط للقلب، ومستشعرا لنبضات القلب يرصد مدى استجابة الجسم للضعط.
في أيلول/ سبتمبر، من المتوقع أن تكشف شركة آبل عن نسخة جديدة من ساعتها مع العديد من المزايا الجديدة والتحسينات.
شارك منتجو ساعات “فيتبيت” وخواتم “أورا” وغيرها من الأجهزة القابلة للارتداء في دراسات سريرية لمعرفة ما إذا كانت البيانات التي تجمعها أجهزتهم مفيدة في التنبؤ بظهور أعراض فيروس كورونا قبل أن يدرك المرضى أنهم أصيبوا بالفيروس.
يستخدم تطبيق “هالو” الصور التي تلتقطها مرتديا القليل من الملابس الضيقة لتقدير نسبة الدهون في الجسم.
من عدة نواحي، يعد جهاز “هالو” من أمازون أداة تعقب صحية للغاية. لا يحتوي هذا الجهاز شاشة، ولكنه يتضمن على غرار ساعة “فيتبيت” مستشعرات تجمع بيانات حول نشاطك ونومك ودرجة حرارتك ونشاط قلبك.
يبدو جهاز “هالو” المقاوم للماء والمغطى بطبقة من القماش أو السيليكون، شبيها بالأساور التي انتشرت بين طلاب المدارس الثانوية في الثمانينات. علاوة على ذلك، يحثك التطبيق المصاحب للجهاز والخدمة المدفوعة على اتباع عادات صحية وفق برامج خاصة من شركات مثل “هيد سبيس” و”أورنج ثيوري فتنس”.
وعلى عكس “أبل واتش” وأجهزة الأخرى، لم يحصل جهاز “هالو” على تصريح من إدارة الغذاء والدواء، لذلك لا يعتبر جهازًا طبيًا.
لكن جهاز “هالو” والخدمات التي تقدمها أمازون بتكلفة شهرية تبلغ 4 دولارات، تسعى لتوظيف الذكاء الاصطناعي لتقديم دليل صحي شامل، وهنا تصبح الأمور غريبة.
لا يستطيع جهاز “هالو” تتبع وزنك بشكل تلقائي، ولكنه يطلب منك التقاط صور وأنت ترتدي القليل من الملابس الضيقة، ويقوم التطبيق بتقدير نسبة الدهون في جسمك. بعدها، يظهر شريط تحفيزي في التطبيق يُعطيك فكرة عما ستبدو عليه في حال فقدت الوزن.
ثم نجد مراقبة نبرة الصوت. تقول أمازون إن فهم المشاعر يمثل عاملا أساسيا في رصد الحالة الصحية، لذا فهي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل “الطاقة الإيجابية” في صوت المستخدم، من خلال الميكروفونات الموجودة في الجهاز. (يُنشئ الجهاز ملفا تعريفيا لصوتك أثناء الحديث ويُميزه عن أصوات الآخرين من حولك).
تقول أمازون إن تحليل نبرة الصوت يكشف مثلا كيف أن “مكالمة عمل مشوبة بالتوتر تؤدي إلى تواصل المستخدم بقدر أقل من الإيجابية مع أفراد عائلته، وهو دليل على تأثير الضغط على الحالة العاطفية”.
ما الذي يترتب على ذلك؟ هل من المهم حقا أن نعرف ما يقوله الذكاء الاصطناعي عن نبرة صوتنا؟ وهل يتطلب ذلك أن نغير سلوكنا أو نطلب المساعدة؟ تقول أمازون إنه يمكنك استخدام تلك البيانات في تحسين آدائك عندما تتحدث أمام الجمهور، أو لفهم تأثير نومك على نبرة صوتك.
تقول المتحدثة باسم أمازون، مولي ويد، إن هذه التقنية لا تصدر “أحكامًا” بشأن نبرة الصوت، لكن تعليقات من قبيل “ودي” و “متردد” و”مرهق” هي بالتأكيد ملاحظات تنطبق على الشخص ذاته.
لماذا يجب أن نثق بما يقوله الذكاء الاصطناعي عن نبرة صوتنا؟ ترتبط نبرة الصوت بالجنس والعرق والطبقة الاجتماعية. فهل سيحكم الذكاء الإصطناعي على المرأة بشكل أكثر صرامة من الرجل؟ تقول ويد إن الشركة زوّدت الجهاز ببيانات عن “كل المجموعات السكانية”.
تستخدم “هالو” الميكروفونات الموجودة على السوار للاستماع إلى محادثاتك وتحليل كيفية تعاملك مع الآخرين.
من الواضح أيضًا أن الخصوصية تمثل عقبة أمام “هالو”. في الواقع، يشعر العديد من مستخدمي مكبرات الصوت المنزلية الشهيرة “إيكو” (من إنتاج أمازون)، بالقلق من أن المساعد الشخصي “أليكسا” يتنصت على محادثاتهم. (تلجأ الشرطة بشكل متزايد إلى تلك التسجيلات للحصول على أدلة).
على عكس مكبرات الصوت “إيكو”، لا يرسل “هالو” محادثات مستخدميه إلى أمازون. يستخدم “هالو” المحادثات في تحليل نبرة الصوت ثم يحذفها تلقائيا. (يمكنك الضغط على زر في الجهاز لإيقاف عمل الميكروفون).
تقول أمازون إن صور مسح الجسم ثلاثية الأبعاد تصل إليها لكنها تُحذف من أجهزتها بعد معالجتها.
لكن استخدام “هالو” يعني على أي حال أن أمازون ستجمع معلومات أكثر عنك. تقول أمازون إنه لا يمكن لأحد الاطلاع على بياناتك الصحية دون إذن منك، وأنها لن تبيعها. كما تقول الشركة العملاقة أيضًا إنها لن تستخدم البيانات التي يجمعها “هالو” لتبيع لك أي منتجات. لكنها أعلنت بالفعل عن شراكة مع شركة التأمين “جون هانكوك” للاستفادة من بياناتك بهدف مساعدتك على الادخار.
تتمتع أمازون بتاريخ طويل في تجربة كل شيء في مجال التكنولوجيا الاستهلاكية. وبما أنها لا تمتلك هاتفا ذكيا خاصا بها في السوق، فقد كان عليها التفكير خارج الصندوق.
على مر السنين، كتبت عن منتجات أمازون، بما في ذلك كاميرا “إيكو لوك” التي تساعدك في اختيار ملابسك ( غير متوفرة الآن)، ومشغل الوسائط المتعددة (جهاز فاير تي في كيوب)، ومؤخراً، نظارات تمكنك من إجراء محادثات خاصة في أي مكان تذهب إليه (نظارات إيكو).
على غرار العديد من تلك الأجهزة التي أنتجتها أمازون، لا يمكنك شراء “هالو” على الفور- ليس الآن على الأقل. يمكن للعملاء في الولايات المتحدة التسجيل على موقع أمازون لطلب أولوية الحصول على المنتج، ويتضمن الجهاز وستة أشهر من الخدمة مقابل 65 دولارًا.
المصدر: واشنطن بوست