ترجمة وتحرير نون بوست
سافرت أكثر من 150 امرأةً جميلةً من البرازيل وروسيا وكل مكان إلى جزيرة خاصة في المالديف للاحتفال مع بضع عشرات من الرجال فقط في الشرق الأوسط، كان المضيف محمد بن سلمان – الذي كان عمره حينها 29 عامًا وكان وزيرًا للدفاع – الذي أصبح اليوم نائبًا لرئيس الوزراء ووليًا للعهد ومن بين أقوى الشخصيات في المنطقة وأغناها أيضًا.
بالعودة إلى يوليو 2015 كان ابن سلمان مستعدًا لتفجير مفاجأة ضخمة كان مقررًا لها أن تستمر لمدة شهر تقريبًا، كان المكان هو “فيلا” جزيرة خاصة في المالديف مصممة لتكون واحدة من أكثر جهات العالم فخامة وأعلاها تكلفة.
تحتوي الجزيرة على نحو 40 فيلا خاصة بعضها بُني على ركائز تطل على المياه الزرقاء للمحيط الهندي، ولتلك المنازل مراكب خاصة وحمامات سباحة، جاء كل شخص مع خادمه الخاص، كان هناك أيضًا آلة ثلج حتى يستطيع الزوار المرح في عاصفة ثلجية على الشاطئ الاستوائي.
“لقد كانت إجازة خاصة بالأمير”، هذا ما كتبه برادلي هوب وجاستن تشيك في كتابهما: “الدم والنفط: مهمة محمد بن سلمان القاسية للقوة العالمية”، ولأن محمد بن سلمان استأجر الجزيرة بأكملها، فقد كان المكان بأكمله له وللوفد المرافق له.
أنفق محمد بن سلمان 50 مليون دولار لاستئجار منتجع جزيرة “فيلا” في جزر المالديف
بحسب الكتاب، بلغت التكلفة 50 مليون دولار، كان سيحصل جميع العاملين في المكان – أكثر من 300 شخص – على 5 آلاف دولار كبقشيش سخي، هؤلاء العاملون كانوا يجنون عادة نحو 1000 إلى 1200 دولار شهريًا.
أُنفق المال بشكل جيد لأن الأمير وطاقمه كانوا يقدرون الخصوصية، لقد كان يفعل كل ما بوسعه لإبقاء الوفد بعيدًا عن أعين الصحافة، يقول الكتاب: “كان محمد بن سلمان يعلم أن الشاب السعودي أصبح متعبًا من عقود من الإنفاق ببذخ بواسطة الأسرة الحاكمة وسماع القصص على الإنترنت عن منازل الأمراء الفخمة وإنفاقهم الأموال في محلات “هارودز” وسيارات السباق في شوارع مايفاير في لندن”.
لضمان السرية لم يكن مسموحًا للموظفين بإحضار هواتف ذكية على الجزيرة، كان مسموحًا فقط بهواتف تشبه نوكيا 3310 لأغراض الاتصال فقط، وتعرض اثنان من الموظفين للفصل لخرقهم القواعد.
كُلف مجموعة موظفين باستقبال العارضات، حيث توقف القارب عند رصيف الجزيرة ونُقلت العارضات بواسطة عربة جولف إلى منشأة طبية لاختبار إصابتهم بأمراض تنتقل عن طريق الجنس.
يقول المؤلفان: “بعد إجراء الاختبار جلست السيدات في الفيلا التي ستصل إليها الطائرة البحرية التي تقل ابن سلمان وأصدقائه”، وبغرض الترفيه استأجر الأمير أسماءً كبيرةً حول العالم من بينها المغني الشهير بيتبول ومغني الراب الكوري ساي ودي جي أفروجاك، كان من المقرر أيضًا حضور جينيفر لوبيز وشاكيرا.
اشترى ابن سلمان يخت “سيرين” البالغ طوله 439 قدمًا بمبلغ 500 مليون دولار
كان الرجال ينامون معظم اليوم، ثم يستيقطون عند الغروب ويستعدون للاحتفال، كانت الفرق الموسيقية والدي جي تعمل أمام ساحة رقص تطل على حمام السباحة، بينما تقوم فرق صغيرة بالأداء فوق المسارح المنتشرة حول الجزيرة.
في إحدى الليالي تحمس ابن سلمان كثيرًا في أثناء عرض لأفروجاك حتى إنه صعد فوق المسرح، يقول الكتاب: “ابتهج الرجال والعارضات كثيرًا عندما تولى الأمير قيادة الدي جي وبدأ في تشغيل أغانٍ من اختياره بينما كان أفروجاك يبتعد وهو يتمتم حريصًا على أن لا يطلق سبابه إلا عندما يكون بعيدًا عن مسمع الأمير، كانت الحفلات تستمر كثيرًا حتى الفجر”.
في بعض الحالات كان محمد بن سلمان يعتمد على طاقمه الخاص في أشياء مثل تقديم الكحوليات التي تعد محظورة في السعودية، كان موظفو الجزيرة يقفون في المحيط الخارجي بعيدًا عن المكان، لأن السعوديين لم يرغبوا في أن يراهم مواطنو بلد مسلم آخر وهم يشربون الكحوليات.
بعد أقل من أسبوع على تلك الحفلة الماجنة تسربت الأخبار المحلية عن وجود ابن سلمان هناك وسرعان ما انتشر الخبر في كل مكان، غادر ابن سلمان سريعًا ثم غادرت العارضات بعده، لم يتعلم الأمير أي درس من الحادث عن الابتعاد عن الأنظار، لكن ربما تعلم أهمية الخصوصية.
سرعان ما اشترى محمد بن سلمان “سيرين” اليخت الفاخر الذي يبلغ طوله 439 قدمًا، دفع الأمير أكثر من 500 مليون دولار لصاحب اليخت الروسي (نحو ضعف ثمنه الأصلي)، تبلغ مساحة اليخت 48 ألف قدم أي أكبر من صالة محطة جراند سنترال، يضم اليخت مهبطين لطائرات الهليكوبتر ورصيف غواصة وغرفة مشاهدة تحت الماء وجاكوزي وقاعة سينما وسلم حلزوني كبير يطل على بيانو ضخم.
اشترى ابن سلمان قصرًا في فرنسا بالقرب من قصر فرساي بمبلغ 300 مليون دولار
يقول المؤلفان: “كان أنيقًا وفاخرًا ومناسبًا لاستضافة الشخصيات المهمة جدًا، لكنه يمكن أن يتحول أيضًا لقصر حفلات لقضاء الليالي مع الأصدقاء”، ومن أجل الاسترخاء على اليابسة أيضًا اشترى فريق محمد بن سلمان قصرًا فرنسيًا صارخًا بالقرب من قصر فرساي يضم نوافير وأرضيات فخمة وحتى خندق مائي بمبلغ يصل لأكثر من 300 مليون دولار.
ربما كان هذا الإنفاق المفرط من محمد بن سلمان رد فعل على طفولته المتواضعة (وفقًا لمقاييس العائلة المالكة)، فقد كان الافتقار للمال هو ما شكل طفولة محمد بن سلمان، يعد ابن سلمان الطفل الثامن للملك سلمان والأول لأمه الزوجة الثالثة للملك، كان يحب في طفولته الغوص والوجبات السريعة وألعاب الفيديو بما فيها سلسلة “Age of Empires“.
على عكس بعض أشقائه لم يذهب محمد بن سلمان للدارسة في الخارج في إنجلترا أو فرنسا، لكنه ظل في المملكة وهذا الوجود ساعده في المعرفة العميقة بنقاط ضعف خصومه في الأسرة المالكة.
عندما أتم 15 عامًا علم من ابن عمه أن والده لم يجن ثروة كبيرة، فرغم عقود في المنصب أصبح مدينًا بشكل خطير للأمراء ورجال الأعمال، يقول ابن سلمان: “لقد كانت أول صدمة وتحديًا أواجهه في حياتي”.
هذا القلق المالي دفع محمد بن سلمان للبدء في البحث عن طرق لكسب المال، اقترب محمد من والده وطلب منه طلبًا غير عاديًا بالنسبة لأمير، لقد أراد أن يفتح متجرًا فضحك والده، لكنه قريبًا سيجني أموالًا حقيقية.
عندما بلغ محمد بن سلمان 16 عامًا جنى نحو 100 ألف دولار من بيع العملات الذهبية والساعات الفاخرة التي امتلكها كهدايا من عائلته الغنية، ثم بدأ في تداول الأسهم، قام محمد بن سلمان بعد ذلك بإنشاء شركات خاصة به وأسس شركة لجمع القمامة ومجموعة شركات عقارية.
في بعض الأحيان كان يبدو شديد القسوة، حيث تقول إحدى الحكايات عنه إنه أطلق رصاصة على مالك أرض رفض أن يعطيه سند ملكية الأرض، ومنذ ذلك الحين حصل على لقب “أبو الرصاصة”.
حكم المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها مجموعة كبيرة من الأمراء الذين توجب عليهم مشاركة السلطة والاجتماع على الرأي، في بعض الأحيان تختلف بعض الفصائل، لكن بعد صعوده للسلطة أثبت محمد بن سلمان قسوته في التغلب على أي خصوم محتملين وتعزيز سلطته.
وفي النهاية تجاوز ابن عمه ليصبح وليًا للعهد وبعدها بعدة أشهر قليلة سجن الكثير من أفراد الأسرة المالكة في حملة “التطهير ضد الفساد” عام 2017.
بينما يُقال إن الأمير مقرب من والده، فقد أصبح الحاكم الفعلي للسعودية، وكان وراء الكثير من الإصلاحات الجارية في البلاد بما في ذلك مرسوم 2017 الذي سمح للنساء بقيادة السيارات، ولصغر سنه فمن المتوقع أن يستمر نفوذه وإنفاقه الباذخ لفترة طويلة قادمة.
يقول المؤلفان: “لقد قال فريقه: انسوا النقاد، ما زال لدى محمد بن سلمان عدة سنوات لإثبات رؤيته، إنه حتى ليس الملك بعد، قد يأتي إرثه بعد 10 أو 20 أو حتى 30 عامًا”.
المصدر: نيويورك بوست