أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية البدء بهجمات التحالف الدولي المشترك ضد تنظيم “داعش” في سوريا، مستخدمة طائرات مقاتلة وأخرى قاذفات للقنابل وصواريخ توماهوك نوع أرض – أرض، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية اللواء البحري “جون كيربي” فجر اليوم الثلاثاء “أستطيع التأكيد على أن الجيش الأمريكي وقوات الدول الحليفة يقومون بتنفيذ عملية عسكرية ضد إرهابيي داعش في سوريا باستخدام طائرات مقاتلة وأخرى قاذفات قنابل وصواريخ توماهوك الأرضية الهجومية”.
وأضاف كيربي “بما أن العمليات لاتزال متواصلة فنحن لسنا في موقف يؤهلنا من تزويد تفاصيل إضافية في هذا الوقت”، مؤكداً على أن “قرار تنفيذ الهجمات قد تم في وقت مبكر من اليوم من قبل القيادة المركزية للجيش الأمريكي”.
تأتي هذه الهجمات في ضمن حملة دولية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لتشكيل حلف سياسي وأمني وعسكري واقتصادي وإعلامي لمحاربة تنظيم داعش المدرج على قوائم الإرهاب.
في الوقت ذاته أكد نشطاء سوريون على أن نحو 20 غارة جوية شنت على مواقع لتنظيم “داعش” في منطقة البوكمال شرقي سوريا على الحدود مع العراق.
ونقلت وكالة الأناضول عن الناشطين قولهم أن نحو 20 غارة جوية شنّت صباح اليوم على البوكمال واستهدفت منطقة الصوامع ومدرسة الزراعة وحاجز السويعية، وهي مواقع تابعة لتنظيم “داعش” في المنطقة.
وأضاف الناشطون أن الغارات تم شنها خلال نصف ساعة فقط، ولم يتبيّن لهم على الفور فيما إذا كانت الطائرات التي نفذت الغارات تابعة للنظام السوري أم للتحالف الدولي.
وفي مدينة الرقة -المعقل الأساسي لتنظيم داعش-، نقلت تنسيقيات سورية معارضة -وهي مجموعات شبابية عاملة هناك- أن طيران التحالف شن 18 غارة جوية على مواقع لـ”داعش” في محافظة الرقة المعقل الأساسي لتنظيم “داعش” في سوريا فجر اليوم.
كما أفاد الناشطون أن مواقع تابعة لـ “جبهة النصرة” في قرية كفرديان بريف محافظة إدلب شمالي سوريا، تم قصفها من قبل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد “داعش”، مؤكدين أن 5 صواريخ، لم يحددوا نوعها أو مصدر إطلاقها، سقطت 4 منها على مزارع محيطة بقرية كفرديان تحوي مواقع ومستودعات أسلحة تابعة لجبهة النصرة.
وأضافوا أن صاروخاً آخر سقط على بناء مؤلف من طابقين يسكنه نازحون من مناطق قريبة من إدلب، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأوضح الناشطون أن القرية التي تم استهدافها تبعد مسافة كبيرة عن المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” شمالي سوريا، ما يشير إلى أن هذه الضربات كانت موجهة لجبهة النصرة المدرجة مع “داعش” على لوائح الإرهاب الأمريكية.
الدول المشاركة
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين أمريكيين، أسماء 5 دول عربية تشترك مع الولايات المتحدة في الغارات الجوية، التي بدأت ضد داعش فجر اليوم.
حيث نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن المسؤولين الذين لم تفصح عن هوياتهم، أن البحرين، وقطر والمملكة العربية السعودية، والأردن، والإمارات العربية المتحدة، تشارك في الغارات.
وقال المسؤولون أن الضربات الجوية تستهدف مواقع قيادة التنظيم في سوريا، ومواقعه اللوجستية، ومعسكرات التدريب التابعة له، بالإضافة إلى موقع قيادة التنظيم في محافظة الرقة.
وكان الجيش الأمريكي قد شن منذ أغسطس الماضي حوالي 190 غارة جوية ضد مواقع داعش في العراق، ومع الغارات الجديدة يتسع نطاق مواجهة التنظيم ليشمل سوريا أيضا.
في الوقت ذاته أعلن الأردن صباح اليوم الثلاثاء مشاركته في الغارات التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية ودول “حليفة” ضد تنظيم “داعش” بسوريا، جاء ذلك على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية “محمد المومني”.
وقال المومني أن “الأردن يشارك حالياً في الغارات الجوية التي انطلقت منذ نحو ساعتين على عدد من أهداف تنظيم داعش في سوريا”، مضيفاً أن بلاده “انضمت إلى الائتلاف الدولي الهادف إلى وقف زحف تنظيم داعش، ولن تسمح له بتدنيس الأراضي الأردنية، وستعمل على المبادرة باتخاذ ما يلزم لحفظ أمن وسلامة أراضيها”.
بدورها أعلنت خارجية النظام السوري اليوم الثلاثاء أن الجانب الأمريكي أبلغ مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة “بشار الجعفري” أمس الإثنين، بأنه سيتم البدء بتوجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم “داعش” في الرقة شمالي البلاد، وذلك بحسب وكالة أنباء النظام (سانا)، دون أن يصدر أي تأكيد من الجانب الأمريكي في ذلك.